المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في اليمن: عملية طوفان الأقصى شكلت رداً طبيعياً على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
(عدن الغد)خاص:
اعتبر بيان للمجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في اليمن عملية طوفان الأقصى، رداً طبيعياً على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على الشعب الفلسطيني وعلى المقدسات الإسلامية وخصوصا ًفي الأقصى المبارك.
وأضاف أنه تابع بإجلال وإكبار البطولات العظيمة التي يسطرها أبطال المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منذ فجر يوم السبت السابع من أكتوبر.
وأكد البيان بأن المعركة التي تخوضها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ومحيطها، والتضحيات الهائلة التي تقدمها في حرب غير مسبوقة من حيث التكتيك ومساحة الاشتباك وضخامة الأهداف، سوف تجبر المعتدين على الإذعان لقواعد العدالة والقبول بحق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه وإقامة دولته على الحدود التي يتمسك بها، وتؤكد للعالم بأن ما يحدث ليس إلا نتيجة طبيعية لتجاهل حق هذا الشعب وعدالة قضيته وتركه وحيداً أمام الترسانة الهائلة المتصلة بإمداد لا ينقطع من الإسناد العسكري من القوى الغربية الكبرى.
وأشار إن ما يجري اليوم على أرض فلسطين يدعو إلى الفخر بشجاعة وبسالة وتضحيات المقاتل الفلسطيني، ويؤكد في الوقت نفسه الأهمية القصوى لوجود الإرادة المستقلة والصادقة وأهمية القيادة الكفؤة في إدارة مواجهة طويلة الأمد وبلوغ الأهداف المستحيلة ولو بالحد الأدنى من الإمكانيات وبعزيمة الرجال التي لا تلين.
نص البيان:
المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في اليمن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في محكم كتابه العزيز: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ"
صدق الله العظيم
تابع المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في اليمن، بإجلال وإكبار البطولات العظيمة التي يسطرها أبطال المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منذ فجر يوم السبت السابع من أكتوبر، ضمن عملية طوفان الأقصى، والتي تشكل رداً طبيعياً على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على الشعب الفلسطيني وعلى المقدسات الإسلامية وخصوصا ًفي الأقصى المبارك، الذي تعرض لانتهاكات سافرة واعتداءات وحشية في وقت عانى ولا يزال يعاني فيه رواد هذا المسجد وسكان القدس الشرقية من كل صنوف التنكيل، وامتدت هذه الاعتداءات والانتهاكات لتطال مدن الضفة الغربية بالاقتحامات والقصف والقتل والاعتقالات، وهتك الأعراض على مرأى ومسمع من العالم، بالإضافة إلى آلاف الأسرى والمعتقلين القابعين في سجون الاحتلال.
إننا على يقين بأن المعركة التي تخوضها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ومحيطها، والتضحيات الهائلة التي تقدمها في حرب غير مسبوقة من حيث التكتيك ومساحة الاشتباك وضخامة الأهداف، سوف تجبر المعتدين على الإذعان لقواعد العدالة والقبول بحق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه وإقامة دولته على الحدود التي يتمسك بها، وتؤكد للعالم بأن ما يحدث ليس إلا نتيجة طبيعية لتجاهل حق هذا الشعب وعدالة قضيته وتركه وحيداً أمام الترسانة الهائلة المتصلة بإمداد لا ينقطع من الإسناد العسكري من القوى الغربية الكبرى.
إن ما يجري اليوم على أرض فلسطين يدعو إلى الفخر بشجاعة وبسالة وتضحيات المقاتل الفلسطيني، ويؤكد في الوقت نفسه الأهمية القصوى لوجود الإرادة المستقلة والصادقة وأهمية القيادة الكفؤة في إدارة مواجهة طويلة الأمد وبلوغ الأهداف المستحيلة ولو بالحد الأدنى من الإمكانيات وبعزيمة الرجال التي لا تلين.
وإذ نبتهل إلى الله العلي القدير بأن يكلل هذه المعركة بالنصر لإخواننا في فلسطين، فإننا نرجوه تعالى أن يجعلها برداً وسلاماً على غزة وأهلها وعلى شعب فلسطين المرابط..
المجد والخلود لشهداء المقاومة الفلسطينية
ولكل شهداء المقاومة والكفاح في بلداننا العربية
صادر عن المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية ، اليمن .
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة فی قطاع غزة المجلس الأعلى للمقاومة الشعبیة الشعب الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
شروط الاحتلال الإسرائيلي التي أدت لإلغاء مسيرة العودة
القدس المحتلة- في كل عام، يحمل المهندس سليمان فحماوي ذاكرته المثقلة بالحنين والوجع، ويسير على خُطا قريته المهجرة "أم الزينات" الواقعة على سفوح جبال الكرمل في قضاء حيفا، والتي اضطر لمغادرتها قسرا كباقي مئات آلاف الفلسطينيين، تاركا خلفه طفولته وذكرياته لتصبح جزءا من تاريخ النكبة الذي لا ينفك يعيد نفسه.
سليمان، اللاجئ في وطنه، عاش فصول النكبة الفلسطينية متنقلا بين بلدات الكرمل والساحل، قبل أن يستقر به الحال في بلدة أم الفحم، على تخوم حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.
واليوم، وفي الذكرى الـ77 للنكبة، وبعد عقود من التهجير، يقف كعضو ومتحدث باسم "لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين" بالداخل الفلسطيني، محاولًا الحفاظ على ذاكرة القرى التي طمست معالمها، وفي مقدمتها قرية "كفر سبت" المهجرة، في قضاء طبريا في الجليل شمالي فلسطين.
منذ تأسيس "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين" عام 1997، اعتاد سليمان ورفاقه تنظيم مسيرة العودة السنوية إلى القرى المهجّرة، بالتنسيق مع لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، حيث أصبحت المسيرات ذات رمزية تقول للعالم "يوم استقلالهم يوم نكبتنا"، وتعيد للأذهان قصص البيوت المهدومة والأرواح التي لا تزال معلقة بأطلال قراها.
"هذا العام كان مختلفا" يقول فحماوي للجزيرة نت بنبرة يغلب عليها الأسى، فبدلا من التحضير المعتاد للمسيرة الـ28 نحو "كفر سبت"، اصطدمت الجمعية بسلسلة من الشروط التعجيزية التي وضعتها الشرطة الإسرائيلية، ما اضطرهم إلى اتخاذ قرار صعب "سحب طلب التصريح".
يوضح فحماوي "كما كل عام، قدمنا طلبا للحصول على التصاريح، لكن الشرطة هذه المرة وضعت شروطًا غير مسبوقة، كان أولها عدم رفع العلم الفلسطيني، ذلك العلم الذي لطالما خفقت به القلوب قبل الأيادي، كما اشترطت الحصول على موافقة المجلس الإقليمي في الجليل الغربي، الذي تقع القرية ضمن نفوذه، إضافة إلى تحديد عدد المشاركين بـ700 شخص فقط".
إعلان"بالنسبة لنا، العلم الفلسطيني خط أحمر" يؤكد سليمان، ويتساءل "كيف لمسيرة تحمل اسم العودة أن تقام دون علمنا، ودون مشاركة الآلاف من أبناء الداخل الفلسطيني الذين يحملون هم القضية؟".
وبين تهديدات الشرطة بالاقتحام، والوعيد بقمع المسيرة حال تجاوز الشروط، وجدت الجمعية نفسها أمام مفترق طرق، ويقول فحماوي "خلال المفاوضات، لمسنا نوايا مبيتة من الشرطة الإسرائيلية وتهديدات بالاعتداء على المشاركين من أطفال ونساء وشباب".
وفي مشهد تتداخل فيه الوطنية بالمسؤولية الأخلاقية، اجتمعت كافة الأطر السياسية والحزبية والحقوقية في الداخل الفلسطيني، ليصدر القرار الأصعب (سحب الطلب)، لخصها فحماوي بقوله "نقطة دم طفل تساوي العالم"، مضيفا "لن نسمح بأن تتحول مسيرتنا إلى ساحة قمع جديدة، اخترنا العقل على العاطفة، لكن شوقنا للعودة لا يلغيه انسحاب مؤقت".
قبل نحو 30 عاما، لم تكن مسيرات العودة جزءا من المشهد الوطني الفلسطيني، وكانت قضية القرى المهجرة تعيش في طي النسيان، مطموسة في ذاكرة مغيبة، تكاد تمحى بفعل الإهمال والسياسات الإسرائيلية المتعمدة، يقول فحماوي، ويضيف "لكن هذا الواقع بدأ يتغير تدريجيا مع انطلاق المبادرات الشعبية، وعلى رأسها مسيرة العودة".
وعلى مدى هذه العقود الثلاثة، شارك مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني -وخاصة من فلسطينيي الداخل- في مسيرات العودة، التي تحوّلت إلى محطة وطنية سنوية ثابتة، تحمل رسائل سياسية وشعبية عميقة، وتؤكد على حق العودة بوصفه حقا فرديا وجماعيا غير قابل للتنازل أو التفاوض.
ورغم قرار سحب طلب التصريح لمسيرة العودة الـ28، لا يتوقف التساؤل لدى أدهم جبارين، رئيس اللجنة الشعبية في أم الفحم، وابن عائلة لاجئة من قرية اللجون المهجرة عن "ماذا يعني أن يمنع لاجئ فلسطيني من العودة، ولو ليوم واحد، إلى قريته التي طُرد منها؟ وماذا يعني أن يجرم رفع العلم الفلسطيني؟"
إعلان"هذه ليست النهاية" يؤكد جبارين للجزيرة نت، ويقول "نحن مستمرون، فحق العودة ليس مناسبة، بل حياة كاملة نعيشها يوميا"، مضيفا "رغم القيود والتهديدات، تبقى مسيرة العودة أكثر من مجرد حدث سنوي، هي ذاكرة حية تورَّث للأجيال، ورسالة واضحة بأن القرى المهجرة ستظل حاضرة في القلوب والعقول، حتى يتحقق حلم العودة.
ويؤكد جبارين أن قرار سحب الطلب "لم يكن تراجعا، بل خطوة واعية اتخذت من منطلق المسؤولية الوطنية، بعد أن اتضح خلال مفاوضات الجمعية مع الشرطة الإسرائيلية وجود نية مبيتة للترهيب والترويع، وحتى تهديد ضمني بإمكانية قمع المسيرة بالقوة، وربما ارتكاب مجزرة بحق المشاركين".
ويقول "نرى ما يجري من حرب إبادة في غزة، وعمليات التهجير في الضفة الغربية، وما لمسناه من سلوك الشرطة يعكس تحضيرات لتنفيذ سيناريو مشابه في الداخل، حيث بات استهدافنا على خلفية إحياء المناسبات الوطنية مسألة وقت لا أكثر".
لكن رغم المنع، لم تتوقف الفعاليات، فالجمعية أطلقت برنامج زيارات موسعًا إلى أكثر من 40 قرية مهجّرة، بمرافقة مرشدين مختصين، لتتحوّل ذكرى النكبة من فعالية مركزية واحدة إلى عشرات الجولات والأنشطة الميدانية.
ويختم جبارين حديثه للجزيرة نت بالقول إن "مسيرة العودة ليست مجرد تظاهرة، بل رسالة متجددة وتذكير سنوي بالنكبة، وتجذير للوعي الوطني، وانتقال للذاكرة من جيل إلى آخر، ورسالة واضحة بأن لا حق يضيع ما دام هناك من يطالب به".
ويضيف أنها "أيضا رد مباشر على المقولة الصهيونية الشهيرة: الكبار يموتون والصغار ينسون، فالصغار لم ينسوا، بل باتوا في مقدمة الحشود، يحملون الراية، ويرددون أسماء القرى التي هُجرت، وكأنها ولدت من جديد على ألسنتهم".