عربي21:
2024-09-19@06:22:27 GMT

الطوفان وبيت العنكبوت

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

لا يوجد جوابٌ للواقفين في طابور التطبيع مع إسرائيل، مثل رسالة “طوفان الأقصى”، التي أبانت الحجم الحقيقي لإسرائيل “التي لا تُقهر”، والتي اتضح بأن بيتها أوهنُ من بيت العنكبوت.

وحدهم رجال المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها، من تجرّعوا الألم، في العقود الأخيرة، ووحدهم من عرفوا بأن الوهم الإسرائيلي، يمكنه أن يتلاشى، في هبّة جهادية، بعد نصف قرن بالتمام والكمال من عبور أكتوبر 1973، الذي زلزل تمثال الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر لبعض الوقت، وقد يفتته “طوفان الأقصى”، فيذهب مع ريح شهر أكتوبر المبارك إلى غير عودة.



في زمن النخوة والقومية العربية، كانت الجيوش الكلاسيكية العربية تدخل الحروب وتخسرها أمام عصابات صهيونية أقل منها إمكانات، بتردد من قادة عرب وخيانة بعضهم، برغم تضحيات الشعوب العربية، وشعر الإسرائيليون الذين كانوا ومازالوا مدعّمين من الإنجليز والأمريكيين وحتى الفرنسيين في العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956، بأنهم في أمان؛ فقد انتصروا على الأرض الفلسطينية وامتدوا في مصر والأردن ولبنان وسوريا، وباشروا جمع اعترافات العالم بدولتهم الوهمية، وانتقلوا إلى جرّ رؤساء وأمراء وملوك، إلى تطبيع علاقات مع العديد من الدول العربية، انتهاءً بالمغرب التي لم توقف التطبيع عند موقعه السياسي، بل منحته أبعادا اجتماعية واقتصادية وعسكرية وثقافية وحتى دينية، حتى شعرت إسرائيل بأن لا كلمة تعلو على كلمتها، والعرب هم من عليهم طلب التطبيع، إن قبلت إسرائيل طبعا، في مشهد ما كان أحد يتصوّر بلوغه حتى من أشدّ المتفائلين من قادة الصهيونية من بن غوريون إلى نتانياهو.

وفي زمن الحقيقة والأرض، تمكّنت حركات مقاومة، لا تمتلك غير الإيمان بالقضية، يطاردها العدوُّ وأصدقاؤه من العرب ويتهمونها جميعا بـ”الإرهاب”، من أن تحارب وحدها وتنتصر، وتبهر العالم وتجبره على الاعتراف بعدالة قضيتها، لأن ما قامت به فصائل المقاومة في السبت السعيد، لدينا، وفي السبت الحزين للإسرائيليين وللمطبِّعين، هو انتصارٌ تاريخي، في زمن رفع فيه أكثر المتفائلين بالمقاومة، راية الاستسلام، ومنهم من أغلق كتاب فلسطين ظنا منه بأن لا يُفتح مرة أخرى.

هذه المرة في حرب أكتوبر 2023، نحن لسنا في حاجة إلى الأخبار القادمة من المتعاطفين مع المقاومة حتى لا نُتّهم بالنوم في العسل، ولا من أعداء المقاومة من العرب الذين يصفون رجالها بـ”المغامرين” وحتى “الإرهابيين”، ولكن سنستند على المصادر الإسرائيلية أو شاهد من أهلها، التي أكدت الهجوم البري والجوي والبحري والمباغتة واعترفت بأن “فصائل القسام” قد فاجأت فعلا الإسرائيليين والعالم، بنوعية الهجوم وشكله الجديد، وصوَّرته بتفاصيله التي لا يمكن تكذيبها، حتى أن الصهاينة أنفسهم وصفوها بأفلام الأكشن والخيال.

منذ أكثر من ستة وخمسين سنة، وإسرائيل تفتخر بحرب جوان 1967 أو “حرب الستة أيام” كما تُسمى، عندما باغتت إسرائيل العرب، وطعنتهم في أكبر نكسة، ونظن أن حرب أكتوبر 2023 قد أعادت التاريخ، ولكن بالمقلوب، في نكسة إسرائيلية للصهاينة… عفوا وللمطبِّعين أيضا.

(الشروق الجزائرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه التطبيع المقاومة تطبيع المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

بلينكن يزور مصر في أول زيارة إلى الشرق الأوسط لا تشمل إسرائيل منذ 7 أكتوبر

(CNN)--   أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الاثنين، أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيسافر إلى مصر، الثلاثاء.

وقال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر، في بيان، إن بلينكن "يزور مصر في الفترة من 17 إلى 19 سبتمبر/أيلول ليرأس افتتاح الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر مع نظيره المصري بدرعبدالعاطي"،

وأضاف: "يهدف الحوار الاستراتيجي إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتعميق التنمية الاقتصادية، فضلاً عن زيادة الروابط بين الشعبين من خلال الثقافة والتعليم".

وتابع: "بالإضافة إلى المشاركة في رئاسة الحوار الاستراتيجي، سيلتقي (بلينكن) بمسؤولين مصريين لمناقشة الجهود الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة يضمن الإفراج عن الرهائن، ويخفف من معاناة الشعب الفلسطيني، ويساعد في إرساء الأمن الإقليمي الأوسع".

مقالات مشابهة

  • تفسير رؤية حلم العنكبوت في المنام.. متى يحمل الخير لصاحبه؟
  • بن سلمان يوافق على التطبيع مع إسرائيل بشرط واحد
  • الإسلاميون والقوميون والسابع من أكتوبر: مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق
  • باحثان: على أمريكا التخلي عن التطبيع بين إسرائيل والسعودية لهذا السبب
  • لجان المقاومة تدين التفجيرات التي استهدفت أجهزة اتصالات لبنانية
  • أوهن من بيت العنكبوت
  • بنكيران في تصريح جديد: لو كنت رئيس الحكومة لما وافقت على التطبيع مع إسرائيل!
  • بلينكن يزور مصر في أول زيارة إلى الشرق الأوسط لا تشمل إسرائيل منذ 7 أكتوبر
  • ‏كتابات في زمن الطوفان: حكاية المقاتل الفلسطيني الذي أدهش العالم
  • من خاشقجي إلى التطبيع: الأجندة الخفية التي تحرك السياسة الأمريكية