«المعرض الصيني» يخطف أنظار زوار «إكسبو»
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
على وقع موسيقى شعبية ورقصات تراثية صينية تفاعل الآلاف من زوار «إكسبو 2023 الدوحة» مع معرض للأعمال الخزفية والفنية الصينية.
وزاد من كثافة التوافد الجماهيري قرب موقع المعرض من المدخل الجانبي لحديقة البدع المجاور لمحطة المترو المؤدية إلى قلب حديقة البدع مقر فعاليات «إكسبو 2023 الدوحة» الذي يمتد حتى 28 مارس 2024 حاملا شعار المعرض «صحراء خضراء.
حوى المعرض الصيني الذي نال إعجاب الزوار أفراداً وجماعات مجسمات خزفية متنوعة تجسد مشاهد طبيعية لمظاهر الحياة اليومية الصينية قديماً، وتنوعت المعروضات بين منحوتات طيور وزهور وأفراس بحر وخيول وعصافير، وأشجار بجانب مجسمات لحيوانات تحتل مكانة متميزة في الحضارة الصينية القديمة.
حمل المعرض شعار «تثبيت التراث الثقافي غير المادي الصيني والروائع الفنية» وجاء مكتوباً بكلمات بسيطة تتمدد على أرضية ذهبية بملامح صحراوية على لوحات شكلت جدراً أو خلفية امتدت لربط ردهات وجنبات المعرض المفتوح المقام على هيئة أعمدة تمتد طويلاً بعد أن يتفرع المعرض إلى جناحين صغيرين يميناً ويساراً، ويشغل بالإجمال مساحة صغيرة جداً تقع شمال المنطقة الثقافية في حديقة البدع.
وقد قدمت هذه اللوحات التعريفية بالمعرض والمنحوتات الواقفة على قوائم خشبية رشيقة تعريفا سهلاً وموجزاً عن التراث الثقافي غير المادي الصيني الذي يحوي 518 نوعا من الآثار المتعلقة بالأدب الشعبي، والموسيقى والرقص الشعبي والعادات الشعبية المتعلقة بمناسبات مثل عيد الربيع والمراسم التعبيرية.
كما يحوي هذا التراث الأوبرا القديمة، والغناء القصصي، وصنع الفخار البنفسجي، وعلوم الطب والأدوية التقليدية، ومنها الطب التقليدي والوخز بالإبر الصينية.
وشمل المعرض مجسمات لأدوات تعبر عن هذا التراث المعبر عن مظاهر الحياة اليومية مثل حافظات الطعام، والأمتعة، وحاويات الزهور، كما خطفت عناقيد العنب والزهور المنحوتة بألوان أرجوانية بديعة عيون الزوار بعد أن شكلت لوحة فنية لامعة مستفيدة من الإضاءة الهادئة التي غلفت الأجواء، وقد نجحت المجسمات والمنحوتات الخزفية في خطف أنظار الزوار الذين أبدوا إعجاباً كبيراً بدقة الرسومات الموجودة على هذه المنحوتات خاصة عناقيد المجوهرات والعصافير، والمشاهد الحياتية المعبرة عن الحياة في بلاد الصين قديماً.
وساهمت العروض الفنية المستمدة من التراث غير المادي الصيني التي أداها الأطفال الصغار مرتدين أزياء ذات ألوان ذهبية وأورجوانية مبهجة في استقطاب الزوار من كافة الجنسيات، وامتدت رقعة الحشد الجماهيري إلى خارج أروقة المعرض المفتوح إلى المسطح الأخضر الواسع، وحرص الجميع على التقاط الصور وتسجيل مقاطع فيديو مع المعروضات الفنية الثرية التي انتشرت فيما يشبه المتحف المفتوح المعبر عن تميز الفن الصيني القديم.
كما شكلت المعزوفات والرقصات التراثية موسيقى تصويرية بديعة ساهمت في الاندماج داخل أجواء المعرض، وبات الجميع يعيشون ما يشبه الرحلة إلى الماضي، ومعايشة مشاهد الحياة اليومية الصينية القديمة التي بدت كأنها كائن حي، يمتدد مستريحاً في ساحة المعرض المفتوح الذي نال إعجاب الجميع بما حواه من إبداعات وكنوز وتحف فنية صنعتها أنامل صينية مبدعة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر إكسبو 2023 الدوحة
إقرأ أيضاً:
50 لوحة تجسّد التراث والحداثة في معرض الأسطورة بحصن جبرين
في أروقة حصن جبرين العريق، ووسط أجواء فنية نابضة بالإبداع، جسدت أكثر من خمسين لوحة تشكيلية في معرض "الأسطورة"، الذي نظمه معلمو ومعلمات الفنون التشكيلية من ولايتي بهلا والحمراء، مجسدين عبر أعمالهم الفنية ملامح من التراث العُماني الأصيل وروح الفن الحديث، في تناغم بصري مميز يعكس جماليات الماضي وابتكارات الحاضر.
وقد افتُتح المعرض برعاية علي بن عبدالله بن سالم الحارثي، المدير العام للتربية والتعليم بمحافظة الداخلية، بحضور نخبة من التربويين وعدد من المهتمين بالشأن الفني والثقافي، في مشهد جسّد الشراكة المجتمعية وأهمية الفنون في دعم الهوية الوطنية.
ويُعد المعرض محطة فنية تعليمية بارزة في العام الدراسي الحالي؛ إذ احتوى على أعمال فنية حملت طابعًا تراثيًا عُمانيًا، أبرزت رموز الفروسية، والموروث الشعبي، والحرف التقليدية، إلى جانب رؤى فنية معاصرة ترجمت أفكار الفنانين بأساليب تقنية مبتكرة تعبّر عن روح العصر والهوية الثقافية.
وأوضح علي بن حمود بن عمير الهنائي، مشرف أول فنون تشكيلية بتعليمية الداخلية، أن هذا المعرض يأتي ضمن جهود وزارة التربية والتعليم الرامية إلى إثراء البيئة التربوية من خلال تعزيز الإبداع الفني لدى الكوادر التعليمية، وتمكينهم من تطوير قدراتهم عبر منصات عرض تُحفّز المواهب وتُعزز تبادل الخبرات.
وبيّن الهنائي أن الأعمال المعروضة، التي بلغ عددها خمسين عملًا فنيًا، أبدعها معلمون ومعلمات من مختلف مدارس الولايتين، وجرى توزيعها بعناية في قاعات الحصن باستخدام حوامل خشبية أنيقة أضفت على المكان طابعًا من الرقي والأصالة. كما أشار إلى أن المعرض يسعى إلى ترسيخ روح التعاون بين المعلمين والمعلمات، وإبراز مواهبهم، وإتاحة الفرصة للتجديد في الطرح والأسلوب، إلى جانب دعم الكوادر التربوية الجديدة من خلال دمجها بذوي الخبرة، بما يسهم في رفع كفاءة الأداء الفني والتربوي.
وتضمن حفل افتتاح المعرض تقديم الفنون الشعبية العمانية لفني الرزحة والعازي، ويُسدل الستار على فعاليات المعرض بعد غدًا الأحد، بعد أن استقطب عددًا من الزوار والمهتمين بالفن والثقافة والسياحة من داخل سلطنة عُمان وخارجها.
ومن الجدير بالذكر أن تنظيم مثل هذه الفعاليات يعد خطوة مهمة نحو تطوير التعليم في المستقبل، حيث تساهم في صقل مهارات المعلمين وفتح آفاق جديدة للإبداع الفني. إن هذه البرامج لا تقتصر على تطوير القدرات الفنية فقط، بل تمثل أيضًا فرصة لتعزيز التفكير النقدي والابتكاري لدى المشاركين وتبادل الخبرات، كما أنها تسهم في خلق بيئة تعليمية حاضنة للمواهب، وتعد ركيزة أساسية لدعم استراتيجيات التعليم الحديثة التي تدمج الثقافة والفنون في العملية التعليمية، مما يساعد في تطوير جيل قادر على التفكير خارج الصندوق ومواكبة التحديات المستقبلية بروح من الابتكار والتفرد.