إيكونوميست: هجوم 7 أكتوبر سيكون وخيماً على إسرائيل
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
استيقظ الإسرائيليون في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) المصادف لعيد بهجة التوراة، وهو المهرجان اليهودي الذي يحتفل بنهاية الدورة السنوية لقراءة فصول التوراة، على وابل من ألفي صاروخ وأكثر من قطاع غزة. لكن سرعان ما بدأت التقارير تتسرب عن هجوم أكثر تدميراً.
داخل إسرائيل، سيثير هذا الهجوم تساؤلات جدية حول قيادة نتنياهو
شنت حركة حماس سلسلة من الهجمات داخل إسرائيل.
تم اختراق السياج الحدودي المحصن بين إسرائيل وغزة بواسطة شاحنات وجرافات محملة بالمتفجرات بينما حلق مقاتلون في طائرات شراعية آلية فوق السياج. واستخدم مقاتلو حماس القوارب لمهاجمة قاعدة إسرائيلية ساحلية. أشرطة فيديو صادمة
كانت لقطات الهجمات التي شاركتها حماس ومواطنون إسرائيليون على وسائل التواصل الاجتماعي صادمة للإسرائيليين المختبئين في ملاجئهم والذين اعتادوا على تفوقهم العسكري. وأظهرت مقاطع فيديو مقاتلين فلسطينيين في سيارات رباعية الدفع ودراجات نارية وهم يطلقون النار على المدنيين في شوارع البلدات الإسرائيلية الصغيرة والكيبوتسات (التجمعات التعاونية) بالقرب من غزة. ووردت أنباء عن إطلاق نار داخل مقر الفرقة الرئيسية للجيش الإسرائيلي في غزة. وقتل مسلحون فلسطينيون وأصابوا العشرات في مهرجان موسيقي. وبينما كان المدنيون والجنود وضباط الشرطة خارج الخدمة يقاتلون بمفردهم، كانت وحدات القوات الخاصة تتجه سريعاً نحو الجنوب.
Israel reels as Hamas launches a spectacular and bloody offensive.
“We are at war,” announced Binyamin Netanyahu, the country’s prime minister, in a statement to the nation.
Click to read more https://t.co/pKJvQJCo7j ????
الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة إلى الإسرائيليين هو أشرطة الفيديو التي نشرتها حماس والتي تظهر الجنود والمدنيين الإسرائيليين الأسرى وهم يُدفعون عبر الحدود إلى غزة. وبعد ساعات من بدء الهجمات، أقر المتحدث العسكري الإسرائيلي العميد البحري دانيال هاغاري بأن القتال لا يزال مستمراً، وقال إن السلطات الإسرائيلية تعمل على افتراض أن أعضاء حماس ما زالوا في إسرائيل داخل المنطقة القريبة من الحدود مع غزة.
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان للأمة: "نحن في حالة حرب". وتابع أن الأمر لم يكن عملية عسكرية أو تبادلاً لإطلاق النار بل حرباً. ووعد نتنياهو بأن إسرائيل "سترد على النيران بحجم لم يعرفه العدو. وسيدفع العدو ثمناً غير مسبوق". وقال مسؤولو دفاع إسرائيليون إنهم أمروا بشن عشرات الضربات الجوية رداً على ذلك.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن تلك الضربات الفورية قتلت ما لا يقل عن 198 شخصاً وأصابت أكثر من 1600 آخرين بجروح. لكن يجري التخطيط لعملية أكبر بكثير في الأيام المقبلة. تم استدعاء الآلاف من جنود الاحتياط إلى وحداتهم. وقال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد غادي شامني: "هذه المرة علينا أن نصل إلى (القائدين في حماس) يحيى السنوار ومحمد ضيف". واستهدفتهما إسرائيل في عمليات سابقة لكنهما خرجا سالمين.
"This is not simply a failure of intelligence collection and analysis. It is a conceptual failure too. In recent years the working assumption has been that dominant forces within the Hamas leadership had decided to refrain from wide-scale confrontation." https://t.co/JkmJPNZfJD
— Gregg Carlstrom (@glcarlstrom) October 7, 2023
إن هذا الهجوم – والرد الإسرائيلي الأوسع المتوقع – يأتيان على نطاق مختلف عن تلك التي وقعت في السنوات الأخيرة وفق المجلة. اعتبر الإسرائيليون الحرب التي استمرت 11 يوماً بين إسرائيل وغزة في مايو (أيار) 2021 بمثابة "سوء تقدير" من جانب حماس. أما المواجهات الثلاث الكبرى الأخرى بين إسرائيل وغزة في السنوات الأخيرة فقد شملت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وهي ميليشيا أصغر بكثير، وانتهت في غضون أيام قليلة.
لكن حتى الآن، ظلت حماس مبتهجة. قال المتحدث باسم الحركة غازي حمد: "لقد أظهرنا أن إسرائيل... ليست دولة قوية، يمكننا هزيمتهم، يمكننا إيقافهم بمجموعات صغيرة من الألوية، وليس بجيش". تقول حماس إن عمليتها تأتي رداً على هجمات إسرائيلية على المسجد الأقصى. مع ذلك، لم تكن هناك اضطرابات كبيرة هناك في الأيام الأخيرة.
والأرجح أن هجوم حماس هو جزء من تحد مباشر لقيادة الشعب الفلسطيني حسب إيكونوميست. إنها محاولة إظهار للفلسطينيين أن هناك بديلاً لاستراتيجية اللاعنف والتركيز على الدبلوماسية التي ينتهجها الرئيس محمود عباس والتي فشلت في تحقيق نتائج. لا مبالغة حسب المجلة، من المستحيل المبالغة في حجم فشل الاستخبارات الإسرائيلية في توقع هذا الهجوم والتحضير له. بالنسبة إلى العديد من الإسرائيليين، كان ذلك بمثابة تذكير مروع بحرب يوم الغفران، عندما فاجأت مصر وسوريا إسرائيل بهجوم منسق في أكثر الأيام قدسية في التقويم اليهودي. لقد حدث ذلك الهجوم في السادس من أكتوبر سنة 1973، قبل 50 عاماً ويوماً واحداً.
إن هذا التوغل الذي قامت به حماس عبر استخدام مجموعة متنوعة من التكتيكات، أمكن أن يستغرق أشهراً على الأقل من التدريب والتخطيط وشراء الأسلحة والمعدات. إن المراقبة الإسرائيلية للقطاع الساحلي المحاصر مكثفة. جميع الاتصالات الهاتفية والإنترنت من غزة موجودة على البنية التحتية الإسرائيلية. وهذا ليس مجرد فشل في جمع المعلومات الاستخبارية وتحليلها. هو فشل تصوري أيضاً.
في السنوات الأخيرة، كان الافتراض العملي لمؤسسة الدفاع الإسرائيلية هو أن القوى المهيمنة داخل قيادة حماس في غزة قررت الامتناع عن مواجهة واسعة النطاق مع إسرائيل والتركيز على تعزيز حكمها في القطاع الذي استولت عليه من منافستها فتح في انقلاب دموي سنة 2007. تداعيات وخيمة ستكون تداعيات هجوم صباح السبت وخيمة على إسرائيل. لقد تشوه ردعها العسكري بسبب مشاهد المقاتلين الفلسطينيين وهم يتجولون بحرية عبر الكيبوتسات الإسرائيلية وبلدة سديروت. وسيكون ذلك دفعة كبيرة للاعبين إقليميين آخرين مثل حزب الله الذي يستضيف حالياً في بيروت قادة حماس غير المقيمين في غزة أو الضفة الغربية وربما كان لهم يد في التخطيط.
داخل إسرائيل، سيثير هذا تساؤلات جدية حول قيادة نتنياهو بعد تسعة أشهر مضطربة منذ عودته إلى منصبه، حاولت خلالها حكومته اليمينية المتطرفة الدفع ببرنامج إصلاح دستوري مثير للجدل بشدة. وسيحاول أنصار نتنياهو إلقاء اللوم على مجتمع الاستخبارات. والعديد من أعضائه هم ضباط احتياط نشطوا في الحركة الاحتجاجية ضد الحكومة في الأشهر الأخيرة ودعوا زملاءهم من جنود الاحتياط إلى عدم الحضور للخدمة. وبينما يستمر القتال، يمتنع معارضو نتنياهو عن الانتقاد، لكنهم لن يظلوا صامتين إلى الأبد.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فی غزة
إقرأ أيضاً:
بري: لبنان سيكون آخر دولة في المنطقة توقّع اتفاق سلام مع إسرائيل
قال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، “إن لبنان سيكون آخر دولة في المنطقة توقع اتفاق سلام مع إسرائيل”.
وأشار بري، “إلى أن الرئيس “ترامب” أعطى الضوء الأخضر لتحقيق وقف النار في لبنان”، مضيفا: “يمكن القول هذه المرة إن التفاؤل أكبر وحظوظ التوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار تتجاوز 50%”.
وقال إن “الأمريكيين جديون والرئيس المنتخب دونالد ترامب، أعطى الضوء الأخضر للموفد الأمريكي إلى لبنان، آموس هوكشتاين، لتحقيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان”، مشيرا إلى أن “الإسرائيليين بحسب ما قال الأمريكيون، يريدون إنهاء الحرب”.
وأكد بري أن “الرد على مسودة الاتفاق سيكون خلال 3 أيام أي بداية أو منتصف الأسبوع المقبل”.
وكان مسؤولون لبنانيون، أفادوا يوم الجمعة، بأن “بيروت تدرس مقترحا أمريكيا للتوصل إلى هدنة لوقف الحرب بين حزب الله وإسرائيل”.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية، أعلنت ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 3445 قتيلا و14599 جريحاً منذ بدء الحرب.