لبنان ٢٤:
2025-03-04@05:35:10 GMT

حزب الله في موقف لا يُحسد عليه

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

حزب الله في موقف لا يُحسد عليه

منذ أن بدا العمل الجهادي في فلسطين ضد العدو الإسرائيلي لم يسبق أن شهد هذا العمل تطورًا بحجم عملية "طوفان الأقصى"، التي هاجمت فيها كتائب "القسام" أكثر من مستوطنة إسرائيلية، في عملية لا يمكن وصفها إلاّ بأنها نوعية وجريئة، ولكنها تنذر في الوقت نفسه بتطورات كبيرة لن تقتصر مفاعيلها على الداخل الفلسطيني المحتل، حيث من المتوقع، بحسب خبراء استراتيجيين، بأن يحرق جيش العدو قطاع غزة.

وهذا ما تعرفه حركة "حماس" وما كانت تتوقعه قبل تنفيذ عملية "الطوفان"، وهي على ما يبدو مستعدة لكل الاحتمالات. فالعودة إلى الوراء ليست واردة لا في الحسابات الفلسطينية ولا في الحسابات الإسرائيلية.    فما بعد عملية "طوفان الأقصى" لن يكون كما قبلها. فالحرب الشاملة قد بدأت ومن دون هوادة. ومع هذا التطورات المتسارعة، والتي سترتفع وتيرتها بعد أن يكون الإسرائيليون قد استفاقوا من هول الصدمة، لن يكون هناك مجال لأي تراجع. وهذا الأمر ينذر بعواقب وخيمة لن تنجح معها الدعوات لتهدئة الوضع ولضبط النفس.     فما حصل يعتبره الفلسطينيون انتصارًا ما بعده انتصار، فيما يصفه الإسرائيليون بأنه بداية لحرب شاملة. والحرب الشاملة بالمفهوم العسكري الإسرائيلي لن تقتصر مفاعليه على قطاع غزة، بل يشمل سوريا وما فيها من مواقع إيرانية استراتيجية، الأمر الذي سيحرّك أكثر من جبهة في وقت واحد، من دون أن يعني ذلك أن جبهة الجنوب ستشهد أي تطور دراماتيكي إلاّ إذا قرّر "حزب الله" فتح هذه الجبهة لمساندة معركة "حماس الداخلية" انطلاقًا من مبدأ "توحيد الساحات"، لكن لا قرار حتى الآن من قبل القيادة الحزبية بفتح هذه الجبهة، لأن لدى الحزب حسابات دقيقة ومفصلية، وهو لن ينجرّ، على ما يبدو، إلى أي حرب أو معركة إذا لم تكن مضمونة النتائج سلفًا، وهو يعرف تمام المعرفة أن الردّ الإسرائيلي سيكون قاسيًا جدًّا. وهذا ما بدا واضحًا من خلال التصريحات التي أعقبت العملية.    وعندما يقول رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية بأن "طوفان الأقصى" بدأ من غزة وسوف يمتد إلى الضفة الغربية والخارج، فهو يقصد بالخارج بطبيعة الحال لبنان، ولكن هذا "الخارج" وعلى رغم تضامنه الكامل مع هذه العملية البطولية في الداخل الفلسطيني، لن ينجرّ إلى حرب واسعة وشاملة إلاّ إذا كانت هذه العملية منسّق توقيتها وحجمها مع القيادات العسكرية في إيران والضاحية الجنوبية.    وفي الحالتين فإن ما سيقدم عليه "حزب الله" سُيحسب له وعليه. فإذا تضامن مع أهل غزة من خلال الجبهة الجنوبية فإنه يكون كمن يعطي العدو ذريعة لشن حرب واسعة ضد لبنان كله، وليس في الجنوب فقط. وهذا ما كان يرّوج له الجنرالات الإسرائيليون.    أمّا إذا لم يمدّ الحزب الداخل الفلسطيني بما يتناسب مع حجم هذه العملية وتطوراتها، وإذا تهيّب الموقف وضرب الأخماس اللبنانية بأسداسها، ولم يقدم على أي عمل في العمق الجنوبي فإنه يكون كمن يغامر بما رسّخه في الوجدان الفلسطيني على مدى سنوات، ويكون كمن يهزّ صدقيته أمام العنفوان الفلسطيني.    من هنا فإن أي خطوة سيقدم عليها "حزب الله" ستكون مدروسة ليس مئة في المئة بل مليون في المئة، لأن أي هفوة في هذا الظرف المصيري قد تكون نتائجها كارثية. لذلك فهو لن يقدم على أي عمل غير مدروس، وقبل أن يجري سلسلة من الاتصالات الخارجية والداخلية. وإذا أراد أن تكون له مشاركة معينة فهي سيكون على الأرجح مساندةً لأي عمل من الداخل الفلسطيني تمامًا كما كانت له مساهمات في العمق السوري.    صحيح أن "حزب الله" سجّل في حرب تموز انتصارًا على إسرائيل، وإن معنويًا، كما يقول البعض. لكن هذه الحرب كلّفت لبنان كثيرًا من عافيته واقتصاده وبناه التحتية. وهذا ما يحسب له الحزب حسابًا في معادلة الربح والخسارة.    ويسأل السائلون: هل بدأ فعلًا مخطط التقزيم والتصفية كخطوة تمهيدية لمشروع أوسع وأشمل؟         المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الداخل الفلسطینی حزب الله وهذا ما

إقرأ أيضاً:

أزمة مالية في الأفق لدى حزب الله... وملف الإعمار هو الأثقل

كتب اسكندر خشاشو في" النهار":كثرت في الآونة الأخيرة الأحاديث عن أزمة مالية يعانيها "حزب الله"، بدأت تطفو على السطح من خلال تسريبات صحافية عديدة كان آخرها ما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية وقبلها "الواشنطن بوست".
هذا الجو يتلاقى مع أصوات بدأت ترتفع وسط بيئة الحزب معترضة على التعويضات التي يقدمها الحزب، سواء لعدم تناسبها مع حجم الخسائر، أو للتأخير في الدفع.
 
وعلى الرغم من عودة "مؤسسة القرض الحسن" إلى الدغع بعد توقف وصفته الإدارة بالتقني، سُجّل أيضاً تأخير في دفع الشيكات المحررة باسم "أشرف الناس" لفترات تراوح بين شهر و3 أشهر تبعا لحجم المبلغ، وهذا ما ترك قلقاً بين الناس وخصوصاً تلك التي خسرت كل ما تملكه من منازل ومؤسسات وغيرها.
 
 
يرفض المقربون من الحزب الحديث عن أزمة مالية حقيقية تطاله، ويؤكدون أن الرواتب لا تزال مستمرة وتُدفع في مواقيتها من دون تأخير. وفي إشارة إلى توافر الأموال وعدم تأثرها بالتطورات، يقولون إن السيد حسن نصرالله استشهد في 27 سبتمبر، والرواتب دفعت في الثلاثين منه بطريقة عادية.
ويردّون سبب الأصوات التي علت في الفترة الماضية اعتراضا على التعويضات إلى سرعة عمليات الكشف، وقد شابها نوع من الأخطاء بسبب السرعة التي حاول المعنيون العمل بها، وسط كمّ هائل من الأضرار وفي ظروف ضاغطة، وهذا ما يجري العمل لتصحيحه.
 
ويؤكدون أنه تم دفع نحو 650 مليون دولار أميركي في مدة لا تتجاوز الشهرين، وهذا يعتبر إنجازاً كبيراً لا تستطيع دول القيام به، ملمّحين إلى الجنازات والمناسبات التي تقام وتكلّف عشرات ملايين الدولارات، وهذا دليل على توافر المال.
في المقابل، تؤكد مصادر مطلعة أن "حزب الله" يؤكد في الأروقة الداخلية أن أموال بدل الإيواء والترميم موجودة لديه ولا مشكلة في الأمر، إنما أموال إعادة الإعمار ليست في لبنان، لكنه يطمئن إلى أنها في الخارج ويمكن تأمينها، والأمور ليست مقفلة بالكامل، إنما إدخالها إلى لبنان ليس بالأمر السهل خصوصاً أنها مبالغ ضخمة، وهذا ما يفسّر كلام الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الذي أبقى موضوع الإعمار مموهاً ولم يعط التزاما واضحا، وترك القضية عند الدولة اللبنانية.
 
ويقرّ المقربون بأن مصارف عديدة رفضت استقبال التحويلات من أنصار الحزب في الخارج، علما أنها كانت تستقبلها سابقا، وذلك خوفا من العقوبات الأميركية، وهو ما يفسر الطلب رجال الأعمال الشيعة في إفريقيا إرسال الأموال بكميات كبيرة، مع وعد بإعادتها في حال "تيسرت الأمور" من جديد، باعتبار أن الحزب كان مساعداً رئيسياً في توسيع أعمالهم.
في المحصلة، يبدو أن الحديث عن أزمة خانقة وغيرها لا يقارب الحقيقة تماما، لكن مؤشرات استمرارية هذا التمويل بدأت تأخذ منحى سلبياً، علما أن الملف الضخم لإعادة الإعمار وخصوصاً جنوبا وبقاعا، سيشكل التحدي الأكبر في ظل عدم توافر التمويل.
 

مقالات مشابهة

  • أزمة مالية في الأفق لدى حزب الله... وملف الإعمار هو الأثقل
  • قصة هجرة إبراهيم عليه السلام ومعجزة ماء زمزم
  • الشيخ عمر عبد الكافي: هكذا يكون الفرد من أهل الرحمة في رمضان
  • الطبق الذي كان يفضله الرسول عليه الصلاة والسلام
  • كيف يكون الكون بزمانه وأحداثه أمام الله في وقت واحد؟.. علي جمعة يوضح
  • دعاء اليوم الثاني من رمضان.. تعرف عليه
  • موعد سحور ثاني يوم رمضان.. تعرف عليه
  • باحث: مساعي كبيرة للقضاء على الوجود الفلسطيني
  • "معًا نتقدم".. سُّمو الطرح وفضاء الحوار
  • مبابي يفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم لشهر فبراير.. وهذا موقف صلاح