الثورة نت:
2025-03-14@02:31:27 GMT

ضربة استباقية

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

الميزة المثلى ربما في عملية «طوفان الأقصى»، أنها مثلت الضربة الاستباقية، لمعركة كان يحضِّر لها الكيان الصهيوني ضمن استهدافه المستمر للفلسطينيين.
ويعلم الجميع أنه منذ أسابيع والكيان يتوعد بعملية كبيرة وحاسمة، حسب تصوره، لتحييد قدرة المقاومة، ليس فقط على تنفيذ عمليات هجومية وإنما حتى عن الدفاع عن النفس، وقبل أيام حذرت المقاومة وأوصلت الرسائل بأن الكيان قد بيّت النية لمعركة جديدة.


وحين لم يكن هناك من يتحرك لنزع فتيل الانفجار، كان من الطبيعي أن تبدأ المقاومة بضربتها الاستباقية لشل حركة الكيان، فكانت عملية «طوفان الأقصى»، إلا أن العملية مثلت مفاجأة بكل المقاييس سواء بتحقيق عنصر المباغتة أو القدرة في تحديد الأهداف مرورا بعمليات الأسر لجنود الكيان وحتى الاحتفاظ بمن قُتل منهم.
العملية الاستثنائية التي صفعت الكيان الصهيوني ومن ورائه أمريكا وباقي الداعمين، كما وصفعت دول التطبيع، لا يبدو أن تأثيرها سيكون عابرا وإنما سيستمر طويلا خصوصا مع ما كشفت عنه من حقائق استراتيجية ستقف عنده طويلا المنظومة الصهيونية.
لم تكن مفاجأة العملية في جرأة المقاومة على المباغتة ولا بالظهور بهذه القوة والعنفوان، وإنما بما كشف عنه من هشاشة وضعف في العمل الاستخباراتي للكيان، في المقابل التفوق الاستخباري للمقاومة التي رصدت فكانت دقيقة في تحديد الزمان والمكان وتحقيق الأهداف.
مئات القتلى والجرحى وعشرات الأسرى بين ضباط، حصيلة قاتلة جدا للجيش الذي سوق لنفسه كما سوقت له أمريكا بأنه الجيش الذي لا يقهر، لتصدم المفاجأة المستوطنين وهم يبحثون عن إجابة لتساؤلهم: أين جيشهم من كل ما يحدث؟ وأين القبة العنكبوتية؟
عندما عقد الكابينت الإسرائيلي اجتماعه الطارئ لتدارس ما يحدث، لم يستطع الخروج بأي قرارات، لا لشيء وإنما لكون الصدمة كانت أقوى من أي إجراء يمكن اتخاذه، ففعل مقاوم بهذا الحجم، لا شك بأنه نسف جدوائية كل تلك الإجراءات والاعتداءات التي شنها جيش الاحتلال على مواقع المقاومة وكل مساعي التضييق عليها من حصار وإغلاق للمعابر، لذلك فإن عجْز الكابينت يبدو منطقيا، فماذا عساه أن يفعل أكثر مما فعل.
مع ذلك سيكون من الطبيعي التوقع الآن بأن الكيان سيشن ضربات ضارية انتقامية على منازل الفلسطيتيين، لكنها لن تنجح في إزالة ما رسخته العملية من حقائق جديدة على أرض الواقع، فالكيان لم يعد ذاك «البعبع» الذي تحدثوا عنه كثيرا، وإنما كيان قابل للضرب والطرق وتأثير ذلك ليس بالأمر السهل فهو أولا يحتل مكان يجعل منه هدفا سهلا للدول الإسلامية ولا بد عليه مراعاة ذلك في حساباته، كما أن مستوطنيه فقدوا الثقة بقدرته على حمايتهم، خصوصا وأن هجمات المقاومة لم تعد تلك الخجولة محدودة التأثير وإنما هجمات جيش دولة.
وإلى جانب ذلك أيضا، نجحت عملية الأمس بأن تُفقد الاحتلال ميزة التفرد بحسابات ردة الفعل من واقع تصوره بالقدرات المحدودة للمقاومة، ما يعني أنه سيفكر عديد المرات قبل أن يتجرأ بتنفيذ أي هجوم على الأراضي الفلسطينية.
كما أن الأكيد الآن أن مجلس الأمن الدولي سيتحرك لتبني الموقف الإسرائيلي بدعم من دول الشر وسيلتزم الضعفاء الصمت، وسيصبّ مجتمع النفاق جام غضبه على المقاومة الفلسطينية وسيأسفون لقتلى الكيان، وسيغضون الطرف عن مئات القتلى والجرحى من المدنيين الفلسطينيين الذين سقطوا اليوم في هجمات جيش الاحتلال على غزة، وسيعزز ذلك فقط من ازدواجية معايير هذا المجتمع المنافق الذي دائما ما كان يصيبه «العور» عند النظر في قضايا العرب والمسلمين وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الكيان الصهيوني في حالة رعب واستنفار بعد انتهاء مهلة “الأربعة أيام”

في مشهد يعكس حالة الهلع التي يعيشها الكيان الصهيوني، أفادت وسائل إعلام عبرية مساء الإثنين بأن سلاح الجو الإسرائيلي قام بتعزيز جاهزيته تحسبًا لهجمات محتملة من اليمن، وذلك بعد انتهاء المهلة التي أعلن عنها السيد القائد والمحددة بـ “الأربعة أيام”. ونقلت صحيفة “معاريف” العبرية عن مصادر أمنية مزعومة قولها إن الكيان الصهيوني يتخوف من استئناف جماعة “أنصار الله” لنشاطها العسكري، بما في ذلك إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه أراضيه المحتلة. وأشارت الصحيفة إلى أن الكيان يعيش في حالة من الرعب والاستنفار، حيث تم وضع أنظمة دفاعية مثل منظومة “حيتس” في حالة تأهب قصوى. لكن هذه التخوفات المبالغ فيها من قبل الكيان الصهيوني لا تثير سوى السخرية، خاصة في ظل سجلّه الطويل في انتهاك حقوق الشعوب وارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين.  فبينما يتحدث عن “تهديدات” قادمة من اليمن، يتجاهل الكيان جرائمه اليومية في فلسطين، والتي تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والإنساني. من الواضح أن الكيان الصهيوني، الذي يعتمد على سياسة الترهيب والعدوان، يعيش في حالة من الفوبيا من أي رد فعل قد يهدد أمنه الوهمي.  فبعد عقود من الاحتلال والقتل والتدمير، أصبح الكيان يرى شبح المقاومة في كل مكان، حتى من دول تبعد عنه آلاف الكيلومترات. وفي الوقت الذي يدعي فيه الكيان “الدفاع عن نفسه”، فإن العالم يشهد يوميًا جرائمه بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، الذي يواجه أبشع أنواع القمع والقتل. فليست الصواريخ اليمنية هي التهديد الحقيقي، بل جرائم الكيان الصهيوني التي تستحق الإدانة العالمية. ختامًا، فإن حالة الرعب التي يعيشها الكيان الصهيوني ليست سوى دليل على فشل سياساته العدوانية، وتعكس خوفه المتزايد من صحوة الشعوب التي لم تعد تقبل بالظلم والاحتلال. فالكيان الذي يعتقد أنه بمقدوره قتل الأبرياء دون حساب، سيكتشف عاجلًا أم آجلًا أن زمن الإفلات من العقاب قد ولى.

مقالات مشابهة

  • مجدداً.. الكيان الإسرائيلي في مواجهة الحصار اليمني
  • مفتي الجمهورية: حكم نقل الزكاة من بلد إلى آخر مختلف عليه
  • أول تعليق من حماس على عملية إطلاق النار قرب مستوطنة أرئيل
  • تحالف نتنياهو مع اليمين المتطرف: تهديد لليهود
  • نهاية المهلة.. إيقاع ثقيل على الكيان
  • البنك الدولي يؤكد تورط دول الخليج في دعم الكيان الصهيوني
  • دروس لآسيا من المواجهة بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض
  • شوقي علام: التيسير في الفتوى لا يعني التساهل وإنما مراعاة أحوال الناس
  • عملية اغتيال نوعية.. إسرائيل توجه ضربة لحزب الله
  • الكيان الصهيوني في حالة رعب واستنفار بعد انتهاء مهلة “الأربعة أيام”