تضامن يمني وعربي واسع مع المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
(عدن الغد)خاص:
استقبل الشارع اليمني والعربي عملية طوفان الأقصى، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية، يوم السبت، بالحفاوة والترحيب والمباركة، والتأكيد على أنها حقّ مشروع للشعب الفلسطيني في مواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وعبّرت عدد من الدول العربية عن موقفها الداعم لفلسطين، والداعي إلى وقف الجرائم الإسرائيلية، والتأكيد على أن التصعيد نتيجة طبيعية لما ارتكبته وترتكبه قوات الاحتلال منذ عقود.
وزارة الخارجية أصدرت بياناً قالت فيه إن اليمن تدعو لوضع حد لاستفزازات قوات الاحتلال الإسرائيلي، واعتداءاتها المتكررة على الشعب الفلسطيني ومقدساته، التي لطالما حذر الجميع من تبعاتها ونتائجها".
وأكّدت موقف الجمهورية اليمنية الثابت، والعمل على تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحياة الكريمة، وقيام دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا ًلمبادرة السلام العربية والقرارات والتشريعات الدولية ذات الصلة.
وأعلنت لجنة الاعتصام السلمي بمحافظة المهرة، مباركتها وتأييدها لعملية طوفان الأقصى، التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية، وقالت إن العملية جاءت "لتعيد عزة وكرامة وشموخ الامة العربية والإسلامية".
وأضافت: "إن عملية طوفان الاقصى تكشف حقيقة تاريخية واحدة بأن الاحتلال ومن يدعمه مصيره الرحيل عن الأراضي، وأن مقاومة المحتل هي حق من حقوق الشعوب للدفاع عن كرامتها وعزتها ومقدساتها التي لطالما عربد فيها المحتل الصهيوني بجنوده ومستوطنيه".
وجدّدت اللجنة دعمها اللامحدود لفصائل المقاومة الفلسطينية ولكل فصائل المقاومة ضد الاحتلال في معركة الدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات أمام المحتلين، مؤكدة وقوف أبناء المهرة والشعب اليمني إلى جانب الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة وفصائلها في المعركة المقدسة ضد الاحتلال".
كما أعلن مجلس الحراك الثوري الجنوبي، مباركته وتأييده لعملية طوفان الأقصى؛ التي "مثّلت إرادة المقاومة الفلسطينية الحرة والشجاعة، ومصدر اعتزاز وفخر لكل العرب والأحرار في العالم".
وأكّد الحراك الثوري، أنَّ ذلك الخيار هو السبيل الأسلم لتحرير كل فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني الغاصب.
مستشار وزير الإعلام، مختار الرحبي، غرّد قائلاً: "المقاومة الفلسطينية مرّغت أنف الصهاينة، وأهانت أسطورة جيش دولة الاحتلال الذي يمتلك كل أنواع الأسلحة الفتاكة، واستطاعت تحقيق انتصار كبير برغم فارق الإمكانيات".
وأضاف الرحبي، عبر منصة (إكس): "كل أنظار العالم تتجه نحو فلسطين الحرّة الأبية، وسيأتي يوم ونفرح فيه بتحرير كامل الأراضي المقدسة في فلسطين الحبيبة".
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة الاحتلال الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
المعجزة والكرامة والإهانة
في الشريعة الإسلامية، هناك ثلاثة مصطلحات تستخدم للإشارة إلى الأحداث الخارقة للعادة، وهي: المعجزة، والكرامة، والإهانة. ومع ذلك، هناك فروق جوهرية بينها، فالمعجزة: هي أمر خارق للعادة يجريه الله تعالى على يد نبي من أنبيائه، تأييدا لرسالته وتحديا لقومه، وتكون مصحوبة بالتحدي، أي أن النبي يتحدى قومه أن يأتوا بمثلها، والغرض منها إثبات صدق النبوة والرسالة، وهي خاصة بالأنبياء والرسل.
أما الكرامة، فهي أمر خارق للعادة يجريه الله تعالى على يد ولي من أوليائه الصالحين، تكريما له وإكراما، ولا تكون مصحوبة بالتحدي، ولا يدعي الولي بها النبوة، والغرض منها تثبيت الولي على الإيمان وزيادة يقينه، وهي خاصة بالأولياء.
والإهانة: هي أمر خارق للعادة يجريه الله تعالى على يد مدعي النبوة الكاذب، إهانة له وفضحا لكذبه، وتكون عكس ما يتمناه المدعي، أي أنها تنقلب ضده وتؤدي إلى فضحه، والغرض منها إظهار كذب المدعي وضلاله.
وبشكل مبسط: المعجزة: دليل على صدق النبي، والكرامة: تكريم للولي الصالح، والإهانة: فضح للمدعي الكاذب.
وعلى سبيل المثال: انشقاق القمر لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم معجزة، وإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص لسيدنا عيسى عليه السلام معجزة، وناقة صالح عليه السلام التي خرجت من الصخر معجزة، وعصا موسى عليه السلام التي تحولت إلى ثعبان معجزة.
ومن الكرامات: ما ورد فى قصة مريم عليها السلام عندما كانت تجد عندها رزقا في غير موسمه، وقصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما رأى جيشه في نهاوند وهو في المدينة، ثم قصة أصحاب الكهف.
ومن أشهر نماذج الإهانة: ما حدث لمسيلمة الكذاب عندما حاول أن يشفي عينا مفقوءة، فعميت العين الأخرى، ومن الإهانة أيضا ما قد يحدث لبعض السحرة والمشعوذين من أمور خارقة، لكنها تنتهي بفضيحتهم وكشف زيفهم.
السبب الرئيس لتناول هذا الموضوع هو صدور كتاب يحمل عنوان: "طوفان الأقصى معجزة العصر"، والعنوان يدل على المضمون، وبغض النظر عن المحتوى، وسبب اختيار المؤلف لهذا العنوان، فإننى لم أستطع تقبله فى ظل معرفتى لمعنى المعجزة، والفرق بينها وبين الكرامة والإهانة، ولم أر وجها لاعتبار طوفان الأقصى معجزة، إذ أن الأحداث التي وقعت فيه وما تلاها هي أحداث مركبة ومعقدة، ولا يمكن تصنيفها تحت مفهوم المعجزة أو الكرامة، وذلك لأن الأحداث تتضمن أفعالا بشرية: "عمليات عسكرية، مقاومة، ردود فعل"، والأفعال البشرية لا يمكن اعتبارها معجزات أو كرامات بشكل مباشر.
وكذلك النتائج المترتبة على الأحداث متنوعة، وتشمل قليلا من الجوانب الإيجابية وكثيرا جدا من الجوانب السلبية، مما يجعل تصنيفها كمعجزة أمرا صعبا، فضلا عن أن المعجزات والكرامات هي أفعال إلهية مباشرة، بينما الأحداث الجارية هي نتيجة لتفاعل بشري وظروف تاريخية، والأحداث التى وقعت فى طوفان الأقصى وما تلاها من رد فعل وحشى، قد تحمل في طياتها جوانب مختلفة يمكن تفسيرها بشكل ديني أو سياسي أو إنساني، ومع ذلك قد يرى البعض في صمود المقاومة الفلسطينية أمام قوة عسكرية أكبر منها نوعا من التأييد الإلهي، وقد يرى البعض في معاناة المدنيين الفلسطينيين نوعا من الابتلاء أو الاختبار، ويبقى تفسير الأحداث أمرا شخصيا يعتمد على منظور كل فرد ومعتقداته.
لذلك أستطيع القول: إن عملية "طوفان الأقصى" لا تندرج تحت أي من التعريفات الإسلامية للمعجزات أو الكرامات، لكنها يقينا أتت بنتائج عكس المراد منها تماما، ولابد من إجراء تحقيق موسع يكشف حقيقة ما حدث، وما ترتب على العملية غير المدروسة من عواقب تؤكد عدم تقدير الموقف، بالمخالفة الصريحة لقواعد القتال فى الشريعة الإسلامية، التى يضيق المقال عن ذكرها.
[email protected]