يبدأ حزب العمال البريطاني مؤتمره السنوي، اليوم الأحد، ساعيًا للعودة إلى السلطة في الانتخابات المتوقعة العام المقبل، بعد أكثر من عقد في المعارضة، حسبما أفادت قناة "القاهرة الاخبارية".

ويعقد الحزب بزعامة كير ستارمر الاجتماع الذي يستمر أربعة أيام في شمال غرب إنجلترا، مدفوعًا إلى الأمام بفوز كبير حققه في الانتخابات المحلية، وتفوّقه على الحزب المحافظ الحاكم في استطلاعات الرأي، بحسب وكالات.

وسيسعى ستارمر، البالغ من العمر 61 عامًا، للمحافظة على الصدارة، بعد المؤتمر المنعقد في ليفربول، لا سيما بعد أن شهد مؤتمر المحافظين الأسبوع الماضي خلافات داخلية، وإلغاء جزء من مشروع سكك حديد للقطارات السريعة.

وقال ستارمر : "نحن حزب التغيير في بريطانيا.. نحن حزب التغيير في مختلف أنحاء البلاد"، في ردٍّ واضح على مساعي رئيس الوزراء ريشي سوناك لتصوير المحافظين على أنهم وحدهم القادرون على إحداث التغيير، رغم أنهم في السلطة منذ 13 عامًا.

وتولى حزب العمال منصب رئاسة الوزراء آخر مرة عام 2010 عندما كان غوردن براون فيه، ويستعد اليوم للعودة إلى السلطة في أعقاب انتخابات عامة ينبغي أن تجري بحلول يناير 2025 بحدٍ أقصى.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: حزب العمال البريطاني إنجلترا استطلاعات الرأي الانتخابات المحلية رئيس الوزراء ريشي سوناك

إقرأ أيضاً:

هل انتصار حزب العمال فجر جديد لبريطانيا؟

رغم توقع فوز حزب العمال البريطاني في الانتخابات الأخيرة إلا أن الكثيرين اعتبروا ذلك الفوز تحولا كبيرا في المشهد السياسي في المملكة المتحدة. استطاع حزب العمال أن يحصل على 412 مقعدا من أصل 650 مقعدا في البرلمان وهي أغلبية كبيرة تذكر بالانتصار الكبير الذي استطاع تحقيقه توني بلير في انتخابات عام 1997.

ورغم الحماس الشعبي الذي صاحب فوز حزب العمال إلا أن الحقيقة التي لا يمكن تجاوزها أن النصر كان بسبب الطريقة التي أدار بها حزب المحافظين الشأن الداخلي في بريطانيا الأمر الذي أوصلها إلى حالة صعبة من التقشف المالي، ناهيك عن تداعيات قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي ما زال يعتبر أحد أكبر الأخطاء الاستراتيجية البريطانية حيث ترك البلاد منقسمة وضعيفة وتعاني الكثير من التحديات فيما يتعلق بالبنية التحتية والخدمات العامة.. والأدهى والأمر بحسب المحللين البريطانيين أنه أبطأ النمو الاقتصادي بشكل كبير وغير متوقع.

وإذا كان قرار ديفيد كاميرون الذي عرض الخروج من الاتحاد الأوروبي للاستفتاء بداية الانقسامات الحقيقية في حزب المحافظين فإن السلوك الذي سار عليه بوريس جونسون خلال فترة رئاسته يعتبر في بريطانيا قمة الفوضى والقيادة المضطربة التي تسببت في تآكل ثقة الجمهور البريطاني في إدارته.

كان حزب العمال يراقب ذلك المشهد ويبحث عن كل طرق الاستفادة منه، وحظي النهج الذي تبناه ستارمر، والذي يتميز بالمسؤولية المالية والتركيز على «خلق الثروة»، بدعم من مجتمع الأعمال وعامة الناس في بريطانيا، وكان لموقفه العملي والتزامه بمعالجة القضايا الملحة التي تواجه الداخل صدى لدى الناخبين الذين سئموا المشهد السياسي وعدم الاستقرار خلال السنوات الأخيرة.

لكن هذا لا يعني أن حزب العمال سيستطيع تغيير المشهد في بريطانيا بضغطة زر أو حلم صباحي.. سيكون أمام الحزب الحاكم تحد كبير جدا يتمثل في إدارة علاقات بريطانيا المتوترة مع الاتحاد الأوروبي.. وفي الوقت الذي دعا فيه ستارمر إلى الاستقرار الاقتصادي وإعادة بناء البنية التحتية في بريطانيا، فإن عليه أن يتعامل مع تعقيدات أوروبا ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأن يعزز العلاقات التعاونية معه.

ويضع فوز حزب العمال مسؤولية كبيرة على عاتق ستارمر لمعالجة قضايا العدالة الاجتماعية وتجديد الخدمات العامة، وخاصة خدمة الصحة التي عانت كثيرا خلال السنوات الماضية حتى تحولت إلى مادة للسخرية في الإعلام العالمي.

إن عودة حزب ملتزم بالعدالة الاجتماعية إلى السلطة في واحدة من الدول الكبرى في أوروبا يمكن أن تلهم الحركات التقدمية في جميع أنحاء أوروبا التي تواجه مدا في الأحزاب اليمينية المتطرفة والشعبوية.

سوف يتطلب مسار المملكة المتحدة إلى الأمام التعامل الدقيق مع التعقيدات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ونجاح الإدارة الجديدة يمكن أن يشكل سابقة للحكم التقدمي في أوروبا، ويقدم رؤية مفعمة بالأمل وسط اضطرابات السياسة المعاصرة.

مقالات مشابهة

  • مطمئنًا زيلينسكي.. رئيس الوزراء البريطاني يؤكد استمرار دعم أوكرانيا
  • بعد فوز «العمال».. هكذا سيتعامل «ستارمر» مع تركة «المحافظين» الثقيلة
  • أول قرار للرجل
  • مجلس الشورى يعقد جلسته العادية الرابعة والأربعين من أعمال السنة الرابعة للدورة الثامنة
  • هيرست: هذا ما يجب على ستارمر فعله إذا أراد تجنب فشل سابقيه في الحكومة
  • ماذا يعني التغيير في بريطانيا وفوز حزب العمال بأغلبية عالية؟
  • بعد فوز «العمال» البريطاني.. ترقب عالمي لسياسات "ستارمر" الاقتصادية
  • قلق إسرائيلي من تأثير المسلمين المتصاعد في نتائج الانتخابات البريطانية
  • هل انتصار حزب العمال فجر جديد لبريطانيا؟
  • رئيس الوزراء البريطاني: الاقتصاد في حالة سيئة