طوفان الأقصى.. لبنان يدخل على الخط وإسرائيل والمقاومة يتبادلان القصف
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
دخل لبنان على خط المواجهة ضد إسرائيل، في ثاني أيام عملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، وذلك بالتزامن مع تواصل القصف المتبادل بين فصائل المقاومة في القطاع وإسرائيل، التي تتوقع أن ينتظرها أياما صعبة.
ووفق شهود عيان، فقد سمع دوي انفجارات في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلتين جنوب لبنان.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن قذائف مدفعية أطلقت من لبنان نحو مواقع للجيش الإسرائيلي، كما قالت وسائل إعلام عبرية إن تعليمات أعطيت للإسرائيليين بدخول المناطق المحصنة.
فيما نقلت "رويترز"، عن مصادر أمنية، القول إن القذائف التي أطلقت من لبنان أصابت موقعا عسكريا إسرائيليا في مزارع شبعا.
كما ذكر صحف عبرية، أن موقع رويسات العلم الإسرائيلي، استهدف في تلال كفرشوبا بعدد من القذائف.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية (رسمية)، إن الجيش الإسرائيلي شرع في قصف مدفعي على أهداف بجنوب لبنان، قبل أن يصدر أمرا بإغلاق المنتجعات القريبة من الحدود مع لبنان.
اقرأ أيضاً
صحيفة عبرية: 750 جنديا إسرائيليا ومستوطنا لا يزالون في عداد المفقودين
وأمام ذلك، تبنى "حزب الله" اللبناني، عملية القصف 3 مواقع عسكرية إسرائيلية، لافتا في بيان إلى أنه تم إصابة المواقع إصابات مباشرة.
والسبت، اعتبر "حزب الله" في أول تعليق له على عملية "طوفان الأقصى" أن "هذه العملية المظفرة هي رد حاسم على جرائم الاحتلال المتمادية والتعدي المتواصل على المقدسات والأعراض والكرامات".
وفي غزة، صعّد الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه في الساعات الأولى من اليوم الثاني من معركة "طوفان الأقصى"، مستهدفاً منازل مسؤولين بارزين في حركة حماس والحكومة التي تديرها في قطاع غزة، فيما واصلت المقاومة التصدي للعدوان والرد عليه بإطلاق الرشقات الصاروخية.
واستهدف الطيران الحربي منازل عدد من مسؤولي المكتب السياسي لحركة حماس، ومنهم عضو المكتب فتحي حماد، في بيت لاهيا (شماليّ القطاع).
وفي النصيرات وسط القطاع، استهدفت منازل رئيس حكومة حماس في القطاع عصام الدعاليس، والقياديين أبو معاذ السراج وكمال أبو عون.
كذلك قصفت طائرات الاحتلال منزل القيادي في حركة حماس صلاح البردويل في خان يونس (جنوبيّ قطاع غزة)، فيما استُهدف منزل عضو المكتب السياسي لـ"حماس" في رفح غازي حمد، ودُمِّر.
اقرأ أيضاً
طوفان المقاومة.. هل يدفن صفقة تطبيع الرياض وتل أبيب تحت الأقصى؟
وفي مدينة غزة، دمر الطيران الحربي برج وطن، وهو واحد من أرقى الأبراج التجارية في قطاع غزة، ويضم عشرات المكاتب والمؤسسات الخدمية.
ودمر الطيران عدداً من منازل المواطنين في الساعات الأولى على امتداد قطاع غزة، بينها عمارة سكنية وسط القطاع، وأخرى في حيّ الكرامة، وثالثة في منطقة جباليا الشرقية.
ووفق آخر إحصائية لوزارة الصحة في غزة، فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية، أدت لاستشهاد 256 فلسطينيا، بينهم 20 طفلا، وإصابة 1788 بجروح مختلفة، بينهم 121 طفلا.
في الوقت نفسه، أعلن الجيش الإسرائيلي البدء في إجلاء سكان منطقة غلاف غزة، واستعادة السيطرة في معظم المواقع، متوقعا أياما صعبة.
وقال الجيش في بيان: "تمكنا من استعادة السيطرة على معظم المواقع التي تم اقتحامها"، وفق هيئة البث الرسمية.
وأضاف أن "القتال لا يزال مستمرا في مستوطنة بئيري حتى الآن"، متابعا: "بدأنا بإجلاء سكان غلاف غزة وأمامنا أيام صعبة".
اقرأ أيضاً
هكذا قد ترد إسرائيل.. "طوفان الأقصى" ربما يوحد جبهات المقاومة
ووفق وزارة الصحة الإسرائيلية، فقد ارتفع عدد القتلى في الهجوم الذي شنه مقاتلو كتائب القسام إلى 300 شخصا، والجرحى إلى أكثر من 1864 مصابا، بينهم 19 بحالة موت سريري، و326 بحالة خطرة.
يأتي ذلك في وقت كشفت هيئة البث الإسرائيلي (رسمية)، أن مجلس الوزراء الأمني المصغر قرر عقب اجتماعه في وقت مبكر، الأحد، وقف إمدادات الكهرباء والوقود والسلع إلى غزة.
كما اتخذ المجلس قراراً بتدمير قدرات حركة حماس العسكرية والحكومية.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، القول إن القرارات تهدف إلى "تفكيك القدرات العسكرية والإدارية لحركتي حماس والجهاد".
وأضاف أن الغرض منها هو "الحد من قدرة هذه المجموعات على تهديد مواطني إسرائيل أو إلحاق الضرر بهم ولفترة طويلة".
يأتي ذلك في وقت استعادت السلطات الإسرائيلية السيطرة على مركز شرطة سديروت، الذي اجتاحه مسلحو حماس، بعد عملية استمرت ساعات لطردهم، شملت استعادة بعض الرهائن، حسبما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
اقرأ أيضاً
طوفان الأقصى.. ردود فعل دولية منحازة للاحتلال ومنددة بالمقاومة
فيما لا تزال قوات الأمن الإسرائيلية، تقوم بتفتيش البلدات في جنوب إسرائيل، بحثا عن المسلحين الفلسطينيين الذين توغلوا من غزة في وقت مبكر السبت، خلال هجوم غير مسبوق على إسرائيل.
وحسب الصحيفة العبرية ذاتها، فإنه تم القبض على عدد من المسلحين أو قتلهم على أيدي قوات الأمن، وعاد بعضهم إلى غزة مع مختطفين، من بينهم نساء وأطفال وكبار السن.
فيما أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، بأن نحو 750 جنديا ومستوطنا لا يزالون في عداد المفقودين، منذ بداية عملية "طوفان الأقصى"، التي شنتها حركة حماس.
ونقلت الصحيفة العبرية، أن شرطة الاحتلال الإسرائيلية طلبت من أهالي المفقودين المساعدة في العثور على ذويهم.
وفي الوقت الذي لم تقدم الصحيفة أية تفاصيل أخرى، تحدث الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أبوعبيدة، في وقت سابق، إلى الشعب الفلسطيني قائلا: "نبشركم أنه في قبضة كتائب القسام عشرات الأسرى من الضباط والجنود".
كما وجه أبو عبيدة رسالة إلى نتنياهو، قائلا: "عدد القتلى والأسرى من الضباط والجنود الإسرائيليين أكثر بكثير مما تعتقد، وهم موجودون في كل محاور قطاع غزة".
اقرأ أيضاً
طوفان الأقصى.. 300 قتيل إسرائيلي وأكثر من 1500 مصاب وعشرات الأسرى في قبضة المقاومة
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: لبنان حزب الله طوفان الاقصى القسام أسرى فلسطين غزة طوفان الأقصى اقرأ أیضا حرکة حماس قطاع غزة فی وقت
إقرأ أيضاً:
هل اقترب التطبيع بين لبنان وإسرائيل؟
بينما كان أعضاء حزب الله وأنصاره محتشدين في ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت يوم الأحد لدفن زعيمهم حسن نصر الله، الذي قُتل في قصف لسلاح الجو الإسرائيلي في سبتمبر(أيلول)، تردد هدير بين الحشد.
لى الغرب أن يتصرف بشكل استراتيجي لدعم هذا التحول
اخترقت أربع طائرات مقاتلة إسرائيلية سماء الملعب في تحليق نقل رسالة واضحة تردد صداها في العالم. كانت الرسالة هي أن الطائرات هي المسؤولة عن مقتل نصر الله، وأن إسرائيل لن تتردد في ضرب قادة حزب الله الآخرين إذا اقتضت الضرورة، حسب ياكوف كاتز، باحث في معهد سياسة الشعب اليهودي.وضمت المقاتلات طائرتان نفاثتان من الجيل الخامس من طراز إف-35، واسمهما بالعبرية "أدير"، الذي يعني "القوة"، أما الطائرتان الأخريان فمن طراز إف-15 بعيدة المدى، والمعروفتان بـ "ثاندر" أي رعد.
#Hezbollah daily says #Lebanon government is preparing for normalization with #Israel, and threatens with civil war if the state chooses peace.
No mincing of words here.
Hezbollah and Lebanon cannot exist. One must die for the other to live.https://t.co/IfJzHBoaE1
وكما ذكر الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق، كان العرض بمنزلة "رعد قوي" سُمع صداه في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
كان هذا التحليق الدرامي أكبر من مجرد لفتة رمزية. قبل اندلاع الحرب بـ16 شهراً، لم تكن إسرائيل لتحلق فوق تجمع لحزب الله للاستعراض. كان الظن الأول أن يؤدي احتمال شن ضربة انتقامية إلى صراع أوسع نطاقاً.
وفي هذا الإطار، أوضح ياكوف كاتز، في موقع مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن سبب قدرة إسرائيل على ذلك اليوم هو أن المنطقة تغيرت في أعقاب الحرب التي أُجبرت إسرائيل على خوضها بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وقرار حزب الله اللاحق بالانضمام إلى المعركة.
تراجع حزب الله ووكلاء إيران
يشهد الشرق الأوسط الآن حالة وقف إطلاق نار هش بين إسرائيل وحزب الله، الذي من المفترض أن يبقى خارج جنوب لبنان. تم القضاء على قيادة حزب الله، وتعرضت بنيته التحتية في جنوب لبنان لتدمير واسع النطاق. وتحولت مراكز القيادة ومرافق تخزين الأسلحة، التي كانت تشكل العمود الفقري لقدراته العملياتية، إلى أنقاض.
وفي غزة، في حين ما تزال حماس في السلطة، فإنها ما تزال بلا شك ظلاً لما كانت عليه في السادس من أكتوبر (تشرين الأول). وفي سوريا، سقط نظام بشار الأسد، وأصبحت إيران ــ الممول الرئيس لحزب الله ــ في وضع ضعيف على نحو متزايد.
وأدى فقدان وكلاء حزب الله، إلى جانب القصف الإسرائيلي الذي دمر أنظمة الدفاع الجوي الروسية المتطورة، إلى جعل إيران أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى.
ويقدم هذا الوضع، خاصةً في لبنان، للغرب فرصة فريدة من نوعها. ويبدو أن القيادة الجديدة في بيروت ملتزمة ظاهرياً على الأقل بمواجهة حزب الله ومنعه من إعادة التسلح.
????????????️????????????️????????????️????????????️????????????️????????
A Unique Opportunity for Israel to Normalize Ties With Lebanon https://t.co/TQRvs4plAb
وأعرب الرئيس جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام عن رغبتهما في تقليص النفوذ الإيراني على لبنان وتفكيك قوة حزب الله غير المتناسبة في هذا البلد الممزق.
على سبيل المثال، حظرت الحكومة الجديدة الرحلات الجوية من إيران إلى لبنان بعد أن هددت إسرائيل بإسقاط أي طائرات يشتبه في استخدامها لتهريب المواد المحظورة إلى البلاد.
في الوقت نفسه، يخضع الشعور العام في لبنان إلى نوع من التحول. فقد تزايدت الانتقادات الموجهة لحزب الله، وتشعر وسائل الإعلام اللبنانية التي كانت حذرة ذات يوم بالجرأة للتشكيك في الرواية التي طالما تبناها التنظيم بأنها حامية للشعب اللبناني.
وتضج وسائل التواصل الاجتماعي بدعوات لتفكيك حزب الله، بل إن بعض اللبنانيين يدعون إلى التطبيع مع إسرائيل، وهو الأمر الذي كان يبدو مستحيلاً قبل بضعة أشهر.
الدور الأمريكي في تطبيع لبنان
وتتمتع الولايات المتحدة وأوروبا بنفوذ كبير للمساعدة في تحقيق ذلك، لكنهما لا تستطيعان القيام بذلك بمفردهما؛ وسوف يتطلب أي تقدم شجاعة دبلوماسية في القدس وبيروت.
ويسعى عون إلى تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، التي تقدم بالفعل دعماً كبيراً للقوات المسلحة اللبنانية من خلال المساعدات المالية وإمدادات الأسلحة وبرامج التدريب.
وبوصفه قائداً سابقاً للقوات المسلحة اللبنانية، يدرك عون أن تحسين قدرات القوات المسلحة اللبنانية وضمان قدرتها على مواجهة حزب الله بفعالية يتطلب المزيد من المعدات الحديثة والدعم الاستراتيجي. وهذا يمنح الإدارة الأمريكية نفوذاً في المفاوضات.
لكن على الجبهة الإسرائيلية، فإن التوتر المستمر في غزة وتهديد تجدد الصراع يجعل من الصعب تحقيق التقدم، حسب الكاتب. وكما تنتظر المملكة العربية السعودية انتهاء الحرب، لا يمكن أن يحدث الكثير مع لبنان قبل انتهاء القتال.
ورأى الكاتب أن الرئيس دونالد ترامب في وضع فريد يسمح له باغتنام هذه اللحظة. فهو يهدف إلى أن يُنظَر إليه باعتباره صانع صفقات وصانع سلام، ومع مرور الشرق الأوسط بواحدة من أكثر لحظاته تحولاً في تاريخه المتقلب، هناك الآن فرصة لبدء عصر جديد من التعاون والاستقرار الإقليمي.
على الشعب اللبناني أن يساعد نفسه
في نهاية المطاف، يقول الكاتب، يقع العبء الحقيقي للتغيير على عاتق الشعب اللبناني نفسه. ويقع على عاتقه مواصلة الضغط على حزب الله وأن يضمن عدم إعادة تسليح الجماعة.
لفترة طويلة، قدم حزب الله نفسه كمدافع عن الشعب اللبناني. وبعد سنوات من الخراب المالي والآن حرب أخرى، يدرك الشعب اللبناني زيف هذه الرواية. وهم وحدهم القادرون على تغيير مستقبلهم.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "يقف لبنان عند مفترق طرق. وإذا اغتنم قادته وشعبه هذه اللحظة، فسوف يتمكنون من تحرير أنفسهم من عقود من الحرب. ويتعين على الغرب أن يتصرف بشكل استراتيجي لدعم هذا التحول. ويتوفر الخيار والفرصة الآن".