ومن غزة أُخِذ الإحتلال الإسرائيلي على حين غِرَّة بالذعر وهروب جنوده ومستوطنوه هروبا من وطأة وبسالة وقوة عمليات "طوفان الأقصى" الذي أطلقته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس الإسلامية، والتي أشعلت من غزة طوفانا مفاجئا يدمر كل ما يحاصر القطاع وممطرا تل أبيب بأكثر من مائة وخمسين صاروخا ورعبٌ يجتاح الصهاينة على امتداد فلسطين المحتلة، وما إن تفجر الطوفان فجرًا ودون سابق إنذار حتى اجتاح الإعلام العسكري للمقاومة الفلسطينية الباسلة بمشاهد وصور لعمليات الاقتحام والإلتحام وصفت بأنه لا مثيل لها في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي الغاصب وأفاق العالم على أمر غير معهود.

 ويؤكد الفلسطينيون أنه الدم الفلسطيني المهدور والمسفوك ظلما كل يوم وعلى مدار الساعة الذي يفعل فعله بتحوله إلى طوفان جارف، لتنقلب الصورةُ رأسا على عقب، وتتحول المعادلة فإذا بإسرائيل الغاصبة والمتغطرسة والنووية والمتحدية والمهاجمة والضاربة بكل القوانين عرض الحائط واقعةٌ تحت الصدمة لا تعرف ماذا حل بها، ومستوطنوها يهربون مذعورين أمام فرسان المقاومة الذين اقتحموا عليهم مخادعهم وقلاعهم في يوم سبتهم، يطلبون نجدة جيشهم، وجيشُهم الأكثر تدريعا وتسليحا في العالم يتساقطُ جنودُه كالفراش المبثوث بين قتيل وجريح وأسير بالعشرات، واحتراق والسيطرة على دبابات ومدرعات، وآلاف الصواريخ تدكُ المدن المحتلة والمستوطنات، وطائرات حربية تم تهريبها على ناقلات حتى لا تقع في يد المقاومين، إنه وكما يصفه خبراء عسكريون طوفان عسكري مرعب أشرقت به شمس السابع من اكتوبر، وطوفان إعلامي بحشدٍ من الصور والفيديوهات الحية أذل إسرائيل المتغطرسة كما لم تذل من قبل، إنه السبت الأسود لإسرائيل.

 وعلى خلفية اعتداءات وتخبط جيش العدو الإسرائيلي ومانتج عنه من أضرار مدنية.. أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الشهداء إلى 256 مواطناً من بينهم 20 طفلاً وإصابة 1788 بجراح مختلفة من بينهم 121 طفلاً .

إلى ذلك أعلنت وزارة الصحة في الإحتلال الإسرائيلي إرتفاع القتلى الإسرائيليين إلى 350 قتيلًا على الأقل وأكثر من 2000 مصاب.

وفي نفس الإطار وضمن إعترافات العدو الإسرائيلي.. ذكرت مواقع إخبارية عبرية تابعة لكيان الإحتلال الإسرائيلي أن هجوم عمليات "طوفان الأقصى" كان أكبر هجوم شهده كيان الإحتلال الإسرائيلي ومن ذلك ماقاله موقع i24 الإسرائيلي الذي أكد أن المعارك مستمرة بين مقاتلي حماس وقوات الاحتلال للأمن الإسرائيلي داخل البلدات المحيطة بغزة وأن المواجهات أسفرت عن مقتل عدد من مقاتلي حماس، بحسب اعتراف الرواية الإسرائيلية

وفي السابق حدثت مواجهات مسلحة مع حماس وحزب الله ضد كيان الإحتلال الإسرائيلي بعد حدوث تصعيد في الموقف، وجرى خلالها تبادل للقصف والقذائف، لكن المواجهة هذه المرة كانت مختلفة فقد كانت حماس والفصائل الفلسطينية هي البادئة بشن هجوم شامل لم تشهد إسرائيل مثله منذ اندلاع حرب "أكتوبر 73" بحسب اعتراف العدو الإسرائيلي غبر وسائل إعلامه وبأن الهجوم حدث بشكل متزامن من ثلاثة محاور برا وبحرا وجوا، ورافقه إطلاق كثيف للصواريخ.

وفي ساعات الفجر الباكر، بدأت تدوي صفارات الإنذار في جنوب مواقع كيان الإحتلال الإسرائيلي، وبعدها بأربع دقائق في تل أبيب.

وبالتزامن مع الغطاء الصاروخي الكثيف، الذي لم يتوقف تقريبا، هاجمت حماس من الجو بواسطة الطائرات الشراعية، ومن البحر بزوارق صغيرة.

كما قام المقاتلون الفلسطينيون باختراق السياج الفاصل واقتحموا نقاط التفتيش، وتقدموا دون عوائق إلى البلدات القريبة في غلاف غزة، وإلى قاعدة "زيكيم" العسكرية الكبيرة بالقرب من "كيبوتس رائيم".

وداهم المقاومون الفلسطينيون عدة بلدات منها "كفار عزة" و"ماجن" و"باري" و"صوفا" ومدينة "سديروت"، وسيطروا على ثلاث بلدات على الأقل بعد ساعات من بدء الهجوم

إضافة لذلك، من خلال الثغرات الموجودة في السياج، واصل المقاتلون التحرك من غزة باتجاه "الأراضي الإسرائيلية".

وأعلن المتحدث باسم جيش العدوان الاسرائيلي أنّ القتال ما زال مستمرا في 22 بلدة جنوبي البلاد، وأن قوات كيان الإحتلال الإسرائيلية منتشرة في كل الأماكن بمحيط غزة.

ورغم مقاطع الفيديوهات بالصوت والصورة والتي بثها الإعلام العسكري لكتائب القسام حول معركة "طوفان الأقصى"، ورغم اعترافات كيان الإحتلال الإسرائيلي عبر وسائله الإعلامية بأن عمليات ومعركة "طوفان الأقصى" قد شلت أجهزة كيان الإحتلال الإسرائيلية.. رغم كل ذلك إلا أن وسائل الإعلام الخليجية وفي مقدمتها وسائل إعلام السعودية والإمارات بدأت بالتضليل وقامت بتسمية عمليات "طوفان الأقصى" بالعمليات الإرهابية حيث قامت وعلى استحياء قناة العربية والحدث والmbc وعدد من القنوات السعودية باجراء مقابلات تلفزيونية مع قيادات لكيان الإحتلال الإسرائيلي الذين وصفتهم بصفاتهم ومناصبهم وهو الأمر الذي اعتبره سياسبون باعتراف رسمي بما يسمى بدولة اسرائيل، كما ركزت تلك القنوات على اجراء لقاءات تؤكد من خلالها وقوفها الى جانب الإحتلال الإسرائيلي.

أما وسائل إعلام الإمارات فقد أعلنت صراحة وقوفها الى جانب ما وصفوهم بأصدقائهم الإسرائيليين وأغلن قادة اماراتيون صراحة رفضهم لما وصفوه بالاعتداءات لقيادات حماس التي وصفوها بالإرهابية وهو الأمر الذي اعتبره مراقبون بأنه مخزي ولكنه متوقع من دويلة أعلنت تطبيعها مع الصهاينة وتبادل العلاقات الديبلوماسية والتجارية.

وعلى الصعيد ذاته انطلقت بالعاصمة اليمنية صنعاء مسيرة جماهيرية حاشدة تأييدا ومباركة لعمليات "طوفان الأقصى" مؤكدة وقوف الشعب اليمني إلى جانب الفلسطينيين قيادة وشعبا ومع مقاومته الحرة في التخلص من كيان الإحتلال الإسرائيلي وأدواته، وقد اعتبر مراقبون هذه المسيرة الجماهيرية كأسرع وأكبر مسيرة على مستوى العالم العربي والإسلامي أتت بعد ساعات قليلة فقط من انطلاق عمليات "طوفان الأقصى"

 وكان بيان مسيرة طوفان الأقصى بصنعاء قد قال انه من بواعث الافتخار والاعتزاز ما يسطره الأبطال المقاومون في غزة من ملاحم بطولية لم يسبق لها مثيل على امتداد تاريخ الصراع

مؤكدا أن اليمنيين وبكل إيمان بواحدية المعركة ووحدة المصير يعلنون مباركتهم لمعركة طوفان الأقصى المقدسة

وأعلن بيان المسيرة حالة الاستنفار الشامل شعبيا وعسكريا استعدادا لأي تطور ميداني يتطلب المشاركة المباشرة إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة

وشدد البيان بأن عمليات "طوفان الأقصى" معركة لا تخص شعب فلسطين فحسب، بل هي معركة كل الأمة ومعركة الأحرار في كل العالم

وأن معركة طوفان الأقصى من أقدس المعارك، والتي كتبت بعملياتها الأولى زمن إذلال إسرائيل بالصوت والصورة

ولفت البيان الجماهيري بصنعاء أن معركة "طوفان الأقصى" لن تتوقف مدُّه حتى إعلان العدو الإسرائيلي استسلامه وإقراره بالذل والهوان، والاستعداد للرحيل من كل فلسطين.

وأضاف بيان المسيرة المليونية الحاشدة بأن على أمريكا الداعم الدولي الأول للغطرسة الإسرائيلية أن تسلم بانقلاب المعادلات، وأنه على أمريكا أيظا أن تسارع إلى تفكيك الكيان الغاصب قبل أن يجرفه "طوفان الأقصى" وطوفان الغضب الإسلامي القادم والعارم.

واختتم البيان بالقول بأن على قوى الاستكبار العالمي وقوى التطبيع الإقليمي أن تدرك أنها عاجزة عن الوقوف أمام معركة طوفان الأقصى

إلى ذلك حيت كتائب الأقصى وقوف العاصمة اليمنية صنعاء حكومة وشعبا على خروج اليمنيين المشرف بصنعاء كأول عاصمة تبارك معركة طوفان الأقصى قيادة وشعبا.

ويرى مراقبون أن التفاعل الكبير للقيادة الثورية والسياسية والشعب اليمني بصنعاء دليل دامغ على حضور صنعاء الفاعل مع مطالب الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة وتحرير فلسطين المغتصبة وعاصمتها القدس الشريف ودعم مل أوجه المقاومة الهادفة الى ذلك.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: کیان الإحتلال الإسرائیلی معرکة طوفان الأقصى العدو الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

"فاينانشيال تايمز": إسرائيل تستعد لاختبار نموذج تجريبي لإدارة غزة بعد الحرب لا يشمل حماس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن إسرائيل تستعد لاختبار نموذج تجريبي لإدارة قطاع غزة المنكوب من جراء عدوانها المتواصل في مرحلة ما بعد الحرب، من خلال إنشاء سلسلة من الاحتمالات التي لا تشمل جميعها على أي وجود لسلطة حركة حماس، في حين قُوبل الأمر بالشك من جانب العديد من الأشخاص الذين اطلعوا على هذه الخطط.


ونقلت الصحيفة- في مستهل المقال الذي كتبته رئيسة تحريرها رولا خلف- عن ستة أشخاص مُطلعين على الخطة قولهم: إن إسرائيل ستكشف قريبًا عن إطلاق المخطط التجريبي لما أسمته بـ "الجيوب الإنسانية"، وهو نموذج لما تتخيل إسرائيل أنه سيعقب الحرب في أحياء العطاطرة وبيت حانون وبيت لاهيا بشمال غزة.


وأضافت الصحيفة، أن ثمة تشككات واسعة النطاق تدور حول جدوى وفعالية تطبيق هذا المخطط التجريبي الذي ترفضه حماس وقياداتها بشدة فضلًا عن تفاقم الخلافات الداخلية في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول تفاصيله في حين وصفه أحد الأشخاص المُطلعين بأنه مشروع "خيالي".


وبموجب هذا المخطط، سيقوم الجيش الإسرائيلي بنقل المساعدات من معبر (إيريز) الغربي القريب إلى فلسطينيين محليين يتم تفتيشهم بدقة ليقوموا بتوزيع المساعدات وتوسيع مسئولياتهم تدريجيًا لتولي الحكم المدني في المنطقة في حين ستتولى القوات الإسرائيلية، على الأقل في مرحلة أولية، ضمان الأمن.


وفي حالة نجاح هذا المخطط، ستقوم إسرائيل بعد ذلك بتوسيع "الجيوب الإنسانية" وهو نموذج لما تتخيله تل أبيب بعد الحرب جنوبا إلى أجزاء أخرى من غزة، كوسيلة لتحل محل حكم حماس بعد ما يقرب من عقدين على توليها حكم القطاع، وقال أحد الأشخاص المطلعين على التفكير الإسرائيلي- في تصريح خاص للصحيفة- إن الخطة يُنظر إليها أيضا على أنها وسيلة لممارسة الضغط على حماس للرد على تعثر المحادثات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار مقابل المحتجزين.


وبحسب الصحيفة، فإن هذه المبادرة الإسرائيلية الأخيرة تأتي بعد أشهر من الضغوط الدولية على حكومة نتنياهو لصياغة نظام بديل موثوق به لحكم غزة ما بعد الحرب، لكن شخصين آخرين اطلعا على الخطة قالا إنها مجرد نسخة جديدة من محاولات إسرائيلية سابقة أحبطتها حماس بحكم الأمر الواقع.


ونقلت الصحيفة عن بيان لحركة (حماس)، /الثلاثاء/ الماضي، أنها لن تسمح لأي طرف "بالتدخل" في مستقبل قطاع غزة، وأنها "ستقطع أي يد للاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول العبث بمصير ومستقبل شعبنا".


كما نقلت الصحيفة عن شخص آخر مطلع على خطط غزة ما بعد الحرب قوله إن المحاولات الإسرائيلية لتحديد الفلسطينيين المحليين الذين يمكنهم إدارة غزة بدلًا من حماس مستمرة منذ نوفمبر الماضي، دون أي نجاح كبير.. وأضاف الشخص، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن الخطة الجديدة هي مجرد تكرار لما تم اقتراحه في السابق، وأن إسرائيل ترغب من خلالها في أن تقوم الدول العربية والمجتمع الدولي بضمان إنجاحها، وأن يقوم السكان المحليون في غزة بإدارة القطاع".


وأوضحت الصحيفة، أن إحدى العقبات الرئيسية تتمثل في رفض نتنياهو المستمر لأي دور للسلطة الفلسطينية المعتدلة في غزة، والتي تمارس حكمًا ذاتيًا محدودًا في أجزاء من الضفة الغربية المحتلة وطردتها حماس بعنف من غزة في عام 2007. كما يرفض نتنياهو بشكل قاطع أي مسار مستقبلي إلى الدولة الفلسطينية.


وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي تولى منصبه لفترة طويلة هذا الموقف في الأسابيع الأخيرة، قائلا: لست مستعدا لإقامة دولة فلسطينية هناك في غزة ولست مستعدًا لتسليمها إلى السلطة الفلسطينية. ومع ذلك، يواصل نتنياهو وكبار مساعديه الإصرار على أن الحكومات العربية ستلعب دورًا رئيسيًا في أي ترتيبات في فترة ما بعد الحرب، سواء من خلال توفير الدعم الدبلوماسي أو التمويل أو حتى قوات حفظ السلام.
 

مقالات مشابهة

  • مدير مجمع الشفاء بغزة يروي تفاصيل إقامته في السجن الإسرائيلي
  • بعد تسعة شهور من طوفان الأقصى.. هذه هي صورة الكيان من الداخل
  • "فاينانشيال تايمز": إسرائيل تستعد لاختبار نموذج تجريبي لإدارة غزة بعد الحرب لا يشمل حماس
  • تطورات اليوم الـ269 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • وزارة الصحة تدشن المرحلة الثالثة من الدورات العسكرية المفتوحة “طوفان الأقصى”
  • تطورات اليوم الـ268 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • تحقيق صحفي إسرائيلي ألماني يكشف تفاصيل جديدة عن عملية "طوفان الأقصى"
  • خطط ما بعد الحرب تقترح عيش الفلسطينيين داخل جزر وفقاعات في قطاع غزة
  • تحقيق لصحيفة إسرائيلية وألمانية يكشف تفاصيل عملية طوفان الأقصى
  • تطورات اليوم الـ267 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة