الجيش الإسرائيلي يؤكد تصاعد قوته النارية.. ويعلن عزمه إجلاء السكان بمحيط غزة
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أن "قوته النارية ستتصاعد خلال الساعات المقبلة"، مشيرا إلى "عزمه إجلاء السكان بمحيط غزة، خلال 24 ساعة".
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، العميد دانييل هاغاري، في مؤتمر صحفي من تل أبيب، إن حماس "ارتكبت جريمة حرب" من خلال اختطاف المدنييين، ومن بينهم نساء وأطفال، مشددا على أنه "أمر يخالف القانون الدولي وتعاليم الدين الإسلامي"، حسب تعبيره.
وأكد أن "الجيش الإسرائيلي سيحاسب كل من شارك في هذه العملية" التي تتعرض لها البلاد منذ، فجر السبت، وأدت إلى إعلان رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، أن إسرائيل تعيش "حالة حرب".
وأضاف هاغاري: "الجيش قوي ويعمل بكافة قوته لصد العدوان"، مشددا على أهمية استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية فقط.
وتابع: "الجيش سيعلن عن موقع لنشر أسماء الضحايا الذين سقطوا في هذه الحرب.. نشدد على ضرورة استقاء المعلومات الرسمية من الجيش وعدم الانسياق لما ينشر من مقاطع للحفاظ على مشاعر الذين فقدوا أحبائهم".
وقال: "مررنا بيوم صعب جدا ولا تزال أمامنا أيام قاسية أخرى"، مضيفا أن "معنويات الشعب في غلاف غزة وكامل أنحاء إسرائيل أمر مهم وحاسم في قدرتنا على الانتصار بهذه الحرب".
وأكد أن أولوية الجيش حاليا هي "إخلاء المواطنيين من البلدات الجنوبية، لمواصلة القتال وطرد الإرهابيين".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف منزل رئيس المخابرات التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، مؤكدا أن الجماعة الفلسطينية استخدمت المنزل كبنية تحتية عسكرية.
وأكد الجيش أنه "يواصل حاليا تنفيذ ضربات في أنحاء القطاع".
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة، بمقتل 313 شخصا، من بينهم 20 طفلا، وإصابة نحو 1990 شخصا آخرين، بسبب القصف الإسرائيلي على غزة، منذ السبت.
وفي سياق متصل، تستمر الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية مع مسلحي حماس في البلدات الجنوبية لإسرائيل، الأحد، غداة تنفيذ الحركة المصنفة على لائحة الإرهاب، هجوما مفاجئا منذ، فجر السبت، قُتل فيه نحو 300 شخص، وفق ماراسل "الحرة"، في أحد أكثر أيام العنف دموية في تاريخ إسرائيل منذ 50 عاما.
وقالت حماس، الأحد، إن المسلحين التابعين لها "لا يزالون يخوضون اشتباكات ضارية" في عدة مواقع داخل إسرائيل. من جانبه، ذكر الجيش الإسرائيلي أن "مئات المسلحين الفلسطينيين لقوا حتفهم في القتال"، وتم اعتقال العشرات منهم.
وذكر بيان الجماعة الفلسطينية أن القتال "لا يزال يجري في عدة مناطق متاخمة لقطاع غزة، من بينها أوفاكيم وسديروت وياد مردخاي وكفار عزة وبئيري ويتيد وكيسوفيم".
واتسع نطاق الصراع، الأحد، بعدما شنت جماعة حزب الله اللبنانية هجوما بالصواريخ الموجهة والقذائف المدفعية على 3 مواقع إسرائيلية بمنطقة مزارع شبعا المتنازع عليها.
وقال حزب الله إن القصف الذي شمل "موقع الرادار" يأتي "تضامنا مع الشعب الفلسطيني".
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه رد بضربات مدفعية على لبنان، وبهجوم بطائرة مسيرة على موقع لحزب الله بالقرب من الحدود. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
أمريكا تعترف بحماس بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة
لا يمكن الفصل بين لقاء الموفد الأمريكي لمفاوضات وقف إطلاق النار مع وفد حركة حماس، وبين اعتراف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة في السابع من أكتوبر، ففي عالم السياسة تصير الوقائع الميدانية هي صاحبة القرار، وهي التي تفرض الحقائق السياسية، فجاء القرار الأمريكي بلقاء قادة حركة حماس في الدوحة تتويجاً لمرحلة طويلة من المواجهات الميدانية، وحروب الإبادة التي أسفرت عن معطيات ميدانية تؤكد استحالة القضاء على المقاومة الفلسطينية، واستحالة التخلص من الفكرة التي قامت عليها حركة حماس، وغيرها من حركات المقاومة.
لقاء المبعوث الأمريكي بوفد حركة حماس استسلام أمريكي لواقع غزة التي ترفض الهزيمة، وترفض التهجير، وترفض الموت على فراش المذلة والانكسار، إنه الخضوع الأمريكي للواقع، ولإرادة الشعوب الحرة، وهذا ليس بالجديد على السياسة الأمريكية الواقعية، والتي ترى مصالحها الاستراتيجية من خلال المعطيات الميدانية، وهي كالأفعى تؤمن بنظرية الدوران 180 درجة سياسية بغرض اللدغ، وتحقيق الهدف، وهدف أمريكا في هذه المرحلة، ولاسيما بعد العناد الذي أبدته قيادة حركة حماس، وبعد الصمود الذي أظهره الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، هدف أمريكا هو التهدئة في المنطقة العربية المتفجرة، من خلال تهدئة الأوضاع في قطاع غزة، وهذه السياسة الواقعية تتعارض مع مجمل تهديدات الرئيس الأمريكي بصب الجحيم على رأس أهل غزة، وتهجيرهم من بلادهم، والتي تكشف زيفها، وبانت كتهديدات عرضية، الهدف منها الضغط على الأنظمة العربية، وابتزاز المفاوض الفلسطيني.
هذه السياسة الأمريكية الواقعية نجحت قبل عشرات السنين مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت تمثل الإرهاب من وجهة نظر أمريكا وإسرائيل، وكانت منبوذة دولياً، وكانت محاربة من أمريكا قبل أن تحاربها إسرائيل، حتى إذا جاءت انتفاضة الحجارة 1978م، وركبت قيادة منظمة التحرير على ظهرها، وأوصلت قناعتها إلى السياسة الأمريكية والإسرائيلية، بأن قيادة المنظمة التحرير الفلسطينية هي الوحيدة القادرة على ضبط الشارع الفلسطيني، وهي الممثل القادر على التساوق مع السياسة الأمريكية، والقادر على تمرير الاتفاقيات التي تستجيب للشروط الإسرائيلية.
وتم التوقيع على اتفاقية أوسلو 1993م في ساحة البيت الأبيض، وصار اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل على حدود 1948م، مقابل الاعتراف الإسرائيلي والأمريكي بمنظمة التحرير ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، وعلى هذا الأساس جاء قادة منظمة التحرير ومن رضوا عنه إلى الأراضي المحتلة، جاءوا حكاماً وأسياداً ومسيطرين ومنتفعين من مميزات الحكم، حتى وصل بهم الأمر، وبعد أكثر من ثلاثين سنة على اتفاقية أوسلو أن ارتضوا بمهمة المحلل الشرعي للاحتلال، والوكيل الحصري لأمن المستوطنين، وهذا ما يتوجب على حركات المقاومة الفلسطينية أن تنتبه إليه، وأن تأخذه بعين الحذر والانتباه، فأمريكا لا تعطي لقاءات مع حركة تحرر مجاناً، ولا تعترف بمنظمة تصفها بالإرهاب قبل أن تجبي منها الثمن، وأمريكا هي راعية التدجين والترويض في المنطقة، ولا تمد أمريكا بساطها الأخضر مجاناً.
كاتب ومحلل سياسي فلسطيني