هجوم "حماس" المباغت والرد الإسرائيلي: مئات الضحايا ومساع لاحتواء الأزمة
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
أعلن الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية على أهداف تابعة لحركة حماس داخل قطاع غزة، ردا على الهجوم المباغت للحركة الإسلاموية على إسرائيل
شنت حركة حماس السبت (السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023) هجوما مباغتا بإطلاقها آلاف الصواريخ كما تسلل مقتلون من القطاع غزة في أراضٍ إسرائيلية وأسروا إسرائيليين. وردّت إسرائيل بغارات جوية مكثفة على قطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة.
مئات القتلى والجرحى من الطرفين
قتل ما لا يقل عن 300 إسرائيلي وأصيب أكثر من 1590 آخرين في الهجوم الكبير الذي شنته حركة حماس الفلسطينية من قطاع غزة، وفقا لمصادر طبية اسرائيلية. وأدت الغارات الانتقامية الإسرائيلية على قطاع غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 232 شخصا وإصابة ما يقرب من 1700 آخرين، وفقا لوزارة الصحة هناك.
وقصفت طائرات حربية إسرائيلية السبت ثلاثة أبراج تجارية وسكنية في قطاع غزة وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس الذين شاهدوا تصاعد الدخان الكثيف مع انهيار الأبراج بالكامل. وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان عمليات القصف، قائلا إن "منظمة حماس الإرهابية تتعمد زرع مرافقها العسكرية بين السكان المدنيين في قطاع غزة". مشيرا إلى أنه أصدر تحذيرا مسبقا للسكان ... وطلب منهم إخلاء" المباني.
نتنياهو: "ستنتقم إسرائيل لهذا اليوم الأسود".
تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانتقام من حركة حماس، وقال في كلمة أدلى بها مساء السبت للشعب الإسرائيلي "سنحول جميع الأماكن التي تُنظم فيها حماس وتختبئ فيها إلى جزر من الأنقاض". وقال مخاطبا سكان غزة: "اهربوا من هناك الآن، لأننا سنتحرك في كل مكان وبكل قوتنا". وأردف: "ستنتقم إسرائيل لهذا اليوم الأسود". وقال نتنياهو، الذي ذكر في وقت سابق للمواطنين أن إسرائيل الآن "في حالة حرب"، إن "هذه الحرب ستستغرق وقتا". وتابع: "لا تزال هناك أيام صعبة في المستقبل".
يشار إلى أن حركة "حماس" هي مجموعة مسلحة إسلاموية فلسطينية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول العربية على أنها منظمة إرهابية.
إلغاء عشرات الرحلات الجوية إلى تل أبيب
ألغت شركات طيران عدة عشرات الرحلات إلى تل أبيب، وفق بيانات الوصول في مطار بن غوريون الدولي المنشورة على الإنترنت. ومن بين هذه الشركات التي أوقفت رحلاتها الى مطار بن غوريون في تل أبيب، لوفتهانزا وطيران الإمارات و"راين إير" وخطوط إيجه الجوية وشركات أمريكية والخطوط الجوية الفرنسية. لكن السلطات لم توقف الرحلات التجارية في هذا المطار ولا في مطار رامون قرب إيلات بجنوب إسرائيل، وهو المطار الدولي الثاني في البلاد. وفي ألمانيا، أعلنت شركة الطيران العملاقة لوفتهانزا عن تقليص عدد رحلاتها إلى إسرائيل.
وحثت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية الأحد شركات الطيران الأمريكية والطيارين على توخي الحذر عند التحليق في المجال الجوي الإسرائيلي. يأتي ذلك تماشيا مع تحذير أصدرته الحكومة الإسرائيلية وينطبق على جميع الارتفاعات.
بلينكن يبحث مع مصر في "وقف فوري" لهجوم حماس
أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن السبت محادثات مع نظيره المصري سامح شكري على أمل أن تساعد مصر في وضع حد للهجوم الذي تشنه حركة حماس ضد إسرائيل، وفقا لوزارة الخارجية الأمريكية. وشدد بلينكن خلال مكالمة مع شكري على "ضرورة التوصل إلى وقف فوري للهجوم المروع الذي يشنه إرهابيو حماس ضد إسرائيل"، حسبما قال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر.
وعا وزير بلينكن السبت الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى "مواصلة وتكثيف الإجراءات لاستعادة الهدوء والاستقرار في الضفة الغربية المحتلة"، بحسب بيان للخارجية الأمريكية. وأكد بلينكن "الإدانة القاطعة لهجمات حماس الإرهابية ضد إسرائيل، ودعا جميع القادة في المنطقة إلى إدانتها"، بحسب البيان.
و قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن السبت إن الولايات المتحدة تعمل مع حكومات أخرى لضمان عدم انتشار الأزمة واحتوائها في غزة بعد هجوم دام نفذته حركة حماس على إسرائيل.
واشنطن: من "المبكر جدا" الحدث عن تورط مباشر لإيران
أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض السبت أن "من المبكر جدا القول" إذا كانت إيران "متورطة مباشرة" في الهجوم الذي تشنه حماس ضد إسرائيل، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ليس لديها حاليا "أي مؤشر" في هذا الاتجاه. لكن المسؤول أضاف أنه "ليس هناك شك" في أن حماس "ممولة ومجهزة ومسلحة" من جانب نظام طهران.
مصر تحذّر من "حلقة مفرغة" من التوتر الإقليمي
حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السبت من "حلقة مفرغة" من التوتر في المنطقة، خلال اتصال مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لبحث التصعيد بين إسرائيل وحركة حماس. وأعلنت الرئاسة المصرية أن الاتصال بحث في "التشاور والتنسيق بشأن جهود وقف التصعيد الجاري في قطاع غزة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي"، مضيفة في بيان أن الرئيسين أعربا عن "عن القلق البالغ تجاه التدهور المتلاحق والخطير للأحداث". وأكدا ضرورة "وقف التصعيد والعنف، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، بهدف احتواء الموقف والحيلولة دون إزهاق المزيد من الأرواح".
ونقل البيان عن السيسي تأكيده إجراء القاهرة اتصالات مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني والأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة "من أجل احتواء التصعيد الراهن"، محذّرا من "خطورة تردي الموقف وانزلاقه لمزيد من العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، ودخول المنطقة في حلقة مفرغة من التوتر تهدد الاستقرار والأمن الإقليميين". وكانت الخارجية المصرية حذّرت في وقت سابق من "مخاطر وخيمة للتصعيد"، داعية الطرفين "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".
وتعتبر مصر الوسيط التقليدي بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007.
بايدن يعرض "جميع سبل الدعم المناسبة" لإسرائيل
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد قال السبت إن الولايات المتحدة مستعدة لتوفير "جميع سبل الدعم المناسبة" ، محذرا "أي طرف آخر معاد
لإسرائيل" من انتهاز الفرصة. وأردف في تعليقات منددة بالهجوم وبثها التلفزيون "لن نتقاعس أبدا عن مساندتها"، مشيرا إلى إسرائيل. وذكر بايدن في بيان بعد تحدثه مع نتنياهو "أوضحت لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أننا على استعداد لتوفير جميع سبل الدعم المناسبة لحكومة إسرائيل وشعبها".
وأضاف في تحذير مباشر "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وشعبها. تحذر الولايات المتحدة أي طرف آخر معاد لإسرائيل من السعي لانتهاز الفرصة في هذا الموقف".
إدانات دولية لهجوم حماس ودعوات إلى "ضبط النفس"
نددت الأمم المتحدة والحلف الأطلسي وأطراف غربية على رأسها الولايات المتحدة وألمانيا ودول أوروبية والاتحاد الأوروبي بالهجوم الذي نفّذته السبت حركة حماس على إسرائيل . فيما دعت موسكو إلى "ضبط النفس" وأنقرة إلى "التصرف بعقلانية". ودعت الجامعة العربية وعدد من الدول العربية إلى "ضبط النفس" مشددة على ضرورة تحريك عملية السلام.
في المقابل، أعلنت إيران وسوريا دعمهما للعملية، وهنأ حزب الله اللبناني والحوثيون في اليمن حماس على العملية.
ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: قصف إسرائيل على غزة احتجاز الرهائن كتائب عز الدين القسام حركة الجهاد الإسلامي بنيامين نتنياهو سيدروت القدس تل أبيب الجيش الإسرائيلي إدانات دولية لهجوم حماس قصف إسرائيل على غزة احتجاز الرهائن كتائب عز الدين القسام حركة الجهاد الإسلامي بنيامين نتنياهو سيدروت القدس تل أبيب الجيش الإسرائيلي إدانات دولية لهجوم حماس الولایات المتحدة فی قطاع غزة ضد إسرائیل حرکة حماس ضبط النفس
إقرأ أيضاً:
بعد عام ونصف.. إسرائيل دمرت نحو 25% من أنفاق حماس بغزة
قالت مصادر أمنية إن الجيش الإسرائيلي دمر حتى الآن نحو 25% فقط من أنفاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، حسب ما نقل تقرير لقناة 12 الإسرائيلية صباح اليوم الأربعاء.
وقالت القناة الإسرائيلية في تقريرها إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تقدر أن هناك أيضا عددا كبيرا من أنفاق التهريب الممتدة من مصر إلى قطاع غزة.
ويأتي هذا على خلفية المخاوف بشأن تهريب الأسلحة إلى حماس ورفض إسرائيل الانسحاب من محور فيلادلفيا، على الرغم من أن الخبراء في هذا الموضوع أوضحوا أن السيطرة على ممر فيلادلفيا لن تمنع بالضرورة التهريب من تحته.
وقبل نحو شهر ونصف، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في مؤتمر رؤساء المجالس الإقليمية لمركز الحكم، إن محور فيلادلفيا سيبقى منطقة عازلة تماما كما هو الحال في لبنان وسوريا.
وأضاف كاتس "لقد رأيت بأم عيني عددا لا بأس به من الأنفاق التي اخترقت فيلادلفيا، بعضها مغلق وبعضها مفتوح! وصلتنا معلومات تفيد بأن حماس، خلال وقف إطلاق النار، كانت تخطط لمهاجمة جنود وتجمعات سكنية"، بحسب ما نقلت عنه القناة.
في هذه الأثناء، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته البرية في قطاع غزة، ومن المتوقع أن يوسعها ما لم يتم تحقيق اختراق في المفاوضات، وأشارت القناة إلى أن هناك 3 فرق تعمل في المنطقة، وهي: 143 و252 و36.
إعلانوتقول القناة إن غزة تشهد ظاهرة مثيرة للدهشة منذ استئناف القتال حيث يقوم الجيش الإسرائيلي برصد عناصر من حماس يفرون من المنطقة ويحاولون جاهدين تجنب الاتصال المباشر مع الجنود الإسرائيليين، وبحسب المؤسسة الأمنية، أصبحت المعارك أكثر لامركزية ودون احتكاك وجها لوجه.
وبحسب المؤسسة الأمنية -أيضا- فإن "المسلحين يختبئون بين السكان المدنيين، أو يختفون في الأنفاق أو في أماكن اختباء، في محاولة لتجنب المواجهة المباشرة مع الجيش الإسرائيلي". لكن الجيش الإسرائيلي يقدر أن هذه مرحلة مؤقتة، ولن يكون أمام المسلحين خيار سوى العودة ومواجهة الجنود بشكل مباشر، بحسب تقرير القناة الإسرائيلية.