CNN: إسرائيل فشلت في التصدي لهجوم طوفان الأقصى .. والنتائج كارثية
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
اعتبرت شبكة سي إن إن الأمريكية، أن النظام الامني الإسرائيلي فشل فشلا ذريعا أمام الهجوم الفلسطيني الكبير طوفان الأقصى، معتبرة أن التقدم الكبير لإسرائيل لم ينقذها وصارت دولة الإحتلال في حالة من التخبط.
وقالت سي إن إن، أن مقاومي غزة جاؤوا من الجو والبحر والبر وأطلقوا النار على الجنود واحتجزوا رهائن وأجبروا العائلات على الاختباء في منازلهم خوفًا على حياتهم.
وتحول أمس الذي بدأ بإطلاق صفارات الإنذار من الغارات الجوية في الصباح الباكر إلى واحدة من أكثر الهجمات رعبا التي عرفتها إسرائيل منذ 75 عاما من وجودها.
ونجح الفلسطينيون في قتل مئات الأشخاص وأصابوا مئات آخرين.
هجوم دون سابق إنذار
وعلى الرغم من أن الهجمات ليست غريبة على إسرائيل، إلا أن هجوم يوم السبت كان غير مسبوق لأسباب ليس أقلها عدم وجود تحذير.
ووجد الجيش الإسرائيلي نفسه يوم السبت على حين غرة، على الرغم مما تتحلى به البلاد من قوة تكنولوجية وقوات مسلحة بشكل متطورة ووكالة استخبارات رائدة.
مر أكثر من 17 عامًا منذ أن تم أسر جندي إسرائيلي كأسير حرب في هجوم على الأراضي الإسرائيلية.
ولم تشهد إسرائيل هذا النوع من التسلل إلى القواعد العسكرية والبلدات والكيبوتسات منذ القتال من مدينة إلى أخرى في عام النكبة 1948.
تمكن المقاومون من إحدى أفقر المناطق في العالم من شن مثل هذا الهجوم المدمر.
فشل النظام
“فشل النظام بأكمله. انه ليس مجرد عنصر واحد”، هكذا قال جوناثان كونريكوس، المتحدث الدولي السابق باسم قوات الدفاع الإسرائيلية.
وأضاف: “إن البنية الدفاعية بأكملها هي التي فشلت بشكل واضح في توفير الدفاع اللازم للمدنيين الإسرائيليين”.
وتابع: "هذه لحظة بيرل هاربر بالنسبة لإسرائيل، حيث سيكون هناك واقع بعد يوم أمس ".
استثمار كبير في الدفاع.
ومنذ انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005، أنفقت مليارات الدولارات لتأمين الحدود من الهجمات.
وقد شمل ذلك ضرب أي أسلحة يتم إطلاقها من غزة إلى إسرائيل، ومنع المقاومين من محاولة عبور الحدود جواً أو تحت الأرض باستخدام الأنفاق.
ولوقف الهجمات الصاروخية، استخدمت إسرائيل القبة الحديدية، وهو نظام دفاع صاروخي فعال تم تطويره بمساعدة الولايات المتحدة.
وأنفقت إسرائيل مئات الملايين من الدولارات على بناء نظام حدودي ذكي مزود بأجهزة استشعار وجدران تحت الأرض، والذي تم الانتهاء منه، وفقًا لرويترز، في نهاية عام 2021.
وحتى الآن، لم يقل المسؤولون سوى القليل: من المؤكد تقريبًا أن السلطات الإسرائيلية ستبحث أين فشلت أنظمتها يوم السبت، لكن البلاد لم تنشر بعد أرقامًا حول عدد الصواريخ التي تم اعتراضها من بين أكثر من 2000 صاروخ أطلقها نشطاء حماس.
ولم يعلق المسؤولون على ما إذا كان السياج الحدودي قد أدى مهمته أم لا. وقد تهرب الجيش الإسرائيلي مراراً وتكراراً من الأسئلة حول ما إذا كانت أحداث السبت تشكل فشلاً استخباراتياً.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: استخبارات الهجوم الفلسطيني القواعد العسكرية المقـاومون
إقرأ أيضاً:
"طوفان الأقصى" تعصف باستقرار المستوطنين وتدفعهم للهجرة
الضفة الغربية - خاص صفا
عقب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، دخلت "إسرائيل" منعطفاً لم تسلكه منذ عام 1948، وباتت الدولة التي كان يروج ساستها أنها المكان الأكثر أماناً، تحت نار صواريخ المقاومة وضغط الحرب.
وأفادت تقارير بمغادرة نحو نصف مليون "إسرائيلي" بعد بدء الحرب على قطاع غزة، وتجاوز عدد "الإسرائيليين" الذين قرروا العيش خارج حدود دولة الاحتلال أعداد العائدين بنسبة 44%.
وأظهرت البيانات انخفاضاً بنسبة 7% في عدد العائدين إلى "إسرائيل" بعد العيش في الخارج، حيث عاد 11 ألفاً و300 إسرائيلي فقط خلال عام 2023، مقارنة بمتوسط 12 ألفاً و214 في العقد الماضي.
وتتصاعد الهجرة العكسية في "إسرائيل" لأسباب أمنية واقتصادية، ما يضع الاحتلال أمام انعطافة ديموغرافية تهدد مستقل الدولة اليهودية.
وأفاد المختص في الشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش، بأن اتجاهات الهجرة بدأت ترتفع مع وجود حكومة اليمين ومحاولات تغيير النظام السياسي "الإسرائيلي" من خلال مشروع الانقلاب القضائي.
وقال في حديثه لوكالة "صفا"، إن ارتفاع مؤشرات الهجرة بشكل ملحوظ بعد طوفان الأقصى، يأتي بسبب زعزعت فكرة الوطن القومي الآمن لليهود، التي كان يروج لها الاحتلال على مدار عقود لاستقطاب يهود العالم.
أن صواريخ ومسيرات المقاومة وصلت كافة الأراضي المحتلة، وخلقت واقعاً يتنافى مع العقيدة الأمنية للاحتلال، التي ترتكز على تحقيق الأمن والاستقرار للمستوطنين.
وأشار أبو غوش إلى أن الأزمة الاقتصادية والخسائر التي يتكبدها الاحتلال في انفاقه على الحرب، والضغط على جنود الاحتياط واستمرار خدمتهم لفترات طويلة، فضلاً عن تغلغل اليمين المتطرف في مفاصل الحكومة، عوامل ساهمت مجتمعة في تشجيع الهجرة العكسية لليهود.
وبيّن أن الهجرة الداخلية من القدس إلى تل أبيب، كانت دائماً موجودة من قبل الفئات الليبرالية بسبب القيود التي يفرضها اليهود المتدينين "الحريديم" على الحياة اليومية.
وتتركز الهجرة في أوساط الليبراليين العلمانيين، والمهنيين الذين يديرون عجلة اقتصاد الاحتلال، بحسب أبو غوش، مرجحاً الأسباب إلى اتساع سيطرة اليمين المتطرف على الحكومة، وكلفة الحرب وتبيعاتها الاقتصادية التي يدفع فاتورتها المستوطنين.
وأكد على أن الهجرة العكسية هي الكابوس الأكبر الذي من شأنه أن ينهي حلم الدولة للكيان الصهيوني، إذ تتحول "إسرائيل" تدريجياً إلى دولة متطرفة لا ديموقراطية فيها، بعدما كان نظامها الليبرالي الديموقراطي أبرز عناصر قوتها وجذبها ليهود العالم.
وأضاف "إن هيمنة اليهود المتدينين وتغلغلهم في الحكم، وهم فئة غير منتجة ومساهمتها صفرية في الاقتصاد، إلى جانب رفضها الانضمام إلى الجيش، ستحول إسرائيل إلى دولة عالم ثالث تعتمد على المساعدات".
وهدمت الحرب أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وأظهرت ضعف "إسرائيل" واعتمادها التام على الدعم الأمريكي، وكشفت حقيقة الاحتلال المجرم للعالم، وفق أبو غوش، مبيّناً أن كل هذه العوامل أسقطت ثقة المستوطنين في حكومتهم ودفعتهم إلى الهجرة إلى أماكن أكثر أماناً واستقراراً.
ويتكتم الاحتلال على حقيقة الأرقام المتعلقة بالهجرة العكسية أو عودة اليهود إلى أوطانهم الحقيقية، إلا أن الأرقام التي تتضح في مفاصل أخرى للدولة مثل مؤسسات التأمين الصحي تظهر عزوفاً وتراجعاً في الرغبة بالعيش داخل "إسرائيل".
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 10 آلاف "إسرائيلي" هاجروا إلى كندا هذا العام، في حين حصل حوالي 8 آلاف إسرائيلي على تأشيرات عمل، وهي زيادة كبيرة عن أعداد العام الماضي، كما تقدم أكثر من 18000 "إسرائيلي" بطلب جنسية ألمانية في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024.
وأفاد تقرير لـ "هآرتس" بأن من يغادرون هم رأس مال بشري نوعي، ومغادرتهم تعرض استمرار النمو الاقتصادي في "إسرائيل" للخطر، إذ بلغت الزيادة في نسبة الأثرياء الباحثين عن الهجرة نحو 250%، ليتراجع أعداد أصحاب الملايين في "إسرائيل" من 11 ألف إلى 200 مليونير فقط.