لبنان ٢٤:
2024-11-26@09:55:44 GMT

حزب الله في موقف لا يُحسد عليه

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

حزب الله في موقف لا يُحسد عليه

منذ أن بدا العمل الجهادي في فلسطين ضد العدو الإسرائيلي لم يسبق أن شهد هذا العمل تطورًا بحجم عملية "طوفان الأقصى"، التي هاجمت فيها كتائب "القسام" أكثر من مستوطنة إسرائيلية، في عملية لا يمكن وصفها إلاّ بأنها نوعية وجريئة، ولكنها تنذر في الوقت نفسه بتطورات كبيرة لن تقتصر مفاعيلها على الداخل الفلسطيني المحتل، حيث من المتوقع، بحسب خبراء استراتيجيين، بأن يحرق جيش العدو قطاع غزة.

وهذا ما تعرفه حركة "حماس" وما كانت تتوقعه قبل تنفيذ عملية "الطوفان"، وهي على ما يبدو مستعدة لكل الاحتمالات. فالعودة إلى الوراء ليست واردة لا في الحسابات الفلسطينية ولا في الحسابات الإسرائيلية.    فما بعد عملية "طوفان الأقصى" لن يكون كما قبلها. فالحرب الشاملة قد بدأت ومن دون هوادة. ومع هذا التطورات المتسارعة، والتي سترتفع وتيرتها بعد أن يكون الإسرائيليون قد استفاقوا من هول الصدمة، لن يكون هناك مجال لأي تراجع. وهذا الأمر ينذر بعواقب وخيمة لن تنجح معها الدعوات لتهدئة الوضع ولضبط النفس.     فما حصل يعتبره الفلسطينيون انتصارًا ما بعده انتصار، فيما يصفه الإسرائيليون بأنه بداية لحرب شاملة. والحرب الشاملة بالمفهوم العسكري الإسرائيلي لن تقتصر مفاعليه على قطاع غزة، بل يشمل سوريا وما فيها من مواقع إيرانية استراتيجية، الأمر الذي سيحرّك أكثر من جبهة في وقت واحد، من دون أن يعني ذلك أن جبهة الجنوب ستشهد أي تطور دراماتيكي إلاّ إذا قرّر "حزب الله" فتح هذه الجبهة لمساندة معركة "حماس الداخلية" انطلاقًا من مبدأ "توحيد الساحات"، لكن لا قرار حتى الآن من قبل القيادة الحزبية بفتح هذه الجبهة، لأن لدى الحزب حسابات دقيقة ومفصلية، وهو لن ينجرّ، على ما يبدو، إلى أي حرب أو معركة إذا لم تكن مضمونة النتائج سلفًا، وهو يعرف تمام المعرفة أن الردّ الإسرائيلي سيكون قاسيًا جدًّا. وهذا ما بدا واضحًا من خلال التصريحات التي أعقبت العملية.    وعندما يقول رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية بأن "طوفان الأقصى" بدأ من غزة وسوف يمتد إلى الضفة الغربية والخارج، فهو يقصد بالخارج بطبيعة الحال لبنان، ولكن هذا "الخارج" وعلى رغم تضامنه الكامل مع هذه العملية البطولية في الداخل الفلسطيني، لن ينجرّ إلى حرب واسعة وشاملة إلاّ إذا كانت هذه العملية منسّق توقيتها وحجمها مع القيادات العسكرية في إيران والضاحية الجنوبية.    وفي الحالتين فإن ما سيقدم عليه "حزب الله" سُيحسب له وعليه. فإذا تضامن مع أهل غزة من خلال الجبهة الجنوبية فإنه يكون كمن يعطي العدو ذريعة لشن حرب واسعة ضد لبنان كله، وليس في الجنوب فقط. وهذا ما كان يرّوج له الجنرالات الإسرائيليون.    أمّا إذا لم يمدّ الحزب الداخل الفلسطيني بما يتناسب مع حجم هذه العملية وتطوراتها، وإذا تهيّب الموقف وضرب الأخماس اللبنانية بأسداسها، ولم يقدم على أي عمل في العمق الجنوبي فإنه يكون كمن يغامر بما رسّخه في الوجدان الفلسطيني على مدى سنوات، ويكون كمن يهزّ صدقيته أمام العنفوان الفلسطيني.    من هنا فإن أي خطوة سيقدم عليها "حزب الله" ستكون مدروسة ليس مئة في المئة بل مليون في المئة، لأن أي هفوة في هذا الظرف المصيري قد تكون نتائجها كارثية. لذلك فهو لن يقدم على أي عمل غير مدروس، وقبل أن يجري سلسلة من الاتصالات الخارجية والداخلية. وإذا أراد أن تكون له مشاركة معينة فهي سيكون على الأرجح مساندةً لأي عمل من الداخل الفلسطيني تمامًا كما كانت له مساهمات في العمق السوري.    صحيح أن "حزب الله" سجّل في حرب تموز انتصارًا على إسرائيل، وإن معنويًا، كما يقول البعض. لكن هذه الحرب كلّفت لبنان كثيرًا من عافيته واقتصاده وبناه التحتية. وهذا ما يحسب له الحزب حسابًا في معادلة الربح والخسارة.    ويسأل السائلون: هل بدأ فعلًا مخطط التقزيم والتصفية كخطوة تمهيدية لمشروع أوسع وأشمل؟         المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الداخل الفلسطینی حزب الله وهذا ما

إقرأ أيضاً:

مشاركون جرحى في مسيرة السبعين.. الشهادة في سبيل الله شرف عظيم وهذا هو زمانها ومكانها

يمانيون../
وسط زخات المطر، وبرودة الشتاء، يخرج الشعب اليمني بمختلف فئاته العمرية إلى ميادين وساحات النصرة والإسناد للشعبين الفلسطيني واللبناني.

ويؤكد الأحرار خلال كل جمعة عدم تراجعهم أو فتورهم، مشددين في مسيرة الجمعة الماضية على أهمية الشهادة في سبيل الله والدفاع عن المستضعفين، وأنهم على جهوزية عالية، للانتصار لدماء الشهداء ضد كل طواغيت الأرض.

وأكد المشاركون أن الذكرى السنوية للشهيد، تعد محطة إيمانية جهادية تربوية تذكر شعب الإيمان والحكمة بقيم ومبادئ الشهداء، وعظيم الفوز -بفضل الله- ودور الشهادة في حماية الأوطان والشعوب والأديان، ونشر قيم العدل والقسط والرحمة والإحسان في أرقى مراتبه بين أبناء الأمة، لافتين إلى أن الشهادة في سبيل الله شرف عظيم، لا ينالها إلا الصابرون، وأن هذا هو زمانها ومكانها، داعين كل أبناء الأمة العربية والإسلامية إلى استشعار المسؤولية الدينية والتحرك الفوري لنصرة أهلهم وإخوانهم المستضعفين في فلسطين ولبنان، جراء ما يتعرضون له من حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي منذ أكثر من عام.

وفي هذا السياق يقول الجريح طه المؤيد ومعه أطفاله تحت المطر: “في هذه الذكرى العظيمة التي حاربتها الأنظمة العميلة، وحاولت عزل شعوبنا عن قيم الشهادة في سبيل الله وفضلها، وأهميتها، وأهمية الجهاد والاستشهاد، ووصل بها الحال لاستبعاد الدروس والنصوص ذات الصلة من الكتب الدراسية، والمقررات الجامعية والوعي الشعبي وخطب الجمعة، المتصلة بهذه الزاوية المهمة في ديننا الإسلامية،نؤكد للشهداء العظماء أننا على دربهم ماضون وللحاق بهم مشتاقون، وهزيمة عدونا متلهفون، ولنصرة المستضعفين على هذه الأرض متفانون”.

ويتابع المؤيد في حديثة ن الرسالة السماوية المحمدية منذ بزوغ فجرها قائمة على هذا العماد المهم من أعمدة الدين، ومن يتأمل في حركة الشعوب والحضارات والصراعات عبر مختلف الأنبياء والرسل، تعتمد بشكل كبير ومحوري على أهمية الجهاد والاستشهاد، في مقارعة الطغاة والمستكبرين في كل عصر”.

ويردف المؤيد: “ماذا سنقول لله يوم نلقاه حين يسألنا عن دورنا وما قدمناه في نصرة عباده المستضعفين في قطاع غزة ولبنان؟ وكيف سيكون حالنا إذا تخاذلنا اليوم ونحن هنا؟ العدو الصهيوني المشهور بقتل أنبياء الله ورسله والصالحين من عباده، لم يتوقف في حدود فلسطين ولبنان، بل سيتحرك لإبادة كل العرب والمسلمين، وهذا جزء من منهاجه ودينه وثقافته التي يعمقها في عقول الأطفال داخل كيانه الغاصب”، مشيراً إلى أن المخرج الوحيد والسبيل الأوحد لهذه الأمة لتخرج من واقعها البائس اليوم هو أن تحيي قيم ومبادئ التضحية والفداء والشهادة والاستشهاد في وعي شعوبها، وتحرك رجالها للدفاع عن كرامتها، ووجودها ومقدراتها وشرفها ودينها ومقدساتها”.

الجريح أبو أحمد الحملي وهو بعكازتيه على ميدان السبعين وسط الماء والبرد لا يأبه لشيء غير الاستماع بإنصات لفقرات المسيرة المليونية، وبيانها.

يقول: “الشهادة هي تجارة مع الله، وأنا اليوم جريح، أحمد الله على هذا الفضل، وهذه المرتبة التي تقربنا لما عدها من المرتبة العظيمة، وكما تقبل الله من بعض العطاء ، نسأله، ونتضرع إليه أن يأخذ منا ما بقى، ونحن في سبيل الله على درب المجاهدين العظماء لن نحيد ولن نتزحزح قيد أنملة ، بل سنسعى بكل عشق وشوق لنكون في رفقتهم هناك أحياء عند ربهم يرزقون، وأن نكون ممن قال الله فيهم: [ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا] صدق الله العظيم.

ويضيف الحملي: “نحن ماضون على درب الشهداء، ونواكب الأحداث، وما يحصل من جرائم الإبادة في غزة ولنبان ، وما تقوم به السعودية من نشر للفسوق والرجس والانحطاط والعصيان، مؤكداً أن هذا يحتم علينا كمجاهدين التمسك بمبدأ الشهادة في سبيل الله ، ومقارعة المجرمين، وأئمة الكفر ، وجنود الشيطان الذين يقتلون عباد الله ويستهدفون القيم والدين والهوية وزكاء النفوس”.

ويختم:”بعنا من الله منذ أول يوم تحركنا فيه للجهاد في سبيل الله، وسنقدم كل جوارحنا، وما بقي لنا من أنفاس للدفاع عن هذه الأمة، وشعوبها ودينها ومقدساتها تحت لواء السيد القائد العلم سيدي ومولاي عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله.

وعلى صعيد متصل يقول يحيى علي إسحاق :”نحمد الله على أن منَّ علينا بهذه القيادة الربانية التي عززت، ورسخت مفهوم الشهادة والاستشهاد في وعي شعبنا وأجيالنا، وقدمت للأمة النموذج الفريد، الذي يمكن البناء عليه، من القدرة والاقتدار، على مقارعة المستكبرين والطواغيت، موضحاً أنه لولا هذه الثقافة المشبعة بحب الشهادة في سبيل الله والسعي بكل تفاني للفوز -بفضل الله- لما وصل شعبنا اليمني، إلى هذا المستوى المتقدم الذي وصل إليه، حيث تمكن من تمريغ أنوف قوى العدوان خلال 9 أعوام وما سبقها من حروب ظالمة على حملة المشروع القرآني في محافظة صعدة، ولما استطعنا اليوم الوقوف بهذا الموقف المشرف في نصرة المستضعفين المسلمين في فلسطين ولبنان”.

ويشير إسحاق في حديثة “إلى أن الشهادة في سبيل الله وحبها وتنميتها في وعي أجيال الأمة، تمثل المخرج الوحيد لشعوب أمتنا التي تعيش اليوم أسوأ مراحل الإذلال والاستعباد والمهانة، تحت هيمنة أمريكا وإسرائيل وأدواتها من الأنظمة العربية والإسلامية”.

ويقول: “نحن من أبناء محافظة صعدة عانينا ويلات العدوان منذ الحروب على صعدة، وعايشنا الأحداث المتلاحقة، وخبرنا وعرفنا أهمية وفاعلية الشهادة في سبيل الله عن قرب، ومن منطلق الحاجة، ونحن اليوم نؤكد أن فيها فضل عظيم هنا في هذه الحياة الدنيا يثمر نصراً وعزاً وتمكيناً وغلبة”.

من جانبه يتساءل عادل محسن دهيش: ما الفرق بين جيش محور المقاومة المجاهد في سبيل الله ، وبين جيوش أعدائنا؟ مؤكداً أن الشهادة في سبيل الله وحبها والتسابق والمسارعة نحوها هو الفرق بيننا وبين عدونا، وهي العامل والمتغير الأهم الذي قلب الموازين والمعادلات العسكرية والسياسية في المنطقة اليوم “.

ويرى دهيش في حديثه أن من يتحرك في سبيل الله يلمس أثر الشهادة وفضلها ومكاسبها على المستوى الأسري والمجتمعي والوطني، وعلى مستقبل الأمة بشكل عام، وهذه وصيتي التي أود أن يعيها كل المجاهدين الصامدين في الثغور والمرابطين في مختلف الجهاد المقدس من اليمن إلى لبنان إلى فلسطين إلى العراق وسوريا، وكل مجاهد يسعى للتحرك في مقارعة قوى البغي والعدوان والاستكبار أينما كان موقعه”.

ويزيد :”الفرق الكبير الذي تخلقه الشهادة وحبها بين مجاهدينا وجيوش أعدائنا كبير وواضح اليوم، حيث أثمر في الميدان ، وعلى العدو أن يفهم أن مخططاته السابقة التي استهدفت وعي الأمة بهذا الفضل العظيم تبخر، وعلى شعوب أمتنا تعزيز روحية الشهادة وحب الاستشهاد، لتكون بالمستوى القادر على مواجهة الأعداءـ وإفشال مخططاتهم ومساعيهم التدميرية للمجتمع البشري”.
————————————-
منصور البكالي – المسيرة

مقالات مشابهة

  • نحو وقف اطلاق النار… حلّ طويل حتى انفجار جديد!
  • ترقب لاتفاق وشيك بلبنان و"أسباب سرية" تدفع إسرائيل للموافقة عليه
  • أدعية سيدنا موسى عليه السلام.. احرص عليها
  • نعبدك حبا..
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • قصف متبادل هو الأعنف بين إسرائيل وحزب الله.. هل يكون تمهيدا لاتفاق؟
  • مشاركون جرحى في مسيرة السبعين.. الشهادة في سبيل الله شرف عظيم وهذا هو زمانها ومكانها
  • إنتصارات في الداخل والخارج
  • إستهداف ميركافا في جنوب لبنان.. وهذا ما قامت به إسرائيل بعد هجوم حزب الله
  • "هجوم البسطة".. هل يكون بداية استراتيجية جديدة ضد حزب الله؟