حاكم الشارقة يشهد انطلاق أعمال الملتقى الدولي الثاني لمعلمي اللغة العربية
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، صباح اليوم انطلاق أعمال الملتقى الدولي الثاني لمعلمي اللغة العربية، الذي تنظمه هيئة الشارقة للتعليم الخاص بالتعاون مع أكاديمية الشارقة للتعليم، تحت شعار “جذور وابتكار”، وذلك في مقر الأكاديمية بالمدينة الجامعية.
استهل حفل الافتتاح بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، تلته آيات بينات من القرآن الكريم قدمها الطالب موري سيكوكيتا من مدرسة السدرة الخاصة، ألقت بعدها الدكتورة محدّثة الهاشمي رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص، ورئيسة أكاديمية الشارقة للتعليم، كلمةً قدمت فيها الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على تفضل سموه بتشريف حفل افتتاح الملتقى، ورعاية واهتمام وحرص سموه الدائم باللغة العربية وأهمية دور معلميها.
وتناولت الهاشمي في كلمتها معاني شعار الملتقى لهذا العام ، مشيرةً إلى أنه يعكس اهتمام الشارقة بالعربية كلغةٍ أُم وتأكيد على أهمية جذور المجتمع التي نعتز بها، وحرصنا على الابتكار والتجديد الذي يتواءم مع العصر ومتطلباته بلغة تناسب أبنائنا الطلبة.
وأكدت رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص ورئيسة أكاديمية الشارقة للتعليم أن الملتقى يجمع نخبة المعلمين من أجل الطالب، لافتةً إلى أن أهل التربية والتعليم يجمعون على أن المعلم الكفء الذي تشغله اللغة العربية ويحرص عليها ويجعل منها لغة حياةٍ وابتكار هو أحد أهم الأدوات لضمان الارتقاء بنتاجات الطلبة، متناولةً المبادرات والبرامج الخاصة لدعم المعلم، قائلة : “ كانت هناك العديد من المبادرات والبرامج وعلى رأسها مبادرة ‘بالعربية نرتقي‘ التي فازت مؤخراً بجائزة أفضل حملة دعمت اللغة العربية من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2023، ونفذّت هيئة الشارقة للتعليم الخاص فيها نحو 9000 زيارة ميدانية، وعقدت اللقاءات التشاركية للمعلمين على منصة أكاديمية الشارقة للتعليم، واستفاد منها قرابة 17000 من الحضور، لدعم المعلمين وتحسين أدائهم ونقل الأثر الطيب الى أبنائنا الطلبة ”.
وأوضحت الدكتورة الهاشمي أن من أهم البرامج التي يتم العمل عليها بكفاءة عالية هو برنامج “معلم وأفتخر” ضمن مشروع سلطان القاسمي للتوطين في القطاع الخاص، والذي يرفد الميدان التربوي بالكفاءات الوطنية المؤهلة، من معلمين مدرّبين وفق أحدث الممارسات التربوية، وتنفذه أكاديمية الشارقة للتعليم بالتعاون مع جامعة هلسنكي في فنلندا، والبالغ عددهم 83 معلما ومعلمة، يزرعون حبَّ العربية في نفوس أبنائنا.. مشيرة إلى أن مخرجات هذه الجهود أظهرت أن نتائج تقييم مادة اللغة العربية للنّاطقين بها كانت الأكثر تميّزًا، وحقّقت المدارس تحسنًا في تحصيل الطلبة في مادة العربية للناطقين بها بنسبة 100 في المائة.
وأعلنت رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص ورئيسة أكاديمية الشارقة للتعليم في ختام كلمتها، أنه وللمرة الأولى، تنفّذ هيئة الشارقة للتعليم الخاص، الاختبارات المعياريّة الخاصة باللغة العربية للنّاطقين بها هذا العام لقياس مستويات تحصيل الطلبة، بالمقارنة مع المستويين الوطني والإقليمي، وذلك دعماً لجهود تحسين مستويات التحصيل، وتعزيز الانتماء للعربية.. كما أعلنت عن إطلاق هيئة الشارقة للتعليم الخاص “عهدَ العربيةِ” لمدارس القطاع الخاص في الشارقة، الخاص بمعلمي اللغة العربية وموادها، ورؤساء أقسامها، والطلبة، بأن يلتزموا الفصاحة ويحرصوا على العربية حباً وانتماءً.
وشاهد صاحب السمو حاكم الشارقة والحضور عرضاً مرئياً بعنوان “أطول اللغات عمراً” تناول أهمية اللغة العربية وتاريخها العريق، واهتمام إمارة الشارقة بالعربية وآدابها في مختلف الحقول، ورعايتها المستمرة للثقافة العربية، إلى جانب تدريب المعلمين وتأهيلهم.
وقدم الدكتور أمحمد صافي المستغانمي ، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة كلمةً أثنى فيها على جهود إمارة الشارقة في الاهتمام باللغة العربية عبر العديد من المبادرات والملتقيات المتخصصة والبرامج الخاصة بالمعلمين من جهة والطلبة من جهة أخرى، مما يسهم في الحفاظ على اللغة العربية وتعلمها وتعليمها، ودعا في كلمته أولياء الأمور والمعلمين إلى توجيه الأبناء للعناية بتعزيز اللغة العربية عبر القراءة المختارة، والصحيحة، والمستمرة.
وقدمت الطالبتان الجازية أحمد الزعابي وشام بكور حواراً بعنوان “العربية أصلي وفخري” تناولتا فيه أهمية العناية باللغة العربية ودراستها، وفوائد القراءة، وفضل المعلم على الطالب في تعزيز حب اللغة العربية ودوره في الحفاظ على الهوية اللغوية.
كما تابع الحضور عرضاً مرئياً رصد تجربة زيارة مجموعة من الطلبة مع معلمتهم إلى مكتبة عامة بالشارقة، وبحثهم عن الأثر الذي تركه كبار علماء اللغة العربية وجهودهم في إثرائها.
وفي ختام حفل الافتتاح، أدى مجموعة من المعلمين والمعلمات من لجنة “لسان الضاد” التي شكلتها هيئة الشارقة للتعليم الخاص، “عهد العربية” أمام صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي حرص على تهنئتهم على جهودهم المبذولة وتبادل معهم الأحاديث الودية حول أعمال اللجنة وسبل تعزيز وتحسين وتطوير اللغة العربية، وتفضل سموه بالتقاط الصور التذكارية معهم.
ويتضمن نصّ عهد العربية ما يلي: “عهدًا عليَّ أن أصونَ لُغتَنا العرَبِيّةَ وأنْ أُتقِنَ تَعليمها وأُحسِنَ تَطبيقَها مُؤمِنًا بِقُدرَتِها وقُوّتِها فلا أَتحدَّثُ بِها إلاّ فُصْحى وأَن أَبذُلَ كُلّ جُهدٍ للحفاظِ عَليها وغَرسِ محبّتَها في قُلوبِ طَلبَتِنا مُشاركًا في مَسيرةِ التّميُّز ِوالإبداعِ والابْتِكارِ بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبينٍ”.
وكان صاحب السمو حاكم الشارقة قد تجول قبيل حفل الافتتاح في المعرض المصاحب على هامش الملتقى، حيث استمع سموه إلى شرح قدمه عدد طلبة المدارس الخاصة بالشارقة، حول اللغة العربية وآدابها، حيث ضم المعرض عدداً من الأعمال المختارة مثل “رسائل جوهرية”، بالإضافة إلى عدد من الملصقات للطلبة تقدم نبذةً عن اللغة العربية والشعراء في العصور السابقة، وركناً لأدباء الإمارات.
وألقى عدد من الطلبة قصائد مختارة في حب الوطن، وبيان جهود صاحب السمو حاكم الشارقة في تعليم الأطفال وحثهم على الاهتمام والقراءة باللغة العربية.
كما تضمن المعرض عدداً من المجسمات الابتكارية التي أبدعها الطلبة لمجموعة من المرافق العامة والمعالم بالشارقة.
ويركز الملتقى الذي يستمر يومي السبت والأحد، ويتضمن سبع جلسات حوارية و32 ورشة عمل تطبيقية على التنمية التخصصية، وبناء المجتمعات المهنية، واستعراض أفضل الممارسات التطبيقية في تعليم اللغة العربية وموادها، وعرض نماذج لحصص نموذجية تطبق فيها أعلى معايير التعلم النشط، والتفكير الناقد وأحدث المهارات، بالإضافة إلى توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي والأتمتة والرقميات في تدريس وتعليم اللغة العربية وموادها.
ويبحث المشاركون في الملتقى خمسة محاور رئيسية هي “محور التنمية البشرية” الذي سلط الضوء على القضايا والرؤى في تعليم العربية وموادها، ومحور “أفضل الممارسات في تعليم العربية وموادها”، ومحور “الحصص النموذجية” وشمل ورش تنمية وتطوير أداء الفرق التعليمية من قيادات ومعلمين، ومحور “إبداعات طلابية” الذي تضمن تصويراً واقعياً من الصفوف المدرسية في المراحل المختلفة، ومحور “الدراسات والبحوث الميدانية والواقعية”، الذي ألقى الضوء على الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية في تعليم العربية وموادها.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، يعزز مكانة اللغة العربية كمنصة رائدة لإنتاج المعرفة وتعزيز التبادل الثقافي
أبوظبي - الرؤية
عزز معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، مكانة اللغة العربية كمنصة رائدة لإنتاج المعرفة وتعزيز التبادل الثقافي، من خلال تسليط الضوء على مبادرات نوعية تبرز دورها في حفظ ذاكرة الحضارات وتقدير الإبداع الثقافي والفكري.
ويعد مشروع "كلمة" التابع لمركز أبوظبي للغة العربية، من أبرز المبادرات التي أسهمت في تعزيز حركة الترجمة في العالم العربي، ودعمت حضور اللغة العربية وتأثيرها في المشهد الثقافي العالمي.
ومنذ انطلاقه، نجح مشروع "كلمة" في ترجمة أكثر من 1300 عنوان من 24 لغة، في أكثر من 10 تصنيفات معرفية، بالتعاون مع أكثر من 800 مترجم ونخبة من دور النشر العالمية.
وأكد سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات "وام"، أن مشروع "كلمة" يجسد دور الترجمة كركيزة أساسية للتبادل الثقافي والفكري بين الحضارات، مشيرًا إلى إستراتيجية المركز في دعم الترجمة، وتوثيق التجارب الثقافية، وتعزيز حضور المؤلفين العرب والعالميين.
ولفت إلى حرص المركز على دعم حركة النشر العالمية والاحتفاء بالمبدعين من مختلف أنحاء العالم، مؤكدًا أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب نجح على مدار مسيرته في ترسيخ مكانته كمنصة معرفية وثقافية عالمية رائدة.
وتم إطلاق مشروع "كلمة" في عام 2007 بهدف إحياء حركة الترجمة في العالم العربي، ودعم الحراك الثقافي الفاعل الذي تشهده أبوظبي، بما يساهم في تعزيز موقعها على خارطة المشهد الثقافي الإقليمي والدولي، من أجل تأسيس نهضة علمية وثقافية عربية تشمل مختلف فروع المعرفة البشرية.
وتتم عمليات الاختيار والترجمة في مشروع "كلمة" على أيدي خبراء محترفين، حرصًا على جودة اللغة العربية المستخدمة في نقل نتاج ثقافات العالم، والاستفادة من جمالياتها ومعارفها.
كما حرص المشروع على ترجمة نخبة من الأعمال الأدبية للكتاب العالميين، وصدرت عنه عدة كتب تسلط الضوء على سيرة عدد من الفائزين بجائزة نوبل ومنجزاتهم، بالإضافة إلى أعمال أخرى حرص المركز من خلالها على إثراء المكتبة العربية وإطلاع القارئ على هذه الكنوز المعرفية.
ويطرح مركز أبوظبي للغة العربية خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب، مجموعة متميزة من أهم وأحدث إصداراته، التي تشمل نتاج عدد من مشاريعه الرائدة، وفي مقدمتها مشروعات "كلمة"، و"إصدارات"، و"برنامج المنح البحثية".
ومن بين كتب مشروع "كلمة" التي تعرض في معرض أبوظبي الدولي للكتاب: "فكرة محددة عن فرنسا: سيرة شارل ديغول"، و"الفتى القادم من بغداد"، و"صورة جِني"، و"رحلات الاكتشاف"، و"اللغة العالمية: الترجمة والهيمنة"، و"الشركة الناشئة الخضراء".
كما كرم مركز أبوظبي للغة العربية خلال المعرض، 6 دور نشر عربية عريقة، قضت ما مجموعه 520 عاماً في خدمة صناعة النشر، ضمن المرحلة الأولى من مبادرة "تكريم رواد صناعة النشر في العالم العربي".
ويُنظم المركز أكثر من 2000 فعالية ثقافية ضمن أجندة مشاركته في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 34 ، من بينها 1700 نشاط إبداعي في إطار المرحلة الأولى للحملة المجتمعية لدعم القراءة المستدامة التي تم إطلاقها مؤخرًا.
وتغطي الفعاليات 14 مجالًا، وتشمل أندية قرائية، وجلسات حوارية، وورش كتابة إبداعية، ومحاضرات فكرية، وندوات فنية، وبرامج تعليمية ترفيهية، ودورات متخصصة، وقراءات شعرية، وقراءات قصصية، وبرامج إذاعية، ومسابقات ثقافية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وإطلاق كتب جديدة.
ونجح معرض أبوظبي الدولي للكتاب في ترسيخ مكانته نموذجا مميزا لمعارض الكتاب العربية، وأصبح يقود مسيرة تحول شملت ليس فقط العناوين المعروضة من الكتب، وإنما أيضًا المحتوى الفكري والثقافي والترفيهي، ليعيد صياغة مفهوم معارض الكتاب العربية نحو مزيد من القرب من المجتمع، لتصبح أحد أبرز أدوات التنمية.