ن. تايمز: استراتيجية إسرائيلية جديدة ضد حماس وغزة بعد صدمة طوفان الأقصى.. واجتياح بري متوقع
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن إسرائيل بصدد بدء استراتيجية مختلفة ضد حركة "حماس" وقطاع غزة، قد تفضي إلى إجبار جيش الاحتلال على تنفيذ اجتياح بري عنيف للقطاع، بعد الفشل الاستخباراتي والدفاعي الكبير الذي كشف عنه الهجوم الكاسح الأخير الذي نفذته الحركة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة وبقية مدن دولة الاحتلال.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير للصحيفة، طلب عدم كشف هويته، إن هذا الهجوم واسع النطاق، الذي كان ناجحاً في معظمه من وجهة نظر الحركة الفلسطينية، "فاجأ جهاز الاستخبارات وكشف عن بعض الإخفاقات الكبيرة لدى مؤسسة الدفاع الإسرائيلية".
وأشار إلى أنه "سيؤدي لتغيير الاستراتيجية العامة لإسرائيل تجاه الحركة وقطاع غزة"، وهو ما رأت الصحيفة أنه سيكون له تأثير بعيد المدى على الشرق الأوسط بأكمله.
وأضاف المسؤول، أن "اختيار تاريخ الهجوم لم يكن مصادفة على الأرجح، لكنه اختيار دقيق من قبل (حماس)، إذ اختارت تاريخاً يُنظر إليه على أنه يمثل صدمة وطنية"، لافتاً إلى أن المفاجأة الاستخباراتية، فضلاً عن قدرة الحركة على عبور الحدود والتسبب في خسائر فادحة، تذكر بشكل لافت بحرب عام 1973.
اقرأ أيضاً
كيف تعمق عملية طوفان الأقصى أزمات اقتصاد إسرائيل وتقودها نحو المجهول؟
اجتياح بري لغزةوحذر المسؤول من أن إسرائيل "سترد بقوة على الهجوم"، لافتاً إلى أنها "قد تغير استراتيجيتها، وربما تشن غزواً برياً داخل غزة، وذلك على الرغم من النتيجة الكارثية لهذا الأمر، إلا أنها قد تشعر أن (حماس) لم تترك لها أي خيار".
ونفذت حركة "حماس" هجوماً واسعاً مباغتاً في محيط قطاع غزة حمل اسم "طوفان الأقصى"، إذ اقتحم مقاتلون فلسطينيون بلدات إسرائيلية عدة، بالتزامن مع إطلاق نحو آلاف الصواريخ باتجاه جنوب إسرائيل، إذ أودى الهجوم غير المسبوق، بحياة نحو 300 إسرائيلي، وأسفر عن أسر ما يقارب 50 إسرائيلياً، بينما أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية، ارتفاع عدد الجرحى إلى 1590 بينهم نحو 300 بحالة خطرة.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اعتبر الهجوم، "حرباً، لا مجرد عملية عسكرية"، وأعلن استدعاء قوات الاحتياط لإعادة السيطرة على البلدات الإسرائيلية، والشروع في رد "يكبد العدو ثمناً فادحاً".
اقرأ أيضاً
تقديرات عبرية باختطاف 100 إسرائيلي واقتيادهم إلى غزة
استراتيجية سابقة فاشلةوقالت "نيويورك تايمز"، إن الاستراتيجية الإسرائيلية تتلخص في "احتواء القتال ضد المسلحين في قطاع غزة ما دامت أعداد القتلى في صفوفها ليست مرتفعة للغاية، الأمر الذي قد يضطرها إلى الانخراط الآن في غزو بري شامل".
وذكرت أن إسرائيل "ظلت حتى الآن قادرة على احتواء (حماس) وغزة من خلال استراتيجية تعتمد على شبكة استخباراتية قادرة على التحذير مسبقاً من تحركات الحركة، وكذلك على قدرة الجيش الإسرائيلي على صد الغزو البري الذي قد تشنه، ولكن هذه الضمانات أثبتت فشلها في هجوم السبت الذي شنته (حماس)".
وأشارت الصحيفة، إلى أن هذه الاستراتيجية فشلت بعد مرور 50 عاماً على اليوم الذي بدأت فيه حرب أكتوبر عام 1973، ما يجعل فكرة أن إسرائيل لم تكن على عِلم بشأن هذا الهجوم "أكثر إثارة للدهشة".
وكانت إسرائيل قد استثمرت موارد هائلة في تحقيق أكبر قدر ممكن من الاختراق الاستخباراتي لنظام الحركة في غزة، ما أعطاها كميات كبيرة من المعلومات حول معظم مبادرات الحركة، كما ساعد أيضاً في تحديد أماكن العديد من قادتها وقتلهم، ولكن اليوم باءت كل هذه الجهود بـ"الفشل"، بحسب الصحيفة.
اقرأ أيضاً
صدمة وفشل وكابوس.. كيف رأت الصحف العبرية عملية طوفان الأقصى؟
ثمن باهظفي السياق، أعرب 4 رؤساء وزراء إسرائيليين متعاقبين عن رأيهم بشكل متكرر بأن ثمن غزو واحتلال قطاع غزة من أجل سحق "حماس" سيكون باهظاً للغاية، سواء لحياة الجنود الإسرائيليين أو الفلسطينيين.
ونقلت الصحيفة عن 3 مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن تل أبيب واصلت التصرف بهذه الطريقة، رغم علمها أن حركتي "حماس" و"الجهاد الفلسطيني"، تلقتا التمويل والتدريب والأسلحة والمعدات القتالية والاستخباراتية من إيران، وأن هذه الجماعات قد أصبحت أقوى من قبل.
وأضاف أحد هؤلاء المسؤولين، أنه على الرغم من أن الاستخبارات الإسرائيلية جمعت بعض المؤشرات على أن "حماس" تخطط لشن عملية كبيرة، فإنها كانت بعيدة عن تكوين صورة واضحة عن الأمر.
ورجح المسؤول "عدم استيعاب إسرائيل" لحجم الاستعدادات التي كانت مطلوبة لـ 250 عضواً من "حماس"، الذين تم تكليفهم بقيادة الهجوم واستهداف القواعد العسكرية والمدن.
اقرأ أيضاً
البيت الأبيض يستبعد تأثر التطبيع الإسرائيلي السعودي بعملية طوفان الأقصى
قصور استخباراتيمن جانبهم، قال مسؤولون أمريكيون للصحيفة، إن كلاً من إسرائيل والولايات المتحدة كانتا "على عِلم بأنه من الممكن أن تشن حماس هجوماً في مرحلة ما أو حتى إن الأمر قد يكون مرجحاً"، لكنهم ذكروا أنه لم يكن هناك تحذير تكتيكي محدد بشأن الضربات التي وقعت السبت، كما لم تكن هناك إشارة تسمح لإسرائيل باتخاذ إجراءات محددة.
بدوره، قال ميك مولروي، وهو ضابط سابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية CIA ومسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، إن "مدى تعقيد الهجوم الذي نفذته حماس يشير إلى أنه تطلب الكثير من الاستعدادات".
وأضاف: "كانت هناك مؤشرات محتملة على جمع الذخائر وإعداد القوة الهجومية، كما كان هناك نشاط إلكتروني في إسرائيل قبل الهجوم".
اقرأ أيضاً
الحصيلة الأولية لطوفان الأقصى.. 200 شهيد في غزة و40 قتيلا إسرائيليا وأسر العشرات
بطء حركة الجيش وضعف المؤسسة الأمنيةولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من علم الجيش الإسرائيلي بإمكانية قيام "حماس" بغزو بري للاستيلاء على قواعد عسكرية على طول الحدود، وإلمامها بمدى استعدادها لمثل هذا الاحتمال، فإن الجيش بعد أن علم بالهجوم "كان بطيئاً ومتعثراً في الوصول إلى العديد من الأماكن وفهم ما كان يحدث فيها ومحاولة تقديم المساعدة، ما اضطر العديد من السكان للدفاع عن أنفسهم بأسلحة بدائية الصُنع، ما مكن "حماس" من تحقيق تقدم وأسر الجنود واحتجاز الرهائن.
ووفقاً للصحيفة، فإن مقاطع الفيديو التي التقطتها "حماس" خلال العملية، والتي تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية باعتبارها "منخفضة المستوى وضعيفة ومتفاجئة ومُهانة".
المصدر | نيويورك تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: طوفان الأقصى غزة حماس المقاومة الفلسطينية العلاقات الإسرائيلية الأمريكية طوفان الأقصى اقرأ أیضا إلى أنه إلى أن
إقرأ أيضاً:
صحيفة: مصر طلبت من حماس تسليم الصواريخ والقذائف.. بماذا ردت الحركة؟
كشف صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مصر طلبت من حركة حماس والفصائل الفلسطينية تسليم الصواريخ والقذائف الهجومية التي يمكن أن تستخدم للهجوم على "إسرائيل".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مصريين ومصادر مطلعة، قولها، إن هذه الأسلحة سيتم تخزينها في مستودعات تحت إشراف مصري وأوروبي إلى حين إنشاء دولة فلسطينية، لكن رئيس حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحية رفض هذا الاقتراح بشكل قاطع خلال اجتماعه مع رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد خلال لقاء جمع بينهما هذا الشهر.
ولدى حماس ترسانة عسكرية كبيرة، معظمها جرى تطويرها بخبرات محلية، بسبب الحصار المطبق على قطاع غزة، ومنع دخول الأسلحة المتطورة من الخارج.
وتحتوي ترسانة حماس العسكرية على صواريخ بأعيرة ومديات متفاوتة، ضرب بعضها "تل أبيب" ومناطق أخرى داخل "إسرائيل"، فيما نجت الحركة في تصنيع قذائف محلية وعبوات ناسفة شديدة الانفجار، استخدمتها على نطاق واسع خلال مقارعة الجيش الإسرائيلي" الذي توغل لأشهر عديدة داخل قطاع غزة، قبل أن ينسحب جزئيا، على إثر توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في الـ19 من الشهر الماضي.
خطة عربية
وبينما يتطلع الزعماء العرب إلى تمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة والتوصل إلى بديل لخطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لإخلاء القطاع من سكانه، فإنهم يضطرون إلى التعامل مع سؤال طالما أرجأوه إلى وقت لاحق: ماذا يفعلون بحماس؟ وفقا للصحيفة.
من المقرر أن تنتهي المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، التي شهدت إطلاق سراح 33 محتجز إسرائيلي في مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين، اليوم السبت، وتلوح في الأفق محادثات بشأن المرحلة التالية، التي من المفترض أن تؤدي إلى إطلاق سراح المحتجزين المتبقين، وإنهاء القتال بشكل دائم في غزة وإعادة بناء القطاع المدمر بسبب الحرب.
قالت الصحيفة: "المشكلة هي أنه إذا بقيت حماس في غزة، فإن إسرائيل ليست مستعدة لإنهاء الحرب، ودول الخليج العربية مثل الإمارات العربية المتحدة ليست مستعدة لتمويل إعادة إعمارها. في غضون ذلك، تعتقد مصر أنه من غير الواقعي الحديث عن القضاء على حماس وتبحث عن حل من شأنه على الأقل تخفيف سلطة حماس".
و"تدعم السعودية وقطر خطة مصرية من شأنها أن ترى نزع سلاح حماس ولكن تلعب دورًا سياسيًا في إدارة غزة بعد الحرب جنبًا إلى جنب مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، بينما تريد الإمارات العربية المتحدة خروج حماس تمامًا من القطاع".