موقع 24:
2025-03-16@18:59:51 GMT

ضريبة فادحة لغياب السلام

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

ضريبة فادحة لغياب السلام

أصبحت التحذيرات العربية والدولية من انفجار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية أمراً واقعاً، بعدما استفاق العالم أمس على هجوم مباغت شنّته الفصائل الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة، في حادثة لم تشهدها إسرائيل من قبل، التي ردت بقصف عنيف استهدف القطاع وخلّف مئات الضحايا خلال ساعات، بينما تشهد الضفة الغربية حالة انفلات واسع اختلطت فيه التظاهرات الفلسطينية بهجمات المستوطنين العشوائية.


 
 
إنها دوامة العنف التي تهدد بجرّ المنطقة إلى عدم الاستقرار مجدداً، ونتيجة حتمية لتجاهل قرارات الشرعية الدولية ونداءات السلام، وتأتي في سياق التصعيد المستمر منذ فترة، وأذكته مؤخراً اقتحامات المستوطنين المتكررة للمسجد الأقصى المبارك ومداهمة مدن الضفة الغربية وما رافقها من ضحايا وهدم للمنازل ونهب للأراضي الفلسطينية. وربما للمرة الأولى في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يصاب العالم بالصدمة جراء العملية المباغتة للفصائل الفلسطينية والرد الإسرائيلي عليها، فخلال ساعات انقلبت المنطقة رأساً على عقب وباتت مفتوحة على المجهول، مع ارتفاع منسوب العنف في عدد من الجبهات، وسط توقعات بعواقب وخيمة على الجميع، ربما تؤدي إلى انفلات شامل للأوضاع، وتنسف كل الجهود التي بذلت لحل الصراع سلمياً.

 
مع اندلاع هذه الموجة من التصعيد، كانت الإمارات سباقة إلى الدعوة إلى وقف هذه الدوامة والحفاظ على أرواح المدنيين. وباعتبارها عضواً غير دائم في مجلس الأمن فقد دعت إلى ضرورة إعادة التفعيل الفوري للجنة الرباعية الدولية لإحياء مسار السلام العربي الإسرائيلي. ولا يتم ذلك إلا باحترام القانون الدولي والمرجعيات ذات الصلة، وبأن يكون مجلس الأمن عادلاً في تناوله للقضية الفلسطينية، لا أن يكون عدد من أعضائه الدائمين منحازين صراحة إلى جانب إسرائيل وعدم دفعها إلى الانخراط في تهدئة شاملة تحقق الاستقرار لجميع الأطراف وتسمح بإقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

إسرائيل، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، تترتب عليها مسؤولية الانخراط الجاد في جهود السلام، وملزمة بوقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني، والالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني. أما تجاهل كل هذه المطالب والاستحقاقات، فلن يجلب لها الأمن، وما شهدته صباح السابع من أكتوبر قد يتكرر في مناسبات لاحقة، إذا استمرت على نفس النهج ورفضت الاستجابة للدعوات العربية والدولية الصادقة إلى إنصاف الفلسطينيين ومنحهم حقهم في إقامة دولة، والعيش بكرامة أسوة بكل الشعوب.
التصعيد المفاجئ الذي تشهده إسرائيل والأراضي الفلسطينية منعرج حاسم في تاريخ هذا الصراع المرير، فإما أن تتغير القواعد القديمة وتولد قناعات جديدة تؤمن بقيم التعايش والاستقرار، وإما أن ينهار كل شيء وتعود أطراف الصراع إلى المربع الأول. فالفلسطينيون يقولون إنهم ضاقوا ذرعاً بالسياسات الإسرائيلية المتطرفة، التي لم تعد تقيم لهم وزناً ولا تعترف لهم بحق، ولذلك فهم خاسرون في كل الأحوال.
وبالمقابل يمعن المتطرفون الإسرائيليون في شطب كل ما هو فلسطيني، على الرغم من أن هذه الرؤية قاصرة، ولا تتوافق مع الثوابت الإنسانية، فضلاً عن أنها تسبح عكس التيار وتناقض نظاماً دولياً جديداً يتشكل بسرعة، وقد لا تجد فيه الحظوة والتغاضي والدعم الذي كانت تلقاه لعقود، وستدفع بذلك ضريبة فادحة لعرقلة السلام.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

عاجل | واشنطن بوست عن مصادر: إسرائيل تطبق قواعد جديدة صارمة على منظمات الإغاثة التي تساعد الفلسطينيين

واشنطن بوست عن مصادر:

إسرائيل ستطبق قواعد جديدة تشمل التأشيرات وتسجيل المنظمات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية. الضوابط الإسرائيلية الجديدة تأتي في إطار جهود أوسع لتقليص مساحة عمل المنظمات الإنسانية. ضوابط إسرائيل تشمل مراجعة إن كانت منظمات الإغاثة أو موظفوها قد دعوا لمقاطعة إسرائيل. منظمات إغاثة: القيود الإسرائيلية الجديدة تقوض جهودنا في الضفة الغربية وقطاع غزة. منظمات إغاثة: قلقون بشكل خاص من إلزامنا بتقديم أسماء وأرقام هويات موظفينا الفلسطينيين. بيان إسرائيلي: الرقابة على منظمات الإغاثة ستضمن تنفيذ أعمالها بطريقة تتسق مع مصالح إسرائيل. وزير الشتات الإسرائيلي: النظام الجديد يهدف لمنع استغلال العمل الإنساني لتقويض الدولة. مصدر قانوني: المكلفون بتطبيق الضوابط الجديدة لا يفهمون التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي. منظمات إغاثة بالأراضي الفلسطينية: هذا الوقت من أكثر اللحظات إثارة للقلق منذ فترة طويلة. منظمات إغاثة: قيود إسرائيل قد تجبرنا على التوقف عن العمل وهذا لن يكون في صالح أحد. محامون: إسرائيل تعتبر من يدافع عن تطبيق القانون الدولي مناهضا لها. عمال إغاثة: قيود إسرائيل الجديدة يمكن استخدامها لمعاقبة من انتقد سلوكها في غزة. موظف إغاثة كبير: ضوابط إسرائيل الجديدة خطيرة بالنسبة لغزة وسابقة على مستوى العالم. موظف إغاثة كبير: لا نعلم إن كنا سنبقى هنا بعد بضعة أشهر والوضع محبط للغاية ولا نعرف ماذا سنفعل. إعلان

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: سوريا تدخل مرحلة جديدة بعد 14 عامًا من الصراع
  • تحالف الأحزاب: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة الأكثر إنصافا لحل القضية الفلسطينية
  • تحالف الأحزاب: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة الأكثر عقلانية لحل القضية الفلسطينية
  • العراق في مهب التصعيد بين واشنطن وطهران.. تداعيات محتملة على الأمن والسياسة والاقتصاد
  • العراق في مهب التصعيد بين واشنطن وطهران: تداعيات محتملة على الأمن والسياسة والاقتصاد- عاجل
  • عاجل | واشنطن بوست عن مصادر: إسرائيل تطبق قواعد جديدة صارمة على منظمات الإغاثة التي تساعد الفلسطينيين
  • مصطفى بكري: خطة إعمار غزة جاءت بعد موافقة السلطة الفلسطينية
  • وزير خارجية مصر يكشف الجهة التي ستتولى الأمن في غزة
  • كاتس: إسرائيل ستبقى في المواقع الخمسة التي أنشأتها في جنوب لبنان
  • هل اقترب السلام بين إسرائيل ولبنان؟