يمن مونيتور:
2024-09-19@20:43:01 GMT

تأثير تغير المناخ على الصحة النفسية

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

تأثير تغير المناخ على الصحة النفسية

يمن مونيتور/الأناضول

قال عالم النفس السريري والكاتب فاتح تركمان أوغلو، إن تغيّر المناخ أدى إلى جنوح الإنسان نحو “العدمية”، أو فقدان الإيمان بأي معنى للحياة، وقد بلغ ذلك مستويات غير مسبوقة.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع أوغلو حول التأثيرات السلبية لتغيّر المناخ على الصحة النفسية للإنسان.

وقال أوغلو “هناك أفكار شائعة خاصة بين الشباب، تفترض أن تغير المناخ واقع لا يمكن تغييره، مما يؤدي إلى مشاعر العدمية (فقدان الإيمان بأي معنى للحياة)”.

وأضاف “يتزايد الشبان الذين يعتقدون أن العالم يقترب من نهايته، والمياه تنفد، ولهذا بدأوا يتخلّون عن أحلامهم ويعيشون الحاضر فقط”.

وأكد تركمان أوغلو أن تغير المناخ في بعض البلدان مثل تركيا التي تضررت بشدة منه، أدى إلى تقلبات غريبة في الطقس حاليًا، حيث يكون باردا جدا في يونيو (حزيران)، وحارقًا في سبتمبر (أيلول)، بخلاف ما تعلمناه من الطبيعة”.

واعتبر أن تغير المناخ يمثل “خيانة” للطبيعة البشرية، وآثاره غير طبيعية على البشر وأجسادهم، حيث يضعنا في حالة صدمة”.

قلق من تغير المناخ

وفي معرض حديثه عن القلق الناجم عن تغير المناخ وآثاره السلبية، قال أوغلو ” إن ذلك يسبب القلق والشعور باللامبالاة، ويجعل الناس يشعرون باهتزاز عاطفي”.

وأشار إلى أنه من غير المرجح أن يسبب تغير المناخ مشاكل أكثر خطورة للصحة العقلية، مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، أو الهوس والاكتئاب.

وقال: “كل نوع من أنواع القلق يمكن أن يؤدي مثلا إلى اضطراب ثنائي القطب، أو الاكتئاب الهوَسي الذي يسبب تقلبات مزاجية حادّة”.

وأضاف تركمان أوغلو: “من السابق لأوانه تأكيد ما إذا كان تغير المناخ، يسبب أي حالة معينة غير القلق”، مشددًا على أن “القلق عادة ما يكون السبب الكامن لأي تشخيص لاحق لاضطراب نفسي أكثر خطورة”.

وأكد على أن طبيعة تغير المناخ الغير قابلة للتنبؤ بها، قد حولت الناس إلى “بشر بدائيين يحاولون حماية أنفسهم لا أكثر، دون مخططات للمستقبل”.

وقال “أكثر ما يزيد القلق بين الناس هو حقيقة أن كل شيء يتخذ طابع التطرف والقسوة”، مشيرا “إلى الطقس القاسي الذي أصبحت أحداثه متكررة بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم”.

“الإنكار آلية للتكيف”

إن تقلبات الطبيعة المفاجئة قد تسبب فقدان البشر الثقة فيها وفق أوغلو، حيث قال “إن ثقتنا بأمّنا الطبيعة اهتزّت إلى حد ما”.

وأضاف “يمكن لأمهاتنا الحقيقيات أن يؤدبننا إلى حد ما، لكنهن لن يضربننا حتى الموت”.

وأشار تركمان أوغلو إلى مخاطر إنكار تغير المناخ، وقال إن “الوهم” هو طريقة يتبعها العقل البشري للتعامل مع التهديد، وهو طريقة الدماغ لإراحة صاحبه، كما أنه مجرد آلية للتكيف”.

وأردف “مع الافتراض الخاطئ بأن تغير المناخ ليس حقيقيا، لأن البشر يشعرون بالارتياح قليلا في مواجهة مخاطر حقيقية تشكلها الكارثة”.

وتابع أن “نظريات المؤامرة التي لا أساس لها، هي جهود يبذلها الناس لإيجاد معنى في أمور معقدة يعجزون عن فهمها”.

وعن ضرورة التوعية، قال أوغلو “نظامنا التعليمي معيب تمامًا فيما يتعلق بتغير المناخ”، مشددًا على أن الأطفال “لا يتم تعليمهم أي شيء حول أحد أكبر التحديات التي تواجه العالم”.

الأمل لا ينقطع

وعلى الرغم من كل شيء، قال تركمان أوغلو إنه “متفائل بشأن المستقبل، خاصة عندما يرى جهود الناس في مكافحة تغير المناخ”.

وقال: “يحزنني رؤية الناس يلقون الزجاجات من سياراتهم، ويستخدمون مكيفات الهواء حتى عندما تكون نوافذهم مفتوحة، ومع ذلك، عندما أذهب إلى الشاطئ لجمع المواد البلاستيكية، أرى أناسًا يجمعونها بالفعل، أمثال هؤلاء أعطوني الأمل”.

وختم عالم النفس حديثه بالقول “يجب تحويل “معركة التغير المناخي إلى حركة وطنية”.

وأضاف “إذا تحولت المعركة ضد تغير المناخ إلى نوع من الحركة الوطنية، كأنْ يجمع الناس القمامة بشكل جماعي، فسيؤدي ذلك إلى نتائج جميلة، لأن شعور المرء بالقيام بدوره من أجل الإنسانية ومن أجل الأرض، هو أمر إيجابي”. –

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: تغير المناخ أن تغیر المناخ

إقرأ أيضاً:

قبل انفجار القنبلة الموقوتة في بداية السنة الدراسية.. متخصصون: الضغوط الحياتية والمسؤوليات المتزايدة وارتفاع تكاليف المعيشة أبرز أسباب المشكلات النفسية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الصحة النفسية، ركيزة أساسية لتحقيق التوازن الاجتماعي والسعي نحو مجتمع أكثر صحة وسعادة. وفي السنوات الأخيرة، شهد المجتمع المصري تزايدًا ملحوظًا في معدلات الإصابة بالأمراض النفسية، مما يمثل تهديدًا حقيقيًا لاستقرار المجتمع وتطوره. مع اقتراب بداية العام الدراسي، تتزايد المخاوف بشأن تفاقم هذه المشاكل وتأثيرها على الأداء الأكاديمي والاجتماعي للطلاب.

أسباب تفاقم المشاكل النفسية

من جانبها، قالت دكتورة نجلاء رافت عميدة كلية الاداب جامعة القاهرة لـ" البوابة نيوز": تتعدد العوامل التي تساهم في تفاقم المشاكل النفسية في المجتمع المصري، ومن أبرزها الضغوط الحياتية التي يتعرض لها الأفراد في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وارتفاع تكاليف المعيشة، والمسؤوليات المتزايدة، والتغيرات الاجتماعية التى يشهدها المجتمعات والتحولات السريعة والمتسارعة؛ ما يؤدي إلى فقدان الشعور بالأمان والاستقرار، و العنف: وانتشاره في المجتمع، سواء كان عنفًا أسريًا أو اجتماعيًا، له آثار سلبية عميقة على الصحة النفسية، والإدمان الذى انتشر كلا من المخدرات والكحول يزيد من حدة المشاكل النفسية ويؤدي إلى تفكك الأسر، و قلة الوعي الذى يفتقر الكثير من الناس إليه بأهمية الصحة النفسية وأعراض الأمراض النفسية، مما يؤدي إلى تأخر طلب العلاج ،و نقص الموارد الذى تعاني مصر منه و نقص في الموارد المخصصة لعلاج الأمراض النفسية، مما يجعل الحصول على العلاج أمراً صعبًا ومكلفًا.

تأثير تفاقم المشاكل النفسية على المجتمع

وتكمل الدكتورة "رأفت": ويظهر تأثير تفاقم المشاكل النفسية على المجتمع فى نخفاض الأداء الأكاديمي مما يؤدي الى التوتر والقلق وإلى انخفاض تركيز الطلاب وتدهور أدائهم الأكاديمي، وزيادة معدلات الانتحار فقد تدفع المشاكل النفسية الشديدة بعض الأفراد إلى الانتحار، وزيادة الجريمة: ترتبط الأمراض النفسية بارتفاع معدلات الجريمة والعنف، وتدهور العلاقات الاجتماعية التى تؤثر سلبًا على العلاقات الاجتماعية للأفراد، مما يؤدي إلى العزلة والوحدة.

ضرورة التدخل العاجل

ومن جابها، قالت الدكتورة سامية خضر لـ"البوابة نيوز": إن تجاهل هذه المشكلة وتأجيل علاجها سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع وظهور آثار كارثية على المجتمع. لذلك، يجب اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذه الأزمة، ومن أهم هذه الإجراءات توعية المجتمع حيث يجب تنظيم حملات توعية واسعة النطاق لتسليط الضوء على أهمية الصحة النفسية وأعراض الأمراض النفسية، وتوفير خدمات العلاج النفسية المتخصصة بأسعار مناسبة لجميع شرائح المجتمع، و تدريب الكوادر الطبية على التعامل مع الحالات النفسية وتشخيصها وعلاجها، و دعم الأسرة وتوعيتها بأهمية دورها في رعاية أفرادها الذين يعانون من مشاكل نفسية، وتوفير بيئة آمنة ومستقرة للأفراد، وتشجيع الحوار والتواصل بين أفراد الأسرة والمجتمعن.

توصيات ضرورية

وتختتم دكتورة "خضر": “إن مواجهة تفاقم المشاكل النفسية في المجتمع المصري تتطلب تضافر جهود جميع الأطراف، من الحكومة إلى المؤسسات الأهلية والأفراد. يجب أن ندرك أن الصحة النفسية هي جزء لا يتجزأ من الصحة العامة، وأن الاستثمار في الصحة النفسية هو استثمار في مستقبل المجتمع”.

وأوصت دكتورة "سامية خضر" بإنشاء مراكز صحية نفسية في جميع أنحاء الجمهورية لتقديم خدمات علاجية نفسية مجانية أو بأسعار رمزية، و دعم البحث العلمي: يجب دعم البحث العلمي في مجال الصحة النفسية لتطوير برامج علاجية جديدة وفعالة، و تضمين الصحة النفسية في المناهج الدراسية: يجب تضمين الصحة النفسية في المناهج الدراسية لتوعية الطلاب بأهميتها وكيفية الحفاظ عليها، والتعاون مع المؤسسات الدولية: يجب التعاون مع المؤسسات الدولية للحصول على الدعم المالي والفني لمواجهة هذه المشكلة.

مقالات مشابهة

  • أمين «الصحة النفسية» تتفقد «طب الطيران والفضاء» لبحث سبل التعاون المشترك
  • تأثير التوتر على الصحة النفسية والجسدية
  • مجابهة آثار تغير المناخ بهدف تعزيز الأمن الغذائي في اليمن
  • قبل انفجار القنبلة الموقوتة في بداية السنة الدراسية.. متخصصون: الضغوط الحياتية والمسؤوليات المتزايدة وارتفاع تكاليف المعيشة أبرز أسباب المشكلات النفسية
  • كيف تواجه القلق والضغوط النفسية؟
  • تغير المناخ يزيد حجم الجليد في "بوابة الجحيم"
  • «الأمومة والطفولة» و«الداخلية» يعززان الصحة النفسية المستدامة
  • “الأعلى للأمومة والطفولة” ووزارة الداخلية يعززان الصحة النفسية المستدامة
  • وزير الري: نعمل على توفير تمويلات لتنفيذ مشروعات مائية والتكيف مع تغير المناخ عربيًّا وإفريقيًّا
  • دراسة تكشف حقيقة تأثير تغير المناخ على صحة الإنسان