هدية جديدة من روسيا لدول أفريقيا.. هل تنجح في القضاء على أزمة الغذاء
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
شهدت أسواق الغذاء العالمية حالة من التقلبات الشديدة بعد إعلان روسيا انسحابها من اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، حيث قالت الأمم المتحدة، إن اتفاقية البحر الأسود عادت بالفائدة على البلدان الفقيرة من خلال المساعدة في خفض أسعار المواد الغذائية بأكثر من 23% حول العالم.
حرب تصدير القمح والحبوبوعقب هذا القرار الذي أقرته روسيا في يوليو 2023 حذر مسؤولون بالأمم المتحدة من انتشار الجوع وتعرض مئات الملايين حول العالم لخطر المجاعات والموت، وذلك بعد انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب، و"تعد روسيا وأوكرانيا هما أكبر البلاد المصدرة للحبوب".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عقب قرار روسيا حينها: "مئات ملايين الأشخاص يواجهون الجوع بسبب قرار روسيا الانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية ، فيما المستهلكون يواجهون أزمة عالمية لكلفة الحياة سيدفعون الثمن".
جدير بالذكر أن أسعار المواد الغذائية قد شهدت قبل الحرب ضد أوكرانيا ارتفاعا جراء تداعيات جائحة كورونا وأزمة سلاسل التوريد، ولكن الحرب الروسية على أوكرانيا أدت إلى تفاقم الأزمة.
وأعلنت الحكومة الروسية، الجمعة، أنها تتوقع البدء في توريد الحبوب إلى إفريقيا في غضون شهر ونصف، فيما قال وزير الزراعة الروسي ديمتري باتروشيف، بحسب ما نقلته وكالة "ريا نوفوستي" الروسية: "نحن الآن نضع اللمسات النهائية على جميع الوثائق، أعتقد أنه في غضون شهر ونصف، ستذهب السفن بالفعل إلى هناك".
الرئيس الروسي فلاديميروالتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سوتشي، الشهر الماضي، حيث قال بوتين إن "روسيا ستزود 6 دول إفريقية بالحبوب مجانا قريبا"، فيما قال بوتين، خلال اجتماعه مع الزعماء الأفارقة خلال قمة روسيا وأفريقيا في يوليو، إن "روسيا يمكن أن تحل محل إمدادات الحبوب الأوكرانية إلى إفريقيا".
وكانت الحكومة الروسية أعلنت أنها لن تجدد التزامها باتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية، التي تم التوصل إليها المذكورة بوساطة من تركيا والأمم المتحدة في يوليو 2022، وسمحت لأوكرانيا بتصدير الحبوب من موانئها والإبحار بها عبر ممر آمن في البحر الأسود، إلى مضيق البوسفور التركي.
وجاءت الاتفاقية في الأساس لمواجهة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا الذي اندلع في فبراير 2022، حيث إنه بعد وقوع الحرب بين البلدين أعربت الكثير من دول العالم عن مخاوفها من وقوع مجاعة خاصة في البلدان الفقيرة في أفريقيا والشرق الأوسط ، حيث يعتمد 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم على الحبوب الأوكرانية، وفقا لأرقام برنامج الغذاء العالمي.
وكان ينص الاتفاق على تصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر إنساني فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود، شريطة إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، كما أتاح الاتفاق تصدير حوالي 33 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية لا سيما القمح والذرة ما ساهم في استقرار أسعار المواد الغذائية عالميا واستبعاد مخاطر حصول نقص.
الجميع يخاطب ود أفريقياوقال الدكتور محمود عنبر الخبير الاقتصادي ومستشار البنك الدولي: إن هذا الأمر يعد طبيعياً وكان متوقعاً، حيث إن العالم الآن انقسم حاليا إلى معسكرين؛ المعسكر الأول هو معسكر شرقي بقيادة روسيا والصين ضد المعسكر الغربي بقيادة أمريكا وأوروبا، وكل منهما يخاطب ود القارة الأفريقية، أي أن القارة الأفريقية أصبحت هي الساحة والمسرح للصراع ما بين المعسكرين، وبالتالي الجميع يبحث عن وضع إقليمي في هذه المنطقة من خلال تكوين بعض التحالفات، والتراجع عن وقف اتفاقية الحبوب من جانب الطرف الروسي جاء كرد فعل على العقوبات الاقتصادية الموجهة لها من أمريكا، ولكن بالطبع كان المتأثر الأكبر من ذلك هي دول القارة السمراء.
وأضاف عنبر - خلال تصريحات لــ" صدى البلد": في إطار الاستعدادات لحالة الصراع وتشكيل خريطة القوى الاقتصادية الجديدة، تراجعت روسيا عن هذا القرار في محاولة منها لتعويض القارة الأفريقية عن هذا الأمر، وسبق هذا أيضاً انضمام بعض الدول الأفريقية إلى تكتل بريكس مثل (إثيوبيا - مصر) ، وهو ما ردت عليه في المقابل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أعلنت ضمها الاتحاد الأفريقي لقمة العشرين، لذلك يمكننا القول إن القارة الأفريقية كما ذكرت هي الساحة والمسرح للصراع لتكوين بعض التحالفات.
وتابع: يجب على القارة الأفريقية في هذا الصدد أن لا تعيد السيناريو الذي تم تكراره أثناء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا (الاتحاد السوفيتي حينها)، ويجب على القارة الأفريقية أن تستغل هذا الأمر الاستغلال الأمثل لتعظيم مصالحها ولتعظيم الاستفادة خاصة وأن القارة الأفريقية لا زالت تمتلك الموارد التي لم تستغل بعد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: روسيا اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية إفريقيا الحبوب فلاديمير بوتين الحبوب والأسمدة الروسية تصدیر الحبوب الأوکرانیة القارة الأفریقیة البحر الأسود
إقرأ أيضاً:
الوضع الإنساني في قطاع غزة “تدهور بشكل خطير”
أفادت مصادر محلية ووكالات إغاثة أن الوضع الإنساني في قطاع غزة “تدهور بشكل خطير”، مع تفاقم معاناة نحو مليوني شخص من جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة، وبعد شهر من قطع إسرائيل للمساعدات الإنسانية.
وتقول الأمم المتحدة والعديد من المنظمات غير الحكومية، بالإضافة إلى مدنيين في غزة تحدثوا إلى شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية، إن الجوع ينتشر، بينما تقلصت تفرص الحصول على المياه النظيفة.
كما قالت المصادر لـ”سي إن إن”، إن “البراغيث تنتشر في خيم النزوح المؤقتة”.
وتفاقمت المشاكل التي عانى منها سكان القطاع خلال الأشهر الـ18 الماضية، بسبب الهجوم المتجدد الذي شنه الجيش الإسرائيلي في مارس الماضي، الذي تضمن عدة أوامر إخلاء وقصف لمناطق نزوح.
وأوقفت الحكومة الإسرائيلية إمدادات الغذاء والمساعدات الإنسانية الأخرى إلى غزة قبل الهجوم، للضغط على حركة حماس لإطلاق سراح المزيد من الرهائن وفرض شروط جديدة على تمديد وقف إطلاق النار.
ووفقا للأمم المتحدة، أدى تجدد الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى نزوح ما يقرب من 400 ألف فلسطيني.
وأفادت وزارة الصحة في غزة، الإثنين، بمقتل ما لا يقل عن 1391 فلسطينيا، من بينهم 505 أطفال، منذ 18 مارس، ويعد هذا أعلى نسبة وفيات أسبوعية بين الأطفال في غزة خلال العام الماضي، وفقا للأمم المتحدة.
وقال المتحدث باسم بلدية مدينة غزة عاصم النبيه لـ”سي إن إن”، إنه “بعد أوامر الإخلاء الأخيرة يشرد الناس في كل مكان، على الطرق الرئيسية وفي الحدائق العامة وحتى قرب مكبات النفايات، وفي الساحات والمباني المهددة بالانهيار”.
وأضاف النبيه: “حتى قبل أوامر الإخلاء الأخيرة، لم تكن المياه تصل إلى سوى 40 بالمئة من المدينة”، الواقعة شمالي القطاع.
وقدر المتحدث أن 175 ألف طن من النفايات قد تراكمت في أنحاء المدينة.
وصرح المسؤول في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية التابع للأمم المتحدة جوناثان ويتال، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن “حربا بلا حدود” جارية في غزة.
وفي تقرير صدر قبل أيام، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية: “تواجه غزة خطرا متجددا من الجوع وسوء التغذية، حيث إن الحصار الكامل على البضائع، الذي يدخل الآن شهره الثاني، يوقف تقريبا جميع توزيع الدقيق ويغلق جميع المخابز المدعومة”.
وأعلن برنامج الغذاء العالمي إغلاق جميع المخابز المدعومة، وعددها 25 مخبزا، في أنحاء غزة، بسبب نقص غاز الطهي والدقيق.
اقرأ أيضاًتقاريرمركز الملك سلمان للإغاثة ينفذ 642 مشروعًا لدعم القطاع الصحي في 53 دولة
وأضاف أن أكثر من مليون شخص تركوا من دون طرود غذائية في مارس، وبينما يستمر توفير الوجبات الساخنة فإن “الإمدادات الحالية تكفي لأسبوعين كحد أقصى”.
وفي هذه الأثناء، توجد كميات هائلة من المساعدات خارج غزة.
ويقول برنامج الأغذية العالمي إن حوالي 89 ألف طن من الغذاء تنتظر خارج غزة، في حين أن ندرة الغذاء في الداخل تؤدي إلى ارتفاع حاد في الأسعار.
وارتفع سعر كيس الدقيق بنسبة 450 بالمئة عما كان عليه قبل بضعة أسابيع.
وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن الوصول إلى المياه لا يزال “مقيدا بشدة”، حيث لا يستطيع ثلثا أسر غزة الحصول على 6 لترات من مياه الشرب يوميا.
وبعد تحسن إنتاج المياه وإمداداتها خلال وقف إطلاق النار الأخير، تكافح الوكالات الآن لإصلاح وصيانة البنية التحتية التي دمرتها عودة الحرب.