إسرائيل تشن قصفا عنيفا على غزة بعد هجوم حماس المباغت ومخاوف بامتداد الصراع
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
القدس/غزة/سديروت - رويترز
استيقظت إسرائيل اليوم الأحد على أثر الصدمة بعدما قتل مسلحون من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مئات الإسرائيليين وأسروا عددا غير محدد وعادوا بهم لقطاع غزة مما أدى لاندلاع حرب تحمل في طياتها خطر الانتشار والامتداد في المنطقة بعد قصف إسرائيل لمناطق لجماعة حزب الله في جنوب لبنان.
وشنت إسرائيل ضربات جوية وقصفا عنيفا على قطاع غزة أمس السبت وخلال الليل واليوم الأحد مما أسفر عن مقتل أكثر من 300 فلسطيني وتسوية بنايات ومنازل ومنشآت بالأرض ومنها منازل تعود لقياديين في حماس مع تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بانتقام شديد لهذا اليوم الفظيع".
وفي جنوب إسرائيل، قال الجانبان إن مسلحي حماس لا يزالون "يخوضون اشتباكات ضارية" مع قوات الأمن الإسرائيلية في عدة مناطق رغم مرور أكثر من 24 ساعة على بدء حماس لهجومها فجر أمس السبت كما انطلقت المزيد من الصواريخ من القطاع صوب إسرائيل مما أطلق دوي صفارات الإنذار للتحذير من غارات جوية.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي في إفادة للصحفيين "سنهاجم حماس بقوة وستكون تلك جولة عمليات مطولة للغاية".
كما واصلت طائرات تنفيذ ضربات على قطاع غزة صباح اليوم الأحد، كما نفدت قوات عمليات في محيط القطاع بما شمل قاعدة عسكرية في منطقة زيكيم جرى اقتحامها أمس السبت.
وفي مؤشر على المزيد من التصعيد، شنت جماعة حزب الله اللبنانية هجوما بالصواريخ الموجهة والقذائف المدفعية على ثلاثة مواقع بمنطقة مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 ويطالب لبنان بها باعتبارها قطعة من أراضيه. وقال حزب الله إن القصف الذي شمل "موقع الرادار" يأتي "تضامنا" مع الشعب الفلسطيني.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه رد بضربات مدفعية على لبنان وبهجوم بطائرة مسيرة على موقع لحزب الله بالقرب من الحدود. ولم ترد تقارير عن وقوع اصابات.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي "نوصي حزب الله بعدم التدخل في ذلك ولا أعتقد أنه سيفعل".
وهجوم حماس المفاجئ شكل أكبر توغل في إسرائيل وأسقط أكبر عدد من القتلى والمصابين في يوم واحد منذ أن شنت مصر وسوريا هجوما مفاجئا في يوم الغفران في حرب عام 1973 لاسترداد الأرض.
وقد يؤدي الصراع إلى تقويض الجهود المدعومة من الولايات المتحدة لتشكيل تحالفات أمنية في المنطقة وتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل يمكنها أن تهدد طموحات الفلسطينيين في إقامة دولة فضلا عن طموحات إيران الداعم الرئيسي للحركة.
* هجوم الفجر
بدأ مقاتلو حماس هجومهم فجر أمس السبت بإطلاق وابل كبير من الصواريخ على جنوب إسرائيل مما أتاح غطاء لتسلل غير مسبوق للمسلحين من غزة إلى إسرائيل عبر عدة اتجاهات. ويسكن 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة.
وقتل مسلحو حركة حماس ما لا يقل عن 300 إسرائيلي في الاشتباكات الممتدة منذ أمس السبت وحتى اليوم الأحد، وفروا عائدين إلى غزة مع عشرات الرهائن. وقُتل أكثر من 310 من سكان غزة عندما ردت إسرائيل بواحد من أكثر أيام الضربات الانتقامية تدميرا.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن العمليات مستمرة في ثماني مناطق حول غزة اليوم الأحد، بينما نقلت قناة الحدث عن الهلال الأحمر الفلسطيني قوله إن 18 شخصا قتلوا في استهداف إسرائيلي لمنزلين في بلدة بيت حانون بغزة.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن 20 طفلا كانوا من بين القتلى البالغ عددهم 313 مدنيا. وأضافوا أن نحو ألفين أصيبوا.
ويأتي تفجر الأحداث على خلفية تصاعد العنف بين إسرائيل والمسلحين الفلسطينيين في الضفة الغربية حيث تمارس السلطة الفلسطينية حكما ذاتيا محدودا وهو ما تعارضه حماس التي تريد تدمير إسرائيل.
وشهدت الضفة الغربية خلال الأشهر القليلة الماضية عددا متزايدا من المداهمات الإسرائيلية والهجمات على الشوارع الفلسطينية واعتداءات لمستوطنين يهود على القرى الفلسطينية. وتدهورت أوضاع الفلسطينيين في ظل حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة. وتوقفت عملية السلام منذ سنوات.
* "حذرناكم"
قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن الهجوم بدأ في غزة وسيمتد إلى الضفة الغربية والقدس. ويعيش سكان قطاع غزة تحت حصار إسرائيلي منذ 16 عاما.
وسلط هنية في كلمة له الضوء على التهديدات التي يتعرض لها المسجد الأقصى في القدس واستمرار الحصار على غزة والتطبيع الإسرائيلي مع دول في المنطقة.
وأضاف "كم مرة حذرناكم أن شعبنا الفلسطيني يعيش منذ 75 عاما في مخيمات اللجوء وأنتم لا تعترفون بحق شعبنا؟".
وتناثرت جثث مدنيين إسرائيليين في شوارع سديروت في جنوب إسرائيل بالقرب من غزة محاطة بشظايا زجاجية. وشوهدت جثتا امرأة ورجل على المقعدين الأماميين لإحدى السيارات.
وروى إسرائيليون مذعورون، متحصنون في غرف آمنة، محنتهم عبر الهاتف في بث تلفزيوني مباشر.
وقال الجيش الإسرائيلي إن ضباطا كبارا في الجيش كانوا من بين القتلى في القتال قرب غزة أمس السبت.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن مجلس الوزراء الأمني وافق على اتخاذ خطوات لتدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس والجهاد الإسلامي "لسنوات عديدة" بما يشمل قطع إمدادات الكهرباء والوقود ودخول البضائع إلى غزة.
وفي غزة تصاعد دخان أسود وألسنة لهب برتقالية في سماء المدينة بسبب ضربات إسرائيلية. ويمكن سماع أزيز طائرات إسرائيلية مسيرة تحلق في المنطقة. وتم نقل القتلى والجرحى في قطاع غزة إلى مستشفيات متهالكة ومكتظة في ظل نقص حاد في الإمدادات والمعدات الطبية.
* بايدن يدعم نتنياهو
نددت دول غربية على رأسها الولايات المتحدة بالهجوم الفلسطيني وتعهدت بدعم إسرائيل.
وفي البيت الأبيض ظهر الرئيس الأمريكي جو بايدن على شاشة التلفزيون ليقول إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها وأصدر تحذيرا صريحا لإيران والدول الأخرى المعادية لإسرائيل. وقال "هذه ليست اللحظة المناسبة لأي طرف آخر معاد لإسرائيل لاستغلال هذه الهجمات لتحقيق مكاسب. العالم يراقب".
وتحاول واشنطن التوصل إلى اتفاق من شأنه تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية وهو ما يعتبره الإسرائيليون أكبر جائزة حتى الآن في سعيهم المستمر منذ عقود للحصول على الاعتراف العربي. ويخشى الفلسطينيون أن يقضي أي اتفاق من هذا القبيل على أحلامهم المستقبلية في دولة مستقلة.
وقال أسامة حمدان مسؤول حركة حماس في لبنان لرويترز إن عملية السبت يجب أن تجعل الدول العربية تدرك أن قبول المطالب الأمنية الإسرائيلية لن يحقق السلام.
وأضاف أن إنهاء "الاحتلال الإسرائيلي" يجب أن يكون نقطة البداية لمن يتطلعون إلى تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. وتابع أن بعض الدول العربية بدأت "للأسف" تتصور أن إسرائيل يمكن أن تكون البوابة إلى أمريكا للدفاع عن أمنها.
وخرجت احتجاجات دعما لحماس في أنحاء الشرق الأوسط أُحرقت فيها أعلام للولايات المتحدة وإسرائيل ولوح فيها مشاركون بأعلام فلسطينية في العراق ولبنان وسوريا واليمن. وأشادت إيران وجماعة حزب الله بهجوم حماس.
وقال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لقناة الجزيرة إن الجماعة تحتجز عددا كبيرا من الإسرائيليين بينهم مسؤولون كبار. وأضاف أن حماس لديها ما يكفي من الأسرى لحمل إسرائيل على إطلاق سراح جميع الفلسطينيين في سجونها.
وأرجعت حماس الهجوم إلى ما قالت إنه تصعيد الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وعلى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وأعلن قائد هيئة الأركان في كتائب القسام محمد الضيف بدء العملية في بث عبر وسائل إعلام تابعة لحركة حماس، داعيا الفلسطينيين في كل مكان إلى القتال.
ومع طبيعة الهجوم الذي كان مباغتا بالنسبة لقوات الأمن الإسرائيلية، يعد هذا أحد أسوأ الإخفاقات الاستخباراتية في تاريخ البلاد، كما أنه يمثل صدمة في دولة تفتخر باختراقها المكثف ومراقبتها للجماعات المسلحة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
كيف تفاعل النشطاء مع إفراج إسرائيل عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين
لكنها عادت وأفرجت اليوم الخميس عن الأسرى الـ600 الذين عطلت الإفراج عنهم، وذلك بالتزامن مع تسلم الصليب الأحمر جثث 4 أسرى إسرائيليين، وهم: إيتسيك إلغارت، أوهاد يهالومي، شلومو منصور، وتساحي عيدان.
ووفقا لحلقة 2025/2/27 من برنامج "شبكات"، فقد أرجأت حكومة الاحتلال الإفراج عن 46 أسيرا فلسطينيا جديدا لحين التأكد من هويات الجثث الأربع، وهو ما تم لاحقا.
وفي حين تم إبعاد 97 من المفرج عنهم إلى خارج الأراضي الفلسطينية، وصل آخرون إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية، حيث كان ذووهم في انتظارهم منذ أسبوع.
تحرير بالقوة
وتفاعلت مواقع التواصل مع إطلاق سراح هذه الدفعة المؤجلة من الأسرى الفلسطينيين، حيث كتب أحمد يقول: "الفلسطينيون استطاعوا تحرير أسراهم بالقوة غصبن عن (رغما عن) إسرائيل، في المقابل بنيامين نتنياهو لم يستطع تحرير الأسرى الصهاينة إلا بالتفاوض مع حماس".
كما كتب صلاح: "عار أن يشتكي الأسرى الفلسطينيون الذين خرجوا من سجون إسرائيل بعاهات مستديمة ومعاملة زى الزفت والقطران ! ثم يقام للأسرى الإسرائيليين لدى حماس المفرج عنهم الرقص والاحتفالات وكل مظاهر التبجيل والاحترام".
أما عمار، فقال إن الافراج المتزامن ولأول مرة منذ بدء الحرب "يعد إنجازا للمقاومة، بعد أن كانت إسرائيل تلعب بتوقيت إخراج الأسرى وتماطل حسب مزاجها".
إعلانوأخيرا، كتبت نورى تقول: "بكل صدق رؤية الأسرى وآثار التعذيب ظاهرة في وجوههم يجعلني أحقد أكثر على إسرائيل"، مضيفة: "المقاومة لديها كل الحق في القتال من أجل تحرير هؤلاء الأسرى.. لا أعتقد أن أي أسير منهم يمكنه أن ينسى أو يغفر لإسرائيل".
من جانبها، قالت حركة حماس إنها "فرضت التزامن في عملية تسليم جثامين أسرى العدو مع إطلاق سراح أسرانا الأبطال لمنع الاحتلال مواصلة التهرب من استحقاقات الاتفاق".
وهذه هي الدفعة الأخيرة من عمليات التبادل المنصوص عليها في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي من المفترض أن تنتهي السبت المقبل.
إسرائيل تحاول التراجع
ولا تزال المقاومة تحتفظ بـ59 أسيرا إسرائيليا يعتقد أن 24 منهم ما زالوا أحياء، ومن المفترض أن يتم إطلاق سراحهم في المرحلتين الثانية والثالثة، وفق ما تقوله وسائل إعلام إسرائيلية.
لكن حكومة الاحتلال ترفض الانتقال إلى مفاوضات المرحلة الثانية التي ستنتهي بوقف الحرب وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة بشكل كامل، وهي تطالب حاليا بتمديد المرحلة.
وفي حين أكدت حماس رفضها تمديد المرحلة الأولى، وأنه لم يعد أمام إسرائيل سوى الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق، قال مسؤول إسرائيلي إن وقف إطلاق النار في شكله الحالي يمكن تمديده إذا استمرت حماس في إطلاق سراح الأسرى وإلا فإن البديل هو العودة للقتال.
وتخالف إسرائيل بموقفها الاتفاق الذي وقعت عليه سابقا والذي قالت المقاومة إنها التزمت بكل ما عليها من التزامات فيه، وطالبت الوسطاء بإلزام الاحتلال بتنفيذ تعهداته.
27/2/2025