الحرارة العالية والجفاف ينذران بتدمير محاصيل الزيتون.. وارتفاع أسعار الزيت
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
تنذر درجات الحرارة العالية التي شهدها العالم، وحرائق الغابات، والجفاف، بتدمير جزء كبير من محصول الزيتون في العالم، الأمر الذي رفع أسعار زيت الزيتون إلى مستويات قياسية بلغت 9 آلاف دولار للطن المتري، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
وفي إسبانيا، أكبر مصدري هذا المنتج، يثير الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة بصورة غير طبيعية مخاوف من تسجيل "كارثة" في قطاع إنتاج زيت الزيتون.
ويشهد القطاع الذي تضرر بصورة كبيرة في العام 2022 تراجعاً في الإنتاج ويواجه احتمال تسجيل نقص في كميات الزيت.
ويقول كريستوبال كانو، الأمين العام لاتحاد صغار المزارعين في الأندلس (جنوب إسبانيا)، مركز زراعة الزيتون في البلاد، إن "التربة جافة بسبب انحباس الأمطار بالكامل تقريباً منذ كانون الثاني/يناير حتى نيسان/ أبريل الماضي".
هذا الأربعيني الذي يملك عشرة هكتارات من أشجار الزيتون في ألكالا لا ريال في جنوب البلاد، لم يشهد يوماً مثل هذا الوضع المقلق في مسيرته الممتدة منذ عشرين عاما.
ويحذر قائلا "سنكون أمام كارثة".
النقص الصارخ في الهطول المطري تفاقم نهاية نيسان/ أبريل الفائت جراء موجة حر مبكرة بشكل استثنائي. وقد سُجل مستوى قياسي مطلق لشهر نيسان/ابريل في البر الرئيسي الإسباني في قرطبة بمنطقة الأندلس، مع حرارة بلغت 38,8 درجة مئوية، ما يشبه المستويات المسجلة عادة في شهر آب/أغسطس.
على شفير الهاوية
بالنسبة لإسبانيا، التي تزود العالم عادة بـ50% من زيت الزيتون في العالم، مع صادرات تقارب ثلاثة مليارات يورو سنوياً، فإن الوضع مثير للقلق بشكل أكبر مع خروج القطاع من وضع كارثي لموسم 2022-2023.
وبسبب نقص المياه ودرجات الحرارة القصوى، استقر إنتاج زيت الزيتون الإسباني عند 660 ألف طن، مقارنة بـ1,48 مليون طن في 2021-2022، بانخفاض 55% وفق وزارة الزراعة.ويُتوقع أن يتكرر السيناريو نفسه هذا العام.
ومن شراء الآلات إلى دفع الرواتب وسداد القروض، "يحتاج المزارعون إلى المال للحفاظ على نشاطهم"، بحسب رافائيل بيكو الذي يرى أن "القطاع بأكمله سيعاني".
ويقول "في إسبانيا، زيت الزيتون يوفر لقمة العيش لكثير من الناس".
ارتفاع الأسعار
بالنسبة للمستهلكين، فإن التوقعات قاتمة أيضاً. ويذكّر رافائيل بيكو بأن "السعر العالمي لزيت الزيتون يعتمد إلى حد كبير على ما يحدث في إسبانيا"، متوقعاً حصول توترات في السوق.
في الأشهر الأخيرة، قفزت الأسعار بشكل ملحوظ. وتلاحظ فاني دي غاسكيه من شركة الوساطة "بايون إنتركور" أن "زيت الزيتون كان يُباع في منتصف نيسان/ابريل بسعر 5800 يورو للطن، بينما كان بسعر 5300 يورو في كانون الثاني/يناير 2023" و"3500 يورو في كانون الثاني/يناير 2022".
وفي الأندلس، ليست لدى أشجار الزيتون الصغيرة "جذور نامية بشكل كافٍ لسحب المياه" من الأعماق. وتتوقع دي غاسكيه تسجيل "خسائر" مع تأثير على الإنتاج لمدة "عامين أو ثلاثة أعوام".
في هذا السياق، خفضت الحكومة الإسبانية ضريبة القيمة المضافة على زيت الزيتون من 10% إلى 5% في نهاية عام 2022، كجزء من خطة مكافحة التضخم.
ولدعم المزارعين المتضررين من الجفاف، خفضت أيضاً ضريبة الدخل للقطاع بنسبة 25%.لكنّ هذه التدابير اعتُبرت غير كافية في مواجهة الأزمة التي تلوح في الأفق.
ويقول رافائيل سانشيز دي بويرتا إن "خفض ضرائب الدخل للأشخاص الذين لن يحصلوا على أي شيء تقريباً، لن يساعد كثيراً"، داعياً إلى خطة أوسع لمواجهة "الجفاف الذي سيستمر".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي المرأة والأسرة حول العالم حول العالم الزيتون زيت الزيتون زيتون زيت زيتون حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة زیت الزیتون الزیتون فی
إقرأ أيضاً:
الجفاف يهدد محاصيل المغرب ويعصف الاقتصاد الوطني
يمر المغرب موجة جفاف شديدة دفعت الملك المغربي، محمد السادس، إلى دعوة المغاربة للاستغناء عن أضحية عيد الأضحى هذا العام نظراً لانخفاض أعداد رؤوس الماشية بسبب الجفاف.
اذ قبل عام التقط قمر صناعي تابع لوكالة ناسا صوراً تُظهر مدى تضرر مدينة الدار البيضاء المغربية الواقعة على المحيط الأطلسي من آثار الجفاف، إذ اختفت المساحات الخضراء وحل بدلاً منها.
ورغم أن البيانات أظهرت ارتفاعاً في معدل ملء السدود إذ بلغ 28.44 في المئة في يناير كانون الثاني 2025 مقابل 23.27 في المئة في الفترة نفسها من العام الماضي، ووفقاً لوزارة التجهيز والماء المغربية، فإن التوقعات تشير إلى تراجع كبير في محاصيل الحبوب بالمغرب خلال الموسم 2024-2025.
كما لفت إدريس عيسوي المحلل الاقتصادي المغربي، إن نحو 60 في المئة من قطاع الفلاحة بالمغرب تضرر بسبب الجفاف المتواصل على مدار 6 سنوات, وأضاف أن هذا العام الأمطار لم تأتِ بالشكل المناسب، لذا ستتراكم تداعيات الجفاف لعام جديد
اذ تشير توقعات وزارة الزراعة الأميركية إلى أن إنتاج المغرب من الحبوب في الموسم الجاري 2024-2025 سينخفض مقارنة بمتوسط مستوى الخمس سنوات الماضية منذ 2019 إلى 2023.
وبحسب التوقعات، فإن إنتاج القمح سينخفض 40 في المئة، والشعير سينخفض 50 في المئة، والذرة سينخفض 46 في المئة خلال الموسم 2024-2025.
ويقول محلل الاقتصاد المغربي، إن محصول هذا العام قد لا يزيد على 20 في المئة ما يحتاج إليه المغرب.
وعلى مدار السنوات الماضية حاولت الحكومة المغربية التقليل من وطأة الجفاف عن طريق عدة مبادرات تهدف إلى اتباع نمط معين في مجال تربية المواشي، وإبعاد المحاصيل الزراعية كلّها المستهلكة للمياه، إلّا أن الأرقام تقول إن الاقتصاد المغربي تضرر بشكلٍ كبير من الجفاف، وفقاً لعيسوي.
ومع انخفاض إنتاج الحبوب، يتوقع أن يزيد المغرب من وارداته السنوية من الحبوب خلال الموسم الجاري.
وتنبأت وزارة الزراعة الأميركية أن يزيد المغرب من وارداته السنوية من القمح إلى 7.5 مليون طن متري في موسم 2024-2025 بزيادة 52 في المئة على متوسط واردات المغرب في 10 سنوات.
ويقول عيسوي إن المغرب لجأ للاستيراد الحبوب من دول مثل أوروبا وأوكرانيا، لكن عملية الاستيراد كانت تحدث دون تأثير في الميزانية العمومية للبلاد، ومن خلال مؤسسة حكومية تتابع من كثب الأسواق وتُتيح فرص الشراء وفقاً لمواردها المالية.
وفي محاولة لتخفيف وطأة الجفاف على المستهلكين، منحت الحكومة المغربية المستوردين دعماً مالياً لاستيراد ما يلزم من الحبوب لتفادي انخفاض الإنتاج.
لكن صندوق النقد الدولي صنّف قبل أشهر قليلة نوبات الجفاف والانخفاض في الإنتاج الزراعي في المغرب بأنهما أكبر خطر سلبي على النمو الاقتصادي في البلاد.
فيما توقعت ميزانية المغرب عام 2025 أن ينمو الاقتصاد بنحو 4.6 في المئة مقابل 3.3 في المئة كانت متوقعة في 2024، لكن في حال استمرار الجفاف من المحتمل أن يفقد الاقتصاد ما لا يقل عن 0.8 في المئة من النمو.
حبث يعتمد المغرب بشكلٍ كبير على القطاع الزراعي، حتى ولو كان يمثّل نحو 14 في المئة من الناتج المحلي للبلاد وربع صادرات السلع.
ف بحسب صندوق النقد، فإن نحو ثلث القوى العاملة المغربية تعمل في القطاع الزراعي كما أن التضخم في المغرب حساس للغاية للتغيرات في أسعار المواد الغذائية التي تمثّل نحو 40 في المئة من سلة مؤشر أسعار المستهلك.
وفي نهاية عام 2024 ارتفع معدل البطالة إلى 13.3 في المئة، وفقاً لبيانات المندوبية السامية للتخطيط المغربية، وهو أعلى معدل منذ عام 1999، مع تسبب الجفاف لفقدان المزارعين المتضررين وظائفهم.
كلمات دالة:سوق العملصندوق النقد المغربالقطاع الزراعيالمغربالجفافمشروعات الطاقة المتجددةالقطاع الزراعي في المغربسلسلة موجات الجفافازمةاخبار المغرب© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن