المجمع الفقهي العراقي يفتي بوجوب المدافعة الشرعية لنصرة غزة ومساندتها
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
بغداد اليوم -
بيان رقم (۱۲۹) بشأن نصرة المرابطين في غزة
قال الله تعالى: (إنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ) (آل عمران: ١٦٠) الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن الله تعالى يقول في محكم كتابه العزيز: (وَإِن اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) (الأنفال (۷۲) وهذه الآية تدل على وجوب نصرة المسلم لأخيه المسلم وعدم خذلانه إذا استنصره ولقول النبي : المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله أخرجه مسلم، ولاسيما إن كان طلب النصرة من أبناء الأمة المرابطين في بيت المقدس الذين قال في حقهم النبي : لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك قالوا يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس)
رواه الإمام أحمد.
وها هم أبناء غزة يسطرون ملحمة خالدة في تاريخ المقاومة الفلسطينية (طوفان الأقصى) فثبت في حق علماء الأمة واجب المدافعة الشرعية بإعلان وجوب النصرة لأبناء أمتنا في غزة والتضامن معهم، ودعمهم والوقوف معهم ومساندتهم وصولا إلى حصولهم على حقوقهم المشروعة
كافة
ويؤكد المجمع الفقهي العراقي أن التصعيد الحاصل في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة يتحمل مسؤوليته الكيان الصهيوني الغاصب، إذ لم يزل مجرماً معتدياً مستمراً بانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني متواصلاً في اعتداءاته السافرة ضد مقدساتهم وأراضيهم بتوسعة المستوطنات المغتصبة، والاقتحام المتكرر للمسجد الأقصى المبارك وفرض الحصار الجائر. ومن باب المسؤولية الشرعية فإننا ندعو قادة الدول العربية والإسلامية وعلمائها وشعوبها والميسورين فيها إلى دعم أهل غزة لعدالة قضيتهم وقيامهم بواجب الدفاع عن دينهم وأنفسهم وأرضهم وعرضهم والمشروعية مقاومتهم للمحتل وسعيهم لإخراجه من أرضهم، فينبغي نصرتهم بكل ما أمكن، وعدم خذلانهم، والدعاء لهم، والقنوت لنازلتهم. نسأل الله تعالى أن ينصر الإسلام والمسلمين وأن يثبت المقاومين المرابطين في أرض فلسطين وأن يوفق المسلمين للقيام بكل ما يطيقون من جهد في نصرة أهلنا في غزة وبيت المقدس، وما النصر
إلا من عند الله العزيز الحكيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين. المجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء للدعوة والإفتاء
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
ما المقصود بقول الله تعالى كتب على نفسه الرحمة ؟.. علي جمعة بوضح
بين الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والمفتي السابق المقصود بقول الله تعالى:{قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}.
ما المقصود بقول الله تعالى كتب على نفسه الرحمة؟
وأوضح علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أن كلمة كتب في لغة القرآن أي فرض فهو سبحانه وتعالى قد فرض الرحمة، وليس أحدٌ يتألى على الله، ولا يفرض على الله، ولا يوجب على الله شيئًا لأنه سبحانه وتعالى هو القاهر فوق عباده، ولأنه سبحانه وتعالى {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} ولأنه سبحانه وتعالى هو ملك ومالك السماوات والأرض وما فيهن وما بينهما.
وأكمل: ولذلك فلا يفرض أحدٌ شيئًا على الله سبحانه وتعالى، لكن الله من رحمته، ومن واسع فضله ومَنِّه على العباد {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} ولذلك لا يخلف ذلك أبدا، ولا يرجع في حكمه أبدا؛ فالله سبحانه وتعالى كتب على نفسه الرحمة، وهو أوفى من وفَّى بالعهود سبحانه وتعالى، هذه العبارة طمأنت الخلق فهى تشبه البداية التي خاطب بها الله الناس في وحيه {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} جمالٌ في جمال، يعني ليس هناك إلا الجمال إذا ما كانت المقابلة مع الله سبحانه وتعالى في ظل الإيمان كتب على نفسه الرحمة، لم يقل إنه كتب على نفسه الرحمة والعقاب أيضًا حتى يعني كتب على نفسه الرحمة والعقاب، بل إنه كتب على نفسه الرحمة فقط، ولذلك قالوا: هو رحمن الدنيا ورحيم الآخرة فهو في الدنيا يرحم الكافر والمؤمن والعاصي والطائع، ويرحم كل شيء من الكائنات فهو رحمن الدنيا، وهو أيضًا رحيم الآخرة فالعفو مقدمٌ عنده على المؤاخذة.
وشدد علي جمعة أنه لذلك في الدعاء نقول: (اللهم إنا في حاجةٍ إلى رحمتك ولست في حاجةٍ إلى مؤاخذتنا فاعف عنا على ما كان من عمل) لأنه لا يضره شيء إلا أننا عندما نلتجئ إليه سبحانه وتعالى، ونطلب منه الرحمة فقد طلبناها من عفوٍ غفور، من رحمنٍ رحيم فهو أهلٌ لأن يستجيب لنا، وأن يعفو عنا تقصيرنا وذنوبنا وخطايانا وأخطاءنا، وأنه سبحانه وتعالى أهلٌ لذلك حيث إنه قد كتب على نفسه الرحمة .
حب النبي ركن الإيمان
وقال علي جمعة إن سيدنا النبي ﷺ حبه ركن الإيمان، ولا إيمان إلا بحبه، وهو بابنا إلى الله، وإذا لم يكن هناك إلا هذا الباب فقد نجوت، وإذا جعلت معه بابًا آخر فقد هلكت، ولذلك نقدمه على أنفسنا، وآبائنا، وإخواننا، وكل ما نحب، النبي ﷺ هو الإنسان الكامل الذي كمَّله الله، واصطفاه، وجعله أسوةً حسنة، وأمرنا بطاعته ، فَمَنْ أراد ربه وطريقه، فَلْيُصَلِّ على الحبيب المصطفى ﷺ ، وليتمثل بخلقه الكريم في عمله، وفي حياته، وفي علاقاته، وفي قراراته، وفي تصرفاته.