البوابة نيوز:
2025-03-12@10:26:43 GMT

أكتوبر: العبور من الانكسار إلى الانتصار (2-1)

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

في مقالي هذا، لن أتحدث عن حرب أكتوبر من الناحية العسكرية، فهذا مجال لست متخصصًا فيه، وهناك خبراء عسكريون يتحدثون فيه على نحو علمي عسكري متخصص أفضل مني، وإنما سأتحدث عنها من المنظور الشعبي، وكيف خلَّد المصريون هذا الإنجاز العسكري في ذاكرتهم الشعبية؛ ليصبح حدثًا تاريخيًا شعبيًا، تتناقله الأجيال، وتُبدع العقلية الشعبية المصرية حوله أجمل إبداعاتها.

بالطبع، كان انتصار السادس من أكتوبر له حظوة كبيرة بين من حاورناهم، فكثيرون من توقفوا عندها، وعند ذكر تفاصيل هذه الحرب، التي أعادت إلى الشعب المصري، على نحو ما أعادت إلى الجيش، ثقته في نفسه، واعتزازه بقدراته وإمكانياته، بل أعادت العلاقة بينهما إلى طبيعتها، بعد أن تأثرت- بعض الشيء- جرَّاء هزيمة ١٩٦٧. وسنختار من بين من حاورناهم واحدًا من أبناء قبيلة الرماحي بمحافظة الفيوم، الذي يوجز هذه الحرب في إحدى القصائد الشعبية البدوية، التي يتواترها بعض الأهالي، ويتناقلونها فيما بينهم فيقول واصفًا الحرب وملابساتها: "في سنة ٧٣.. في اللحظة دي كان الرئيس أنور السادات كان له هيبة جامدة على عملية النصر، وعملت له يعني حب جامد، وكان الرئيس حسني مبارك قائد الطيران. كان له برضه تاريخ مشرف، أول ضربة جوية، الضربة الجوية الأولى شلت الحركة الجوية الإسرائيلية نهائيا. جميع المطارات الإسرائيلية اتدمرت. وكان بفكر وتخطيط مصري. فربنا كرم، ولولا أمريكا جات بأسراب الطيران بتاعتها، وجات خطوط مباشرة لإسرائيل كانت مصر كلها خدت إسرائيل، ماكاتش هتاخد معاها حاجة. إنما أمريكا هيَّ اللي جابت الأسراب.. آه تدخلت بثقلها بقى.
القصيدة بتقول إيه بقى.. هيَّ لهجة بدوية:
اقرب لي يا باهي الصيفات
تعا خبرنا ع السادات
اللي حشَّد كِل القوات  
وقال للهم يا جيش اعبر
■ ■
في اليوم السادس م أكتوبر
هجمنا وقِلنا الله أكبر
وعدينا في أرض الميدان
■ ■
عبرنا بجِملة طيارات
حديد ما غير يصبوا فواليت
عساكر وسلاح وشبان
■ ■
عبرنا م الضفة الغربية 
ومن شرقه همت سوريَّه
ودمرنا جيش الطغيان
■ ■
دمرنا خطك يا بارليف
وتمَّى مقطع كيف الليف
اللي قالوا عالي البنيان
■ ■
اللي قالوا خط مانع 
اليوم تَهَدَّم واتصدع
اللي ما حقق.. اليوم سْمع
علي قوة جيش العربان
■ ■
الخِطة تمت بالترتيب
ما فيها ولا يد غريب
لا سوفيت ولا امريكان
■ ■
أمريكا سمعت ها الأخبار
عدوك شاطت فيها النار
وقالت سوَّك يا ديان  (سوَّك: ماذا حدث لك؟)
■ ■
وين اسلاحك ها الفانتوم
اللي حرَّم سينا يبرم
تَحطم كله ع الجبهات
■ ■
الخطة راسمها السادات
الخطة راسمها السادات  
وجهز من جيشه ظباط
وقال ارجاني يا ديان  (ارجاني: انتظرني واحذرني)
■ ■
وقال ارجاني يا ديان  
وجرب قوة ها الشبان
اللي ما نسيوا عار زْمان
■ ■
ما نسينا سبعه وستين
ما نسينا سبعه وستين  
وسينا ويافا وفلسطين
وسوريا ومعاها الجولان
■ ■
صبَّى ديان ومائير (استسلم موشي ديان وجولدمائير)
وقال للهم أنا كيف اندير
جيوشي منهم كيف تْسير  
عرب جونا من كِل مكان
■ ■
قال: جا القدافي والهواري  
والمغرب ماهو مِدَّاري
وفيصل نادى يا إخواني  
هيا نمشوا للسادات
■ ■
هيا نتفقوا ف القول  
ونرفع من سعر البترول
حتى يرحل ها الشيطان
■ ■
حتى تِجلى دومائير
ومعاها ديان أسير
ومعاهم باقي العدوان 
النصرة تمت للعربان
■ ■
فالقصيدة تسرد لنا تفاصيل معركة النصر في السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣، بدءًا من الإعداد للحرب، وجرأة الرئيس الراحل السادات (رحمه الله)، والخطة التي أعدها لتلك الحرب، وكذلك الضربات الجوية. وكيف أن هذه المعركة أدخلت الفرح والسعادة على قلوب الجيش المصري وكل المصريين؛ إذ أعادت إلى الجميع الثقة المفقودة عقب النكسة. وكذلك وقع تأثير ذلك الانتصار على تحالفات إسرائيل، خاصة أمريكا التي أفقدتها المعركة توازنها وثقتها في قوتهم. كما أشارت القصيدة إلى الموقف العربي الداعم لمصر في حربها ضد إسرائيل، على نحو ما أكده موقف رؤساء الدول العربية وشعوبها، مثل: معمر القذافي وهواري بو مدين وملك المغرب (رحمهم الله جميعا)، وكذلك الملك فيصل (رحمه الله)، ثم استعرض الشاعر الشعبي موقفه التاريخي القوي عندما أوقف تصدير البترول إلى الغرب وإلى أمريكا مما كان له كبير الأثر في تحقيق النصر، ليس لمصر فحسب، وإنما لكل العرب.  وللحديث بقية إن شاء الله. 
د.خالد أبو الليل: أستاذ الأدب الشعبي بجامعة القاهرة

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: حرب أكتوبر محافظة الفيوم أنور السادات أرض الميدان العبور

إقرأ أيضاً:

مراقبون:أمريكا تدفع بالجنوبيين الى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل

وقال مراقبون: ان محاولات الإدارة الامريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب تحول دون توصل اليمنيون لتسوية سياسية خدمة للأجندة الصهيونية لاسيما مع دخول صنعاء الحرب على الكيان الصهيوني دعما ونصرة للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة الذين يتعرضون لابشع اشكال الإبادة الجماعية في عدوان شاركت فيه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها دعما للعدو الصهيوني.

وأشار المراقبون الى ان الولايات المتحدة تعمل على رص صفوف مكونات ما يسمى بالشرعية العميلة المهترئة المتصدعة بالخلافات والموسومة بفشلها في ادارة جزء بسيط من اليمن وذلك للدخول في حرب تهدف الى اضعاف حكومة صنعاء في موقفها المساند لغزة. لافتين الى أن ما يسمى الشرعية المزعومة ليس لها جيش قوي يستطيع القيام بتلك المهمة بعد ان اضعفه التحالف وقضى على معظم قواته وحرمه من التسليح النوعي لصالح إنشاء ميليشيات مسلحة تم تشكيلها على اسس مناطقية معظم افرادها وقياداتها من الجماعات السلفية المتشددة وغالبيتهم إن لم يكن كلهم من أبناء المحافظات الجنوبية لاسيما من الشباب الفقراء ممن يسهل قيادتهم بعد أن ضاقت بهم سبل الحياة ووجدوا ضالتهم بالانخراط في تلك الميليشيات مقابل الف ريال سعودي يسد رمق العيش لأسرهم في ظل اوضاع معيشية بائسة افتعلها التحالف من خلال أدواته الحاكمة.

واوضحوا أن التحالف السعودي الإماراتي بضغط من إدارة الرئيس الامريكي ترامب وتحت ضغط الكيان الصهيوني اوعزوا لأمراء الحرب الجنوبيين وفي مكونات الشرعية الفاسدة، الاستعداد لشن ضربات تضعف قوة صنعاء العسكرية، ولذلك تملئ عليهم تصريحاتهم وخطاباتهم في الصحافة المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية وكذلك وسائلهم الاعلامية للاستعداد للحظة منتظرة لخوض حرب دامية وقودها أبناء المحافظات الجنوبية الذين لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وسيدفعون ثمنها من دمائهم وأرواحهم ومن شأنها ان تمزق النسيج الاجتماعي والسياسي اليمني جنوبا وشمالا وبما يعمق الكراهية ويثقل البلاد بالثارات لعقود طويلة من الزمن.

واضاف المرافبين: أن دعاة الحرب يعيشون كل أنواع الترف والرخاء والنعيم مرفهين في كثير من العواصم الاقليمية والعربية والعالمية بينما سيدفع بأبناء الجنوب من الفقراء والمعوزين لخوض حرب بالوكالة عن السعودية والإمارات والكيان الصهيوني المدعوم أمريكيا وغربيا مما سيحرم آلاف العائلات من عوائلها وسيكون هناك آلاف الايتام والارامل والثكالى والمكلومين لتضيف معاناة قاسية داخل جنوب ممزق تتقاسمه الميليشيات يعاني من فقدان الدولة واوضاعا معيشية وخدماتية مأساوية فرضها التحالف السعودي الإماراتي من خلال أدواته وميليشياته لفرض واقع الإذلال المهين على شعب يتطلع لإستعادة الحياة الكريمة على كافة الاصعدة، وقدم لذلك الهدف قوافل الشهداء والجرحى والتضحيات الجسيمة ليجد نفسه في أتون حرب تجعل ذلك الهدف بعيد المنال.

مقالات مشابهة

  • مراقبون:أمريكا تدفع بالجنوبيين الى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل
  • كاتب صحفي: خطابات جنود أكتوبر كبسولة زمنية تكشف مشاعر الحرب والانتصار
  • رمضان يخفف من قساوة التحديات التي يواجهها رواد الأعمال السودانيون
  • الدويش: لماذا لم تذكر المادة التي تثبت صحة مشاركة الرويلي
  • هشام الحلبي: حرب 6 أكتوبر كانت ثمرة جهد 6 سنوات من التخطيط الاستراتيجي
  • نصر العاشر من رمضان.. حرب المعلومات ساهمت في تحقيق عنصر المفاجأة في العبور
  • الاحتلال الإسرائيلي يعترف بخروج أكثر من 10 آلاف جندي عن الخدمة منذ 7 من أكتوبر 2023م
  • الصين تستعد لحرب أمريكا
  • أمريكا تندد بالمجازر التي حدثت في الساحل السوري
  • سموتريتش: نعمل مع أمريكا لتحديد البلدان التي سيهاجر إليها سكان غزة