"الأبحاث الإنسانية" ركيزة تنموية تفتقر للاهتمام.. وأكاديميون يطالبون بإنشاء مراكز مستقلة لطرح القضايا المجتمعية
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
◄ السعدي: لا توجد جرأة في طرح ومناقشة القضايا الإنسانية الحساسة
◄ الظفري: هناك نوع من التحيز للأبحاث العلمية المرتبطة بالتصنيع والربح
◄ الغافري: كثير من القضايا الاجتماعية تقع تحت "خانة العيب" وتعتبر من الخطوط الحمراء
◄ الدراسات الإنسانية هي المصدر الأول لحل التحديات المجتمعية وتحقيق التنمية
◄ رفض بعض المسؤولين الإفصاح عن البيانات يُعيق جهود الباحثين
◄ ضعف التمويل يحد من قدرة الباحثين على إجراء دراسات تعالج المشاكل الاجتماعية
◄ ضرورة إنشاء مراكز بحثية مستقلة للتركيز على القضايا النفسية والاجتماعية
الرؤية- سارة العبرية
يُؤكد أكاديميون أنَّ الأبحاث الإنسانية تُعد من الركائز الأساسية لتحقيق تنمية المجتمعات لارتباطها بقضايا الإنسان والأسرة، كما أنها تكشف العديد من التحديات التي تواجه الأفراد من خلال بحث الجوانب النفسية والاجتماعية وتحليلها والخروج بتوصيات ونتائج تساعد الحكومات في اتخاذ القرارات الصحيحة التي تساهم في وحدة المجتمع وتماسكه، لافتين إلى أنه على الرغم من هذه الأهمية، إلا أن هذا النوع من الأبحاث يفتقر للاهتمام على المستوى الرسمي والمُجتمعي.
ويرى الدكتور هاشل بن محمد السعدي محاضر لغة إنجليزية بجامعة السلطان قابوس، أن هناك ندرة في الدراسات البحثية الإنسانية في سلطنة عُمان، وذلك لعدة أسباب منها انخفاض الوعي بأهمية الدراسات الإنسانية وعدم الأخذ بنتائج الدراسات من قبل الباحثين والمسؤولين، وتركيز الاهتمام على الجوانب المادية للدراسات إذ يتم تقييم الدراسات بناءً على مدى قدرتها على تحقيق عوائد مالية وتسويق المنتجات المرتبطة بها، وهو ما يقلل من أهمية البحث الذي لا يرتبط بربح مالي مباشر، بالإضافة إلى تأخير نشر النتائج ببعض الدراسات، وقلة الجرأة في طرح ومناقشة القضايا الحساسة، والاعتماد على المسوحات والاستبانات بنسبة عالية دون الاهتمام بالبحث النوعي والتحليل العميق، مؤكدا ضرورة التركيز على الدراسات ذات البحث النوعي لفهم الظواهر المدروسة بشكل أعمق والحصول على نتائج أكثر دقة ومصداقية.
من جهته، يقول الدكتور سعيد بن سليمان الظفري أستاذ في علم النفس التربوي بجامعة السلطان قابوس، لا يوجد رقم محدد يوضح عدد الدراسات الإنسانية في سلطنة عمان والمرتبطة بالأبحاث النفسية والاجتماعية؛ لكن إذا تمت مقارنتها بالأبحاث والدراسات العلمية والمنشورة في المجلات العربية المحكمة والمجلات الأجنبية، بالإضافة إلى رسائل الماجستير والدكتوراه غير المنشورة، فإنَّ عدد الدراسات والأبحاث المتعلقة بالمجالات الإنسانية قليل جدا.
ويوضح الظفري أن من أسباب عدم الاهتمام سواء من قبل المسؤولين أو المؤسسات أو حتى المجتمع بالدراسات النفسية والاجتماعية، هو قلة الوعي بأهمية هذه المجالات والتركيز على الدراسات المرتبطة بالمجالات العلمية فقط، إذ إن هناك نوع من التحيز للأبحاث التي ينتج عنها تصنيع أو تقنيات معينة لها ربح مادي مباشر، بينما لا يوجد هذا الربح في الدراسات النفسية والاجتماعية رغم أهميتها على المدى البعيد وتأثيرها المباشر وغير المباشر على كثير من القضايا المجتمعية، بما في ذلك القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية والوطنية، ويمكن أن يعزى ذلك لقلة فهم بعض المسؤولين في مختلف الجهات لطبيعة هذه الدراسات وأهميتها، مضيفا: "يكفي أن نسوق مثالا واحدا من واقع التاريخ الحديث؛ وهو أن الشعلة التي كانت انطلاقا للربيع العربي في بعض الدول العربية مثل تونس كان سببها موقف اجتماعي نفسي، وهذا يدل على ضرورة اهتمام الحكومات بالدراسات المتصلة بالقضايا النفسية والاجتماعية".
كما يشير إلى ضعف الاهتمام بتوصيات ونتائج الدراسات لضعف الوعي بأهميتها، وكذلك عدم وجود مؤسسات بحثية مستقلة يمكن أن تتولى مسؤولية تفعيل هذه التوصيات والنتائج وإيصالها للجهات المعنية، وعدم وجود سلطة تنفيذية لمثل هذه المؤسسات البحثية في حال وجودها في بعض الدول، مبينا: "لو نظرنا إلى الاهتمام الإعلامي، سنجد ميل بعض الإعلاميين إلى التغيير في نتائج الدراسات العلمية وعرضها بطريقة لا تعكس النتائج الحقيقية التي توصلت إليها هذه الدراسات، مما يتسبب في حدوث حالة من سوء فهم النتائج، وهذا بدوره جعل الباحثين يتجنبون النشر الإعلامي لنتائج دراساتهم العلمية، والاقتصار على نشرها بالمجلات العلمية المحكمة".
ويتابع الظفري: "الدراسات الاجتماعية لا ينقصها شيء مطلقا، فعندما تتحقق المنهجية العلمية الصحيحة في أي دراسة علمية، فإنها جديرة بالاهتمام بغض النظر عن ميدان وتخصص تلك الدراسة، مع ضرورة تراكم المعرفة من دراسات عديدة حول قضية ما، مما يعزز من صحة البيانات وقوتها، وأريد أن أؤكد أن الدراسات الإنسانية سواء كانت نفسية أو اجتماعية، يمكن أن تكون المصدر الأول لحل كثير من التحديات التي تواجه المجتمع في الوقت الحاضر، كونها تتصل بالإنسان الذي هو مصدر كل خير وشر، والذي هو عماد التنمية والتطور، والذي هو المحور الأساسي في رؤية عُمان 2040.
ويؤكد أستاذ في علم النفس التربوي بجامعة السلطان قابوس، أن الدراسات النفسية والاجتماعية مع قلة عددها قدمت كثيرا من المؤشرات الحقيقية حول مختلف القضايا المتصلة بالمجتمع سواء فئة الأطفال أو الشباب أو الأسرة بشكل عام؛ بما في ذلك واقع التنشئة الاجتماعية وقضايا الطلاق والزواج والصحة النفسية، كما قدمت بعض الدراسات مؤشرات عن التماسك الأسري، مشيراً إلى أن إحدى الدراسات التي قام بها المرصد الاجتماعي الذي كان تابعا لمجلس البحث العلمي، قدمت دراسة وطنية ضمت الكثير من المؤشرات المهمة حول القيم الدينية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والسياسية والوطنية وسلوك الاستهلاك واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والرضا عن الخدمات الحكومية، كما أن هناك دراسات قام بها المركز الوطني للإحصاء والمعلومات متصلة بالأسرة والتواصل بين الأجيال واستخدام الإنترنت، وكل هذه الدراسات تقدم مؤشرات اجتماعية ونفسية جديرة بالاهتمام.
تحديات الدراسات الإنسانية
ويبين الدكتور هاشل بن سعد الغافري أكاديمي بكلية التربية بالرستاق، أن كثيرا من القضايا الاجتماعية تقع تحت "خانة العيب" وبالتالي تعتبر من الخطوط الحمراء، ولا تمتلك المؤسسات الأكاديمية أو المؤسسات ذات العلاقة أن تبحث في تفاصيلها خوفا من الصدامات المجتمعية، موضحا: "حتى لو امتلكت المؤسسات الاجتماعية الجرأة في البحث في تلك القضايا فإنها تواجه صعوبات جمة في الحصول على البيانات اللازمة أو الحصول على الموافقات لتطبيق الدراسة على أرض الواقع".
ويوضح الدكتور سعيد الظفري أن الباحثين يواجهون عددا من التحديات منها: عدم وعي بعض المسؤولين بأهمية هذه الدراسات وما يمكن أن تقدمه من دعم علمي لواضعي السياسات في تشكيل سياسات حكومية قائمة على البيانات الحقيقية لواقع المجتمع، كما أن بعض المسؤولين يمتنعون الإفصاح عن بعض البيانات التي يطلبها الباحثون رغم التزام الباحثين بالسرية التامة وتعهدهم بعدم استخدام هذه البيانات إلا لأغراض علمية، وفي حين أن هذه البيانات التي يطلبها الباحثون لا تشكل خرقا لخصوصية أصحابها إلا أن بعض من يمتلك هذه البيانات من مؤسسات لا تدرك أهمية البحث العلمي في معالجة القضايا المجتمعية، وتضع مختلف العراقيل والعقبات أمام الباحثين الذين يكونون في الغالب متطوعين، مما يجعل هؤلاء الباحثين يتجنبون الاقتراب من هذه القضايا ويتناولون قضايا ربما تكون أقل أهمية في واقع حياة المجتمع.
ويلفت أستاذ علم النفس التربوي إلى أن قلة التمويل لهذه المشاريع البحثية المجتمعية يحد من قدرة الباحثين على التخطيط لدراسات وطنية تعالج المشكلات الاجتماعية والنفسية، وتحصر مشاريعهم البحثية في دراسات صغيرة النطاق لا يمكن الاعتماد عليها في وضع السياسات الوطنية، بالإضافة إلى عدم تفريغ الباحثين لإنجاز المشاريع البحثية والتي تتطلب جهدا مضاعفا في جمع البيانات نظرا لاتصالها بقضايا المجتمع والحاجة إلى زيارات ميدانية عبر مراحل هذه الدراسات، وهذا لا يتاح لكثير من الباحثين إذ إن معظمهم أساتذة بالجامعات أو موظفين في وزارات خدمية لا تسمح بتفريغهم للبحث العلمي.
ويضيف: "من أسباب ضعف هذه النوعية من الأبحاث، هو عدم وجود مراكز بحثية تُعنى بالدراسات والأبحاث الاجتماعية سواء مراكز مستقلة أو مراكز تابعة للجامعات، كما أنه حين أنشأ مجلس البحث العلمي (سابقا) المرصد الاجتماعي كبرنامج من برامجه الاستراتيجية، لم يتلقَ الدعم المالي الذي حظيت بها البرامج الطبيعية والصناعية والتقنية الأخرى، وتم إيقافه بدمج المجلس مع وزارة التعليم العالي، رغم أنَّ كثيرًا من الدول العربية والإقليمية والدولية تعطي أولوية لمراكز الأبحاث الاجتماعية والنفسية وتخصص لها ميزانيات ضخمة لإدراكها للدور المحوري الذي يمكن أن تقوم به هذه المراكز والمراصد الاجتماعية في بناء الإنسان، والمساعدة على حل مشكلاته، وتقديم العون لواضعي السياسات الاجتماعية من خلال توفير بيانات حقيقية يمكن أن تبنى عليها قرارات مصيرية في واقع المجتمعات في العصر الحاضر".
ويلفت الدكتور هاشل بن سعد الغافري إلى وجود تعاون- أحيانا- بين بعض المؤسسات ذات العلاقة بالقضايا الاجتماعية والمؤسسات البحثية لدراسة بعض المشكلات الاجتماعية، لكن نتائج الدراسات تظل حبيسة أدراج المؤسسة المعنية ولا تبوح بها وكأنها ملكية خاصية وتضعها في خانة السرية.
من جانبه، يقول الدكتور سعيد الظفري: "يوجد اهتمام ضعيف من المؤسسات البحثية بهذا النوع من القضايا، لكنها في الغالب لا تحظى بالأولوية في الدعم وخاصة من قبل مصادر الدعم للمشاريع الاستراتيجية والتي تركز في تمويلها على أبحاث العلوم الطبيعية، وهذا التحيز ضد الدراسات الإنسانية أثر بشكل كبير في عدم تقدم العلوم الإنسانية وقلة الأبحاث العلمية الكبيرة فيها، وحصر الأبحاث العلمية المتوفرة في مشاريع بحثية صغيرة لا تسهم بشكل كبير في بناء هذه العلوم، وتضعف من قدرتها في الإسهام في حل مشكلات المجتمع؛ نظرا لمحدودية الموارد المتوفرة للباحثين".
ويؤكد أن "السلطنة بحاجة ماسة إلى إنشاء مراكز بحثية مُستقلة تركز على القضايا النفسية والاجتماعية، ويتم إنشاؤها باختيار أفضل الباحثين العُمانيين في هذه المجالات، ويتم تخصيص موازنات كبيرة تمكنها من القيام بمشاريع بحثية استراتيجية يمكن أن تعالج من خلالها كثيرا من المشكلات الاجتماعية والنفسية، وأن تقدم مؤشرات مهمة للتنمية المجتمعية، لكي تسهم في حل كثير من المشكلات الاقتصادية بالتركيز على قياس سمات الشخصية، ومختلف المتغيرات النفسية والاجتماعية، على مستوى الفرد والأسرة، وقياس المهارات النفسية والاجتماعية للشباب، وتصميم برامج تدريبية للرقي بمستوى الشباب من النواحي النفسية والاجتماعية، وخاصة فيما يتعلق بالإيجابية والقيادة وتحمل المسؤولية والتفكير وريادة الأعمال والسلوك الاستهلاكي، وتقوية الحس الوطني والانتماء والهوية الوطنية، حتى يكون الشباب العُماني سياج حماية وصون لكل ممتلكات وإنجازات هذا الوطن".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الدراسات الإنسانیة بعض المسؤولین هذه الدراسات من القضایا یمکن أن کثیر من کما أن
إقرأ أيضاً:
خاص.. حنان مطاوع: "صفحة بيضا" يكشف مخطط الغرب على الباحثين المصريين
استطاعت النجمة حنان مطاوع، أن تجذب الجمهور عبر مسلسلها" صفحة بيضا"، والذى تصدرت خلاله مواقع التواصل الإجتماعي، حيث يجمع بين التشويق والدراما الاجتماعية، وجذب انظار الجمهور بسبب ادائها التمثيلى المميز ضمن الأحداث، واستطاعت خلاله ان تجسد شخصية الباحثة فى مجال الأدوية د. ضى، وهو العمل الذى يعرض بجرأة شديدة المخططات الدولية لمهاجمة الباحثين المصريين، ويرصد العمل لأول مره الوسائل التكنولوجية التى يستخدمها العدو فى القضاء على اى ابحاث مصرية تخدم البشرية.
الاداء الممزوج بالاثاره لفريق العمل مع السيناريو القوى، خلقوا حالة من الثراء الفكرى لدى المسلسل ليلفت الانتباه منذ حلقاته الاولى، وهو ليس بجديد على النجمه حنان مطاوع التى تميزت على مدار مشوارها الفنى بالجدية فى اعمالها وتقديم اعمال هادفه تناقش قضايا مهمه فى المجتمع.
" الوفد " ألتقت الفنانة حنان مطاوع التى حدثتنا عن ردود الأفعال عن العمل، وكواليس التصوير.
فى البداية حدثينا عن ردود الفعل عن مسلسل" صفحة بيضا " ؟
بكل تأكيد سعيدة بردود الأفعال الإيجابية، وفخورة بالعمل ويارب يكملها على خير، وبوجه كل الشكرًا لجمهوري الغالي على ردود الأفعال القوية التى أسعدتني، والتى لم أتوقعها خاصة مع عرض الحلقات الأولي.
الشخصية ظهرت مثيرة وجذابه منذ الاحداث الاولى .. حدثينا اكثر عن التفاصيل؟
هي شخصية جميلة استمتعت جدًا بها، لكونها شخصية تفاصيلها كثيرة، وأتمنى أن تنال أعجاب الجمهور.
وأجسد شخصية " ضي حسن أبو العلا" هي باحثة وعالمة مصرية فى مجال صناعة الدواء، تواجه العديد من المشكلات، التي تهدد حياتها المهنية والشخصية، يتم الكشف عنها خلال الأحداث، و تجمعها علاقة صداقة قوية مع شخصية تؤديها الفنانة مها نصار، والتي تُعد جزءًا من رحلة "ضي" في التغلب على تحدياتها، وأسعي خلال العمل إلى إيجاد حلول أزماتي المتراكمة ، إلى أن أصل إلى مفاجآت في نهاية العمل.
وماذا عن كواليس العمل ؟
كواليس العمل كانت رائعة وجميلة خاصة أن جميع المشاركين فى المسلسل، نجوم شديدي الرقي والجمال، وهناك تعاون وتناغم قوي كبير بيننا، وجمعتنا روح المحبة خلال فترة التصوير، وهم أصدقائي واخواتي وسعدت بالتعامل معهم جميعًا، بداية من الفنانة العظيمة ميمى جمال، ومها نصار، وسامى الشيخ، ونور محمود، الذي جمعتنا العديد من الأعمال فى السابق، وهوأخ وصديق، وعمر الشناوى وأحمد الشامى والطفلة دالا، و حقيقي سعيدة جدًا بالتعاون مع كل فرد فى العمل.
هل هناك صعوبات واجهتك أثناء التصوير ؟
كل عمل وله صعوباته وليس هناك عمل يخلو من الصعوبات، و لكن " صفحة بيضا " ليست من الأعمال بالغة الصعوبة، بل هناك أعمال جسدتها كانت أكثر صعوبة منها ومجهدة، وقمت بالتصوير فى أماكن شديدة الصعوبة، ولكن كل الأعمال بشكل عام، صعوباتها تنتهي عندما يحقق العمل نجاحا قويا وردود أفعال إيجابية.
ماهى استعداداتك لتجسيد شخصية " ضي " ؟
كل شخصية أقدمها تحتاج استعدادات قويه، فدائما أبذل تحضيرات قوية لأى عمل أقوم بتقديمه، وأذاكر تفاصيل الشخصية بشكل جيد قبل البدء فى تصويرها، وأقوم بالتدريب على إدائها فى مخيلتى، وأضع نقاط لتلك الشخصية سواء فى كيفية حديثها أو حركتها، لذا تكون مرحلة التدريب على الشخصية أصعب مرحلة بالنسبة لى.
حدثيني عن تعاونك مع مخرج العمل؟
المخرج أحمد حسن، يتمتع بروح جميلة، وهو صديقي وأخويا، و مسلسل " صفحة بيضا " ليس أول تعاون بيننا، بكل هناك العديد من الأعمال التى جمعتنا، والتى تصل إلى أربعة أو خمسة أعمال، حققنا خلالهم العديد من النجاحات مع بعضنا، وهو مخرج متطور و دائما ما أراهن علية، و هناك تناغمًا بيننا، وأُكن له كل حب والتقدير، وأتمنى التعاون معه فى تجارب أخري، فهو مخرج له رؤية فنية مختلفة ومتميز وواع، ويتسم بالرقى فى التعامل مع كل فريق العمل، أمام وخلف الكاميرا.
00حدثينا عن تعاونك مع المؤلف حاتم حافظ ؟
هو المبدع بمعني الكلمة، قدم لنا سيناريو قويا ومتماسكا، وأستطاع أن يقدم الشخصية التى أجسدها بشكل رائع ومختلف، وبتفاصيل دقيقة، ليقدم لنا عملا هادفا عبر نموذج للمرأة المصرية التى تجعل الجميع يفتخر بها، وكنت سعيدة جدًا وأنا أجسدها.
00حدثينى عن تعاونك مع الشركة المتحدة وشركة أروما ؟
الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ، أحترمها جدا، وأحب أن يكون هناك تعاون بينا دائما، واثناء عملي مع الشركة المتحدة أشعر براحة نفسية كبيرة، و أشعر أنني فى حضن بلدي، إلى جانب شركة " أروما" التى أعتبرها " شريكة نجاح " وتقدم أعمالا قوية دائما، وكل أعمالى معها حققت نجاحًا كبيرًا، و من الطبيعى أن أشارك فى أى عمل تعرضه على الشركتان، لأنهما تقدمان أعمالًا قوية ومختلفة.
هل أصبحت مسلسلات الـ" أوف سيزون " تحقق نجاح أكبر من السباق الرمضاني؟
بكل تأكيد أصبح هناك جمهور قوي لأعمال الـ " أوف سيزون" حيث أصبح العمل يشاهد بشكل قوي، ويأخذ مساحته فى المشاهدة، ويحقق نجاحات كبيرة ونسب مشاهدات عالية، بعيدا عن السباق الرمضاني الذى يظل دائما مزدحما بالأعمال الكثيرة التى تعرض خلال الشهر المبارك، ولذلك أرى أن المسلسلات التى تعرض خارج السباق الرمضاني تاخذ حقها فى المشاهدة أكثر من مسلسلات شهر رمضان، وهو ما يظهر من خلال ردود الفعل.
ولكن دائما ما أرى أن السباق الرمضاني له مذاق وبريق خاص، و المشاركة فيه تتويج للممثل، حتى إن الحركة النقدية التى توجد طوال العام يكون لها أداء مختلف فى شهر رمضان.
أشارك في السباق الرمضاني ٢٠٢٥ بمسلسل حياة أو موت
ماذا عن مسلسلك الرمضاني "حياة أو موت " ؟
أجسد بـ " حياة أو موت " شخصية تمر بظروف شديدة القسوة، لذا على مستوى التمثيل كانت هناك تحديات كثيرة، وعلى مستوى التصوير كانت لدى مشاهد بالغة الصعوبة، وسيظهر ذلك خلال المسلسل، ولذلك أنتظر عرضه بحماس شديد، لكونه مسلسل رائع، وأعتبره من أجمل الحبكات الدرامية التى مرت على، فالكتابة متماسكة جدًا، ويخرجه الواعد هانى حمدى، كما أننى سعيدة بالتعاون مع الحاج أحمد السبكى، الذى دائما ما يقدم لنا أعمالا قوية بالفعل، وهو عمل ينتمي للاعمال المكونة من ١٥ حلقة.
ماذا عن السينمائية فى حياتك؟
أنتظر طرح فيلم " هابى بيرث داى "، هو من إخراج الرائعة سارة جوهر، التى أتوقع لها النجاح والتألق، وهو من تأليفها ، والسيناريو والحوار لها ولزوجها محمد دياب، وأرى أنهما كتبا عملًا فنيًا قويًا ورائعًا، وأتوقع له النجاح، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور، وهذا الفيلم أنتظره بفارغ الصبر، لأنه فيلم مهم جدًا.
هناك العديد من الأعمال الناجحة في مشوارك الفني، أيًا منها الأقرب لقلبك؟
من الصعب أن أقول أي من الأدوار أقرب لقلبي، خاصة أنه مع كل عمل أقدمه أعيش معه حالة من العشق وأكون متيمة به، وهنا لا أستطيع أن أحدد أي دور أقرب لي، ولكن سيظل هناك علامات مضيئة في حياتي مع شخصيات معينة في أعمال معينة، مثل (دهشة)، (ونوس)، (سارة)، (بت القبايل)، (هذا المساء)، (قص ولصق)، (السلطان الحائر)، (وجوه)، (وعود سخية)، (صوت وصورة) و(حلاوة الدنيا).. بالنسبة لي هذه أعمال لا تنسي في مشواري الفني.
ما تعليقك على وصف البعض لك بالنجمة الملتزمة؟
أشكرهم جدا و سعيدة بذلك، وأتمنى أن أكون على قدر أي لقب يلقبونني به، وأتمنى أن أظل عند حسن ظن المشاهدين لأنني في النهايه أحب ما أقدمه ومؤمنه به، وأعلم حدودي جيدا، وفي نفس الوقت أسعى دائما أن أكون فنانه متطورة.
حدثينا عن روتين يومك بعيدا عن التصوير؟
أعيش حياة عادية جدا، أستيقظ مبكرا لكي أصطحب ابنتي (أماليا) إلى المدرسة بعد طبعا تحضير (اللانش بوكس) الخاص بها، وفي الوقت الذي لا تتواجد به في المنزل انتهزها فرصة لاستغلال الوقت وأنجز الأشياء التى لا أستطيع القيام بها أثناء تواجدها، لأنها عندما تعود من المدرسة أظل برفقتها حتى تذهب للنوم.
ظهرتي فى العديد من الأعمال دون مكياج وببساطة ..فهل ذلك جرأة فنية منك.
أنا معتادة منذ زمن بعيد على الظهور بدون مكياج، بداية من فيلم " الغابة"، لم أضع فى وجهى أى مكياج نهائى ومسلسل "ولاد الشوارع"، و" الرحلة" لم أتخوف منه أيضا، وخلال العمل وضعت مكياجا بطريقة غير معتادة بسبب كونى أجسد شخصية سيدة مصابة بالسرطان، و خلال مسلسل " وجوه" لم أضع المكياج الكامل، وكنت أستغنى عنه فى العديد من المشاهد، وأصبحت معتادة على عدم الظهور بدون مكياج، وكل شخصية لى حسب ما تتطلبه، هل تستحق وضع ميكاج أم لا.
هل مسلسل " وعود سخية" تعرض للظلم بسبب عرضه فى السباق الرمضاني؟
دائما فى السباق الرمضانى ما تدخل الأعمال منافسة شرسة وضخمة جدًا، ولكن العمل الجيد هو الذى يصل إلى الجمهور ويتابعه، والحمد لله مسلسل "وعود سخية" حصد نجاحا كبيرا.
هل نجاحك يحملك مسؤولية كبيرة فى اختياراتك؟
بالطبع الاختيارات تختلف عاما تلو الآخر، ولكن إذا كان حقيقيا هذا الأمر أحمد ربنا كثيرا، وأشكر كل الجمهور الذي دائما يدعمنى، لأن المحبة من الجمهور رزق من ربنا، وهذا الأمر يحملنى مسؤولية كبيرة، وأتمنى دائما أن أرضى جمهورى وأقدم أعمالا جيدة وأدوارا محببة.