نجيب محفوظ أول وآخر عربي يحصل على جائزة نوبل.. يوسف القعيد يكشف الكواليس| حوار
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
منذ أيام حصل الروائي النرويجي يون فوسه على جائزة نوبل في الآداب، وتزامنًا مع إعلان الأكاديمية السويدية عن الفائز بالجائزة كان حوارنا مع الكاتب والروائي يوسف القعيد، والذي اقترب من حياة أديب نوبل نجيب محفوظ؛ لذلك أردنا من خلال الحوار التالي التعرف أكثر على حياة محفوظ.
في رأيك لماذا لم يفز أي أديب عربي بجائزة نوبل بعد نجيب محفوظ؟
لأن لجنة نوبل لها حساباتها الخاصة، وقد حصل عليها محفوظ في أكتوبر عام 1988م، فمن منحوه الجائزة من وجهة نظري لن يعطوها لأي كاتب عربي آخر.
هل خطط محفوظ للحصول على جائزة نوبل؟
زوجة نجيب محفوظ عطية الله إبراهيم عندما دخلت عليه في الأول من أكتوبر عام 1988م، لكي تبلغه بحصوله علي الجائزة وجدته نائمًا نومة العصرية، حيث كان يعد نفسه للسهر مع أصدقائه وقال لها بالحرف الواحد: “بطلي تخاريف ومتقوليش التخاريف دي كتير”. كان متصورًا أن الأمر غير حقيقي إلى أن جاءه سفير السويد في المنزل ليبلغه بخبر حصوله على الجائزة قبل إعلانها رسميًا من جانب إدارة الجائزة. فنجيب محفوظ لم يسعى إليها، ولم يتخيلها أصلًا، وإنما حصل عليها فجأة بدون تخطيط مسبق، إذ لم تكن أعماله قد ترجمت بعد لكثير من اللغات حين حصد الجائزة.
لماذا رفض السفر للسويد لاستلام الجائزة؟لأسباب صحية فهو لم يكن يفضل السفر كثيرًا، وقد سافر في حياته ثلاث مرات فقط قبل نوبل، الأولى كانت إلى يوغسلافيا بقرار من الرئيس جمال عبد الناصر، والمرة الثانية كانت إلى اليمن بقرار من عبد الناصر أيضًا. أما المرة الثالثة فكانت إلى لندن لتلقي العلاج طبي. فنجيب محفوظ لم يكن يحب السفر إطلاقًا. فعندما قرر رفض السفر للسويد لاستلام الجائزة تعرض لضغوطات شعبية ورسمية كبيرة، لكنه رفض بشكل نهائي.
لماذا كتب محفوظ بالفصحى ولم يكتب بالعامية؟محفوظ حرص على الكتابة باللغة العربية الفصحى، فلم تجذبه العامية المصرية، لم يقع تحت تأثيرها بالرغم أنه كان من قراء شعرها، و كان صديقًا مقربًا من الشاعر صلاح جاهين.
كيف استقبلتم نبأ تعرضه لمحاولة اغتيال بسبب رواية أولاد حارتنا؟كان وقتها قادمًا إلينا للجلوس في مقهى كازينو قصر النيل، وقد حاول شاب الاعتداء عليه و قام بضربه، وتم نقله إلي مستشفى الشرطة المواجه وهناك تم علاجه، واكتشفنا الأمر عندما تأخر عن موعده خصوصًا أننا كنت نعلم أنه حريص على الالتزام بمواعيد، ووقتها أبلغنا أحد الأشخاص بتعرضه للاغتيال على يد شاب قام بالاعتداء عليه. وقد حكم عليه بالإعدام فقد اعترف برغبته في قتل نجيب محفوظ لأنه من وجهة نظره كتب رواية تدعو إلى الكفر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نوبل جائزة نوبل يوسف القعيد نجيب محفوظ نجیب محفوظ
إقرأ أيضاً:
هيئة الكتاب تصدر «أحب رائحة الليمون» حوارات مع نجيب محفوظ لـ سهام ذهني
أصدرت وزارة الثقافة، من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن سلسلة مكتبة نجيب محفوظ، كتاب بعنوان «أحب رائحة الليمون» حوارات مع نجيب محفوظ للكتابة سهام ذهني.
تنعكس صورة نجيب محفوظ في مرايا سهام ذهني من خلال رحلة حوارية قاربت عشرين عاما، التقطت فيها الكاتبة ملامح إنسانية في حياة الأديب العالمي، فظهرت شخصية نجيب التي تعيش الحياة وتتفاعل معها وتتألم بها تارة، وتراها عن بعد وتنزوي عنها تارة أخرى، هنا محفوظ الذي يتعلم ويحتفي بالفن ويخلص لأصحابه بعيدا عن الصخب.
في كل صورة يظهر ملمحا من نفسه وشخصيات عاصرها في الأدب والفن والسياسة، ليشاهد المتلقي لوحة تتسع لأشكال الإبداع واتجاهاته، فيها عمق الجمال ومتغيرات المجتمع وخصوصية الموقف بصدد قضايا ثقافية مهمة كان لها دورها في رسم الحياة الفكرية في مصر، ولأن الكاتبة اختارت الشكل الحواري، فقد جاء نصها مشحونا بحيوية الفعل الكلامي الذي يدور بين رؤيتين مختلفتين.
وفي تقديمها للكتاب تقول سهام ذهني: «العطر المعتق ما إن نفتح غطاء قنينته حتى يفوح العبير، ويتيح الأنس للروح، بمثل هذا الشذى الجذاب استقبلتني كلمات أديبنا الكبير نجيب محفوظ المحفوظة في كتاب لي صدر منذ أكثر من 20 عاما استقبالا غمر وجداني أنا صاحبة الحوارات نفسها التي دارت بيني وبينه وجها لوجه واستمتعت بما قاله لي فيها على مدى حوالي عشرين عاما هي عمر لقاءاتي معه من قبل حصوله على جائزة "نوبل" في الأدب ومن بعد حصوله على الجائزة.
وبالإضافة لاستمتاعي بفيض الجمال فإن قراءتي الجديدة المتأنية قد سمحت لي بأن ألاحظ وجود أمور حصرية لم يذكرها إلا معي، مما دعم عندي فكرة إعادة نشر تلك الحوارات التي كنت قد أستأذنته في جمعها بكتاب فرحب وقتها، وتم نشر الكتاب خلال حياته عن دار أخبار اليوم تحت عنوان "ثرثرة مع نجيب محفوظ"، ومع قراءتي الجديدة للكتاب وجدت أن من المهم عمل بعض الإضافات، فوضعت حوارًا حيويا كان قد أجراه معه ابني جمال دياب لمجلة المدرسة في ذلك الوقت حول طفولته، يتضمن حكايات ومواقف طريفة لم يتحدث حولها من قبل، وقمت بحذف بعض ما تضمنه التاب القديم من أمور كانت لحظية وقتها، كذلك انشغلت بإعادة الصياغة لبعض الحوارات، وإعادة ترتيبها زمنيا من الأقدم إلى الأحدث، وتم تغيير عنوان الكتاب، باستخدام رده على أحد أسئلتي العادية حول عطره المفضل، حيث رده "أحب رائحة الليمون"، كإجابة تلقائية معبرة عن إنسان مصري صادق محتفظ ببساطته».