البوابة نيوز:
2024-12-28@13:44:09 GMT

أكتوبر: العبور من الانكسار إلى الانتصار (2-1)

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

في مقالي هذا، لن أتحدث عن حرب أكتوبر من الناحية العسكرية، فهذا مجال لست متخصصًا فيه، وهناك خبراء عسكريون يتحدثون فيه على نحو علمي عسكري متخصص أفضل مني، وإنما سأتحدث عنها من المنظور الشعبي، وكيف خلَّد المصريون هذا الإنجاز العسكري في ذاكرتهم الشعبية؛ ليصبح حدثًا تاريخيًا شعبيًا، تتناقله الأجيال، وتُبدع العقلية الشعبية المصرية حوله أجمل إبداعاتها.

بالطبع، كان انتصار السادس من أكتوبر له حظوة كبيرة بين من حاورناهم، فكثيرون من توقفوا عندها، وعند ذكر تفاصيل هذه الحرب، التي أعادت إلى الشعب المصري، على نحو ما أعادت إلى الجيش، ثقته في نفسه، واعتزازه بقدراته وإمكانياته، بل أعادت العلاقة بينهما إلى طبيعتها، بعد أن تأثرت- بعض الشيء- جرَّاء هزيمة ١٩٦٧. وسنختار من بين من حاورناهم واحدًا من أبناء قبيلة الرماحي بمحافظة الفيوم، الذي يوجز هذه الحرب في إحدى القصائد الشعبية البدوية، التي يتواترها بعض الأهالي، ويتناقلونها فيما بينهم فيقول واصفًا الحرب وملابساتها: "في سنة ٧٣.. في اللحظة دي كان الرئيس أنور السادات كان له هيبة جامدة على عملية النصر، وعملت له يعني حب جامد، وكان الرئيس حسني مبارك قائد الطيران. كان له برضه تاريخ مشرف، أول ضربة جوية، الضربة الجوية الأولى شلت الحركة الجوية الإسرائيلية نهائيا. جميع المطارات الإسرائيلية اتدمرت. وكان بفكر وتخطيط مصري. فربنا كرم، ولولا أمريكا جات بأسراب الطيران بتاعتها، وجات خطوط مباشرة لإسرائيل كانت مصر كلها خدت إسرائيل، ماكاتش هتاخد معاها حاجة. إنما أمريكا هيَّ اللي جابت الأسراب.. آه تدخلت بثقلها بقى.
القصيدة بتقول إيه بقى.. هيَّ لهجة بدوية:
اقرب لي يا باهي الصيفات
تعا خبرنا ع السادات
اللي حشَّد كِل القوات  
وقال للهم يا جيش اعبر
■ ■
في اليوم السادس م أكتوبر
هجمنا وقِلنا الله أكبر
وعدينا في أرض الميدان
■ ■
عبرنا بجِملة طيارات
حديد ما غير يصبوا فواليت
عساكر وسلاح وشبان
■ ■
عبرنا م الضفة الغربية 
ومن شرقه همت سوريَّه
ودمرنا جيش الطغيان
■ ■
دمرنا خطك يا بارليف
وتمَّى مقطع كيف الليف
اللي قالوا عالي البنيان
■ ■
اللي قالوا خط مانع 
اليوم تَهَدَّم واتصدع
اللي ما حقق.. اليوم سْمع
علي قوة جيش العربان
■ ■
الخِطة تمت بالترتيب
ما فيها ولا يد غريب
لا سوفيت ولا امريكان
■ ■
أمريكا سمعت ها الأخبار
عدوك شاطت فيها النار
وقالت سوَّك يا ديان  (سوَّك: ماذا حدث لك؟)
■ ■
وين اسلاحك ها الفانتوم
اللي حرَّم سينا يبرم
تَحطم كله ع الجبهات
■ ■
الخطة راسمها السادات
الخطة راسمها السادات  
وجهز من جيشه ظباط
وقال ارجاني يا ديان  (ارجاني: انتظرني واحذرني)
■ ■
وقال ارجاني يا ديان  
وجرب قوة ها الشبان
اللي ما نسيوا عار زْمان
■ ■
ما نسينا سبعه وستين
ما نسينا سبعه وستين  
وسينا ويافا وفلسطين
وسوريا ومعاها الجولان
■ ■
صبَّى ديان ومائير (استسلم موشي ديان وجولدمائير)
وقال للهم أنا كيف اندير
جيوشي منهم كيف تْسير  
عرب جونا من كِل مكان
■ ■
قال: جا القدافي والهواري  
والمغرب ماهو مِدَّاري
وفيصل نادى يا إخواني  
هيا نمشوا للسادات
■ ■
هيا نتفقوا ف القول  
ونرفع من سعر البترول
حتى يرحل ها الشيطان
■ ■
حتى تِجلى دومائير
ومعاها ديان أسير
ومعاهم باقي العدوان 
النصرة تمت للعربان
■ ■
فالقصيدة تسرد لنا تفاصيل معركة النصر في السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣، بدءًا من الإعداد للحرب، وجرأة الرئيس الراحل السادات (رحمه الله)، والخطة التي أعدها لتلك الحرب، وكذلك الضربات الجوية. وكيف أن هذه المعركة أدخلت الفرح والسعادة على قلوب الجيش المصري وكل المصريين؛ إذ أعادت إلى الجميع الثقة المفقودة عقب النكسة. وكذلك وقع تأثير ذلك الانتصار على تحالفات إسرائيل، خاصة أمريكا التي أفقدتها المعركة توازنها وثقتها في قوتهم. كما أشارت القصيدة إلى الموقف العربي الداعم لمصر في حربها ضد إسرائيل، على نحو ما أكده موقف رؤساء الدول العربية وشعوبها، مثل: معمر القذافي وهواري بو مدين وملك المغرب (رحمهم الله جميعا)، وكذلك الملك فيصل (رحمه الله)، ثم استعرض الشاعر الشعبي موقفه التاريخي القوي عندما أوقف تصدير البترول إلى الغرب وإلى أمريكا مما كان له كبير الأثر في تحقيق النصر، ليس لمصر فحسب، وإنما لكل العرب.  وللحديث بقية إن شاء الله. 
د.خالد أبو الليل: أستاذ الأدب الشعبي بجامعة القاهرة

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: حرب أكتوبر محافظة الفيوم أنور السادات أرض الميدان العبور

إقرأ أيضاً:

بطلة التغيير.. مصرية أعادت رسم خريطة ريادة الأعمال للسيدات في مصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في مجتمع مليء بالتحديات والتابوهات، نجحت رانيا أيمن في تحدي المعوقات وتحقيق إنجازات ملهمة وضعتها في مقدمة الشخصيات النسائية المؤثرة في مصر، أسست الشابة المصرية  مبادرة تهدف لتمكين النساء اقتصادياً، حازت رانيا على تكريم “بطلة التغيير” لعام 2020 من سفارتي كندا والسويد تقديراً لجهودها في تغيير مشهد ريادة الأعمال للسيدات على مدى خمس سنوات.

تخرجت رانيا أيمن من كلية التجارة الإنجليزية بجامعة عين شمس في عام 2013، بدأت مسيرتها المهنية في التسويق وإدارة السوشيال ميديا، حيث أسست شركتها الأولى في هذا المجال وحققت نجاحات ملحوظة لكن شغفها بتطوير مهارات السيدات قادها إلى إطلاق مشروعها الأكبر وهو مؤسسة اجتماعية تهدف إلى تمكين المرأة عن طريق التعليم، التدريب، التوعية، والتواصل.

المؤسسة ليست مجرد شركة، بل حركة مجتمعية تسعى لتحقيق المساواة الجندرية وتمكين الفتيات اقتصادياً، ركزت رانيا جهودها على معالجة القصور في المهارات التي تمنع النساء من المنافسة في سوق العمل، ونظمت فعاليات جمعت نماذج نسائية ناجحة لتقديم الدعم والتشجيع لباقي السيدات، وجعلت “المؤسسة” علامة فارقة في مجال ريادة الأعمال النسائية.

لم يكن طريق رانيا سهلاً واجهت تحديات مجتمعية عديدة، مثل الاعتقاد بأن الشغل “يعطل البنت”، وأن النجاح يتطلب واسطة، تقول رانيا: “كان أكثر ما يحفزني هو التحديات التي تواجهني كوني امرأة، كنت أسمع أحياناً أن البنات ليست طموحة، لكن ذلك كان دافعاً لي لإثبات العكس”، وواحدة من أصعب اللحظات التي مرت بها رانيا كانت عندما قيل لها: “البنات لا تستمر طويلاً، لكنك قد تزعجينني بطموحك"، وهذه الجملة لم تحبطها، بل دفعتها للعمل أكثر لإثبات أن الفتيات قادرات على النجاح. 

وتضيف رانيا: “اكتشفت أن التحديات الحقيقية ليست في المجتمع فقط، بل في نظرتنا لأنفسنا. عندما قررت تغيير نظرتي للعقبات، بدأت أرى فرصاً بدلاً من الحواجز”، وخلال مسيرتها، ألهمت رانيا المئات من الفتيات للبدء في مشاريعهن الخاصة، وقدمت لهن الأدوات والدعم اللازمين للنجاح، ومن خلال العمل التطوعي والتوجيه، نجحت في تحويل “المؤسسة” إلى منصة تجمع بين التعليم، التدريب، والتواصل، كما ساهمت في خلق ثقافة جديدة تدعو إلى احترام الاختلاف ودعم تمكين النساء.

رانيا تؤمن أن التغيير يبدأ بخطوة صغيرة، رسالتها لكل فتاة تسعى لتحقيق أحلامها: “لا تخافي من الفشل، ابدأي ولو بخطوات بسيطة، واستثمري في نفسك من خلال القراءة والتعلم النجاح رحلة، وليس وجهة”، واستطاعت رانيا أيمن، بسعيها الدؤوب وكسرها للتابوهات المجتمعية، أصبحت نموذجاً يُحتذى به لكل امرأة تطمح للتغيير، وهي دليل حي على أن الإرادة القوية والشغف يمكن أن يغيرا العالم.

IMG_4282 IMG_4281 IMG_4280 IMG_4279 IMG_4278

مقالات مشابهة

  • ‏مصادر طبية في غزة: مقتل 45484 فلسطينيا وإصابة 108090 منذ 7 أكتوبر 2023
  • فضل الله برمة لـ «التغيير»: الحكومة المدنية تسعى لوقف الحرب ولا شرعية لحكومة بورتسودان التي ترفع شعارات التقسيم وتقتل الناس على أساس الهوية
  • في حضرة مناسبة ذكرى مولد الزهراء: رسائل المرأة اليمنية للأعداء: مؤمنات أن النصر قريب، وأن الله معنا ما دمنا على الحق
  • بلدية قبريخا أعادت فتح طريق وادي الحجير ورفعت لافتة جديدة عند مدخلها
  • دعاء الامتحان الصعب والنجاح: الأدعية التي تساعد الطلاب على التوفيق
  • القناة 12 العبرية: القنبلة التي استهدفت هنية كانت في وسادته
  • رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!
  • رئيس أركان جيش الاحتلال يطلب الإسراع في الانتهاء من التحقيقات بشأن هجوم 7 أكتوبر
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • بطلة التغيير.. مصرية أعادت رسم خريطة ريادة الأعمال للسيدات في مصر