MEE: لم يعد بإمكان إسرائيل التحكم بمصيرها بعد هجوم المقاومة الصاعق
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
نشر موقع "ميديل إيست أي" تقريرا للصحفية لبنى مصاروة، حمل عنوان "لم يعد بإمكان إسرائيل التحكم بمصيرها بعد الهجوم الفلسطيني الصاعق"، تحدثت فيه عن تراجع معنويات جيش واستخبارات الاحتلال إلى أدنى مستوياتها.
وفي ما يلي النص الكامل للتقرير الذي ترجمته "عربي21":
باتت إسرائيل في وضع لم يعد بإمكانها التحكم بمصيرها، بحسب ما صرح به لموقع ميدل إيست آي المحلل السياسي الإسرائيلي المخضرم ميرون رابوبورت.
هذا المستوى من المعارك التي شنتها حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية داخل الأراضي الإسرائيلية لم تشهدها المنطقة منذ عام 1948 عندما ولدت دولة إسرائيل من رحم الحرب العربية الإسرائيلية والتطهير العرقي الذي مورس آنذاك ضد الفلسطينيين.
وقال رابوبورت إن هذا المستوى من المباغتة لم يحصل ولا حتى في حرب 1973 في الشرق الأوسط حينما شنت مصر هجوماً على إسرائيل في مثل هذا اليوم قبل ما يقرب من خمسين سنة بينما كانت منهمكة في الاحتفال بأعياد يوم الغفران.
ووصف رابوبورت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قائلاً بأنها في حالة من الذهول، وأن الثقة الإسرائيلية بالجيش قد اهتزت حتى النخاع. يذكر أن ما لا يقل عن 250 إسرائيلياً قتلوا يوم السبت طبقاً لما صرحت به السلطات.
وقال رابوبورت: "في عام 1973 قاتلنا جيشاً مدرباً، أما هنا فنحن نتكلم عن أناس ليس بأيديهم سوى بنادق الكلاشنكوف. إنه أمر لا يتصور. إنه فشل استخباراتي ما من شك في أن إسرائيل سوف تحتاج إلى وقت طويل لتتعافى منه، من حيث ثقتها بذاتها."
لقد طورت إسرائيل على مدى سنين طويلة شبكة معقدة وباهظة التكاليف من أجهزة المراقبة التي نشرتها حول قطاع غزة، الذي ما لبثت تحاصره منذ عام 2007.
وعن ذلك يقول رابوبورت: "من المفروض وجود أجهزة تصوير هناك، وانتشار طائرات مسيرة في الأجواء. اختراق ذلك السياج بذلك الشكل أمر غير متصور. إنها ضربة لا يمكن تصورها تلقاها التدريب الإسرائيلي نفسه."
ولاحظ رابوبورت أن وحدة الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي، والتي تعرف باسم الوحدة 8200، لديها القدرة على معرفة أدق التفاصيل في حياة الفلسطينيين، ومع ذلك فلم تكن قادرة على معرفة أن بضع مئات، أو حتى بضع آلاف، من المقاتلين كانوا يستعدون للقيام بهجوم معقد وعلى نطاق واسع.
وقال في إشارة إلى جهاز المخابرات الإسرائيلي الداخلي المكلف بالتجسس المضاد: "لم تكن لديهم أدنى فكرة، لا في 8200 ولا في الشين بيت."
وقال رابوبورت إن الصور التي أفرزها هذا الهجوم الفلسطيني – بما في ذلك للمقاتلين وهم يتمشون داخل البلدات الإسرائيلية، وكذلك وهم يقودون النساء والأطفال والعجائز نحو الأسر داخل غزة – سوف يكون لها تأثير عميق على الجمهور الإسرائيلي.
وأضاف: "إن الصور التي بثها التلفزيون لفتيات وهن يهمسن عبر الهاتف لوسائل الإعلام، ويتساءلن طوال النهار أين الجيش، ويقلن "نحن هنا وحيدات وهم يطلقون النار في الخارج والجيش لم يظهر بعد" هذه سوف يكون التعافي منها أمراً في غاية الصعوبة."
بضع خيارات سيئة أمام نتنياهو
ليس واضحاً بعد كيف سيكون رد حكومة إسرائيل على ما جرى.
إلا أن رابوبورت يرى بأن خيارات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاستعادة السيطرة على سردية أن إسرائيل بإمكانها فرض سيادتها على كل الأرض الواقعة بين البحر المتوسط ونهر الأردن باتت الآن خيارات محدودة.
توقع رابوبورت أن رد الفعل الذي يبيته الجيش الإسرائيلي هو تدمير غزة، وأن أعداد الضحايا قد ترتفع بسهولة إلى الآلاف. وبالفعل، لقد قتلت الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل يوم السبت ما لا يقل عن 250 فلسطينياً.
ولكن من الناحية العسكرية، كما يقول رابوبورت، لا يجدي الهجوم الجوي نفعاً، ولن يتمكن من وضع حد لحماس. لربما تمكن المقاتلون الفلسطينيون من أسر ما يصل إلى 150 إسرائيلياً، وهؤلاء سيكونون في خطر لو قررت إسرائيل قصف الحركة الفلسطينية بكثافة.
بدلاً من ذلك، وللقيام بعمل ذي معنى، لا مفر من أن يجتاح الجيش الإسرائيلي غزة فيحتل جزءاً منها أو يحتلها جميعاً.
وعن ذلك يقول رابوبورت: "فيما لو دخلت القوات الإسرائيلية إلى غزة، فإنها ستدخل وهي تعاني من منسوب منخفض جداً من الثقة بالذات، ولا يوجد ما يضمن أنهم سوف يتمكنون من قهر غزة عسكرياً."
ويضيف: "ما يزيد الأمر تعقيداً هو أنه فيما لو دفعت إسرائيل بالجيش إلى الداخل وحاولت احتلال غزة، فهذا يعني مقتل عشرات الآلاف من سكان غزة وحدوث أزمة لاجئين تنجم عن فرار الناس من ديارهم. ناهيك عن أن مئات الإسرائيليين سوف يقتلون كذلك، وهذا سينجم عنه انقسام حاد داخل المجتمع الإسرائيلي الذي سوف يجد صعوبة بالغة في تقبل وفاة أعداد ضخمة من الإسرائيليين."
من شأن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة، ناهيك عن أزمة اللاجئين التي سوف تنجم عن ذلك، أن يهدد بإشعال حرب إقليمية على نطاق كبير، وهي حرب قد تجر إليها حزب الله في لبنان، والفصائل الفلسطينية والمدنيين داخل الضفة الغربية المحتلة وفي القدس، بل وحتى في سوريا والأردن.
أحد الخيارات أمام إسرائيل هو الأخذ بنصيحة وزير المالية المتطرف فيها، بيزاليل سموتريتش، الذي قال في شهر مايو (أيار) إنه يتوجب على بلده إعادة احتلال غزة.
حينذاك، قال سموتريتش في حديث مع القناة 14: "لربما يأتي الوقت الذي نعود فيه إلى غزة، لتفكيك حماس ونزع السلاح تماماً من غزة. وهذا أيضاً سوف يتم القيام به بما يخدم المصالح والاعتبارات العريضة لدولة إسرائيل. أعتقد بأن اللحظة سوف تأتي حينما لا يكون أمامنا خيار سوى إعادة احتلال غزة."
والخيار الآخر، كما يقول رابوبورت، هو الدخول في مفاوضات، تماماً كما حدث في عام 1973. وعن ذلك يقول: "بعد حرب عام 1973، قال الإسرائيليون لماذا توجب علينا تكبد كل تلك الخسائر في الأرواح؟ لماذا توجب علينا خوض تلك الحرب ولماذا توجب علينا تكبد 3000 قتيل؟"
ضربة فتاكة
أياً كان الأمر، لقد تلقى نتنياهو – كما يرى رابوبورت – ضربة فتاكة لسلطته.
وعن ذلك يقول رابوبورت: "أعتقد أن من شأن ذلك إضعاف الحكومة لأنها هي التي تتحمل المسؤولية عن الإخفاق. كل نظريات نتنياهو حول إقامة الجدار ووضع الفلسطينيين خلف الجدار، ورمي المفتاح بعيداً، ثم إبرام سلام مع دبي: كل هذا التصور بات حطاماً الآن، وهو الذي يتحمل المسؤولية العملياتية عما جرى."
يهيمن المتطرفون على حكومة نتنياهو. وهؤلاء هم القوميون الدينيونالمسكونون بالاستيطان اليهودي في الضفة الغربية. إلا أن هذا التركيز على الاستيطان غير الشرعي قد يكون هو السبب في تقويضه.
يقول رابوبورت: "يقول الناس إنه كان يوجد 33 كتيبة في الضفة الغربية وأن الجيش إنما نشر هناك من أجل حماية المستوطنين بدلاً من حماية الحدود. ولسوف تعلو الأصوات التي تتساءل: لماذا نحمي المستوطنات بينما نعرضأنفسنا للخطر؟"
وأضاف رابوبورت: "لقد دخلت إسرائيل مرحلة لم تعد فيها هي المتحكمة بمصيرها. لقد تكبدت خسارة كبيرة من حيث الثقة بالذات، وكذلك هو الأمر فيما يتعلق بأبعاد الإخفاق العسكري. لقد فقد الجيش ثقته بنفسه وفقد الجمهور ثقته بالجيش، ولسوف يؤثر ذلك بشكل كبير على أي قرار يتخذ إزاء مسألة التوجه نحو غزة."
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الفلسطيني غزة فلسطين غزة طوفان الاقصي سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مخيم جباليا هيروشيما غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
يحاول الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من شهر تهجير سكان شمال قطاع غزة قسرا، من خلال فرض حصار مشدد وتدمير واسع للمنازل والمباني، مانعا الدخول والخروج إلا عبر حواجز أقامها لتفتيش النازحين لغزة وإلى الجنوب.
ووثقت مقاطع فيديو وصور على مدار عام كامل من الحرب دمارا واسعا ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بالأحياء السكنية والمساجد والمدارس في غزة. وكان أحدث توثيق صورة جوية لمخيم جباليا، تظهر مسح المربعات السكنية وحجم الإبادة التي يتعرض لها المخيم.
View this post on InstagramA post shared by وسيم خليف (@wsym._.2003)
لاقى هذا المشهد انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل مغردون فلسطينيون وعرب مع الصورة التي تظهر سحبا كثيفة من الدخان تغطي المنطقة بالكامل، وهذا يوحي بأن المنطقة قد تحولت إلى رماد.
وتعليقا على ذلك، كتب الداعية الفلسطيني جهاد حلس تدوينة على منصة "إكس": "هذه ليست القنبلة النووية التي سقطت على هيروشيما، هذه مدينة جباليا التي تباد الآن على مرأى ومسمع العالم أجمع".
هذه ليست القنبلة النووية التي سقطت على هيروشيما، هذه مدينة جباليا التي تباد الآن على مرأى ومسمع العالم أجمع !! pic.twitter.com/JwVTx52siA
— جهاد حلس، غزة (@Jhkhelles) November 6, 2024
كما علق أحد المدونين: "عملية نسف كارثية تحدث الآن في شمال غزة بهدف تشكيل محور جديد. الجيش يضع خططا عسكرية فوق الأحياء السكنية المكتظة، ومن يختار البقاء سينتهي به الحال تحت أنقاضها؛ هذه سياسة مسح إجرامية".
أما الصحفي الفلسطيني محمد حمدان، فكتب: "صعد الدخان حاملا رمادا من بشر وحجر وتبخرت ذكرياتنا وأحلامنا، لا شيء يبرر ذلك، لا شيء يشبه ذلك، لا شيء يعوض ذلك".
وكتب مغرد آخر بمشاعر مختلطة: "جزى الله الفلسطينيين عنا كل خير؛ فقد كان لأمتهم شهداء أحياء بعقيدتهم التي يجب أن تسود وتتجاوز الحدود".
عملية نسف كارثية ضخمة تحدث الآن في شمال غزة بهدف تشكيل المحور الجديد.
محور عسكري يُنشأ فوق المباني والعمارات في منطقة ذات كثافة معمارية هائلة.
من تبقى في منازله سينتهي به المطاف تحت الأنقاض؛ إنها عملية مسح إجرامية لأرض مكتظة بالسكان . https://t.co/BkAJSOV6L3 pic.twitter.com/xz4JNJ2cyB
— Tamer | تامر (@tamerqdh) November 6, 2024
كما تفاعل مغردون آخرون مع الصورة بقولهم: "منظر يندر مشاهدته إلا في الحروب العالمية؛ جباليا تُباد بدعم ومباركة من أنظمة عربية شقيقة. غزة تُمحى بالكامل وفق سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها جيش الاحتلال وسط حصار خانق على العائلات".
وشارك مراسل قناة الجزيرة، أنس الشريف، مقطع فيديو على حسابه بمنصة "إكس" يظهر فيه حجم المعاناة في شمال غزة، حيث يشهد قصفا ونسفا وإطلاق نار ونزوحا.
ويرى كثيرون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغل انشغال العالم بالانتخابات الأميركية لتنفيذ أخطر مراحل إبادة شمال غزة، ودفع سكان الشمال للنزوح بهدف السيطرة على الأراضي بحجة "الأمن".
صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للمسح والإبادة
جباليا تباد .. كل غزة تباد و تدمر.. سياسة الارض المحروقة ????#جباليا_تُباد pic.twitter.com/r6s7VvtVMR
— ???????????????????? ???? (@amany__wishes) November 6, 2024
وأعرب بعض المغردين عن استغرابهم من تفجير الاحتلال لمخيم جباليا المكتظ بالسكان وسط صمت عالمي.
كما أشار بعض المغردين إلى أن الدول العربية ما زالت تعيش حالة غياب عن الوعي، وكأن الأمر يحدث على كوكب آخر، مع أنها قد تكون أول من سيدفع الثمن.
وقال المدون عفيف الروقي: "صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للإبادة؛ العائلات الآن بلا مأوى، كل غزة تُباد وتُدمر وفق سياسة الأرض المحروقة".
صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للمسح والإبادة
العائلات الان في الطرقات تجلس ولا تجد لها مكان لتنام به#جباليا_تُباد تباد .. كل غزة تباد و تدمر.. سياسة الارض المحروقة ????
#جباليا_تُباد #يحيى_السنوار #ترمب #أمريكا #أوباما #فلسطين pic.twitter.com/VmnXINgSqP
— عفيف الروقي (@AfifAlRoqi511) November 6, 2024
وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن التدمير الهائل للمنازل والمباني في شمال قطاع غزة واستعدادات الجيش للاحتفاظ بالأراضي من خلال تعبيد الطرق وإنشاء البنية التحتية، كلها إجراءات تشي بالاستعداد لضمها بحكم الأمر الواقع، وإقامة مستوطنات فيها على غرار تلك المقامة في الضفة الغربية.
وقد وضعت إسرائيل خطة الجنرالات في شمال غزة في سبتمبر/أيلول 2024، بهدف تهجير سكان شمال قطاع غزة قسرا، وذلك بفرض حصار كامل على المنطقة، بما في ذلك منع دخول المساعدات الإنسانية، لتجويع من تبقى من المدنيين، وكذلك المقاومين ووضعهم أمام خيارين إما الموت وإما الاستسلام.
وتشن إسرائيل بدعم أميركي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، خلفت آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.