سفير جمهورية باكستان: البحرين صديــــق موثـــوق ومقــــرب لباكستـــــان.. وعلاقاتنا الدفاعيـة عميقـــة الـجـــذور

عملي كسفير لبلادي هنا كان بمثابة مكافأة مهنية في مسيرتي الدبلوماسية 1.2 مليار دولار حجم التبادل التجاري ما بين البلدين اتفاقية التجارة الحرة بين الخليج وباكستان بانتظار المصادقة عليها للدخول في حيز التنفيذ التجارة الحرة ستجعل المنطقة وباكستان اقرب واكثر تكاملاً
اكد سفير جمهورية باكستان الإسلامية لدى مملكة البحرين محمد أيوب على عمق العلاقات التي تربط بلاده بمملكة البحرين، واصفاً البحرين بالصديق المقرب.

وقال السفير الباكستاني ايوب في مقابلة لـ»الايام» بمناسبة انتهاء فترة عمله كسفير لبلاده لدى المملكة ان بلاده تقدر علاقاتها الأخوية مع مملكة البحرين، حيث تتمتع البلدين بعلاقات ودية مـتأصلة في الروابط التاريخية التي تجمعهما، وهي علاقات متميزة على كافة المستويات، معتبراً ان العلاقات الدفاعية بين البلدين هي علاقات تاريخية عميقة الجذور. وفي الشق المتعلق بالتجارة الثنائية، كشف السفير الباكستاني عن ان حجم التبادل التجاري بين البلدين قد تجاوز 1،2 مليار دولار امريكي خلال العام الماضي لصالح مملكة البحرين بسبب وارادت النفط، حيث بلغت قيمة الصادرات البحرينية الى باكستان نحو 1,103.379 دولار أمريكي في مقابل 156.8 مليون دولار امريكي هي قيمة صادرات باكستان الى البحرين، شكلت اللحوم والخضروات والأرز والتبغ اغلب هذه السلع.
وعلى الصعيد الإقليمي، اكد السفير الباكستاني على ان اتفاقية التجارة الحرة ما بين دول مجلس التعاون الخليجي وباكستان- والتي تنتظر المصادقة عليها لتدخل حيز التنفيذ بعد ان وضع الطرفين عليها اللمسات الأخيرة في الرياض الشهر الماضي- ان هذه الاتفاقية ستعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي بين المنطقة الاقتصادية الأكثر ازدهارا في العالم مع باكستان مما سيجعل بلاده والمنطقة اقرب واكثر تكاملاً. لافتاً الى ان اقتصاد بلاده يطرح فرص استثمارية في عدة قطاعات ابرزها الطاقة والزراعة، والتعدين، وتكنولوجيا المعلومات حيث تعتبر بلاده رابع أكبر دولة في القوى العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات. وفيما يلي نص المقابلة:
] مع انتهاء فترة عملكم في المملكة، ما هي انطباعاتكم عن المملكة، وتجربة مسيرتكم المهنية هنا؟ - لقد قضيت أكثر الأوقات التي أرى انها تحمل اثارة في تفاصيلها، واعتبر ان عملي هنا كسفير لبلادي، كان بمثابة مكافأة مهنية في مسيرتي الدبلوماسية هنا في ارض السلام والوئام والتنمية والازدهار. وأود من خلال صحيفة الأيام ان اعرب عن بالغ امتناني لكل ما حظيت به من احترام ودعم من قبل القيادة وعلى رأسها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ال خليفة، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، وأعضاء الحكومة، وشعب البحرين الشقيق. لقد شهدت هنا في البحرين واحدة من أنجح حملات التطعيم ضد فيروس كورونا – كوفيد-19- حيث تم التعامل مع الجائحة بشكل رائع تحت القيادة الديناميكية لصاحب السمو ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء. وكانت جميع اللقاحات المعتمدة من منظمة الصحة العالمية متوفرة، ومتاحة امام جميع السكان. كذلك شهدنا انتعاشاً اقتصادياً ملحوظ بعد فترة الجائحة وذلك بفضل قيادة صاحب الجلالة الملك المعظم. وجهود صاحب السمو الملكي ولي العهد. بلا شك ان التزام القيادة البحرينية بتعزيز الاستقرار، والوئام، والرخاء لشعب البحرين هو امر مثير للأعجاب.
] كيف تنظرون الى العلاقات ما بين مملكة البحرين، وجمهورية باكستان؟ - بالطبع، تقدر باكستان علاقاتها الأخوية مع مملكة البحرين، حيث تتمتع باكستان والبحرين بعلاقات ودية متأصلة في الروابط التاريخية، وقواسم الدين المشتركة. كما هي علاقات متميزة ونشطة على جميع المستويات. بلا شك ان موقع البحرين الاستراتيجي – تماماً كما هو موقع باكستان- مهم جداً للسلام والاستقرار الدولي، كما ان باكستان مهتمة بمواصلة تعزيز علاقاتها الوثيقة والودية مع مملكة البحرين، حيث ان البلدين لديهما تشابه وانسجام كبير في وجهات النظر والتصورات حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك، وهناك تنسيق دائم ومستمر في مواقفهما في مختلف المحافل الإقليمية والدولية. كما انه من الواضح ان علاقات البلدين تسير في مسار تصاعدي، حيث شهدنا العديد من الزيارات والتبادلات رفيعة المستوى في كلا الاتجاهين، اذ لدينا الالية المؤسسية لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات. وخلال فترة عملي هنا في المملكة، عقدت باكستان والبحرين الاجتماع الثاني للجنة الوزارية المشتركة (JMC) في البحرين، وذلك في يوليو الماضي، ومن خلال متابعة اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة، فقد تم إنشاء العديد من مجموعات العمل لتعزيز التعاون الثنائي في مجال تكنولوجيا المعلومات. والاستثمار السياحي والتجاري، والعمل، والرياضة والثقافة. كما تتمتع بلدينا بعلاقات دفاعية تاريخية، وتعاون عسكري عميق الجذور لاسيما في مجال التدريب والتمارين المشتركة، والمشاورات المتبادلة، والزيارات رفيعة المستوى.
] ماذا عن حجم التبادل التجاري ما بين البلدين؟ وما هي اهم الصادرات والواردات؟ - بلا شك ان العلاقات الودية والعميقة ما بين البلدين، انعكست بشكل إيجابي على العلاقات التجارية، وخلال السنة المالية 2022، تجاوزت التجارة الثنائية بين باكستان والبحرين نحو 1.2 مليار دولار أمريكي. اما بالنسبة لـ الصادرات الرئيسية، فيشكل النفط ومشتقاته، والنفايات الحديدية، والخردة، والالمنيوم، والاقمشة القطنية والمنسوجات، وكذلك خدمات النقل اهم الصادرات الرئيسية، فيما تشكل اللحوم والخضروات، والأرز والتبغ والسجاد اهم الصادرات من باكستان. بالطبع الميزان التجاري يميل الميزان التجاري بشكل كبير لصالح البحرين بسبب واردات النفط، حيث بلغت قيمة الصادرات البحرينية الى باكستان نحو 1,103.379 دولار أمريكي. في المقابل، بلغت قيمة صادرات باكستان من السلع والخدمات إلى البحرين نحو 156.8 مليون دولار أمريكي.
] ماذا عن العلاقات الدفاعية ما بين البلدين الصديقين؟ - كما ذكرت، تتمتع باكستان والبحرين بعلاقات دفاعية قوية وعريقة، حيث يتم بانتظام تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين القوات المسلحة في كلا البلدين. وقد تلقى العديد من المستجدين والضباط البحرينيين التدريبات في باكستان، وهناك تعاون كبير ما بين قوة الدفاع والحرس الوطني في المملكة وبين القوات المسلحة في باكستان، وقد اجرى الجيش الباكستاني والحرس الوطني البحريني مناورات «البدر» المشتركة لمكافحة الإرهاب. أيضا في سياق هذا التعاون، شاركت فرقة من القوات الجوية الباكستانية بقيادة قائد القوات الجوية في معرض البحرين الدولي للطيران الذي أقيم خلال الفترة ما بين 9 إلى 11 نوفمبر 2022. لذلك بشكل عام تعتبر التبادلات رفيعة المستوى في مجال الدفاع سمة منتظمة لهذا التعاون.
] سأنتقل الى الجانب الإقليمي، جرت هذا العام مفاوضات في العاصمة الباكستانية اسلام اباد تستهدف جذب الاستثمارات الخليجية إلى باكستان، خاصة في المجالين الزراعي والبنية التحتية. إلى أين وصلت هذه المفاوضات؟ - كما تعلمون، باكستان هي أرض الإمكانات والفرص الهائلة. وتتمتع بموارد طبيعية وبشرية غنية. اذ تحتل باكستان المرتبة 15 من حيث أكبر دولة منتجة للزراعة، وثاني أكبر دولة في مجال العمل الحر في مجال تكنولوجيا المعلومات، ورابع أكبر دولة في القوى العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات. كما تتمتع باكستان باحتياطيات تعدين تبلغ قيمتها تريليونات الدولارات، بما في ذلك ثاني أكبر احتياطي للفحم وخامس أكبر احتياطي للنحاس. ومن أجل تحسين إمكاناتنا الحيوية، فقد وافق رئيس وزراء باكستان على إنشاء مجلس جديد خاص لتسهيل الاستثمار (SIFC) مهامه تعزيز الاستثمار في باكستان، لاسيما الاستثمارات القادمة من دول الخليج. وقد تم تفويض هذا المجلس ليكون «نافذة واحدة» للتعاون المتعدد المجالات مع الدول الصديقة التي تركز على الاستثمار والخصخصة. وقد حدد SIFCخمسة مجالات ذات أولوية للاستثمار، وهي الزراعة، وتكنولوجيا المعلومات، والمناجم والمعادن، والطاقة، والصناعات والإنتاج. كما توفر باكستان سبلاً للاستثمار المربح في هذه المجالات ذات الأولوية، حيث وفرت جميع هذه القطاعات قاعدة راسخة لمثل هذا الاستثمار. وقد بدأ SIFC المفاوضات مع جميع دول مجلس التعاون الخليجي والدول الصديقة الأخرى حيث تمكن من إقامة شراكات مع العديد من هيئات الاستثمار في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. بالطبع، المفاوضات تسير على الطريق الصحيح، وستبدأ في تحقيق نتائج مثمرة في المستقبل القريب بإذن الله.
] سأبقى في الجانب الإقليمي، شهدنا المفاوضات الناجحة التي جرت في أواخر الشهر الماضي في العاصمة السعودية الرياض، وذلك من اجل التوصل الى اتفاقية للتجارة الحرة ما بين دول مجلس التعاون الخليجي، وباكستان. متى من المؤمل ان يتم دخول الاتفاقية الى حيز التنفيذ، وماذا عن الطموحات الاقتصادية المؤملة من خلال هذه الاتفاقية؟ -كما تعلمون، كان هناك اتفاقية اطارية للتعاون الاقتصادي مع دول مجلس التعاون الخليجي تم توقيعها في العام 2004، مما وفر الأرضية المناسبة للدخول في مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي. وقد عُقدت الجولة النهائية للمفاوضات بشأن الوصول إلى الأسواق للسلع والخدمات في الرياض خلال الفترة ما بين 26 إلى 28 سبتمبر 2023. حيث تغطي الاتفاقية السلع والخدمات والاستثمار ومجالات التعاون الأخرى. ولقد وضع الجانبان اللمسات النهائية على نص الاتفاقية واتفقا بشكل أساسي خلال المفاوضات الأخيرة. وسوف يتم عرض الاتفاقية النهائية على مجلس الوزراء للموافقة اللازمة. ومع اختتام هذه المفاوضات بنجاح الان، ستبدأ الإجراءات الداخلية للتوقيع والتصديق والتنفيذ السريع لاتفاقية التجارة الحرة. بالطبع، ستعمل هذه الاتفاقية على تعزيز التعاون الاقتصادي بين المنطقة الاقتصادية الأكثر ازدهارا في العالم مع باكستان. حيث نتوقع أن تستفيد منطقة الشرق الأوسط - التي يبلغ إجمالي ناتجها المحلي الإجمالي أكثر من 3 تريليونات دولار أمريكي- وباكستان -التي يبلغ ناتجها المحلي الإجمالي أكثر من 370 مليار دولار أمريكي - بشكل كبير من هذه الاتفاقية. كما توفر باكستان العديد من الفرص للاستثمار في عدة قطاعات تتراوح بين الطاقة والضيافة والتعدين والزراعة وتكنولوجيا المعلومات. كما تركز اتفاقية التجارة الحرة هذه على إقامة علاقات أفضل لجذب الاستثمارات، الأمر الذي سيجلب النمو والازدهار لشعوب دول مجلس التعاون الخليجي وباكستان. بلا شك إن بلدينا يشتركان في القيم والدين والثقافة المشتركة. كما تلعب الجاليات الباكستانية المقيمة في دول الخليج دورًا في تنمية دول الخليج. حيث ستعمل هذه الاتفاقية على تعزيز الروابط الاقتصادية. اما بالنسبة لـ البحرين - التي تشكل بالنسبة لنا صديق موثوق ومقرب من باكستان – فيمكن أن تستفيد أيضًا من هذه الاتفاقية. حيث نأمل أن تفتح هذه الاتفاقية آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي، مما يجعل المنطقة وباكستان أقرب وأكثر تكاملا.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية