أفاد فريق من الباحثين أنه اكتشف أن هرمونات الحمل لديها القدرة على التأثير على مجموعة صغيرة من الخلايا العصبية في أدمغة إناث الفئران لتنشيط سلوك الأمومة حتى قبل الولادة.

ومن المعروف أن الأمومة تؤدي إلى تغيرات سلوكية في العديد من الأنواع، مثل تغيير إجراءات التغذية ومستويات العدوان. وعلى الرغم من أنه تم توثيق حدوث هذه التعديلات السلوكية أثناء الحمل، إلا أنه لم يكن معروفا كيف قامت بعض الهرمونات بتعديل الدوائر العصبية لتحفيز غريزة الأمومة.

إقرأ المزيد العلاج التعويضي الهرموني قد يساعد النساء في الوقاية من الخرف

وتعرف هذه السلوكات باسم "دماغ الطفل"، أو "دماغ الحمل"، وهي تشوش ذهني يحدث أثناء الحمل، نتيجة تغيرات في دماغ الأم لتتكيف مع الطفل القادم.

ومن الصعب فحص تأثير ارتفاع هرمونات الحمل لدى النساء. ولكن في الفئران الحوامل، وجد أن خلايا المخ المتأثرة بهذه الهرمونات تجعلها أكثر اهتماما بالأطفال من الطعام أو الجنس الآخر أو التجارب الجديدة.

ومن المثير للاهتمام أن هذا التأثير اختفى بعد نحو 30 يوما من الولادة في الفئران.

وإذا كان الأمر نفسه صحيحا بالنسبة للنساء، كما يتوقع الباحثون، فإن هذا يعني أنه سيكون لديهن اهتمام أكثر بأشخاص آخرين غير أطفالهن بعد نحو عام من الولادة. وهذا هو الوقت الذي قد يرغبن فيه في الاهتمام بشريكهم مرة أخرى، إذا كن يرغبن في إنجاب طفل آخر.

وتساعد الدراسة في تفسير "دماغ الطفل" لدى النساء حيث تكون شديدة الاستجابة لبكاء طفلها واحتياجاته، ولكن ليس كما يستخدم المصطلح أحيانا في ما يتعلق بالنسيان والتشوش والتوتر.

وفي الدراسة الجديد التي نُشر في مجلة Science، وأجراه باحثون من معهد فرانسيس كريك، أفيد أن إناث الفئران أظهرت سلوك الأمومة بشكل أكبر في المراحل المتأخرة من الحمل، لذلك تبين أن التعرض للذرية لم يكن ضروريا لحدوث هذا التغيير في السلوك.

إقرأ المزيد ما الخطر الذي يسببه التدخين أثناء الحمل على الطفل والأم؟

وأثبت الباحثون أن اثنين من الهرمونات التي تزيد بشكل كبير في النساء الحوامل والفئران، وهي الإستروجين والبروجستيرون، من المحتمل أن تجعل الفئران تتصرف بشكل أكثر أمومة في أواخر الحمل.

وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد أن وجدوا أن هرمون الإستروجين والبروجستيرون يعملان بشكل مباشر على مجموعة من الخلايا العصبية الموجودة في منطقة ما تحت المهاد المعروفة باسم المنطقة أمام البصرية الوسطى (MPOA)، والتي توجد أيضا عند النساء، وترتبط بتربية الأطفال.

وأظهرت مراقبة الدماغ بعد ذلك أن هذا الجزء من الدماغ كان أكثر نشاطا عندما تفاعلت الفئران الحوامل مع الفئران الصغيرة مقارنة بالاستجابة للطعام، أو فأر ذكر، أو شيء لم يروه من قبل.

وأوضح العلماء أن تسجيلات الدماغ أظهرت أن هرمون الإستروجين قلل من النشاط الأساسي لهذه الخلايا العصبية، لكنه جعلها أكثر استثارة استجابة للإشارات الواردة. بينما قام البروجسترون بإعادة تشكيل مدخلاته، ما تسبب في تكوين المشابك العصبية (الاتصال العصبي)، لتكون هذه الخلايا العصبية متصلة بأجزاء أخرى من الدماغ، بحيث تبدو التغيرات السلوكية دائمة.

وعندما تم منع الهرمونات من الوصول إلى خلايا الدماغ باستخدام التحرير الجيني، كانت الفئران الإناث أقل اهتماما بكثير بإبقاء أطفالها معها أو إطعامهم أو إبقائهم دافئين. ما جعل المتخصصين يعتقدون أن هناك فترة حرجة في الحمل تعمل فيها هذه الهرمونات على الخلايا العصبية.

إقرأ المزيد سبب غير متوقع وراء رغبة النساء في تناول الشوكولاتة في أوقات معينة من الشهر

وقال الدكتور جوني كول، كبير مؤلفي الدراسة من معهد فرانسيس كريك في لندن: "وجدنا أن التغييرات في الدماغ للاستعداد لرعاية الطفل تبدأ أثناء الحمل - وليس بعد الولادة فقط. ربما يكون هذا هو السبب وراء استعداد الأمهات لرعاية الأطفال، والاستجابة المفرطة لطفل يبكي - وربما إعطاء الأولوية لطفلهن على الآخرين في البداية. ويبدو أن بعض هذه التغييرات التي رأيناها في الدماغ تستمر مدى الحياة".

ووجد الباحثون أيضا أن الفئران الإناث استجابت أموميا لصغار رأتها مرة واحدة فقط، ما يشير إلى أن هذا سلوك متأصل في الدماغ.

وأظهرت النتائج بذلك، أن هرمونات الحمل "تعيد توصيل" أدمغة القوارض لإعدادها للأمومة.

واقترح الخبراء أن دماغ البشر يمكن أيضا إعادة تشكيله بطريقة مماثلة أثناء الحمل، حيث يُعتقد أن نفس التغيرات الهرمونية التي تؤثر على مناطق معينة من أدمغة الفئران يمكن أن تحدث في البشر.

المصدر: ديلي ميل

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أخبار الصحة الصحة العامة تجارب عالم الحيوانات نساء هرمونات الخلایا العصبیة أثناء الحمل

إقرأ أيضاً:

هل تؤدي التكنولوجيا إلى الخرف الرقمي لدى كبار السن؟

نشرت مجلة "ريدرز دايجست" في تقرير لها أن الطبيب الألماني مانفريد سبيتزر طرح عام 2012 فرضية أطلق عليها "الخرف الرقمي"، وهي فكرة تقوم على أن الاستخدام المفرط للتقنيات الحديثة قد ينعكس سلبًا على القدرات العقلية، نتيجة الاعتماد الزائد على الأجهزة وتراجع مهارات الذاكرة والتركيز وازدياد مستويات التشتت.

وأشارت المجلة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن التكنولوجيا الرقمية أعادت تشكيل الحياة المعاصرة بشكل كبير، لافتة إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمثّل أحدث مراحل هذا التحول، بعدما أدخلت أدواته، مثل روبوتات المحادثة، أنماطا جديدة للتعلم وفتحت الباب أمام تحديات فلسفية وقانونية تتعلق بما وصفته بـ"الاستعانة بمصادر خارجية للتفكير".

وذكرت المجلة أن هذا التحوّل ليس وليد اللحظة، إذ يعود جذره إلى ستينيات القرن الماضي عندما بدأ الانتقال من التكنولوجيا التناظرية إلى الرقمية، وهو التحوّل الذي قاد لاحقًا إلى ظهور الإنترنت. وأضافت أن الجيل الذي شهد تلك الثورة الرقمية الأولى بات اليوم يقترب من عقده الثامن.



واستعرضت المجلة دراسة شاملة أعدّها باحثون من جامعتي تكساس وبايلور في الولايات المتحدة؛ حيث قدّمت إجابات مهمّة حول تأثير التكنولوجيا على الدماغ مع التقدّم في العمر، مستندة إلى تجارب الجيل الذي عاش التحولات الرقمية.

وأفادت المجلة أن الدراسة، التي نُشرت في مجلة "ناتشر هيومان بهيڤيور"، أظهرت عدم وجود دليل يدعم فرضية "الخرف الرقمي"، بل أشارت إلى أن استخدام أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والإنترنت بعد سن الخمسين قد يرتبط بتراجع أبطأ في القدرات المعرفية.

ما هو "الخرف الرقمي"؟
وأشارت المجلة إلى أنه كُتب الكثير عن التأثيرات السلبية المحتملة للتكنولوجيا على الدماغ البشري. ووفقاً لفرضية "الخرف الرقمي" التي قدمها مانفريد سبيتزر، عالم الأعصاب الألماني، في 2012، فإن الاستخدام المفرط للأجهزة الرقمية أدى إلى الاعتماد الزائد على التكنولوجيا، مما ضعف قدراتنا المعرفية.



وقد سبقت الإشارة إلى ثلاثة مجالات مثيرة للقلق فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا:
1- زيادة وقت الشاشة الساكن، وهو استخدام التكنولوجيا دون تفكير أو مشاركة كبيرة، مثل مشاهدة التلفاز أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي.

2- تفويض القدرات المعرفية للتكنولوجيا، مثل عدم حفظ أرقام الهواتف لأنها مخزنة في قائمة جهات الاتصال لدينا.

3- زيادة القابلية للتشتت.

ما أهمية هذه الدراسة الجديدة؟
وذكرت الصحيفة أن التكنولوجيا تؤثر على تطور دماغنا، لكن تأثيرها على شيخوخة الدماغ أقل وضوحًا.

وبينت الصحيفة أن الدراسة الجديدة، التي أجراها علماء النفس العصبيين جاريد بينغ ومايكل سكولين، تعد مهمة لأنها تدرس تأثير التكنولوجيا على كبار السن الذين شهدوا تغييرات كبيرة في استخدامها طوال حياتهم، مضيفة أن الدراسة فحصت العلاقة بين استخدام التكنولوجيا والتدهور المعرفي أو الخرف، مع قياس التدهور استنادًا إلى انخفاض الأداء في الاختبارات المعرفية أو تشخيص الخرف.

انخفاض خطر التدهور المعرفي
وأفادت المجلة أن الدراسة وجدت أن زيادة استخدام التكنولوجيا ارتبط بانخفاض خطر التدهور المعرفي؛ حيث تشير نسبة احتمالات الإصابة بالتدهور المعرفي الأقل من 1 إلى انخفاض خطر التعرض للتكنولوجيا وكانت نسبة الاحتمالات المجمعة في هذه الدراسة 0.42. وهذا يعني أن الاستخدام الأعلى للتكنولوجيا ارتبط بانخفاض خطر التدهور المعرفي بنسبة 58 بالمائة.



لقد تم العثور على هذه الفائدة حتى بعد أخذ تأثير العوامل الأخرى المؤثرة في التدهور المعرفي مثل الوضع الاجتماعي الاقتصادي والعوامل الصحية في الاعتبار. وكان تأثير استخدام التكنولوجيا على وظيفة الدماغ في هذه الدراسة مشابهًا أو أقوى من بعض العوامل الوقائية المعروفة، مثل النشاط البدني، وهو ما يعمل على تقليص الخطر بنسبة 35 بالمائة، أو الحفاظ على ضغط دم صحي، وهو ما يعمل على تقليص الخطر بنسبة 13 بالمائة.

سؤال حول "كيفية" استخدامنا للتكنولوجيا
وأشارت المجلة إلى أنه من غير الممكن العيش اليوم دون استخدام التكنولوجيا. فكل شيء، من دفع الفواتير إلى حجز العطلات، يتم الآن عبر الإنترنت، مشددة على ضرورة في كيفية استخدامنا للتكنولوجيا.

وتابعت المجلة أن الأنشطة التي تحفز العقل مثل القراءة وتعلم لغة جديدة وعزف الموسيقى تساعد في حماية الدماغ مع التقدم في العمر. وقد يحفز الانخراط الأكبر في التكنولوجيا الذاكرة والتفكير. كما تساعد التكنولوجيا في البقاء متصلين اجتماعيًا والحفاظ على الاستقلالية لفترة أطول.

عالم رقمي سريع التغير
بينما تشير نتائج الدراسة إلى أن التكنولوجيا الرقمية ليست ضارة بالكامل، فإن طريقة تفاعلنا معها تتغير بسرعة.

وبينت المجلة أن الآثار التي قد يتركها الذكاء الاصطناعي على الدماغ مع التقدم في العمر لن تتضح إلا مع مرور الوقت، غير أن قدرة الإنسان على التكيف مع التقنيات الجديدة قد تسهم في دعم وظائفه المعرفية، وأوضحت أن تقنيات واجهات الدماغ والحاسوب تمثل مثالا على ذلك، إذ تمنح بارقة أمل للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عصبية أو إعاقات.

وتشير إلى أن للتكنولوجيا جوانب سلبية فعلية، ولا سيما على الشباب، مشيرة إلى أن تأثيراتها قد تمتد لتشمل الصحة النفسية بشكل واضح.

مقالات مشابهة

  • مع التقدم بالعمر.. تغيرات طبيعية تهدد صحة القلب يمكنك الوقاية منها
  • هل تؤدي التكنولوجيا إلى الخرف الرقمي لدى كبار السن؟
  • ليفت تفسر.. لماذا رش ترامب العطر للشرع؟
  • تغيرات مذهلة.. ماذا يحدث عند التوقف عن التدخين؟
  • تعرف عليها.. أشياء نادرا ما نراها في أحلامنا
  • برج الحمل.. حظك اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025: ابتكار أفكار جديدة
  • فريق طبي بمستشفى جازان العام ينجح في علاج حديث ولادة يعاني من تشوّه خلقي رئوي كبير
  • توتر الأم أثناء الحمل يسرع ظهور أسنان رضيعها
  • كيف يُساهم الزعفران في علاج مرض الزهايمر؟.. لن تصدق النتائج
  • برج الحمل .. حظك اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025: تجنب الجدال الحاد