كُنت حاضرًا مؤتمر "حكاية وطن" والذى أُقيم فى "العاصمة الإدارية الجديدة" في مُطلَع الإسبوع الماضي، كُنت شاهدًا على جميع الجلسات التي عُقِدَت من أجل توضيح الصورة كاملة للرأي العام المصري وشَرح ما تم تَحقق خلال تسع سنوات، فى البداية عَرَض الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء مُخطط تنمية مصر بكل حِرَفية وإتقان، شَرَح فيه المأمول لمصر خلال السنوات القادمة، وأوضح خلال شَرحه كيف ستكون مصر لو تم تنفيذ هذا المُخَطط؟، ونجح الفريق كامل الوزير وزير النقل نجاحًا باهرًا فى عرض استراتيجية الدولة لتطوير الطرق والكباري والموانئ والسكك الحديد والمترو وقطاع النقل البحري والبري، أما وزير الإسكان الدكتور عاصم الجزار فقد وُفِق فى تقديمه لخطة وزارته التي تهدف للتوسع فى الإسكان الاجتماعي والمتوسط والمميز والفاخر وقطاع المدن الجديدة ومشروعات الصرف الصحي ومياه الشُرب، أما وزير الصحة الدكتور خالد عبد الغفار فقد نال استحسان الجميع حينما كشف عن تطوير معظم المستشفيات وخاصة مستشفى معهد ناصر والذى سيتم تحويله لمدينة طبية متكاملة بعد تخصيص له ميزانية قدرُها ٨ مليار جنيه والتوسع فى تطبيق التأمين الصحي الشامل على جميع المواطنين والإسراع فى تطبيق مبادرات طبية ساهمت فى الكشف المُبكر عن الأمراض، أما الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي فقد عرضت رؤية وزارتها فى التوسع فى تطبيق مشروع "تكافل وكرامة" والذى يستفيد منه أكثر من ٥ مليون مواطن مصري، أما الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات فقد كان عَرضِه لمشروعات وزارته فى غاية الدقة وكشف عن سياسة التطوير والتحديث التى تتبعها الوزارة، وعَرَض وزير الزراعة السيد القصير ما تم تحقيقه من زيادة الرُقعة الزراعية والتوسع فى زراعة المحاصيل والتصدير وشاهدنا جهوده فى مشروع الدلتا الجديدة وهو ما يدعونا للفخر، أما وزير الصناعة والتجارة أحمد سمير فقد عَرَض خطة عمل وزارته للتوسع فى إنشاء المُجمعات الصناعية وتطوير المصانع وتقديم كل يد العون للمُصدرين.
ولأول مرة استمعنا لوزير الخارجية سامح شكرى حينما عرض ما تقوم به مصر فى تعاملاتها على المستوى الدبلوماسي مع جميع الدول ومع جميع التكتلات العربية والأفريقية والدولية ودور مصر فى التعامل مع القضايا الإقليمية وشَرَح كيف تعاملت مصر خلال التسع سنوات الماضية مع قضايا المنطقة؟ وكيف تطورت العلاقات المصرية مع المنظمات الدولية الكبرى؟ ولأول مرة يقوم وزير الداخلية محمود توفيق بِعَرِض خطة وزارته للتعامل مع المخاطر الأمنية المُتعددة التى تعرضت لها مصر وكيف صَمَدَت وزارة الداخلية مُنذ أحداث يناير ٢٠١١ حتى وقتنا هذا؟ وكيف تم تنفيذ عملية التحول الرقمى لجميع الخدمات التى تُقَدِمها وزارة الداخلية للمواطن المصرى؟ وإستراتيجية التطوير لمقرات الوزارة سواء أقسام شرطة أو مُديريات أم مقرات للأحوال المدنية أو الجوازات أو الأمن العام؟ وأيضًا كيف تم نشر "سيارات شُرطة مُتنقِلة" فى معظم ميادين مصر لتقديم الخدمات العاجلة للمواطنين؟ وكيف يتم تدريب العناصر الشرطية الجديدة؟ وشَرَح كيف نجحت الشرطة النسائية فى أدائها للمهام المُكلفة بها وخطة التَوَسُع فى تطبيقها؟.
ثلاث أيام مُتتالية عَرِفنا فيهم "حكاية وطن" عانى كثيرًا منذ ٢٠١١ وطوال تِسِع سنوات ظل يُجابِه وينِزِف ويتألَم إلى أن وصل لمرحلة التطوير والتشييد والبناء حتى عَبَر أخطر مرحلة فى تاريخه والتى سيُكِتَب عنها إنها (مرحلة الإنقاذ والبناء)، فقد كانت مصر على شفا السقوط مثلما سقطت بلدان مُجاورة لكن عناية الله ووعي شعبها وشهامة رجالها وتَوَحُدِهم حفظت مصر، ولم يكُن ذلك يحدُث لولا وطنية وأمانة القوات المُسلحة ووقوفها مع الشعب المصرى وتنفيذ إرادته.
إنني أرى أن "حكاية وطن" منذ تسع سنوات لا يُمكن بأي حال من الأحوال أن تُحكى إلا ولابد أن يُحكى معها "حكاية بطل" اسمه (عبد الفتاح السيسي)، هذا القائد العسكري الذي خطف العقول قبل القلوب حينما ظهر على الساحة وشَعرنا وقتها أنه الزعيم الذي انتظرنا ظهوره، خاف على الوطن فَدعمناه، وقف إلى جوارنا فساندناه، نَصر الشعب الذى نزل فى الشوارع يُطالب بعودة مصر التى عرفها أجدادنا وآبائنا فاخترناه رئيسًا لنا، واجه التحديات الجسيمة واجتهد وأنجز وحقق الكثير فصَفقنا له.. إنها "حكاية وطن" و"بطل".. (وطن) كان من المُمكن أن يتحول إلى أشلاء وأطلال لولا بزوغ نجم (البطل) الذي قالها بصوتٍ عالٍ: إحنا نِروح نِموت أحسن لو شعب مصر تم ترويعه وتخويفه ومن يومها وهو البطل الشعبي الذي أصبح "شعب مصر" مُعَلَقًا فى رَقَبَتِه، يحمل همومنا ويرعى مصالحنا وينشيء مشروعاتنا ويُنجزها.
بـلال الـدوى: كاتب صحفى
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حكاية وطن بلال الدوي حكاية بطل عبدالفتاح السيسي شعب مصر حکایة وطن ع سنوات
إقرأ أيضاً:
مفيش شوال ولا 8 مليون.. حكاية سائق مطروح مدعي الأمانة من الشهرة إلى المحاكمة
صورة كانت بداية تريند سائق مطروح سامح رجب الذي تحول بين ليلة وضحاها إلى بطل بعد أمانته عقب خبر عثوره على 8 ملايين جنيه داخل جوال بالطريق الساحلي.
واصبح سائق مطروح حديث مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية، لكن بعد عدة أيام من اللقاءات الصحفية والفيديوهات، انكشف أمر سائق مطروح، وتبين أنه اختلق الواقعة لجمع التبرعات له والحصول على الأموال والشهرة .
سائق مطروح النصابالبداية كانت بصورة تم نشرها على إحدى صفحات السوشيال ميديا وكتب عليها أمانة سائق مطروح أعاد 8 ملايين جنيه وسرعان ما تحول إلى تريند على السوشيال ميديا بعد كمية من التعليقات والشير التي انهالت عليه لتتجه الأنظار بعدها إلى لقاءات على منصات المواقع الإخبارية والقنوات الفضائية وإجراء لقاءات معه، والتي أتقن المتهم في روايته الحبكة السينمائية وكيفية عثوره على المبلغ الخيالي الذى كان بمقدرته تغيير مسار السائق البسيط وبناء منزل وفتح مشروع له، لكنه فضل الأمانة وإعادة الأموال لصاحبها لأنه يريد الكسب الحلال .
خطة سائق مطروحخطة سائق مطروح وصديقه كانت من أجل التريند وكيفية استعطاف المواطنين للأمانة التي تحلي بها وقيامه بالتصوير أمام منزله المتهالك المبني من الطوب الأبيض في إشارة منه أنه عفيف النفس، كل ذلك لاستعطاف المواطنين لجمع تبرعات مالية منهم ويتحول لبطل.
الأجهزة الأمنية بمحافظة مطروح تتبعت الامر بعد انتشار فيديوهات وصور سامح رجب سائق مطروح ، وبالبحث تبين عدم تحرير أي محضر بواقعة فقد الأموال، وباستدعاء السائق أقر بأنه اتفق مع أحد الأشخاص باختلاق الواقعة للحصول على تبرعات مقابل أمانته، فاتخذت الإجراءات القانونية ضد المتهم وأحيل لجهات التحقيق.
كيف خدع سائق مطروح المواطنين على السوشيال ميديا؟فور انتشار صورة سائق مطروح على مواقع التواصل خرج سامح رجب على المواقع الإخبارية يروي بطولته، وقال في تصريحات سابقة له : " ربنا يغنينا بالحلال " أنا كنت بوصل بعض الأشخاص لمنطقة فوكا وأثناء عودتي على الطريق الساحلي وجدت جوال كبير على الطريق و بدافع الفضول توقفت لمشاهدة ما في الجوال وعثرت علي ملايين الجنيهات قمت بوضع الجوال داخل السيارة وتوجهت لمنزلي واخبرت زوجتي واتفقت معها على نشر اعلان عبر صفحته الشخصية حتى يتمكن من الوصول لصاحب الأموال بعد تقديم دليل على أن الأموال المعثور عليها خاصة به
وتابع سائق مطروح خلال روايته الكاذبة التي خرج بها على وسائل الاعلام أنه تلقي عشرات الاتصالات عبر هاتفه حتى تلقي اتصالا من أحد الأشخاص بمواصفات الأموال وتم تسليمه الأموال والذى تبين أنه تاجر موبيليا من دمياط تسليم المبلغ.
وأضاف سائق مطروح خلال رويته الكاذبة، أن صاحب المعرض عرض عليه مكافأة مالية على امانته مليون جنيه لكنه رفض عرضه لكون ما فعله واجب أخلاقي وديني.
بيان الداخلية عن سائق مطروحقالت وزارة الداخلية في بيان رسمي لها أن الأجهزة الأمنية اتخذت الإجراءات القانونية ضد سائق مطروح الذى ادعي عثوره على مبلغ 8 مليون جنيه بعد أن كشفت التحريات والتحقيقات عدم صحة الواقعة، وقالت أن السائق ادعي عثوره على جوال بداخله مبلغ (8 مليون جنيه) وقيامه بتسليم المبلغ لصاحبه.
تبين من خلال الفحص أن الشخص المذكور اختلق الواقعة بمساعدة أحد الأشخاص بهدف خداع المواطنين والحصول منهم على تبرعات مقابل أمانته فى تسليم المبلغ المالي.
تم إتخاذ الإجراءات القانونية حيال المذكورين.