توتر غزّة ينتقل إلى لبنان.. 3 أمور مفصليّة يكشفها طوفان الأقصى!
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
هجوم عملية "طوفان الأقصى" الذي نفذته حركة "حماس" ضد المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، دخل التاريخَ من أبوابه الواسعة. حتماً، ما حصل، أمس، كان غير متوقع ومُباغتا، ويمكن القول إنّ إنجاز "حماس" التاريخيّ فرضَ رسالة حازمة ضد إسرائيل ومضمونها هو التالي: "المقاتلون لن يكونوا فقط خلف الجدران، بل أصبحوا أمامها وداخل التحصينات العسكرية المخروقة ميدانياً".
المفارقة هيَ أنَّ آثار تلك العملية ونتائجها قد لا تبقى محصورة ضمن الداخل الفلسطينيّ، والدليل على ذلك العملية التي نفذها "حزب الله"، صباح اليوم الأحد، إذ استهدف بصواريخ موجّهة 3 مواقع إسرائيلية وهي: الرادار، زبدين، ورويسات العلم. الإنعطافة الأكثر خطورة على هذا الصعيد تمثلت في الرد الإسرائيلي على عملية الحزب، خصوصاً أن القصف الذي شنته الطائرات الحربية الإسرائيلية طال إلى جانب خراج مزارع شبعا وكفرشوبا، خيمة "حزب الله" التي تم نصبها في المزارع قبل أشهر قليلة.
هنا، فإنّ الأمور يمكن أن تشهد تصعيداً كبيراً لاسيما أنّ إسرائيل استغلت التوتر لتصفية حسابها مع "حزب الله" بشأن الخيمة، كما أنّه وجدت الإستنفار القائم ذريعة لإنهاء أي أمرٍ كان يهددها في السابق على قاعدة أن "الحرب مفتوحة".
"لا حرب موسعة"؟
الآن، وبعد العملية التي نفذها الحزب في الجنوب وعقب إستهداف الخيمة، تتجهُ الأنظار إلى الرد الذي سينفذه "حزب الله". ضمنياً، الخيمة تعتبرُ ورقة قوّة كبيرة إستخدمها الحزب مراراً للضغط على إسرائيل في ملف مزارع شبعا، كما أنها كانت عنواناً بارزاً لتوترٍ كبير عند الحدود خلال الأشهر الماضية.
ورغم كل التطورات القائمة، لا يمكن حسم ما إذا كانت الأمور ستذهب باتجاه حرب موسعة على جبهات عديدة، فالأمور ما زالت مضبوطة والسيناريوهات التي حصلت اليوم وقعت سابقاً. حالياً، ما يظهر هو أن "حزب الله" لم يقُم بعملية مماثلة لعملية غزة، فلا اقتحام ولا توغل داخل الأراضي الفلسطينية، كما أنّه لا اختراق للتحصينات الإسرائيلية، وبالتالي تبقى الأمور محصورة بمواجهة صاروخية "تقليدية" كما كان يحصلُ سابقاً.
وبالعودة إلى عملية "طوفان الأقصى" التي شكلت عصباً للتوتر في الجنوب، فإنه يجب الوقوف عند 3 أمورٍ أساسية أظهرتها وهي على النحو التالي:
أولاً: ما فعله المقاومون الفلسطينيون كان متوقعاً حصوله عند جبهة لبنان قبل غزّة، باعتبار أن "حزب الله" هدّد باقتحام الجليل من جنوب لبنان والتوغل باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة وإحتلال قواعد عسكريّة.
ثانياً: آثار "الطوفان" الذي حصلَ من غزة باتجاه المستوطنات كانت معروفة مسبقاً بالنسبة للإسرائيليين، والدليل على ذلك كان من خلال الحديث عنها في تقارير كثيرة سابقاً، لكن الكلام هنا لم يكن يتعلق بهجوم من غزة، بل كان يتطرق إلى هجومٍ بري سيجري من لبنان وينفذه "حزب الله". وإستكمالاً لهذه النقطة، كان الحديث الإسرائيلي يشيرُ إلى أنَّ أي عملية توغل لمقاتلي الحزب داخل المستوطنات سيؤدي إلى سقوط قواعد عسكريّة وأسرِ جنودٍ إسرائيليين وبسط سيطرة إستراتيجية على مواقع متقدمة. حقاً، هذا ما حصل في غلاف غزة وهو الأمر الذي كان متوقعاً حصوله أيضاً عند الحدود مع لبنان.
ثالثاً: في الواقع، كان التوغل الفلسطيني بالشكل الذي حصلَ مُفاجئاً جداً وكشف عن هشاشةٍ إستخباراتية لدى الجانب الإسرائيليّ. فعلياً، كانت خطوات تنفيذ العملية غير سهلة، إذ بدأت بإسناد صاروخي كثيف تبعها توغلٌ عنيف وعمليات أسر، في حين أن الإنعطافة الأكبر كانت في قدرة المقاتلين الفلسطينيين على العودة باتجاه غزة من دون مواجهة أي ردة فعل إسرائيلية فورية.
الأمورُ الثلاثة المذكورة تقودُ إلى إستنتاجٍ واحد أساسه إن إنجازَ غزّة كان "البروفة" التي يمكن أن تمهّد لـ"ضربة أكبر" على ساحات مختلفة. من جهةٍ أخرى، كانت إسرائيل تتهيأ لإقتحامٍ ينفذه "حزب الله" لكنها لم تتوقع أن تبادر كتائب "القسام" إلى خطوةٍ كان الحزب يهدّد بها مراراً وتكراراً. إضافة إلى ذلك، كشف مستوى تنفيذ العملية الأخيرة عن تحضيرٍ معمق لها وذلك رغم الإمكانيات المحدودة والحصار المفروض على غزة والذي من شأنه أن يقيّد حركة المقاومين. ضمنياً، لا يمكن مقارنة قدرات "القسام" العسكرية بتلك التي يمتلكها "حزب الله"، فالتفاوت كبير وجبهة لبنان أكثر "متانة" عسكرياً، لكنه رغم ذلك كان الإنجاز النوعي الكبير الذي حققته "القسام"، وبالتالي فإن ما سيفعله "حزب الله" يجب أن يكونَ أكثر ضخامة تبعاً لقدراتهِ العسكرية .
لهذه الأمور وغيرها، بقيَ الإنجاز "فلسطينياً" بإمتياز، ولهذا السبب نأى "حزب الله" بنفسه عن الإنخراط مباشرة بأي عملية "مماثلة" من حيث نوعية التنفيذ والإقتحام، لأن ما حصل كان بمثابة "شرارة" لأخرى قد تأتي لاحقاً وقد يكون ذلك من لبنان هذه المرة. أما الأمر الأهم فهو أن ما حصل يعتبرُ إشارة من الفلسطينيين مفادها إنّ عمليات الإقتحام ليست صعبة ويمكن أن تتمّ تحت كثافة نارية وصاروخية من جهة، وضمن خطة واحدة منسقة تُدخل إسرائيل في حالة من التخبط العسكري والأمني من جهة أخرى.
إنطلاقاً من كل ذلك وأكثر، يمكن اعتبار عملية "طوفان الأقصى" بمثابة نقطة التحول الإستراتيجية على صعيد حركات المقاومة، ومن خلالها يمكن للجبهات الأخرى أن تستخلص العبر منها ودراسة نقاط القوة والضعف والإستثمار في النتائج خلال عملية أكثر توسعاً وتأثيراً.. وهنا، يُطرح السؤال الأكثر جدية: هل ستكون جبهة لبنان هي الوجهة المقبلة لـ"طوفان جديد"؟
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: طوفان الأقصى حزب الله ما حصل
إقرأ أيضاً:
حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
كنت من محبي زيارة متحف السودان القومي..
واكاد اجزم أني احفظ المعروضات في القاعات في الدور الاول والثاني..
واعرف ممر الكباش والضفادع الحجرية علي البحيرة الصناعية والمعابد التي نقلت كما هي ووضعت في ساحة المتحف كمعبد دندرة وحيث اثار العهد الاسلامي في الطابق الثاني كدولة سنار
◾️- الصورة المرفقة صورتها بنفسي بجوالي النوكيا في ابريل 2011 ولازالت احتفظ ببعض الصور من ساحات العرض..
◾️- حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع وتم سرقة مشغولات ذهبية عمرها الاف السنين وبعض الاثار الصغيرة من العاج والحجر والابنوس تعود للعهد المروي ولعهد دولة نبتة
– مع ان السودان اطلق حملة لاستعادة المسروقات بالتعاون مع اليونسكو الا ان الامل ضعيف في العثور عليها لان هناك هواة جمع تحف واثار يشترون مثل هذه المقتنيات ويحتفظون بها في خزائنهم لمدد طويلة ولا يعرضونها ابدا وبذا تقل فرص مطاردتها واسترجاعها..
????- الحل في نظري هو اطلاق حملة قومية للتنقيب عن الاثار مرة اخري.. هناك مواقع اثرية كبيرة ومتعددة متناثرة في السودان..
◾️- مثلا في العام 1998 زرت الولاية الشمالية باللواري في سفرة استغرقت عدة ايام فرايت كثير من الاثار ملقاة علي الطريق قريبا من شواطئ نهر النيل , احجار ضخمة واعمدة معابد لايستطيع اي احد ان يحركها من مكانها وربما هذا سبب حفظها حتي الان.. فلو تم التنقيب حول هذه الاماكن فالبتاكيد سنحصل علي اثار جديدة..
◾️هناك ايضا موقع النقعة والمصورات الاثري الذي يشرف عليه معهد حضارة السودان التابع لجامعة الخرطوكم تحت اشراف البروف جعفر ميرغني – وقد زرته من قبل في العام 2010 – الثلات صور الاخيرة – ففي هذا الموقع تتناثر الاثار علي العديد من التلال والسهول و الموقع ذات نفسه يقع علي نهاية وادي العوتيب وهذا الوادي الان عبارة عن رمال ولكنه حتما في قديم الزمان كان من روافد النيل الموسمية فعلي ضفاف هذا الوادي وحتي موقع النقعة والمصورات هناك احتمال وجود عشرات الاثار التي قد تغير التاريخ ذات نفسه
◾️- ايضا سفح جبل البركل وكثير من المواقع التي يمكن اعادة التنقيب فيها
◾️- في العام 2010 كانت هناك شركة تقوم بحفريات لبناء عمارة في احد الاحياء شرق مطار الخرطوم فعثرت علي ما يشبه المدفن لقرية تعتبر اول اثر علي وجود الانسان في منطقة الخرطوم والمقرن قدرت بالاف السنين..
– وكثير من الاثار هنا وهناك علي ضفاف النيل الذي كان علي الدوام جاذبا للمستعمرات البشرية منذ القدم
????- بهذه الطريقة يمكننا اعادة ملء المتحف القومي مرة اخري والحفاظ علي التاريخ الذي اراد تتار العصر ان يمحوه لهدم رواية الامة السودانية عن عراقتها وحضارتها الممتدة من الاف السنين وحتي الان..
♦️- بهذا يمكننا مرة اخري ان نضع قطع الاحجية جنبا الي جنب ونعيد بناء قصة متماسكة تمتد من الان الي عمق التاريخ ونضع معلما لاطفالنا والاجيال القادمة تحاجج به وتفتخر.
♦️- بعض الدول تحفر في اللاشئ وتعثر علي صخور صماء لايوجد عليها نقش واحد فتضعها في متحف ضخم لتقول للناس ان هذا الحجر استخدمه شخص في هذه البقعة قبل اربعة الف سنة كوسادة او كمسند او مربط لحيوان لتقول للعالم انها دولة ذات تاريخ وذات عراقة..
♦️- نحن كبلد اولي بان تكون لنا قصة لها شواهد وعليها ادلة والاسهل والحل الذي بين ايدينا هو اطلاق حملة جديدة للتنقيب عن الاثار تحت الارض والكشوفات الجديدة هذه توكل كمشاريع لكليات الاثار والدراسات الانسانية كالتاريخ وعلم الاجتماع مع التمويل من الدولة والشركات الوطنية مع مواصلة جهود البحث عن الاثار المفقودة.
النور صباح
إنضم لقناة النيلين على واتساب