غَزَّة اللُّغْز.. وفوبْيَا طُوفان الأقْصى ومَا بُعدُه
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
صراحة نيوز- حسن محمد الزبن
ستبْقى غَزَّة هَاشِم الطَّاهرة تُنْجِب الصَّناديد والْأسْود، وَسَتبقَى غَزَّة والْمقاومة اللُّغْز اَلذِي يُحيِّر المحلِّلين العسْكريِّين فِي العالم، ومهْمَا بلغ الجهَاز الاسْتخْباراتيُّ العنْصريُّ الصَّهْيونيُّ الإسْرائيليُّ مِن التَّفَوُّق، والْجَيْش الفاشيُّ اَلمُدجج بِالسِّلاح بامتلاكهِ أَعظَم التِّرْسانات العسْكريَّة فِي المنْطقة، فَهذَا لَن يُرْهِب أَهْل غَزَّة والْمقاومة، وأيَّ رَدَّة فِعْل لِإعادة الاعْتبارعلى طُوفان الأقْصى، سَيكُون الإصْرار على التَّحْرير والانْتصار لِلْقدْس والْأقْصى والْمقدَّسات وَتحرِير الأرْض، اَلحُلم اَلذِي لَن يَتَخلَّى عَنْه أيُّ فِلسْطينيٍّ وَعرَبِي حَتَّى يَأذَن اَللَّه بِنَصر مِن عِنْدِه، ويحين حَتمِية زَوَال إِسْرائيل اَلتِي لَن يُفيدَهَا ” السُّيوف الحديديَّة ” أو ” السُّيوف الفولاذيَّة “، ومهْمَا بلغ جَيشُها مِن اِحْترافيَّة، فلَا مَعْرَكة لِجبان، وَسَتخسَر إِسْرائيل اليوْم أو غدًا، وستتهاوى قُوَّتهَا – بِإذْن اَللَّه – .
طُوفان الأقْصى نَصْر عظيم، كان أَمَام فِرق وتشْكيلات لَم تَصِل إِلى مُستَوَى كَتائِب أو فِرق فِي جُيُوش، هِي جُزْء مِن كَتائِب اَلشهِيد عِزَّ الدِّين القسَّام الجنَاح العسْكريِّ مِن حَركَة حَمَاس، لَكِنهَا أَذهَلت العالم وَهِي تُزلْزِل الكيَان الصَّهْيونيَّ بِالصُّورة والصَّوْتِ مِن وَاقِع الأحْداث، هَذِه التَّشْكيلات لَم تَتلَق التَّدْريب العسْكريَّ فِي أَعرَق مَدارِس اَلجُيوش العالميَّة، إِنَّها كَتائِب فِي بُقعَة مَعزُولة عن العالم، فِي قِطَاع غَزَّة المحاصر مِن كُلِّ الجهَات جوًّا وبرًّا وبحْرًا، إِلَّا مِن رَحمَة ورعاية اَللَّه .
نَعِم ستفْشل كُلَّ المحاولات فِي إِسْرائيل وَكُل المخطَّطات، مَهمَا بَلغَت مِن المكْر والْخديعة، لِتقْوِيض هَذِه اَلقُوة، ولن تُفْلِح إِلَّا بِضربَات تَعبِير عن اَلغُل وَالحِقد على الأحْياء المدنيَّة فِي القطَاع، ولن تَجِد طَرِيقَة لِإعادة هَيبتِها وَعجزِها عن ردِّ الضَّربات الموجعة اَلتِي تَلَقتهَا، وَأَصبحَت أُضحُوكَة أَمَام العالم .
ومهْمَا بَلغَت إِسْرائيل فِي تَحصِين نفْسهَا بِالْجدْران العازلة المسلَّحة، أو بِالْأسْيجة الشَّائكة، أو المبالغة فِي تَحصِين قِلَاع المسْتوْطنات اَلتِي تزْرعهَا على الأرْض المحْتلَّة، ومهْمَا بَلغَت تِرْسانتهَا العسْكريَّة مِن اَلقُوة، ومهْمَا بَلغَت فِي تَجنِيد المرْتزقة لِصفوف جيْشهَا، ومهْمَا بَلغَت أجْهزتهَا المخابراتيَّة والاسْتخْباريَّة مِن التَّفَوُّق سَتظَل عَاجِزة أَمَام إِرادة مُقَاومَة الشَّعْب اَلذِي يُؤْمِن بِحَقه فِي الأرْض المغْتصبة والْمحْتلَّة .
ستتلَقَّى إِسْرائيل اَلكثِير مِن الخيْبات، والصِّراع الفلسْطينيُّ – الإسْرائيليَّ لَن يَتَوقَّف، وَكُل عَمَليَّة إِسْرائيليَّة أو اِعتِداء آثم ضِدَّ الشَّعْب الفلسْطينيِّ والْمقدَّسات سيعْقبه ردٌّ مُوجِع .
غَزَّة مُصرَّة على النَّصْر، مَهمَا بَلغَت إِسْرائيل مِن التَّطاول والاعْتداء، وستظلُّ تَقدُّم اَلشهِيد تِلْو اَلشهِيد، وَستعِيش إِسْرائيل وأجْهزتهَا قلقًا دائمًا، ورعْبًا مِن فُوبْيَا غَزَّة، القطَاع الفلسْطينيُّ العرَبيُّ الإسْلاميُّ الطَّاهر بِأرْضه وَأهلِه والصَّحْوة قَادِمة مَهمَا تَأخرَت، وَوعَد اَللَّه قادمًا، والنَّصْر قريبًا – بِإذْن اَللَّه – .
فَحتمِية زَوَال إِسْرائيل وعد إِلَهي،
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة
إقرأ أيضاً:
على حافة حرب نووية
ما أشبه اليوم، ب 16 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1962، عندما وقف العالم على شفير حرب نووية بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، وإن اختلفت الأسباب واختلف القادة في البيت الأبيض والكرملين، لكنّ هناك وجهاً واحداً لم يتغير هو أن الصراع بين العملاقين بقي على حاله لأسباب مختلفة.
في ذلك اليوم قبل 62 عاماً اشتعلت الأزمة بعد أن اكتشف الأمريكيون نشر صواريخ نووية سوفييتية في الأراضي الكوبية على بعد 90 ميلاً من الأراضي الأمريكية، ما جعل العالم يقف طوال 13 يوماً على حافة جر البشرية إلى كارثة نووية.
كان الصراع بينهما يأخذ شكل صراع أيديولوجي بين الرأسمالية والشيوعية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث سعت الدولتان إلى التنافس على بسط هيمنتهما على العالم بهدف تأمين مجالاتهما الحيوية وذلك في ظل ظروف عالمية متوترة، واصطفافات سياسية وعسكرية بين المعسكرين.
وقد حبس العالم أنفاسه طوال أسبوعين في انتظار ما يمكن أن يحدث، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي جون كيندي فرض حصار بحري على كوبا، وتفتيش السفن المتجهة إليها، وتسيير طلعات جوية استكشافية فوق مواقع منصات الصواريخ، ونشر صواريخ أرض - جو حول العاصمة واشنطن.
يومها تسارعت الجهود والاتصالات الدبلوماسية بين واشنطن وموسكو لتفادي الكارثة وعدم الوقوع في خطأ الحسابات، وفي يوم 23 نوفمبر/ تشرين الثاني بدأت السفن السوفييتية بالتراجع عن السواحل الكوبية، كما تلقّى الرئيس الأمريكي آنذاك جون كيندي يوم 27 نوفمبر/ تشرين الثاني رسالة من الزعيم السوفييتي نيكيتا خورشوف يبلغه فيها بأنه سيزيل هذه الصواريخ، وانتهت الأزمة يوم 28 نوفمبر/ تشرين الثاني باتفاق يقضي بسحب الصواريخ مقابل التخلص من الصواريخ الأمريكية التي كانت منصوبة في بريطانيا وألمانيا وتركيا.. وتنفس العالم الصعداء وانتهى الكابوس.
ويتكرر المشهد اليوم بعد ألف يوم من الحرب الأوكرانية، إذ لم تمر ساعات على قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ «أتاكمز» في ضرب العمق الروسي حتى وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وثيقة محدثة لاستخدام السلاح النووي تقضي بأن «أي هجوم تقليدي على روسيا من قبل أي دولة بمشاركة دولة أخرى يعتبر هجوماً مشتركاً على بلاده»، ويعكس هذا التوقيع على العقيدة المنقحة أن أي هجوم جوي على روسيا وعلى أراضي حليفتها بيلاروسيا يمكن أن يؤدي إلى رد فعل نووي، وهو بذلك يرسم «خطاً أحمر» أكده المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بالقول إن الهدف من العقيدة النووية الروسية المحدثة هو «جعل الأعداء المحتملين يدركون أن الرد على أي هجوم على روسيا أو حلفائها أمر حتمي». وأضاف: «إن استخدام الأسلحة النووية إجراء قسري شديد». من جهته نصح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول الغربية بعدم التصعيد والإطلاع على العقيدة المحدثة لاستخدام السلاح النووي، وأشار إلى أن أوكرانيا «لا تستطيع استخدام الصواريخ البعيدة المدى من دون مساعدة الأمريكيين».
لم تتأخر أوكرانيا في ضرب روسيا لأول مرة بصواريخ بعيدة المدى، وذلك بعد ساعات من قرار بايدن السماح لها باستخدام صواريخ «أتاكمز»، إذ استهدفت مواقع استراتيجية في منطقة بريانسك بستة صواريخ، وهو هجوم ما كان ليحدث دون دعم مباشر من الدول الغربية التي توفر عمليات الاستطلاع والإحداثيات والإطلاق.
الموقف خطر ومعقد، ويحتاج إلى جهد دبلوماسي كبير لتفكيك تعقيداته، وهو أمر غير متوفر حتى الآن، كما لا تتوفر قيادات كتلك التي كانت في ستينيات القرن الماضي قادرة على إدراك مخاطر انزلاق العالم إلى حرب نووية.