لبنان ٢٤:
2025-02-21@12:41:33 GMT
تطورات غزة.. تل ابيب أمام الخيارات الصعبة وحزب الله يشارك في حالتين!
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
استحوذت التطورات العسكرية الإستثنائية التي تحصل في فلسطين المحتلة على كامل الإهتمام في المنطقة والعالم، وباتت المنطقة مفتوحة على عدة إحتمالات في ظل التصعيد المستمر الذي لا يبدو أن لديه أي أفق للحل السياسي أو التفاوض، خصوصا الخسائر البشرية الإسرائيلية لا مثيل لها في التاريخ ما يجعل الحكومة الاسرائيلي غير قادرة على التعامل بواقعية مع ما حصل، بل إن قيامها بردّ عسكري كبير، مهما كانت أثمانه، بات أمراً حتمياً في ظل دعم أميركي علني.
بحسب رواية حماس، فإن ما قامت به فصائل المقاومة في غزة هو عملية إستباقية اذ كان هناك معلومة تؤكد استعداد إسرائيل للقيام بعملية عسكرية ضد القطاع المحاصر بعد الأعياد اليهودية، وهذا يعني أن توقيت العملية، وإن كان مؤثراً في التطورات السياسية الإقليمية وتحديدا مسار التطبيع الذي خرج الى الضوء مجدداً، له خلفيات عسكرية وميدانية. لكن حجم الضربة الذي تلقتها إسرائيل فتحت الباب أمام إمكانية تدحرج المعركة الى ما هو أوسع من المتوقع.
الخيارات الاسرائيلية محدودة جداً، وهي تتراوح بين القبول برد محدود على الهجوم الفلسطيني، وهذا سيهشم الردع الى ما لا نهاية، وستصبح اسرائيل مردوعة بشكل كامل، في القدس والضفة وغزة وحتى في لبنان، كما أن التأثيرات السياسية لن تتوقف الا بإسقاط المعارضة الاسرائيلية لحكومة نتنياهو التي لم تستطع حماية المستوطنين، أما الخيار الثاني فهو الدخول في معركة شاملة وكبيرة جدا مع غزة بهدف توجيه ضربة موجعة لحماس تعيد التوازن مجدداً.
في المقابل يبدو ان سقف المعركة بالنسبة لحركة حماس وباقي الفصائل يصل الى حدود رفض اي وساطة لوقف اطلاق النار الا بعد فك الحصار الكامل عن قطاع غزة مع ما يستتبع ذلك من خطوات وهذا ما لا يمكن لتل ابيب القبول به لانه سيعزز قدرة حماس العسكرية ويتيح لحلفائها إمدادها بأسلحة كاسرة للتوازن، أما السماح بإطالة أمد المعركة فسيزيد من إحتمال دخول جبهات جديدة على خط المعركة الحاصلة ما يعني تدحرجا إضافيا وغير محسوب.
حتى الآن، لا يبدو أن "حزب الله" يرغب أن يكون جزءاً من المعركة، بالرغم من توجيهه رسالة نارية صباح اليوم في مزارع شبعا، وهذا نتيجة توافق وتنسيق مع القوى الفلسطينية، خصوصا أن الهدف ليس التصعيد لمجرد التصعيد، بل الذهاب الى تحسين الواقع المعيشي والامني لقطاع عزة واطلاق الأسرى، وعليه فإن تمكن الفصائل الفلسطينية من فرض إيقاعها على المشهد سيؤخر دخول الحزب في الحرب، خصوصا ان لهذه الخطوة حسابات معقدة جداً قد تنقل الحرب الى مستوى مختلف وغير مسبوق.
وتعتقد مصادر مطلعة ان "حزب الله" يدخل في الحرب الحالية بشكل واضح وكامل في حالتين الاولى إنكسار المقاومة الفلسطينية وتعرضها التهديدات وجودية، وهذا سيؤدي الى تدخل الحزب لمنع حصول هذا الأمر الذي سيعطي دفعا جديداً للمقاومة الفلسطينية ويزيد تضرر اسرائيل التي تعاني كثيرا، والثانية هي بدء هجوم اسرائيلي بري كبير على القطاع، لان هكذا هجوم سيؤدي الى تشتيت الجيش الاسرائيلي والحد من قدرته على المناورة، وتصبح الجبهة مع لبنان أقل إستعداداً لتحمل الضربات...
من هنا حاول الحزب ايصال رسالة واضحة، بأن التصعيد الكامل مع غزة ممنوع وسيؤدي الى فتح الجبهة الجنوبية، وان الحزب الذي لا يزال حذرا في التصعيد، لن يكون بعيدا عن المشهد في حال تخطي تل ابيب للخطوط الحمر المرسومة..
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
هذا هو مستقبل حزب الله.. 3 ركائز تكشف المصير
مع اقتراب تشييع الأمين العام السابق لـ "حزب الله" الشهيد السيد حسن نصرالله، يوم الأحد في 23 شباط الجاري، تُثار سلسلة من التساؤلات عما يمكن أن ينتظر الحزب استراتيجياً ومستقبلياً لاسيما بعد التغيرات التي طرأت في المنطقة وداخل لبنان وتحديداً بعد الإنسحاب الإسرائيلي من الجنوب يوم الثلاثاء الماضي. الحديث عن مستقبل "حزب الله" يرتبط بـ3 ركائز أساسية وهي: قوته الشعبية والسياسية، علاقته مع إيران والمواجهة مع إسرائيل.. فما هو وضع كل ركيزة من هذه الركائز؟ وأين الحزب منها؟في الوقت الراهن، تعيش بيئة "حزب الله" خسارة معنوية باستشهاد نصرالله بغارة إسرائيلية استهدفته يوم 27 أيلول الماضي. أيضاً، ما زاد الخسارة أكثر هو ما ارتبط بالتدمير الذي أقدمت عليه إسرائيل لقرى وبلدات جنوب لبنان والضاحية والبقاع، وما المشاهد التي نُقلت من المنطقة الحدودية عقب إنسحاب إسرائيل منها، الثلاثاء، إلا بمثابة الشاهد الأبرز على التدمير الكبير الذي طال مناطق لبنانية واسعة ومحسوبة على "حزب الله".
اليوم، يستشعر الكثيرون أن جمهور "حزب الله" يتعرّض لـ"هجمة داخلية" بهدف تحجيمه أقله سياسياً، لكن هذا الأمر قد لا يتحقق أقله من الآن ولغاية العام المقبل 2026، تاريخ الانتخابات النيابية. عملياً، فإن "حزب الله" ولكي يحافظ على ذاته ونفسه، سيكونُ حاسماً في استحقاقات الانتخابات من أجل شدّ عصبه واستنهاض نفسه شعبياً وسياسياً، وما الانتخابات النيابية المقبلة إلا بمثابة ردّ سياسي من "حزب الله" تجاه خصومه حول مسألة التحجيم والخسارة.
وبعيداً عن الحشد الشعبي الذي ستشهده بيروت لتوديع نصرالله، فإن ما قد يتحضر له "حزب الله" انتخابياً سيعني تثبيت الكتلة البرلمانية الحالية في مجلس النواب، وبالتالي الإبقاء على النفوذ البرلمانيّ وعدم الخروج من السياسة.
تقول مصادر سياسية لـ"لبنان24" إنَّ الرهان على خسارة "حزب الله" للانتخابات "ليست منطقية"، وأضافت: "حزب الله لديه قاعدة شعبية وهي الآن ملتفة حوله ولن تسمح بالانقضاض عليه أو الاقتصاص منه. الأمر هذا تعزز أكثر بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة بعد بروز خطاب الخسارة، وقد يكون الرد انتخابياً وليس في الشارع عبر أحداث موسعة على غرار ما حصل يوم 7 أيار 2008".
أما الركيزة الثانية والمرتبطة بين "حزب الله" وإيران، فهي تعتبر أساسية ووجودية، علماً أن هناك نظرية تفيد بأن إيران بدأت تنفض يدها من "حزب الله".
هنا، يقول الباحث المتخصص بالشأن الإيراني محمد شمص لـ"لبنان24" إنّ العلاقة بين "حزب الله" أكثر من علاقة مصالح وسياسة، وقال: "العلاقة استراتيجية وإيديولوجية وعقائدية، وإيران لن تتخلى عن المقاومة كما يُحكى".
وتابع: "كل ما يحكى هو رغبات لدى الأطراف الأخرى والتي تتمنى أن تتوتر العلاقات بين إيران و"حزب الله"، أو أن تتخلى إيران عن الحزب".
وكشف شمص أن إيران بعد خسارتها لسوريا إبان سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، تعملُ بكل جهد وبإمكانياتها كافة لتركيز الدعم لـ"حزب الله" في لبنان وزيادة التدريب والتمويل والتسليح، وأضاف: "الدعم سيستمر وإيران هي التي تدفع ثمن القضية الفلسطينية من خلال ضغط غربي وعقوبات وغيره.
ماذا عن ركيزة "ألمواجهة"؟ هذه الركيزة هي أساس وجود "حزب الله" باعتباره "الخصم الأبرز" لإسرائيل. وفعلياً، فإن الخسائر العسكرية التي مُني بها "الحزب" خلال المعركة الأخيرة، طرحت تساؤلات عن مدى قدرته على شن هجمات صاروخية جديدة أو قتالية ضد الجيش الإسرائيلي.
هنا، تشرح مصادر معنية بالشأن العسكري هذا الأمر، موضحة أنّ "الحزب خسر منطقة جنوب نهر الليطاني لكنه لم يخسر شمال النهر، وبالتالي فإنّ القدرة الصاروخية لم تنتف بعد، حتى إن القدرة على إطلاق الطائرات المسيرة ما زالت متوافرة والدليل على ذلك الحوادث التي حصلت مؤخراً وقد اعترف بها الجيش الإسرائيلي حينما اطلق "حزب الله" مسيرات باتجاه المستوطنات الإسرائيلية".
لكن في المقابل، هناك ضربات عسكرية قوية تلقاها الحزب تتمثل بإنهاك البنية الاستخباراتية التابعة له بالإضافة إلى تضرر منشآت كثيرة وعديدة كانت تشكل نقطة انطلاقه لعمليات قتالية، ناهيك عن خسارته بنى تحتية عسكرية في جنوب لبنان. هنا، تلفت المصادر إلى أنَّ ما يبدو هو أن إسرائيل تسعى لإنهاء دور "حزب الله" خلف شمال الليطاني، محذرة من تصاعد الضربات والقصف والاغتيالات الجديدة.
المصدر: خاص "لبنان 24"