البوابة نيوز:
2025-02-08@21:38:19 GMT

أكتوبر: العبور من الانكسار إلى الانتصار (2-1)

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

في مقالي هذا، لن أتحدث عن حرب أكتوبر من الناحية العسكرية، فهذا مجال لست متخصصًا فيه، وهناك خبراء عسكريون يتحدثون فيه على نحو علمي عسكري متخصص أفضل مني، وإنما سأتحدث عنها من المنظور الشعبي، وكيف خلَّد المصريون هذا الإنجاز العسكري في ذاكرتهم الشعبية؛ ليصبح حدثًا تاريخيًا شعبيًا، تتناقله الأجيال، وتُبدع العقلية الشعبية المصرية حوله أجمل إبداعاتها.

بالطبع، كان انتصار السادس من أكتوبر له حظوة كبيرة بين من حاورناهم، فكثيرون من توقفوا عندها، وعند ذكر تفاصيل هذه الحرب، التي أعادت إلى الشعب المصري، على نحو ما أعادت إلى الجيش، ثقته في نفسه، واعتزازه بقدراته وإمكانياته، بل أعادت العلاقة بينهما إلى طبيعتها، بعد أن تأثرت- بعض الشيء- جرَّاء هزيمة ١٩٦٧. وسنختار من بين من حاورناهم واحدًا من أبناء قبيلة الرماحي بمحافظة الفيوم، الذي يوجز هذه الحرب في إحدى القصائد الشعبية البدوية، التي يتواترها بعض الأهالي، ويتناقلونها فيما بينهم فيقول واصفًا الحرب وملابساتها: "في سنة ٧٣.. في اللحظة دي كان الرئيس أنور السادات كان له هيبة جامدة على عملية النصر، وعملت له يعني حب جامد، وكان الرئيس حسني مبارك قائد الطيران. كان له برضه تاريخ مشرف، أول ضربة جوية، الضربة الجوية الأولى شلت الحركة الجوية الإسرائيلية نهائيا. جميع المطارات الإسرائيلية اتدمرت. وكان بفكر وتخطيط مصري. فربنا كرم، ولولا أمريكا جات بأسراب الطيران بتاعتها، وجات خطوط مباشرة لإسرائيل كانت مصر كلها خدت إسرائيل، ماكاتش هتاخد معاها حاجة. إنما أمريكا هيَّ اللي جابت الأسراب.. آه تدخلت بثقلها بقى.
القصيدة بتقول إيه بقى.. هيَّ لهجة بدوية:
اقرب لي يا باهي الصيفات
تعا خبرنا ع السادات
اللي حشَّد كِل القوات  
وقال للهم يا جيش اعبر
■ ■
في اليوم السادس م أكتوبر
هجمنا وقِلنا الله أكبر
وعدينا في أرض الميدان
■ ■
عبرنا بجِملة طيارات
حديد ما غير يصبوا فواليت
عساكر وسلاح وشبان
■ ■
عبرنا م الضفة الغربية 
ومن شرقه همت سوريَّه
ودمرنا جيش الطغيان
■ ■
دمرنا خطك يا بارليف
وتمَّى مقطع كيف الليف
اللي قالوا عالي البنيان
■ ■
اللي قالوا خط مانع 
اليوم تَهَدَّم واتصدع
اللي ما حقق.. اليوم سْمع
علي قوة جيش العربان
■ ■
الخِطة تمت بالترتيب
ما فيها ولا يد غريب
لا سوفيت ولا امريكان
■ ■
أمريكا سمعت ها الأخبار
عدوك شاطت فيها النار
وقالت سوَّك يا ديان  (سوَّك: ماذا حدث لك؟)
■ ■
وين اسلاحك ها الفانتوم
اللي حرَّم سينا يبرم
تَحطم كله ع الجبهات
■ ■
الخطة راسمها السادات
الخطة راسمها السادات  
وجهز من جيشه ظباط
وقال ارجاني يا ديان  (ارجاني: انتظرني واحذرني)
■ ■
وقال ارجاني يا ديان  
وجرب قوة ها الشبان
اللي ما نسيوا عار زْمان
■ ■
ما نسينا سبعه وستين
ما نسينا سبعه وستين  
وسينا ويافا وفلسطين
وسوريا ومعاها الجولان
■ ■
صبَّى ديان ومائير (استسلم موشي ديان وجولدمائير)
وقال للهم أنا كيف اندير
جيوشي منهم كيف تْسير  
عرب جونا من كِل مكان
■ ■
قال: جا القدافي والهواري  
والمغرب ماهو مِدَّاري
وفيصل نادى يا إخواني  
هيا نمشوا للسادات
■ ■
هيا نتفقوا ف القول  
ونرفع من سعر البترول
حتى يرحل ها الشيطان
■ ■
حتى تِجلى دومائير
ومعاها ديان أسير
ومعاهم باقي العدوان 
النصرة تمت للعربان
■ ■
فالقصيدة تسرد لنا تفاصيل معركة النصر في السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣، بدءًا من الإعداد للحرب، وجرأة الرئيس الراحل السادات (رحمه الله)، والخطة التي أعدها لتلك الحرب، وكذلك الضربات الجوية. وكيف أن هذه المعركة أدخلت الفرح والسعادة على قلوب الجيش المصري وكل المصريين؛ إذ أعادت إلى الجميع الثقة المفقودة عقب النكسة. وكذلك وقع تأثير ذلك الانتصار على تحالفات إسرائيل، خاصة أمريكا التي أفقدتها المعركة توازنها وثقتها في قوتهم. كما أشارت القصيدة إلى الموقف العربي الداعم لمصر في حربها ضد إسرائيل، على نحو ما أكده موقف رؤساء الدول العربية وشعوبها، مثل: معمر القذافي وهواري بو مدين وملك المغرب (رحمهم الله جميعا)، وكذلك الملك فيصل (رحمه الله)، ثم استعرض الشاعر الشعبي موقفه التاريخي القوي عندما أوقف تصدير البترول إلى الغرب وإلى أمريكا مما كان له كبير الأثر في تحقيق النصر، ليس لمصر فحسب، وإنما لكل العرب.  وللحديث بقية إن شاء الله. 
د.خالد أبو الليل: أستاذ الأدب الشعبي بجامعة القاهرة

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: حرب أكتوبر محافظة الفيوم أنور السادات أرض الميدان العبور

إقرأ أيضاً:

أهم الأعمال الصالحات التي تقرب إلى الله في شهر شعبان.. فيديو

تحدث الشيخ أحمد عادل٫ عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن أهم الأعمال الصالحات التي تقرب إلى الله في شهر شعبان.

متى ترفع الأعمال إلى الله في شهر شعبان؟ اغتنموا هذه الليلة ورددوا الأدعية المستجابةملتقى الجامع الأزهر: شهر شعبان شهد تحويل القبلة‏ وفيه ترفع الأعمال إلى الله

وقال الشيخ أحمد عادل، خلال حواره ببرنامج صباح الخير يا مصر، على قناة “الأولى”: "شهر شعبان من أهم الشهور، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يتعامل فيه تعامل خاص، وكان يجتهد في العبادة خلال هذا الشهر”.

وأضاف: السيدة عائشة رضي الله عنها تخبرنا أنها لم تكن تري النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا من الشهور مثل ما يصوم من شهر شعبان، والصحابة تداركوا هذا الأمر حتى سيدنا أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو ‌شهر ‌ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”.

وتابع: “شهر شعبان هو الشهر الذي ترفع فيه الأعمال إلى الله.. لذلك يجب الإكثار من فعل الخير والتقرب إلى الله والصيام في شهر شعبان”.

مقالات مشابهة

  • رئيس "الشاباك" يقرّ بفشل الأجهزة الأمنية في "هجوم أكتوبر"
  • الجيش السوداني يحقق مكاسب هائلة في سعيه لاستعادة العاصمة التي مزقتها الحرب
  • رئيس الشاباك يُقر بالفشل الإسرائيلي في 7 أكتوبر
  • مسؤول: وزير خارجية أمريكا سيقوم بأول جولة في الشرق الأوسط منتصف فبراير.. ما الدول التي سيزورها؟
  • كيف علم وزير الحرب الإسرائيلي السابق غالانت بهجوم 7 أكتوبر؟
  • أهم الأعمال الصالحات التي تقرب إلى الله في شهر شعبان.. فيديو
  • «جالانت» يكشف أكبر خطأ أمني في الحرب على لبنان: أمريكا رفضت بشكل قاطع
  • ختام "رماح النصر".. قائد القوات الجوية يدشّن توسعة مركز الحرب الجوي
  • لماذا اشتعل جدل النصر والهزيمة بعد وقف إطلاق النار في غزة؟
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)