المقاومة الفلسطينية تكسر هيبة إسرائيل
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
توالت ردود الفعل العربية والدولية بعد تنفيذ حركات المقاومة الفلسطينية أمس السبت أكبر هجوم على إسرائيل منذ سنوات كسر هيبة جيشها أمام العالم، حيث جاءت أغلب ردود الفعل من الدول الغربية منحازة لإسرائيل.
وأفادت وكالات إخبارية إسرائيلية بأن ما لا يقل عن 300 إسرائيلي قُتلوا وأن أكثر من 1452 أصيبوا، فيما أعلنت حركة حماس عن أسر عشرات الإسرائيليين بينهم ضباط كبار خلال عمليتها التي أسمتها بـ»طوفان الأقصى».
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان أصدرته وزارة الخارجية «لا يوجد أي مبرر للإرهاب على الإطلاق. نتضامن مع حكومة وشعب إسرائيل، ونقدم تعازينا لأسر الإسرائيليين الذين لقوا حتفهم في هذه الهجمات». ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن عباس قوله إن الشعب الفلسطيني له الحق في الدفاع عن نفسه «في مواجهة إرهاب المستوطنين وقوات الاحتلال».
ذكرت وكالة أنباء الطلبة شبه الرسمية أن مستشار الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي هنأ أمس السبت المقاتلين الفلسطينيين. ونقلت الصحيفة عن يحيى رحيم صفوي قوله «سنقف إلى جانب المقاتلين الفلسطينيين حتى تحرير فلسطين والقدس».
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن وزارة الخارجية دعت إلى «الوقف الفوري للتصعيد» بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن مصر حذرت من «عواقب وخيمة» لتصعيد التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين. ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية عن وزارة الخارجية قولها «الإمارات تدعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والوقف الفوري لإطلاق النار لتجنب التداعيات الخطيرة». ونقلت وكالة الأنباء العمانية عن بيان رسمي قوله «على المجتمع الدولي... التدخل الفوري لوقف التصعيد الجاري والاحتكام إلى قواعد القانون الدولي».
وعبرت الكويت عن «قلقها البالغ» إزاء التطورات بين إسرائيل والفلسطينيين، وحملت إسرائيل مسؤولية ما أسمتها «الاعتداءات السافرة». وعبرت المملكة المغربية عن «قلقها العميق جراء تدهور الأوضاع واندلاع الأعمال العسكرية في قطاع غزة وتدين استهداف المدنيين من أي جهة كانت».
وقال أردوغان خلال مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة «ندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس». وتابع «يتعين عليهم الامتناع عن الأعمال العدائية».
وقال ماكرون إنه يستنكر بشدة الهجمات على إسرائيل ووصفها بالإرهابية.
وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على منصة إكس «أندد على نحو لا لبس فيه بالهجوم الذي نفذه إرهابيو حماس على إسرائيل».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: فلسطين حركة حماس قطر المقاومة الفلسطينية طوفان الأقصى وزارة الخارجیة وکالة الأنباء
إقرأ أيضاً:
خبيران: توابيت الأسرى تضع إسرائيل أمام أخطر أزمة
اتفق خبيران على أن إسرائيل تواجه أزمة داخلية غير مسبوقة مع تسلم جثث 4 أسرى إسرائيليين، في ظل تصاعد الانتقادات لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والانقسامات بشأن مستقبل مفاوضات اتفاق غزة.
واتفق الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى والخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا أن المشهد الحالي يكشف تحولا عميقا في المجتمع الإسرائيلي وأزمة ثقة متصاعدة بين المؤسسات.
وقال مصطفى لبرنامج "مسار الأحداث" إن "المجتمع الإسرائيلي غير معتاد على مشهد عودة جثث أسرى مدنيين، كونها المرة الأولى في تاريخ إسرائيل التي تُسلم فيها جثث مدنيين في توابيت، وهو ما يشكل صدمة عميقة للمجتمع الإسرائيلي".
ووفق مصطفى، فإن عودة عائلة بيباس كاملة في توابيت أثارت غضبا شديدا، خاصة مع تقارير أشارت إلى إمكانية إنقاذهم سابقا من خلال المفاوضات التي عرقلها نتنياهو.
واتهمت حماس رسميا جيش الاحتلال بقتل أسرى عائلة بيباس (3 أفراد) وعوديد ليفشتس، مؤكدة أن المقاومة بذلت كل ما في وسعها للحفاظ على حياة الأسرى الإسرائيليين "لكن العدو قتلهم مع آسريهم بقصف أماكن احتجازهم".
ووضعت المقاومة الفلسطينية جثة كل أسير إسرائيلي في تابوت أسود يحمل صورته واسمه وتاريخ أسره ومقتله، ثم وضع الصليب الأحمر كل تابوت في سيارة دفع رباعي لنقلها إلى إسرائيل.
إعلان
فشل مزدوج
ويشير العميد حنا إلى أن "الفشل مزدوج: سياسي وعسكري، إذ فشلت إستراتيجية القوة العسكرية في استعادة الأسرى، وفشلت القيادة السياسية في إدارة الملف دبلوماسيا".
ويرصد الخبيران انقساما واضحا في المجتمع الإسرائيلي بين توجهين: الأول يمثله نتنياهو ويدفع نحو الانتقام والتصعيد العسكري، في محاولة لتوحيد المجتمع خلفه وتجاوز المساءلة عن إخفاقات هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
أما التوجه الثاني فتقوده عائلات الأسرى ويرى في الأزمة فرصة لإعادة ترميم المجتمع الإسرائيلي وإصلاح مؤسساته، مع التركيز على المسار التفاوضي لإنقاذ الأسرى الباقين.
وشهدت إسرائيل مواقف رسمية متباينة، إذ عبّر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ عن أسفه لفشل إسرائيل في "فعل ما يجب لإعادة الأسرى إلى منازلهم بأمان"، في حين وصف نتنياهو المشهد بأنه "صعب وحزين وصادم لإسرائيل"، وتراجع في اللحظة الأخيرة عن المشاركة في مراسم تسلم الجثث، وسط اتهامات له بالتضحية بالأسرى من أجل منصبه.
غياب المساءلة
وحول تأثير غياب المساءلة في تعميق الأزمة، يؤكد مصطفى أن "غياب ثقافة المساءلة يشكل تحولا خطيرا في السياسة الإسرائيلية، إذ كانت تشكل سابقا لجان التحقيق فورا بعد أي إخفاق، كما حدث في حرب أكتوبر 1973".
لكن نتنياهو يحاول بكل قوته منع تشكيل لجنة تحقيق رسمية، ويسعى لتحويل الغضب نحو الخارج بدل مواجهة المسؤولية عن الإخفاقات، حسب مصطفى.
أما المؤسسة العسكرية فيشير حنا إلى أنها تمر بتحولات عميقة بعد الاستقالات غير المسبوقة على مستوى المناصب القيادية، في وقت يؤكد فيه مصطفى أن "أغلب الضباط في المرحلة المتوسطة ينتمون الآن إلى التيار الصهيوني الديني، مما يعكس تحولا أيديولوجيا في المؤسسة العسكرية".
وأظهر استطلاع للرأي أجرته القناة الـ12 الإسرائيلية أن 68% من الإسرائيليين يفضلون استعادة الأسرى حتى لو تطلب ذلك بقاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السلطة.
إعلانوفي هذا السياق، يحذر الخبيران من أن نتنياهو قد يعرقل المرحلة الثانية من المفاوضات، حرصا على مصالحه السياسية وائتلافه الحاكم.