صحيفة أثير:
2025-02-07@05:36:45 GMT

عبدالرزاق الربيعي يكتب: حلّاق (روسيني) الظريف

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

عبدالرزاق الربيعي يكتب: حلّاق (روسيني) الظريف

أثير- عبدالرزّاق الربيعي

قبل أن أشاهد أوبرا (حلّاق اشبيلية) في دار الأوبرا السلطانية مسقط للمرّة الأولى عام 2013م كنت قد سمعت موسيقاها التي وضعها الموسيقار الإيطالي جواكينو روسيني، المولود عام 1792 في بيزارو الإيطالية، والمتوفّى سنة 1868م بباريس، وكان بداية تعرّفي عليها حين علمت أن المقدّمة الموسيقية للبرنامج التلفزيوني (الرياضة في أسبوع) الذي قدّمه الراحل مؤيد البدري على مدى ثلاثين سنة، في تلفزيون العراق، مأخوذة من هذا العمل الموسيقي الكلاسيكي الخالد، للموسيقار روسيني الذي احتفت دار الأوبرا السلطانية مسقط بذكراه العام الماضي بحفل موسيقيّ قدّمته أوركسترا جواكينو روسيني السيمفونية بعد (155) عاما من رحيله، وصار هاجسي أن أسمع( حلّاق إشبيلية ) كاملة، حتى أتيحت لي سماعها في برنامج تلفزيوني يختصّ بالموسيقى الكلاسيكيّة، وحين عزفت الفرقة ذلك المقطع، تداعت في ذاكرتي صور محفورة في طيّاتها، وجدت ممرّا لتنتعش مجدّدا، هذا الممرّ فتحته مقطوعة موسيقيّة لم تتجاوز الدقيقة، وهذا هو سحر الموسيقى التي يراها شوبنهاور ” عالما قائما بذاته، وليست شيئا يُضاف إليه” .

والأسبوع الماضي عاد (حلّاق اشبيلية) مجدّدا إلى مسقط، ليستمتع جمهور دار الأوبرا السلطانيّة مسقط، بعرض استثنائي، قصّ شريط موسمها الجديد (2023-2024م) الذي حمل عنوان ( نجوم وأساطير وأحلام)، وكان العرض من أداء أوركسترا راي الوطنية السيمفونية للإذاعة والتلفزيون وكورال انترميزو بقيادة أنطونيو فولياني، وهو في الأصل مسرحية كتبها الفرنسي بيير أوجستين بومارشية عام 1782م، قدّم العرض الأول منه في 20 فبراير عام 1816م على مسرح (أرجنتينا) في مدينة (روما)، وكسائر أعمال روسيني، حمل العرض طابعا كوميديّا، هذا الطابع صنعته مقالب (فيغارو) حلّاق البلدة المراوغ الخادم السابق لـ(الكونت ألمافيفا) الذي أحبّ (روزينا) الثريّة، لكن ثروتها كانت تخضع لوصاية (الدكتور بارتولو) الذي طمع بتلك الثروة، فخطّط للزواج من ( روزينا) عند بلوغها سنّ الرشد، وحاول التخلص من غريمه (الكونت ) من خلال تشويه سمعته، لكن عرف (فيغارو) بذلك، ونبّه( روزينا)، ليفشل مخطّط الدكتور العجوز، وفي النهاية نجحت جهود (فيغارو) في الجمع بين قلبي (ألمافيفا) و(روزينا) في سعي تكلّل بزواجهما، عبر مشاهد ممتعة اختلطت بها الكوميديا الظريفة، والأداء الجميل، وموسيقى روسيني الرائعة، وزاد من ذلك تصاميم الديكورات الفخمة، والإضاءة والأزياء التي نقلتنا إلى أجواء أوروبا القرن التاسع عشر، وهي من تنفيذ مسرح مايسترانزا في إشبيلية، وازدان العرض جمالا بأصوات نجوم مغنيي الأوبرا، الذين يقف في مقدّمتهم: فيتو بريانتي في دور فيجارو، وماريا كاتيفا في دور روزينا، وأنطونيو سيراجوسا في دور كونت المافيفا، وكارلو ليبوري في دور دكتور بارتولو، ونيقولا أوليفييري في دور دون باسيليو، بمشاركة فريق الانشاد الأوبرالي العماني، المؤلّف من(إبراهيم الحوسني، والقائد العبري، ونايف الحوسني، وسهيل البريكي)، لتعزيز المشاركة المحلّيّة في العروض الأوبرالية، كلّ هذه العناصر اجتمعت لتخرج بتحفة فنّيّة ابتكرها روسيني.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: فی دور

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: ضعف المؤسسات الرسمية الدولية (1)


 

شاب المؤسسات الرسمية الدولية والمحلية ضعف شديد، ظهر أثره على القرارات الدولية الصادرة من مؤسسة مثل الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولى، ولعل فى النصف الثانى من الستينات وخاصة بعد حرب 1967، وما تضمنه قرار رقم 242 من تفسيرات مختلفة ضاعت على أثرها حقوق شعب فلسطين والأراضى المحتلة فى الجولان، وجنوب لبنان، وسيناء حتى إشعار أخر سنة 1973 وإسترداد كامل الأراضى المصرية تارة، بحرب خاطفة، وتارة بحركة دبلوماسية  أيضًا خاطفة قام بها المرحوم الرئيس "السادات" وإستكملها بالتحكيم الدولى على منطقة "طابا" الرئيس الأسبق مبارك " وفى ظل إخفاق المؤسسات الرسمية الدولية، فى تحقيق أهدافها وقدرتها على تطبيق قراراتها المتتالية "ضد دولة إسرائيل" ونتيجة لتخلف طريقة التصويت، داخل هذه المؤسسة، وإستخدام حق "الفيتو" من أصحاب المصالح العليا فى العالم،ظهرت مؤسسات غير رسمية مثل منتدى "دافوس بسويسرا"، ومنتدى "جران مونتانا "بسويسرا أيضًا.
ومن أشهر القضايا التى خرجت من قاعات المؤسسات الدولية الرسمية إلى قاعات المنتديات الدولية (الموازية) "القضية الفلسطينية "فنجد فى 1992 ثم فى رومانيا، فى منتدى جران مونتانا،لقاءات وإجتماعات مع الفلسطينيين (ياسر عرفات) والإسرائيليين (رابين وبيريز) وخرجوا من هناك إلى " أوسلو" لكى تعقد أول إتفاقية بين الجانبين.

ولعل "منتدى دافوس" بمؤتمراته تحت إسم " مينا سوميت" فى " كازابلانكا" بالمغرب سنة 1994، ومحاولة تزاوج "إسرائيل على العالم العربى "ثم مينا سوميت " عمان" الأردن 1995، ثم مينا سوميت " القاهرة" مصر 1996، ثم فشل هذه السلسلة من المؤتمرات بمجىء "نيتنياهو" إلى حكم إسرائيل وفشل المؤتمر "مينا سوميت " الدوحة قطر" 1997 !!.

وبعد توقف عدة سنوات بدأ المنتدى يعقد ندواته فى عمان، وفى البحر الميت وأخيرًا تقرر عقد ندوته القادمة فى شرم الشيخ، وكل ذلك لكى يعوض المؤسسات الرسمية  تقاعسها عن حل المشاكل التى تواجه بلدان العالم سواء إقتصاديًا أو سياسيًا أو حتى عسكريًا.

وإذا لم تصل المؤسسة الرسمية (الأمم المتحدة) إلى ضبط وإصلاح أحوالها، فإن المؤسسات الغير رسمية (الموازية) سوف  يكون لها دور بالغ الأهمية فى العالم  وفى تقريب وجهات النظر الرسمية والأهلية أيضًا، ولا حسد على العائد لأصحاب هذه المنتديات مثل (شواب كلاوس)، (جان بول كارترون) أصحاب هذه المنتديات.
ولعل الحديث عن ضعف المؤسسات الرسمية، يقودنا من الدولى إلى المحلى ولنــا حديــث فيهــا غــدًا.

[email protected]

مقالات مشابهة

  • شقيق ياسمين عبدالعزيز يكتب وصيته ويطلب عدم إقامة عزاء له
  • عدنان الروسان يكتب .. التم المتعوس على خايب الرجا
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • د.حماد عبدالله يكتب: ضعف المؤسسات الرسمية الدولية (1)
  • عادل حمودة يكتب: أسوأ ما كتب «بوب وود ورد»
  • "الأوبرا السلطانية" تُنظِّم حفلين موسيقيين احتفاءً بموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب
  • عروض موسيقية وباليه ألف ليلة وليلة في دار الأوبرا السلطانية مسقط خلال فبراير
  • أدبي جدة يُدشّن "قراءة النص 21" ويُكرّم محمد عبدالرزاق القشعمي
  • أدبي جدة يُدشّن “قراءة النص 21” ويُكرّم القشعمي
  • رمضان 2025: غادة عبدالرزاق تعيد إحياء شخصية شفاعات في شباب إمرأة.. فيديو