دراسة في جامعة ماليزية تتناول دبلوماسية السلام في عهد السلطان قابوس بن سعيد
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
مسقط-أثير
إعداد: د. محمد بن حمد العريمي
نُوقشت مؤخرًا في جامعة العلوم الإسلامية بماليزيا أطروحة دكتوراه في مجال التاريخ الحديث والمعاصر تحت عنوان” دبلوماسية السلام في السياسة الخارجية لسلطنة عمان في عهد السلطان قابوس بن سعيد”، للباحث العماني حبيب بن مرهون بن سعيد الهادي.
وناقشت هذه الدراسة أبعاد دبلوماسية السلام في السياسة الخارجية العمانية في عهد السلطان قابوس بن سعيد (1970 -2020م)، وذلك من خلال محاولة التعرف على قيمِ السلام المستمدة من روح الإسلام ومن تراث المجتمع العماني وأثرها على السياسة الخارجية لسلطنة عمان خلال خمسين عاما من قيام النهضة العمانية الحديثة (1970 -2020م) التي قادها السلطان قابوس بن سعيد، فقد يتلمس المتابع للسياسة الخارجية العمانية في هذه الفترة حجم وثقل الحضور العماني في مختلف القضايا الإقليمية خاصة والعالمية عامة، والأدوار الفاعلة التي تقوم بها الدبلوماسية العمانية لتحقيق السلام في مناطق مختلفة، وتعكس ردود الفعل الدولية إزاء الجهود السلمية العمانية سواء على مستوى الدول أم المنظمات الأممية حقيقة الأدوار المبذولة في هذا الصدد.
أهداف الدراسة
هدفت الدراسة إلى التعرف إلى دبلوماسية السلام في السياسة الخارجية لسلطنة عمان في عهد السلطان قابوس (1970-2020)، وقد تفرعت من الهدف العام عدة أهداف فرعية كتحليل ممارسات دبلوماسية السلام في السياسة الخارجية لسلطنة عمان في عهد السلطان قابوس، واستنتاج مسار دبلوماسية السلام في السياسة الخارجية لسلطنة عُمان في عهد السلطان قابوس، ومن هذه الأهداف انبثقت (7) أسئلة للدراسة، وقد استخدمت الدراسة المنهج التاريخي الوصفي والمنهج التحليلي، وقد اعتمدت الدراسة في جمع المعلومات من مصادرها الأولية على أداة المقابلة.
نتائج الدراسة
خرجت الدراسة بنتائج عديدة تؤكد أن سلطنة عمان في عهد السلطان قابوس كانت دولة محورية في نشر السلام إقليميا ودوليا، كما أكدت أن التاريخ والجغرافيا والهوية الإسلامية للمجتمع العماني مرتكزات قامت عليها نجاح الدبلوماسية العمانية، وأن السلطان قابوس بن سعيد كان شخصية قيادية مؤثرة على مسار السياسة الخارجية العمانية، وأن السياسة الخارجية العمانية في عهد السلطان هيثم بن طارق سوف تستمر على المنهجية نفسها بعد رحيل السلطان قابوس؛ وذلك يعود لما تتميز به السياسة العمانية من ثبات وعمق وأصالة قائمة على منهج واضح ومؤسسة على أسس راسخة لا تقبل المساومة.
أقسام الدراسة وتوصياتها
تنقسم هذه الدراسة إلى ستة فصول، حيث الفصل الأول باعتباره فصلا تمهيديا، والفصل الثاني يتطرق إلى الدراسات السابقة والإطار النظري، أما الفصل الثالث فهو يناقش منهجية الدراسة وإجراءاتها، والفصل الرابع والخامس يناقش عرض وتحليل نتائج البحث المستمدة، وأخيرا الفصل السادس يتطرق إلى خلاصة الدراسة وتوصياتها ومقترحاتها.
وفي الخاتمة أوصت الدراسة بالمزيد من الدراسات البحثية حول الأدوار الريادية التي قدمتها سلطنة عمان في ميدان العلاقات الدولية لاسيما فيما يتعلق بالدبلوماسية السلمية.
سلطنة عمان ودبلوماسية السلام
تعد سلطنة عمان إحدى أبرز الدول التي اعتمدت دبلوماسية السلام في علاقاتها السياسية الدولية وعلى الرغم وقوعها في منطقة الشرق الأوسط الملتهبة بالنزاعات والحروب إلا أنها آمنت بالسلام والحوار سياسةً ومنهجاً في علاقاتها الدولية وفي تعاملها مع ملفات الشرق الأوسط المعقدة، ومنذ تولي السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في سلطنة عمان منتصف (1970م) بدأت السياسة الخارجية العمانية تتشكل وفق منهجية حضارية مدروسة يعضدها الإرث الحضاري الكبير لهذه الدولة التي كانت أحد أهم حضارات الشرق الأدنى القديم. إذ يشير السلطان قابوس في أحد خطاباته في حديثه عن دور سلطنة عمان السياسي على الساحة الدولية “إننا نحرص دائما على أداء دورنا كاملا على الساحة الدولية وفقا لسياستنا التي ننتهجها منذ البداية بكل الإيجابية والوضوح والتي تقوم على أساس من الإيمان الراسخ بمبادئ التعايش السلمي بين جميع الشعوب. وحسن الجوار بين الدول المتجاورة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، والاحترام المتبادل لحقوق السيادة الوطنية”، حيث اتسمت السياسة الخارجية لسلطنة عمان منذ انطلاقتها بمجموعة من السمات التي فرضتها حقائق التاريخ والجغرافيا، والهوية والإمكانات الاقتصادية والأمنية، وهي في عمومها سياسة هادئة معتدلة متوازنة حيادية حيث خطط للسياسة العمانية أن تسير وفق أسس ومبادئ وأولويات متدرجة، متخذة من الحوار وحسن الجوار والاعتدال أهدافا للوصول إلى تحقيق السلام والرخاء.
وتنطلق رؤية سلطنة عمان للسلام في المنطقة من محددات عدة أبرزها المحدد التاريخي والجغرافي الذي رسم لعمان منذ العصور القديمة خريطة طريق اعتمدت عليها السياسة الخارجية العمانية إلى يومنا هذا، تتمثل تلك المنهجية كما وصفها المؤرخون قديما والباحثون حديثا في قدرات العمانيين على التواصل الحضاري مع شعوب ومناطق وممالك مختلفة بأنجح الأساليب محفوفة بالاحترام والتقدير، والعمانيون دأبوا أيضا على حماية المنطقة في فترات تاريخية متعددة، لأنهم أدركوا أنهم طرفٌ أصيلٌ في أمن وسلامة المنطقة المطلة على الجزء الشمالي الغربي من المحيط الهندي وأذرعه البحرية، فقد تشربت الدبلوماسية العمانية الحديثة تاريخ عمان السياسي الممتد طويلا، وفكرها الإباضي الذي يعد مدرسة فكرية سياسية ناضجة، كما أدركت أهمية موقعها الجيوسياسي.
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
انطلاق قمة الرائدات 2025 تحت شعار «القيادة التي تُحدث فرقًا» برعاية السيدة بسمة بنت فخري آل سعيد
«عُمان»: انطلقت صباح اليوم الاثنين (السابع والعشرين من أكتوبر الجاري فعاليات قمة الرائدات 2025 تحت شعار «القيادة التي تُحدث فرقًا»، برعاية جناب السيدة بسمة بنت فخري آل سعيد، وذلك بتنظيم من مركز الحوكمة والتنمية المستدامة، في فندق جراند ميلينيوم بمسقط - قاعة الكريستال.
وتأتي القمة الوطنية تزامنًا مع احتفالات سلطنة عُمان بـ«يوم المرأة العمانية»، لتكون منصة وطنية مرموقة تجمع المؤسسات والشركات لتكريم القيادات النسائية البارزة من مختلف القطاعات، تعزيزًا لدور المرأة العُمانية في تحقيق مستهدفات «رؤية عُمان 2040».
وتتضمن القمة ورشة تدريبية نوعية بعنوان «القيادة المؤثرة وصناعة الأثر»، إلى جانب حفل رسمي لتكريم 100 رائدة عمانية تُمنح لهن جائزة الريادة القيادية للمرأة العمانية في عشر فئات تشمل: القيادة الصاعدة، وريادة التغيير المؤسسي، والابتكار والتحول الرقمي، والحوكمة والمسؤولية، والأثر المجتمعي، الاتصال القيادي، تمكين المرأة، القيادة في بيئات الأعمال الصعبة، الشراكات والتأثير القطاعي، والريادة في المسؤولية المؤسسية والتميز الوظيفي.
وتمثل القمة، وفق منظميها، فرصة نوعية للمؤسسات لتقدير كفاءاتها الوطنية النسائية عبر ترشيحهن للتكريم، إضافةً إلى إبراز القدوات النسائية القادرة على إحداث تغيير فعلي في بيئات العمل والمجتمع.
وأكد أيمن بن أحمد الشنفري، رئيس مجلس إدارة مركز الحوكمة والتنمية المستدامة، أن قمة الرائدات 2025 تُعد امتدادًا لمسيرة تمكين المرأة العمانية في مختلف مواقع العمل الوطني، مشيرًا إلى أن القيادة النسائية أصبحت شريكًا رئيسيًا في صياغة المستقبل.
وأوضح: «إننا في مركز الحوكمة والتنمية المستدامة نؤمن بأن تمكين المرأة ليس مجرد شعار، بل هو استثمار في طاقة قيادية مؤثرة تُسهم في تعزيز تنافسية المؤسسات واستدامتها. تأتي قمة الرائدات لتكرّم الجهود الملهمة وتحتفي بالنماذج النسائية التي تصنع الأثر وتُحدث الفرق، انسجامًا مع تطلعات «رؤية عُمان 2040» التي أكدت على مبدأ المشاركة والتميّز القيادي».
وأضاف: إن القمة ستعكس التقدير الوطني المتنامي لدور المرأة العمانية من خلال تسليط الضوء على قصص نجاحها، مؤكدًا أن الهدف هو ترسيخ ثقافة القيادة الواعية والمسؤولة التي تسعى إلى التغيير الإيجابي وبناء القدرات في بيئات العمل المختلفة.
وقالت جمانة بنت يونس البلوشية، المدير العام لمركز الحوكمة والتنمية المستدامة: «تأتي قمة الرائدات 2025 لتكون منصة عملية وملهمة للمرأة العمانية، تعزز من وجودها القيادي في مختلف القطاعات وتبرز مساهماتها في التنمية الوطنية. نحن نسعى من خلال هذه القمة إلى إتاحة الفرصة للقيادات النسائية لتبادل الخبرات، وبناء شبكة دعم قوية، وتكريم من أسهمن بفاعلية في إحداث فرق ملموس في بيئات عملهن ومجتمعاتهن».
وأضافت: «إننا نؤمن في المركز أن تمكين المرأة يعزز من القدرة المؤسسية على الابتكار والتجدد، ويسهم في ترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية والقيادة المؤثرة. القمة ليست مجرد احتفال بالإنجازات، بل هي رسالة لكل امرأة عمانية بأن قيادتها تصنع الفارق وأن دورها محوري في مستقبل وطنها».