الثورة نت:
2025-02-05@22:47:55 GMT

ضربة استباقية

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

الميزة المثلى ربما في عملية «طوفان الأقصى»، أنها مثلت الضربة الاستباقية، لمعركة كان يحضِّر لها الكيان الصهيوني ضمن استهدافه المستمر للفلسطينيين.
ويعلم الجميع أنه منذ أسابيع والكيان يتوعد بعملية كبيرة وحاسمة، حسب تصوره، لتحييد قدرة المقاومة، ليس فقط على تنفيذ عمليات هجومية وإنما حتى عن الدفاع عن النفس، وقبل أيام حذرت المقاومة وأوصلت الرسائل بأن الكيان قد بيّت النية لمعركة جديدة.


وحين لم يكن هناك من يتحرك لنزع فتيل الانفجار، كان من الطبيعي أن تبدأ المقاومة بضربتها الاستباقية لشل حركة الكيان، فكانت عملية «طوفان الأقصى»، إلا أن العملية مثلت مفاجأة بكل المقاييس سواء بتحقيق عنصر المباغتة أو القدرة في تحديد الأهداف مرورا بعمليات الأسر لجنود الكيان وحتى الاحتفاظ بمن قُتل منهم.
العملية الاستثنائية التي صفعت الكيان الصهيوني ومن ورائه أمريكا وباقي الداعمين، كما وصفعت دول التطبيع، لا يبدو أن تأثيرها سيكون عابرا وإنما سيستمر طويلا خصوصا مع ما كشفت عنه من حقائق استراتيجية ستقف عنده طويلا المنظومة الصهيونية.
لم تكن مفاجأة العملية في جرأة المقاومة على المباغتة ولا بالظهور بهذه القوة والعنفوان، وإنما بما كشف عنه من هشاشة وضعف في العمل الاستخباراتي للكيان، في المقابل التفوق الاستخباري للمقاومة التي رصدت فكانت دقيقة في تحديد الزمان والمكان وتحقيق الأهداف.
مئات القتلى والجرحى وعشرات الأسرى بين ضباط، حصيلة قاتلة جدا للجيش الذي سوق لنفسه كما سوقت له أمريكا بأنه الجيش الذي لا يقهر، لتصدم المفاجأة المستوطنين وهم يبحثون عن إجابة لتساؤلهم: أين جيشهم من كل ما يحدث؟ وأين القبة العنكبوتية؟
عندما عقد الكابينت الإسرائيلي اجتماعه الطارئ لتدارس ما يحدث، لم يستطع الخروج بأي قرارات، لا لشيء وإنما لكون الصدمة كانت أقوى من أي إجراء يمكن اتخاذه، ففعل مقاوم بهذا الحجم، لا شك بأنه نسف جدوائية كل تلك الإجراءات والاعتداءات التي شنها جيش الاحتلال على مواقع المقاومة وكل مساعي التضييق عليها من حصار وإغلاق للمعابر، لذلك فإن عجْز الكابينت يبدو منطقيا، فماذا عساه أن يفعل أكثر مما فعل.
مع ذلك سيكون من الطبيعي التوقع الآن بأن الكيان سيشن ضربات ضارية انتقامية على منازل الفلسطيتيين، لكنها لن تنجح في إزالة ما رسخته العملية من حقائق جديدة على أرض الواقع، فالكيان لم يعد ذاك «البعبع» الذي تحدثوا عنه كثيرا، وإنما كيان قابل للضرب والطرق وتأثير ذلك ليس بالأمر السهل فهو أولا يحتل مكان يجعل منه هدفا سهلا للدول الإسلامية ولا بد عليه مراعاة ذلك في حساباته، كما أن مستوطنيه فقدوا الثقة بقدرته على حمايتهم، خصوصا وأن هجمات المقاومة لم تعد تلك الخجولة محدودة التأثير وإنما هجمات جيش دولة.
وإلى جانب ذلك أيضا، نجحت عملية الأمس بأن تُفقد الاحتلال ميزة التفرد بحسابات ردة الفعل من واقع تصوره بالقدرات المحدودة للمقاومة، ما يعني أنه سيفكر عديد المرات قبل أن يتجرأ بتنفيذ أي هجوم على الأراضي الفلسطينية.
كما أن الأكيد الآن أن مجلس الأمن الدولي سيتحرك لتبني الموقف الإسرائيلي بدعم من دول الشر وسيلتزم الضعفاء الصمت، وسيصبّ مجتمع النفاق جام غضبه على المقاومة الفلسطينية وسيأسفون لقتلى الكيان، وسيغضون الطرف عن مئات القتلى والجرحى من المدنيين الفلسطينيين الذين سقطوا اليوم في هجمات جيش الاحتلال على غزة، وسيعزز ذلك فقط من ازدواجية معايير هذا المجتمع المنافق الذي دائما ما كان يصيبه «العور» عند النظر في قضايا العرب والمسلمين وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الجبهة الشعبية: عملية تياسير البطولية تكشف هشاشة المنظومة الأمنية للعدو

الثورة نت/
أشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالعملية البطولية التي نفذها أحد المقاومين الأبطال على حاجز تياسير العسكري والتي أسفرت عن مصرع وإصابة عدد من جنود العدو.
وقالت الجبهة في بيان لها: إنّ هذه الضربة النوعية تؤكد هشاشة المنظومة الأمنية الصهيونية وعجزها أمام تصاعد وتيرة المقاومة في الضفة المحتلة.

وأشارت إلى أنّ نجاح المقاوم في التسلل إلى داخل الموقع العسكري، والوصول إلى مهاجع الجنود وفتح النار من مسافة صفر يعكس مستوى الجرأة والتخطيط العالي، بما يُشكّل فشل لسياسة الإغتيالات الممنهجة والحملات الواسعة التي تستهدف مناطق شمال الضفة، ولا سيما جنين وطولكرم وطوباس.

وأضافت: تُوجِّه هذه العملية رسالةً واضحةً للعدو بأن المقاومة قادرة على المبادرة والتكيُّف مع التحديات الميدانية، وتؤكد أن الضفة المحتلة لن تبقى ساحةً آمنةً لجنوده ومستوطنيه.
واعتبرت هذه العملية ردًّا طبيعيًا ومشروعًا على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وهي دعوةٌ صريحةٌ لتصعيد المواجهة المفتوحة مع العدو في كل الساحات، وتعزيز العمل المقاوم النوعي الذي يستنزف العدو ويربك قادته ويفشل مخططاتهم التصفوية.

مقالات مشابهة

  • العدو يعترف: 370 هجوماً يمنياً في الأراضي المحتلة و400 عملية بحرية ضد الكيان
  • حماس تنعى منفذ عملية حاجز تياسير وتدعو لمواصلة المقاومة
  • حماس تزف منفذ عملية “تياسير” البطولية
  • الرئيس أردوغان: الشعب السوري الذي ألهم المنطقة بعزيمته على المقاومة قادر على إعادة إحياء بلده 
  • شاهد | عملية فلسطينية نوعية في الضفة تسقط رهانات العدو على كسر المقاومة
  • عملية تياسير البطولية تكشف أن المزاج المقاوم في الضفة يتجه نحو التصعيد
  • حماس: عملية حاجز تياسير تأكيد أن جرائم العدو وعدوانه لن يمر دون عقاب
  • الجبهة الشعبية: عملية تياسير البطولية تكشف هشاشة المنظومة الأمنية للعدو
  • فصائل فلسطينية تعقب على عملية إطلاق النار في طوباس
  • سياسي أردني: اليمن أجبر الكيان الصهيوني على وقف عدوانه على غزة