تتواصل عملية "طوفان الأقصى" التي بدأتها المقاومة الفلسطينية في غزة منذ صباح السبت، واستهدفت 50 موقعا إسرائيليا محيطا بالقطاع المحاصر، وبعضها يبعد كيلومترات عديدة عنه.

 

وبحسب وسائل الإعلام العبرية، فقد تمكّنت المقاومة التي تقودها كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، من اقتحام ما يسمى بـ "مستوطنات غلاف غزة"، وهي سبع مستوطنات حول القطاع، إلى جانب 3 ثكنات عسكرية.

 

كما وصلت صواريخ المقاومة إلى مستوطنات أبعد في المنطقة الجنوبية الحدودية، في عملية مزدوجة، تضمنت إطلاق صواريخ وتسلل المقاومين بحرا وجوا وبرا.

 

وقالت المقاومة إنها تمكنت من السيطرة على 3 مستوطنات بشكل كامل، تواصل فيها القتال لساعات طويلة، بالإضافة إلى قاعدة "رعيم" العسكرية.

 

رصدت الجزيرة نت أهم المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، وتفاصيل ما جرى فيها وفي بعض المناطق الأخرى خلال عملية طوفان الأقصى.

 

قاعدة "رعيم" العسكرية

 

تُعرف باسم "مقر قيادة فرقة غزة"، وهي قوة عسكرية كبيرة مكونة من جميع التشكيلات العسكرية الإسرائيلية، وقريبة من قاعدة المدرعات، ومهمتها الأساسية تأمين كل الحدود مع مصر من شرقي رفح إلى السودانية، وصولا إلى مستوطنة "زيكيم" داخل إسرائيل.

 

دارت في هذه القاعدة منذ صباح السبت أشد المعارك بين المقاومين وجنود الاحتلال، الذين أُسر وقُتل العديد منهم، وبينهم قائد الفرقة الجنرال "نمـرود ألـوني"، ودُمرت العديد من آلياتها وسُحب بعضها إلى داخل قطاع غزة.

 

مستوطنة "بئيري"

 

استمرت الاشتباكات فيها بين المقاومين وجيش الاحتلال حتى ساعات المساء، حيث احتجز المقاومون 50 مستوطنا إسرائيليا رهائن، وشهدت المستوطنة وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى في شوارعها.

 

وكانت هذه المستوطنة عبارة عن "كيبوتس"، أي تجمع استيطاني يحمل صفة الاشتراكية التامة في الإنتاج والاستهلاك، تأسست قبل عام 1948 ضمن 11 كيبوتسا زراعيا في منطقة شمال غرب النقب على الحدود مع قطاع غزة.

 

وبعد 1948 نُقل موقعها إلى الجنوب الغربي من صحراء النقب، وتحوّلت إلى واحدة من أغنى المستوطنات الإسرائيلية في المنطقة، ويقترب عدد سكانها من 1000 مستوطن.

 

مستوطنة سديروت

 

هي كبرى مستوطنات "غلاف غزة"، تبعد حوالي كيلومتر ونصف عن القطاع، وأقيمت على أراضي قرية "النجد" الفلسطينية الواقعة شمال قطاع غزة بعد عام 1948، وتحولت إلى مدينة يسكنها أكثر من 19 ألف مستوطن.

 

سيطر المقاومون عليها طوال يوم السبت، وتحدث الإعلام العبري عما سموه "أصعب المشاهد"، في إشارة لكثرة المستوطنين القتلى في شوارعها، وعدم تمكن جيش الاحتلال من إجلائهم.

 

مستوطنة صوفا

 

هي الأقرب لقطاع غزة من الجهة الجنوبية، وتقع شمال شرق مدينة رفح، وهو ما جعلها أولى محطات عملية "طوفان الأقصى". وسيطرت عليها المقاومة بعد تسلل عناصرها عبر طائرات شراعية، ومنها كانت نقطة الانطلاق إلى المستوطنات الأخرى.

 

موقع كرم أبو سالم

 

يوصف بالموقع الأكثر تحصنا، وهو بمثابة "كيبوتس" قريب جدا من قطاع غزة، يبعد 300 متر فقط عن الحدود بين غزة وإسرائيل ومصر، ويشكل معبرا حدوديا إستراتيجيا للمناطق الثلاث.

 

تأسس بعد احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967، ويضم بيوتا تسكنها 13 عائلة من المستوطنين، إلى جانب تجمعات ومعسكرات للجيش الإسرائيلي.

 

وبسبب تمركز جيش الاحتلال بشكل كبير فيه، شكل الموقع نقطة مواجهة مع المقاومة، فمنه تمكن المقاومون من أسر الجندي جلعاد شاليط عام 2006، كما استغلت إسرائيل الموقع خلال السنوات السابقة للسيطرة على غزة بصفته أهم المعابر لإدخال الوقود والسلع إلى القطاع.

 

خلال عملية طوفان الأقصى استطاعت المقاومة السيطرة بشكل كامل على الموقع، وغنمت آليات ومعدات عسكرية، ودارت حوله مواجهات بين المقاومين والجنود الإسرائيلين الذين قُتل عدد كبير منهم.

 

مستوطنة كيسيوفيم

 

تُعتبر من المناطق القريبة من القطاع أيضا، حيث تبعد عنه مسافة أقل من 2 كيلومتر. تأسّست عام 1951 شمال غرب صحراء النقب، وكانت جزءا من كتلة المستوطنات التي بنتها إسرائيل في ما يسمى "غلاف قطاع غزة".

 

وقامت السلطات الإسرائيلية قبل سنوات ببناء ملجأ لكل بيت فيها لحماية سكانها من صواريخ المقاومة الفلسطينية، لكن ومع وجود الملاجئ فإن العديد من سكان المستوطنة قُتل وأُسر خلال هذه العملية أيضا.

 

ويُعتبر معبر مستوطنة كيسوفيم الموقع الأشهر فيها، وهو الأقرب لقطاع غزة، و منه خرج المستوطنون وجيش الاحتلال تنفيذا لخطة الانسحاب من غزة عام 2005.

 

ناحل عوز

 

برز اسم هذا الموقع خلال هذه العملية كونه الأقرب ومن أوائل المواقع التي سيطرت عليها المقاومة، وهو "كيبوتس" زراعي تأسس عام 1951، يبعُد عن قطاع غزة مسافة أقل من كيلومتر، ويقع في الجزء الشمالي من صحراء النقب، بالقرب من الحدود مع قطاع غزة. وكان في السابق مسرحا لعملية اقتحام شهيرة للمقاومة الفلسطينية.

 

كفار عزّة

 

وهي مستوطنة تقع على بعد حوالي 5 كيلومترات إلى الشرق من قطاع غزة، بين مستوطنتي نتيفوت وسديروت، وسيطرت عليها المقاومة بشكل كامل خلال عملية "طوفان الأقصى".

 

كريات جات

 

مستوطنة إسرائيلية تأسست عام 1954، وتبعد عن قطاع غزة 45 كيلومترا قرب قريتي "الفالوجة" و"عراق المنشية" الفلسطينيتين المهجرتين في النكبة.

 

سكنها عدد كبير من المستوطنين بعد الهجرة الروسية إلى إسرائيل عام 1991، وبحسب المصادر الإسرائيلية يسكنها حاليا قرابة 60 ألف مستوطن، وفيها مصنع إلكترونيات متطور.

 

كريات ملاخي

 

تأسست عام 1951 على أراضي بلدة "قسطينة" الواقعة على الطريق العام بين مدينة المجدل وطريق القدس- يافا، والتي هُجّرت ودُمرت على يد كتيبة "جفعاتي" الإسرائيلية عام 1948.

 

معبر بيت حانون "إيرز"

 

بثت كتائب القسام مشاهد من سيطرتها على المعبر الواقع شمال قطاع غزة، وظهر فيها الجنود الإسرائيليون بين قتيل وأسير، وهو معبر مخصص للمشاة، ويُستخدم لنقل المرضى والمصابين للعلاج في الأردن أو إسرائيل أو الضفة الغربية، ويعبر من خلاله الدبلوماسيون والبعثات الأجنبية والصحفيون والعمال والتجار الفلسطينيون، وغيرهم ممن يملكون تصاريح للعبور إلى إسرائيل.

 

زيكيم وأوفاكيم

 

مستوطنة "زيكيم" واحدة من أبرز مستوطنات "غلاف غزة"، وتقع على الحدود الشمالية للقطاع، وتضم قاعدة عسكرية مطلة على الشاطئ، تعتبر من أكثر القواعد التي تتمتع بتحصينات أمنية مشددة، لاحتوائها على مصفاة للنفط ومحطة توليد تمد جنوب إسرائيل بالكهرباء.

 

كما استهدفت المقاومة خلال عملية "طوفان الأقصى" مستوطنة "أوفاكيم"، وهي من المستوطنات التي تعتبر خارج "غلاف غزة"، وتبعد 16 كيلومترا عن القطاع. ورغم ذلك، تمكّن 10 مقاومين من اقتحامها واحتجاز رهائن من المستوطنين فيها، وأسر عدد منهم.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: فلسطين الاحتلال الاسرائيلي حركة حماس طوفان الأقصى اليهود طوفان الأقصى خلال عملیة قطاع غزة غلاف غزة

إقرأ أيضاً:

اليمن.. عام من الصمود والتحولات الكبرى في معركة طوفان الأقصى

 

 

مع مرور عام على العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، أظهر الشعب اليمني صمودًا استثنائيًا أعاد تشكيل موازين القوى في المنطقة تحت قيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- خاض اليمن معركة الجهاد المقدس بكل عزم وإصرار، مما كشف ضعف قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وإسرائيل.
قيادة السيد عبدالملك.. رؤية استثنائية وتحولات جوهرية
السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يمثل نموذجًا نادرًا للقائد الإسلامي الذي يتحرك برؤية مستمدة من المنهج النبوي، واضعًا القيم الإيمانية والعدل فوق كل اعتبار، خطابه لم يكن مجرد شعارات بل جسّد رؤية عملية تعكس عمق الإيمان والبصيرة والحكمة في مواجهة تحديات الأمة.
في وقت شهدت فيه الأمة تراجعًا وخذلانًا من قياداتها، برز السيد القائد كصوت للحق، يدعو الأمة للتحرك الجهادي الفعّال، مؤكدًا أن الصمت والتخاذل أمام العدوان الصهيوأمريكي ليسا خيارًا، برهن بأفعاله قبل أقواله أن القيادة تعني العمل من أجل الأمة، وأن بالإمكان مواجهة الظلم مهما بلغت التحديات.
بقيادته الحكيمة، نجح اليمن في إدارة المعركة على جبهات متعددة: داخليًا من خلال تعزيز الصمود الشعبي، وإقليميًا عبر نصرة المقاومة الفلسطينية، ودوليًا بتوجيه رسالة واضحة أن الأمة لا تزال قادرة على الصمود والردع.
التعبئة العامة.. التكتيك الذي صنع الفرق
كانت التعبئة العامة التي أطلقها السيد القائد جزءًا أساسيًا من تكتيك شامل يهدف لتعزيز وحدة الشعب وتماسكه. المظاهرات التي غطت كافة المحافظات، المديريات، وحتى القرى، كانت وسيلة فعّالة لإظهار التلاحم بين القيادة والشعب.
هذه الحشود لم تكن فقط تعبيرًا عن الاحتجاج أو الدعم، بل كانت أداة استراتيجية لدعم الجبهة الداخلية، رفع الوعي الوطني والجهادي، وتعزيز الثقة في القيادة. كما تضمنت دورات التثقيف والتأهيل القتالي التي أكسبت الشعب خبرات ومهارات أساسية للدفاع عن الوطن.
هذا التكتيك لم يقتصر على حماية الداخل اليمني فقط، بل شكّل عامل ضغط كبيراً على الأعداء، إذ أعاد توجيه المعركة من ساحة المواجهة العسكرية إلى ساحات الوعي الشعبي والإعلامي.
التحولات الإقليمية والدولية.. اليمن كلاعب استراتيجي
دخول اليمن في معركة طوفان الأقصى أحدث تحولات كبرى في المشهدين الإقليمي والدولي، أهمها:
1. تعزيز محور المقاومة:
اليمن لعب دورًا محوريًا في دعم القضية الفلسطينية، مما أعاد صياغة تحالفات جديدة تخدم مصلحة الأمة الإسلامية، وعزّز من صمود المقاومة في وجه الاحتلال.
2. كسر هيمنة الاستكبار العالمي:
أظهر اليمن للعالم أن الشعوب التي تؤمن بقضيتها وتمتلك قيادة واعية قادرة على كسر الهيمنة الغربية وتحقيق الاستقلالية في القرار.
3. إعادة تعريف معادلة الصراع:
أكد اليمن أن القضية الفلسطينية ليست مجرد نزاع إقليمي، بل هي قضية إسلامية وإنسانية تتطلب تحركًا جهاديًا موحدًا.
4. إثبات إمكانية الصمود رغم قلة الموارد:
برهن اليمن أن الإرادة الإيمانية والجهادية قادرة على تعويض نقص الإمكانات المادية، مقدمًا نموذجًا يُحتذى به للشعوب المستضعفة.
قيمة اليمن في ميزان الامم:
اليمن اليوم ليس مجرد دولة تواجه عدوانًا خارجيًا، بل أصبح رمزًا عالميًا للصمود والعزة. النظرة الدولية تجاه اليمن تغيرت جذريًا، وأصبح يُنظر إليه كدولة حرة تقدم دروسًا للعالم في الشجاعة والكرامة.
1. في قضية فلسطين:
مواقف اليمن أضافت زخمًا كبيرًا للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن تحرير الأقصى لا يكون بالكلام فقط، بل بالعمل والجهاد.
2. في تاريخ الشعوب الحرة:
أصبح اليمن مصدر إلهام لكل الشعوب الساعية للحرية، معززًا مفهوم أن الكرامة تُنال بالصبر والنضال، لا بالتبعية والاستسلام.
السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي لم يكن قائدًا تقليديًا؛ بل كان قائدًا استثنائيًا جمع بين الإيمان العميق والرؤية الاستراتيجية، مواقفه وقراراته جسّدت الصدق في القول والعمل، وأثبتت أن القيادة مسؤولية تستوجب العمل لخدمة الأمة.
اليمن بقيادته، قدم نموذجًا يُحتذى به في مقاومة الاستكبار والدفاع عن القيم الإسلامية والإنسانية. دعوته للجهاد والعمل الفعّال ليست مجرد شعارات، بل هي دعوة لاستعادة كرامة الأمة ومكانتها بين الأمم.

* محافظ محافظه تعز

مقالات مشابهة

  • اليمن.. عام من الصمود والتحولات الكبرى في معركة طوفان الأقصى
  • مناورة عسكرية لخريجي دورات طوفان الأقصى في بني بهلول بصنعاء
  • صنعاء.. مناورة عسكرية لخريجي دورات طوفان الأقصى في بني بهلول
  • حماس: طوفان الأقصى حطّمت غطرسة العدو الاسرائيلي
  • بن حبتور يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بنجاح معركة طوفان الأقصى
  • الدكتور بن حبتور يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بنجاح معركة “طوفان الأقصى”
  • أبرز عمليات تبادل الأسرى التي جرت فلسطينيا مع إسرائيل
  • وزير الثقافة يتفقد المنشآت الثقافية والسياحية التي استهدفها العدوان في الحديدة
  • اليافعي يتفقد المنشآت الثقافية والسياحة التي استهدفها العدوان في الحديدة
  • فلسطيني يطلق اسم طوفان الأقصى على مولودته قبل ساعات من وقف إطلاق النار