أكد تقرير لوكالة رويترز أن مصفاة الدقم تلعب دورا حيويا في وجه أزمة شح الوقود العالمي، مع إعلان روسيا حظرا مؤقتا على صادرات البنزين والديزل إلى الدول العالمية باستثناء أربع دول سابقة من الاتحاد السوفياتي، بهدف التصدي لنقص الإمدادات المحلية، وأظهرت بيانات تتبع السفن من كبلر وشركتين لسمسرة السفن أن ما لا يقل عن 132 ألف طن من وقود الديزل تحميل سبتمبر ستتجه إلى أفريقيا من مصفاة الدقم الجديدة في سلطنة عمان.

وقال متعاملون: إن من المرجح أن يتحول المستوردون من أمريكا اللاتينية إلى ساحل الخليج الأمريكي والشرق الأوسط. كما أظهرت بيانات تتبع السفن من كبلر ومصدر من سماسرة السفن أن صادرات الديزل من الشرق الأوسط إلى أمريكا اللاتينية بلغت أعلى مستوى في ثمانية أشهر عند 315 ألف طن.

ويمكن لأوروبا أيضا سد جزء من الفجوة الناجمة عن حظر صادرات البنزين الروسية. وقالت إف.جي.إي إن الموردين من شمال غرب أوروبا، الذين فقدوا حصتهم في السوق في غرب أفريقيا لصالح الإمدادات الروسية هذا العام، قد يتدخلون.

وفي الوقت الحالي، لم تقدم الحكومة الروسية جدولا زمنيا لأي تخفيف إضافي لهذه القيود، مما يجعل المستوردين يبحثون عن بدائل أخرى لمواد الوقود. وتوقع مراقبون أن تلجأ الدول الأفريقية إلى مصادر الزيت والديزل من مناطق أخرى مثل الشرق الأوسط والهند وتركيا. وعلى الرغم من أن روسيا تُعد واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، إلا أن سوق الوقود الروسي تأثر بعوامل مثل أعمال الصيانة في مصافي النفط والصعوبات في السكك الحديدية وتدهور الروبل، مما دفعها لفرض قيود على الصادرات بهدف تفادي أزمة وقود، وهو أمر قد يكون محرجا بالنسبة للكرملين مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في مارس.

وقال تجار: إن سوق الوقود في روسيا، وهي واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، تضررت بسبب مجموعة من العوامل بما في ذلك أعمال الصيانة في مصافي النفط والصعوبات التي تواجهها السكك الحديدية وضعف الروبل الذي يحفز صادرات الوقود.

وحاولت روسيا معالجة النقص في وقود الديزل والبنزين في الأشهر الماضية لكنها لجأت إلى فرض قيود على الصادرات لمنع حدوث أزمة وقود، وهو ما يمكن أن يكون محرجا للكرملين مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المزمعة في مارس.

وقال نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك في الرابع من أكتوبر إن القيود عادت بأثر إيجابي، مضيفا أن المخزونات زادت بمقدار 430 ألف طن منذ فرض هذه القيود.

وشحنت روسيا ما متوسطه 1.07 مليون برميل يوميا من الديزل من بداية هذا العام حتى 25 سبتمبر، وهو ما يزيد على 13.1 بالمائة من إجمالي تجارة الديزل المنقول بحرا، وفقا لشركة فورتيكسا لتحليلات النفط.

وقالت فورتيكسا: إن أهمية روسيا كدولة مصدرة أقل فيما يتعلق بالبنزين، إذ شحنت في المتوسط 110 آلاف برميل يوميا في الفترة من الأول من يناير إلى 25 سبتمبر.

وقالت روسيا: إن الصادرات ستُستأنف بمجرد تحقيق الاستقرار في سوقها المحلية، لكنها لم تحدد إطارا زمنيا. ونقلت صحيفة كوميرسانت عن مصادر لم تسمها في الرابع من أكتوبر أن الحكومة الروسية مستعدة لتخفيف الحظر على تصدير الديزل في الأيام المقبلة.

كما نقلت وكالة تاس للأنباء عن وزير الطاقة نيكولاي شولجينوف القول إن الحكومة "على جميع المستويات" تناقش السماح الجزئي بصادرات الوقود.وقال محللون من بينهم شركة إف.جي.إي إنرجي للاستشارات إن الحظر على صادرات الديزل يمكن أن يستمر لمدة تصل إلى أسبوعين قبل أن تجدد روسيا مخزوناتها وتستأنف الصادرات.وتختلف التوقعات بشأن طول فترة الحظر على صادرات البنزين. وقال جيه.بي مورجان إن الحظر يمكن أن يستمر لأسبوعين حتى انتهاء موسم الحصاد في أكتوبر، في حين قالت إف.جي.إي إنرجي إن تجديد مخزونات البنزين الروسية قد يستغرق ما يصل إلى شهرين.

وبعد أن حظر الاتحاد الأوروبي واردات الوقود الروسية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، حولت روسيا صادرات الديزل وأنواع الوقود الأخرى التي كانت تتجه إلى أوروبا و البرازيل وتركيا والعديد من دول شمال وغرب أفريقيا.

وأظهرت بيانات إل.إس.إي.جي أن إمدادات الديزل من الموانئ الروسية إلى البرازيل بلغت نحو أربعة ملايين طن في الفترة من الأول من يناير إلى 25 سبتمبر، مقارنة مع 74 ألف طن في عام 2022 بأكمله. ويحل الوقود الروسي محل واردات البرازيل من الديزل من الولايات المتحدة.

وقالت مصادر في السوق: إن من شأن استمرار الحظر الروسي لفترة طويلة على صادرات الديزل أن يدفع البرازيل لإيجاد مصدر بديل لما يصل إلى 400 ألف طن من الوقود شهريا.

وأضاف المتعاملون إن تركيا كانت الوجهة الأولى لإمدادات الديزل من الموانئ الروسية بعد الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي، بإجمالي نحو سبعة ملايين طن منذ بداية هذا العام، لكن سيظل بإمكانها شراء زيت الغاز عالي الكبريت.

ومنذ حظر واردات الوقود الروسية اتجهت أوروبا للبحث عن موردين في مناطق أخرى بما في ذلك الشرق الأوسط. وسوف تزيد الآن المنافسة على هذه الإمدادات بسبب الحظر على الصادرات الروسية، الأمر الذي سيكون له تأثير غير مباشر على أوروبا.

ونتيجة لذلك، قال المتعاملون إنهم يتوقعون أن تعزز مصافي شمال شرق آسيا في الصين وكوريا الجنوبية صادرات الديزل إلى أوروبا. وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن وبيانات من أحد مصادر سمسمرة السفن أن الصين صدَّرت نحو 190 ألف طن من الديزل إلى أوروبا في سبتمبر، ومن المقرر أن تحمِّل 45 ألف طن في أكتوبر باتجاه الدول الغربية أيضا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: صادرات الدیزل على صادرات الدیزل من الحظر على ألف طن من

إقرأ أيضاً:

الحرب والفيضانات والأوبئة.. ثالوث ينهش جسد السودان (تقرير)

منسق الطوارئ في دارفور بمنظمة أطباء بلا حدود، تونا تركمان: أكبر أزمة إنسانية في العالم والتي يشهدها السودان تحولت إلى كارثة كبرى ونحن في حالة طوارئ ونحاول منع حدوث وفيات جماعية

وكالة الأناضول

** منسق الطوارئ في دارفور بمنظمة أطباء بلا حدود، تونا تركمان:
- أكبر أزمة إنسانية في العالم والتي يشهدها السودان تحولت إلى كارثة كبرى
- نحن في حالة طوارئ ونحاول منع حدوث وفيات جماعية
- يجب بذل جهود عاجلة لإرسال كميات ضخمة من المساعدات
-آلاف الأطفال يواجهون خطر الموت جوعا
- أزمة نقص الغذاء الحادة وصلت إلى مستويات كارثية
-الكثير من السودانيين يكتفون بوجبة واحدة أو أقل يوميا
يواجه السودان تحديات هائلة جراء الحرب الأهلية والفيضانات وانتشار الأوبئة، وسط حاجته الملحة لمساعدات إنسانية وإغاثية ضخمة وعاجلة.

تونا تركمان، منسق الطوارئ في دارفور بمنظمة أطباء بلا حدود، سلط الضوء، في حديث للأناضول، على الأوضاع الانسانية المتدهورة في السودان.

وقال تركمان إن الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المتصاعدة في المنطقة أدت إلى تفاقم "الأزمة الإنسانية وتدهور الوضع الصحي في البلاد".

وأوضح تركمان الذي يعمل في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور السودانية، إن الأوضاع الإنسانية في هذه المنطقة "متردية"، محذرا من تزايد الهجمات الجوية عليها.

إلى جانب ذلك، فإن الفيضانات غير المسبوقة منذ ثمانينيات القرن الماضي والتي تشهدها دارفور تسببت بـ"عرقلة الجهود الإنسانية بشكل كبير"، وفق قوله.

واستكمل قائلا: "فرقنا تواجه صعوبات كبيرة في العمل ضمن المناطق التي تشهد اشتباكات نشطة".

وذكر أن دارفور واحدة من "أكثر المناطق تضررا بسبب نقص المساعدات الإنسانية، خاصة وأنها لم تحظَ بوصول القدر الكافي من مواد الإغاثة الأممية".

وعن أزمة النزوح في البلاد، أشار تركمان إلى تقارير الأمم المتحدة التي تحدثت عن نزوح نحو 11 مليون شخص بينهم مليونان فروا إلى دول مجاورة، فيما نزح البقية لمناطق مختلفة داخل السودان.

ولفت إلى أن مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، "محاصرة من قبل قوات الدعم السريع فيما تشهد معارك عنيفة".

ومنذ 10 مايو/ أيار الماضي، تشهد مدينة الفاشر اشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع"، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور (غرب).

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

**أزمة متشابكة

وقال المسؤول في أطباء بلا حدود إن أكبر أزمة إنسانية في العالم والتي يشهدها السودان تحولت إلى "كارثة كبرى".

وأضاف إن الأزمة في السودان "متشابكة"، لافتا إلى أن العمليات الإغاثية الطارئة تواجه "تحديات ضخمة" في ظل "نظام صحي منهار بالكامل".

وعن تلك التحديات، قال تركمان إنهم يواجهون "مشاكل كبيرة جدا في توفير الإمدادات الطبية بسبب عدم قدرة موظفين دوليين وأمميين على الوصول للمناطق المنكوبة".

واستكمل قائلا: "ما زلنا ننتظر وصول شاحنات برنامج الأغذية العالمي إلى جنوب دارفور، لكنها لم تصل بعد".

وأشار إلى أن "المخاطر الأمنية والعوائق البيروقراطية أعاقت وصول مساعدات من الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى"، كانت منظمته تتوقع وصولها للسودان.

**الأوبئة والمجاعة

وعن انتشار الأوبئة، قال تركمان إن منظمته تكافح انتشار مرض "الملاريا" في جنوب دارفور.

وفيما يتعلق بالجهود المبذولة في إطار ذلك، قال إن مكافحة هذا المرض يتم عبر "إنشاء نقاط صحية متنقلة".

وأكد أن "الكوليرا" تفشى في 9 ولايات بالسودان، لافتا إلى "اتخاذ تدابير للسيطرة على الأوبئة"، دون ذكرها.

وحول تأثير الأزمة على الأطفال، قال تركمان إن "معدلات سوء التغذية بين الأطفال في جنوب دارفور تجاوزت حدود الطوارئ".

وتابع: "أزمة نقص الغذاء الحادة وصلت إلى مستويات كارثية (...) ونقص الغذاء يؤثر بشكل كبير على الأطفال".

وحذر من أن آلاف الأطفال يواجهون خطر الموت جوعا، لافتا إلى أن الكثير من السودانيين يكتفون بوجبة واحدة أو أقل يوميا.

وأشار إلى أن "حجم الأزمة الحقيقي غير ظاهر بوضوح لأن الوضع لم يتم تقديره بشكل كامل"، متابعا "نحن في حالة طوارئ، ونحاول منع حدوث وفيات جماعية".

وطالب المنظمات الإنسانية الدولية والأمم المتحدة والمتبرعين الدوليين بـ"بذل جهود عاجلة لإرسال كميات ضخمة من المساعدات للسودان".

وفي 7 سبتمبر/ أيلول الجاري، قال برنامج الأغذية العالمي في منشور على "إكس"، إن استمرار حرب السودان يُعرض نصف السكان للجوع الشديد، في أول مجاعة مؤكدة بالعالم منذ 2017.

ويبلغ عدد سكان السودان نحو 49.5 مليون نسمة، وفق أحدث التقديرات غير الرسمية.

**المستشفى التركي

قال تركمان إن المستشفى التركي بمدينة نيالا، والذي أنشأته الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا" بالتعاون مع الحكومة السودانية، ما زال يقدم خدماته.

وتابع إن الفريق الطبي الذي تلقى تدريبات من وزارة الصحة التركية (دون تحديد الفترة)، تمكن من "توفير الخدمات الطبية وتشغيل المستشفى طوال فترة الحرب".

ولفت إلى أن المستشفى كان يعمل في السابق بكوادر طبية قادمة من تركيا لكن اندلاع الحرب أعاق إرسال فرق طبية جديدة.

وأردف: "رغم كل التحديات، ما زال المستشفى يوفر خدمات الرعاية الصحية للمرضى والجرحى".

وفي ختام حديثه، أشار تركمان إلى التنسيق المستمر بين منظمته ووزارة الصحة التركية وسفارة أنقرة في الخرطوم لـ"تقديم الدعم والمساعدة" في المجال الإنساني بالسودان، قائلا إن هذا التعاون "مصدر فخر كبير لتركيا".

وعام 2014، افتتح المستشفى رسميا على يد البروفيسور أمر الله إشلر، نائب رئيس الوزراء التركي حينها، تحت إشراف "تيكا" بتكلفة بلغت 35 مليون دولار.

وتبلغ مساحة المستشفى التركي بنيالا 11 ألف متر مربع، كما يضم 150 سريرا، منها 46 سريرا للعناية المشددة، وثلاث غرف للعمليات، وقسمان للتوليد، وقسم للتصوير الشعاعي ومخبرا.  

مقالات مشابهة

  • وزيرة البيئة: مصر تلعب دورا مهما في ملف المناخ منذ عام 2015
  • تغيرات بسوق الغاز في أوراسيا.. روسيا تتجه نحو آسيا وأذربيجان تستهدف أوروبا
  • الحرب والفيضانات والأوبئة.. ثالوث ينهش جسد السودان (تقرير)
  • نوفاك: روسيا أعادت توجيه 30-40% من صادرات الغاز إلى وجهات أخرى بدلا من أوروبا
  • فعالية الأشرعة البيضاء بصور تؤكد أهمية السياحة في ترسيخ السلام العالمي
  • وصول ناقلة وقود “الديزل” إلى رصيف طبرق البحري لتعزيز إمدادات الوقود
  • كاتب صحفي: «حياة كريمة» تلعب دورا كبيرا في دعم كل مؤسسات الدولة
  • هل أبقى الغرب ثغرات بالعقوبات على روسيا للاستفادة من موارد الطاقة؟
  • رئيس وزراء مالطا: يمكن لليبيا أن تلعب دورها الكامل في معالجة أزمة المهاجرين
  • توقعات مزيج الطاقة العالمي في 2050.. الوقود الأحفوري يسيطر رغم تراجع حصته