بعد طوفان الأقصى.. وزير فلسطيني سابق: فشل استخباراتي إسرائيلي كبير
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
قال أشرف العجرمي، وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين السابق، إنه لا يعتقد بوجود أفق لحل سياسي مقبول بين الفلسطينيين وإسرائيل، في ظل وجود الحكومة الإسرائيلية الحالية.
وفي حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، اليوم الأحد، أضاف "العجرمي" أنَّ المفاجأة التي تلقتها إسرائيل جعلتها تستيقظ على واقع بأن الظلم واستمرار الاحتلال والقتل لا تكفي لضمان الأمن والاستقرار في البلاد.
وأوضح الوزير الفلسطيني، أنَّ إسرائيل تسعى لفرض حصار على قطاع غزة بعد الهزيمة النكراء التي تعرضت لها، مُشيرًا إلى أن تل أبيب تفعل كل ما في وسعها لاسترداد كرامتها المهدورة.
وذكر أنَّ الحكومة الإسرائيلية فشلت فشلًا ذريعًا وعليها مراجعة خططها وسياساتها تجاه الشعب الفلسطيني والبحث عن وسيلة أخرى لتحقيق الأمن والاستقرار، وفقًا لمقررات المرجعية الدولية.
وأكد الوزير الفلسطيني، أنَّ هذه الحرب ستؤدي إلى القضاء على مستقبل بنيامين نتنياهو، وبمثابة فشل استخباراتي إسرائيلي وعدم معرفة بما تخطط له المقاومة الفلسطينية وتراجع قدرات جيش الاحتلال، حيث استغرق أكثر من 10 ساعات حتى استفاق من غفلته.
واستشهد ما لا يقل عن 232 فلسطينيًا، في غارات إسرائيلية على قطاع غزة، ضمن رد الاحتلال على عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة ضد الإسرائيليين في المستوطنات المحاذية لغلاف غزة، فيما أُصيب 1700 جريح وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحكومة الإسرائيلية قطاع غزة طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
المعجزة والكرامة والإهانة
في الشريعة الإسلامية، هناك ثلاثة مصطلحات تستخدم للإشارة إلى الأحداث الخارقة للعادة، وهي: المعجزة، والكرامة، والإهانة. ومع ذلك، هناك فروق جوهرية بينها، فالمعجزة: هي أمر خارق للعادة يجريه الله تعالى على يد نبي من أنبيائه، تأييدا لرسالته وتحديا لقومه، وتكون مصحوبة بالتحدي، أي أن النبي يتحدى قومه أن يأتوا بمثلها، والغرض منها إثبات صدق النبوة والرسالة، وهي خاصة بالأنبياء والرسل.
أما الكرامة، فهي أمر خارق للعادة يجريه الله تعالى على يد ولي من أوليائه الصالحين، تكريما له وإكراما، ولا تكون مصحوبة بالتحدي، ولا يدعي الولي بها النبوة، والغرض منها تثبيت الولي على الإيمان وزيادة يقينه، وهي خاصة بالأولياء.
والإهانة: هي أمر خارق للعادة يجريه الله تعالى على يد مدعي النبوة الكاذب، إهانة له وفضحا لكذبه، وتكون عكس ما يتمناه المدعي، أي أنها تنقلب ضده وتؤدي إلى فضحه، والغرض منها إظهار كذب المدعي وضلاله.
وبشكل مبسط: المعجزة: دليل على صدق النبي، والكرامة: تكريم للولي الصالح، والإهانة: فضح للمدعي الكاذب.
وعلى سبيل المثال: انشقاق القمر لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم معجزة، وإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص لسيدنا عيسى عليه السلام معجزة، وناقة صالح عليه السلام التي خرجت من الصخر معجزة، وعصا موسى عليه السلام التي تحولت إلى ثعبان معجزة.
ومن الكرامات: ما ورد فى قصة مريم عليها السلام عندما كانت تجد عندها رزقا في غير موسمه، وقصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما رأى جيشه في نهاوند وهو في المدينة، ثم قصة أصحاب الكهف.
ومن أشهر نماذج الإهانة: ما حدث لمسيلمة الكذاب عندما حاول أن يشفي عينا مفقوءة، فعميت العين الأخرى، ومن الإهانة أيضا ما قد يحدث لبعض السحرة والمشعوذين من أمور خارقة، لكنها تنتهي بفضيحتهم وكشف زيفهم.
السبب الرئيس لتناول هذا الموضوع هو صدور كتاب يحمل عنوان: "طوفان الأقصى معجزة العصر"، والعنوان يدل على المضمون، وبغض النظر عن المحتوى، وسبب اختيار المؤلف لهذا العنوان، فإننى لم أستطع تقبله فى ظل معرفتى لمعنى المعجزة، والفرق بينها وبين الكرامة والإهانة، ولم أر وجها لاعتبار طوفان الأقصى معجزة، إذ أن الأحداث التي وقعت فيه وما تلاها هي أحداث مركبة ومعقدة، ولا يمكن تصنيفها تحت مفهوم المعجزة أو الكرامة، وذلك لأن الأحداث تتضمن أفعالا بشرية: "عمليات عسكرية، مقاومة، ردود فعل"، والأفعال البشرية لا يمكن اعتبارها معجزات أو كرامات بشكل مباشر.
وكذلك النتائج المترتبة على الأحداث متنوعة، وتشمل قليلا من الجوانب الإيجابية وكثيرا جدا من الجوانب السلبية، مما يجعل تصنيفها كمعجزة أمرا صعبا، فضلا عن أن المعجزات والكرامات هي أفعال إلهية مباشرة، بينما الأحداث الجارية هي نتيجة لتفاعل بشري وظروف تاريخية، والأحداث التى وقعت فى طوفان الأقصى وما تلاها من رد فعل وحشى، قد تحمل في طياتها جوانب مختلفة يمكن تفسيرها بشكل ديني أو سياسي أو إنساني، ومع ذلك قد يرى البعض في صمود المقاومة الفلسطينية أمام قوة عسكرية أكبر منها نوعا من التأييد الإلهي، وقد يرى البعض في معاناة المدنيين الفلسطينيين نوعا من الابتلاء أو الاختبار، ويبقى تفسير الأحداث أمرا شخصيا يعتمد على منظور كل فرد ومعتقداته.
لذلك أستطيع القول: إن عملية "طوفان الأقصى" لا تندرج تحت أي من التعريفات الإسلامية للمعجزات أو الكرامات، لكنها يقينا أتت بنتائج عكس المراد منها تماما، ولابد من إجراء تحقيق موسع يكشف حقيقة ما حدث، وما ترتب على العملية غير المدروسة من عواقب تؤكد عدم تقدير الموقف، بالمخالفة الصريحة لقواعد القتال فى الشريعة الإسلامية، التى يضيق المقال عن ذكرها.
[email protected]