طوفان الأقصى..تطوح الكيان الصهيوني وآلاف القتلى والجرحى
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
أبطال المقاومة شنوا هجوماً برياً وجوياً على مستوطنات الغلاف وهدموا الجدار العازل وقتلوا وأسروا مئات الصهاينة العدو يتخبط .. أوهن من بيت العنكبوت العدو يعترف بفقدان السيطرة وفوضى عارمة تسود مدنه والصدمة مرعبة لدى قادته قائد القسام: يا إخواننا في المقاومة الإسلامية في لبنان والعراق وسوريا واليمن، هذا هو اليوم الذي تلتحم فيه مقاومتكم مع مقاومة أهلكم في فلسطين
الثورة / فلسطين
أطلقت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يوم أمس عملية «طوفان الأقصى»، بهجوم كاسح ومباغت على مستوطنات الصهاينة في محيط غزة ، وبإطلاق آلاف الصواريخ واقتحام مستوطنات، موقعة خلالها المئات بين قتيل وجريح من الصهاينة ، فيما أسر المقاومون عدداً من المستوطنين وجنود الاحتلال.
وأقر العدو الصهيوني بمقتل 300 صهيوني حتى مساء أمس ، فيما تشير المصادر إلى أن عدد القتلى يزيد بكثير عن العدد الذي اعترف به الصهاينة ، كما أعلن الصهاينة جرح أكثر من 1100 آخرين حتى اللحظة، وأفادت «نجمة داوود» بأنّ نحو 158 إسرائيلياً في حالةٍ حرجة وخطيرة، جرّاء عملية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية فجر أمس.
• القائد محمد الضيف يدعو محور المقاومة للتحرك
وصباح أمس أطلقت المقاومة الفلسطينية المباركة عملية طوفان القدس ، بقصف صاروخي على مدن الكيان الصهيوني ، وباجتياح مستوطنات غلاف غزة ، وأعلن القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» محمد الضيف، أمس السبت، عن بدء عملية «طوفان الاقصى» ضد العدو الصهيوني.
وقال الضيف في كلمة له،: «إن العدو دنس الأقصى وتجرأ على مسرى الرسول، واعتدى على المرابطات ودنس جنوده الأقصى وسبق أن حذرناهم» ، وأضاف: «ارتقى المئات من الشهداء والجرحى هذا العام بسبب جرائم الاحتلال، كما قوبلت دعواتنا لصفقة تبادل انسانية برفض وفي كل يوم بالضفة تستمر الانتهاكات».
وتابع: «قررنا وضع حد لكل جرائم الاحتلال وانتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب ونعلن عن عملية طوفان الأقصى واستهدفنا بالضربة الأولى خلال 20 دقيقة تجاوز فيه خمسة آلاف صاروخ» ، وقال القائد العام لكتائب القسام: «بدءً من اليوم ينتهي التنسيق الأمني، مخاطباً في الوقت ذاته أهالي القدس «اطردوا المحتلين واهدموا الجدران».
وشدد بالقول: إن الشعب الفلسطيني يستعيد ثورته ويصحح مسيرته ويعود لمسيرة العودة، فيا أهلنا في الداخل والنقب والجليل والمثلث أشعلوا الأرض لهيبا تحت أقدام المحتلين ، وزاد القائد الضيف: آن الأوان لأن تتحد المقاومة العربية.. قائلاً: «يا إخواننا في المقاومة الاسلامية في لبنان والعراق وسوريا واليمن هذا هو اليوم الذي تلتحم فيه مقاومتكم مع مقاومة أهلكم في فلسطين».
وأضاف: «لقد انتهى زمن المراهنات ويجب كنس الاحتلال.. داعياً الجميع للنفير نحو فلسطين» ، وتابع: «يا شعبنا في كل الدول العربية والاسلامية إبدؤا الزحف الان وليس غدا واقتحموا الحدود والسدود».
واستطرد بالقول: «اليوم كل من عنده بندقية ليخرجها، هذا أوانها، وليخرج كل منكم بشاحنته أو سيارته أو بلطته، اليوم يفتح التاريخ أنصع وأشرف صفحاته» ، وأوضح الضيف، أن هذا يوم الصورة الكبرى من أجل إنهاء الاحتلال.. موجهاً نداءه لجميع الدول العربية للزحف للأقصى: «يا اخوتنا في الجزائر والمغرب والأردن ومصر وباقي الدول العربية، تحركوا ولبّوا النداء».
في غضون ذلك، أكّدت المصادر بأن عدد الأسرى من الصهاينة بالمئات ، من الجنود والمستوطنين ، وبينهم قادة عسكريون في الجيش الصهيوني ، وواصل أبطال المقاومة الفلسطينية عمليات التنكيل والاجتياح للمواقع الصهيونية حتى لحظة كتابة الخبر.
اقتحام بري وبحري وجوي للمستوطنات الصهيونية في «غلاف غزة»، تزامن مع إطلاق أكثر من 10 ألاف صاروخ نحو الأراضي المحتلة ، عجز لـ«القبة الحديدية»، والحصيلة مرعبة من القتلى والجرحى والخسائر في صفوف العدو الصهيوني.
كانت العملية مفاجئة مرعبة لكيان العدو الصهيوني الذي لم تتخيل قيادة العدو أن تنفذها المقاومة الفلسطينية في غزة، بعدما ظنّت أن اعتداءاتها على المسجد الأقصى والأسرى ستمرّ مرور الكرام في سياق مباحثات الوسطاء مع المقاومة.
كان يوم أمس كابوسا صباحيا في سبت اليهود ، حيث استفاق الصهاينة على وقع اقتحام أبطال المقاومة للمستوطنات والمعسكرات ، وشكّلت العملية صدمة مرعبة للصهاينة في مفاجئتها وحجمها وشكلها ومضمونها وما أوقعته من خسائر كبيرة وغير مسبوقة في تاريخ وجود العدو الصهيوني.
أقرّ العدو الإسرائيلي بارتفاع حصيلة القتلى في صفوف جنوده ومستوطنيه ، بينما أكدت مصادر مقتل أكثر من 300 صهيوني ، ووقوع المئات في الأسر ، بينما يصل عدد الجرحى إلى أكثر من ألف جريح ، بينهم المئات في حالات حرجة.
إلى ذلك واصلت المقاومة الفلسطينية عمليات أسر المستوطنين ونقلهم إلى غزة ضمن عملية «طوفان الأقصى»، بينما تحدثت التقارير الصهيونية عن وقوع جنود رهائن في عدد من المعسكرات الصهيونية.
الهجوم البري والبحري والجوي الذي شنه أبطال المقاومة ، كان مفاجئا للعدو الصهيوني محدثا صدمة غير مسبوقة في صفوف قادته ، وذعرا ورعبا في صفوف المستوطنين ، كما أحدث شللا كاملا في صفوف جيش العدو الصهيوني جراء الزخم الناري الذي وفرته المقاومة.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت بكثافة عبر وسائل التواصل عشرات الأسرى الصهاينة من جنود ومجندات ومستوطنين يقتادهم أبطال المقاومة ، إذ أظهرت مقاطع أسر ضباط صهاينة وجنود ومجندات ومستوطنين ، كما ظهرت مشاهد لأسيرات إسرائيليات داخل البيوت في قطاع غزة، فيما تحدثت القناة 13 الإسرائيلية عن تقارير عن احتجاز 50 رهينة في «كيبوتس بئيري» في غلاف غزة.
وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن مقتل حاكم مستوطنات غلاف غزة خلال الهجوم الذي نفذه أبطال فلسطين ، وما زالوا يشتبكون مع العدو الصهيوني.
• رعب صهيوني وصدمة غير مسبوقة
العدو الصهيوني الذي استيقظ يوم أمس السبت بمؤسستيه الأمنية والعسكرية، على هجوم مفاجئ وواسع قامت به المقاومة الفلسطينية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما شكّلت الفجوة الاستخبارية الهائلة صدمة كبيرة لدى مختلف الأوساط والمستويات المرتبطة بالعدو ، تعرض لصدمة غير مسبوقة.
وفيما عملية «طوفان الأقصى» التي تنفّذها «كتائب القسام» منذ صباح أمس مستمرة، تنتظر قيادة العدو ارتفاعاً في عدد القتلى والإصابات في صفوف جنودها ومستوطنيها ، وبالتوازي مع استمرار العملية في أكثر من 50 موقعا صهيونيا ، استمرت المقاومة في قصف صاروخي على سائر المدن المحتلة، حيث دوّت صفارات الإنذار في جميع أنحاء الكيان الصهيوني.
صحيفة «هآرتس» الإسرائيلي نقلت بأن الكيان الصهيوني فقد السيطرة على مدنه ، وأنّ «شعور من الفوضى وفقدان السيطرة يسود إسرائيل مع انتهاء الأعياد اليهودية ، وأضافت الصحيفة أنّ «وضع الأمن الشخصي للإسرائيليين يتدهور»، فيما «تُبدي الشرطة الإسرائيلية عجزاً كاملاً في المجالات كافة».
وشوهد مئات الصهاينة وهم يفرون مذعورين إثر عملية طوفان القدس في صورة عكست الهلع الذي يعيشه اليهود الصهاينة بالتزامن مع عملية طوفان القدس.
إلى ذلك اعترفت وسائل إعلام العدو الصهيوني ، بفشل المخابرات الصهيونية في كشف أو منع عمليات المقاومة الفلسطينية أمس السبت، حيث نفذت المقاومة هجوما واسعا وشاملا ضمن عملية «طوفان الأقصى» ضد الكيان الصهيوني وذكرت صحيفة «معاريف» الصهيونية، أن حكومة العدو فوجئت بالهجوم الذي شنته حركة حماس صباح أمس السبت، ووصفت الصحيفة رعب «الإسرائيلين» اليوم والقتل الواسع للجنود بفشل مخابراتي خطير.
ولفتت الصحيفة، أن ما حدث مفاجأة كاملة بعدد غير قليل من القتلى والجرحى والأسرى والمختطفين ، واعتبرت أن الجيش الصهيوني لم يقم بمهمته في حماية الصهاينة، ودعت لفتح تحقيق عاجل.
القسام تصدر البيان رقم1
أصدرت «كتائب القسام»، مساء أمس البيان «رقم 1» ضمن عملية «طوفان الأقصى»، التي بدأتها منذ صباح السبت، وأدّت حتى اللحظة إلى سقوط أكثر من 300 قتيل صهيوني وإصابة ألف على الأقل، وأسر آخرين، فضلاً عن اغتنام أسلحة عسكرية تابعة للعدو.
وقالت «القسام»، في بيانها، إن المجاهدين تمكنّوا من «اجتياز الخط الدفاعي للعدو، وتنفيذ هجوم منسق متزامن على أكثر من 50 موقعاً في فرقة غزة والمنطقة الجنوبية في جيش العدو الصهيوني ، وأدى الهجوم، بحسب البيان الأول، إلى «إسقاط دفاع الفرقة» (فرقة غزة)، فيما لا يزال المجاهدون يخوضون «معارك بطوليةً في 25 موقعاً حتى اللحظة، ويدور القتال حالياً في قاعدة رعيم مقر قيادة فرقة غزة» ، وقالت إن الهجوم جاء في ظل غطاءٍ صاروخيٍ مكثف واستهدافٍ لمنظومات القيادة والسيطرة لدى العدو.
وعرضت القسام في وقت سابق مشاهد لمنظومة صواريخ من طراز «رجوم»، كانت قد استخدمتها للتمهيد للعبور إلى الأراضي المحتلة في «غلاف» غزة، بالإضافة إلى مشاهد لوحدة «سرب صقر»، إحدى الوحدات العسكرية التي تسلّلت إلى داخل المستوطنات الإسرائيلية بالمظليات.
ارتفاع عدد القتلى والمصابين الصهاينة إلى حوالي ألفي صهيوني… واستشهاد 232 في غزة
ارتفعت حصيلة قتلى وجرحى العدو الصهيوني في عملية «طوفان الأقصى» التي تنفذها المقاومة الفلسطينية منذ صباح أمس إلى حوالي ألفي قتيل وجريح وفق مصادر وردت لحظة كتابة الخبر بينها مئات الحالات الحرجة.
في المقابل، استشهد في القصف الإسرائيلي الانتقامي على المدنيين في قطاع غزة 232 شخصاً، وأصيب 1697 جريحاً بإصابات مختلفة، وفق ما أفادت به وزارة الصحة الفلسطينية. وأعلنت الوزارة، في بيان، أن الطواقم الطبية «لا تزال تعمل بكل طاقتها من أجل إنقاذ عشرات الحالات الخطيرة والحرجة في غرف العمليات والعنايات المكثفة».
وكان العدو الصهيوني قد استهدف ثلاثة أبراج تجارية وسكنية في قطاع غزة، وفق ما أفاد به مراسلو وكالة «فرانس برس»، الذين شاهدوا تصاعد الدخان الكثيف مع انهيار الأبراج بالكامل. كما قطعت وزارة الطاقة الإسرائيلية إمدادات الكهرباء المخصصة للقطاع.
إلى ذلك قُتل رئيس «المجلس الإقليمي» التابع للعدو الصهيوني، في منطقة «شاعر هنيغف»، برصاص مقاومين فلسطينيين. وأتى ذلك تزامناً مع إعلان «كتائب القسام» السيطرة على «كيبوتس» وموقع «كرم أبو سالم» العسكري شرق رفح جنوبي قطاع غزة، في إطار معركة «طوفان الأقصى»، وهو ما أكده الإعلام العبري، الذي أفاد بأنّ «الكتائب» سيطرت على مستوطنات في «غلاف غزة»، وأسرت عدداً من الجنود.
وحتى وقت متأخر من مساء أمس ، فشل العدو الصهيوني في استعادة أي من المستوطنات التي سيطر عليها المجاهدون ، وتمكنوا من إحكام سيطرتهم عليها منذ صباح أمس.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی العدو الصهیونی القتلى والجرحى فی قطاع غزة غیر مسبوقة أمس السبت منذ صباح غلاف غزة صباح أمس فی صفوف أکثر من
إقرأ أيضاً:
رعب الجبهة اليمنية يتواصل .. “الكيان” ينهار بين مخرجات “الهدنة” والتزاماتها وفاتورة تفجيرها
يمانيون../
تأكيداً على استمرارية الرعب الصهيوني من الجبهة اليمنية وتداعياتها التي ما تزال حتى اللحظة تنخر في الكيان الإسرائيلي، أكدت صحيفة عبرية أن عودة الحرب والحصار على قطاع غزة ستعود بضربات اقتصادية قاصمة على العدو، في إشارة إلى المخاوف الكبيرة من عودة العمليات اليمنية التي تأخذ مسارات عدة لضرب الاقتصاد الإسرائيلي بحراً وجواً وبراً في العمق المحتل، خصوصاً وأن وسائل إعلام العدو ما تزال حتى اللحظة تغطي تهديدات القائد ومآلاتها ومخاطر تجاهلها.
ونشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، تقريراً حديثاً، حذرت فيه من مغبة العودة إلى التصعيد في غزة ونكث الاتفاق، مؤكدةً أن ذلك سيؤدي إلى مزيدٍ من الانهيارات الاقتصادية، وتراجع العدو إلى تصنيفات متأخرة على السلم الاقتصادي والائتماني الدولي والعالمي، بالإضافة إلى انهيارات جديدة للاقتصاد في “يافا – تل أبيب” مع أول بدايات التصعيد، ما يؤكد أن تهديدات اليمن بضرب عمق العدو فور معاودة عدوانه على غزة، قد صارت تشكل رادعاً قوياً ورعباً مدوياً للعدو.
ونقلت “يديعوت أحرونوت” تصريحات لمن أسمته “مصدر رفيع المستوى في القطاع الاقتصادي”، قال فيها إنه تحدث مع مسؤولي شركات تصنيف الائتمان الكبرى المعنية بالتصنيف الدولي للقوى الاقتصادية الدولية، وأبلغوه أن “عودة الحرب ستؤدي بلا شك إلى زيادة القلق بشأن خفض التصنيف مجددً، في ظل التوقعات الحالية السلبية بالفعل، ويتعين على إسرائيل التفكير في تبعات ذلك على الاقتصاد والموازنة إذا ما عادت الحرب الآن”.
وأضاف “لم أسمع أنا فقط عن هذا القلق، بل أيضًا كبار المسؤولين في الحكومة وفي القطاع الاقتصادي سمعوا في الأسابيع الأخيرة عن المخاوف المتعلقة بتداعيات تجدد الحرب على تصنيف الائتمان، إذا ما انتهت الهدنة ولم يتم اتخاذ قرار بتمديدها”، في إشارةٍ اليقين التام الذي ينتاب قادة القطاع الاقتصادي الصهيوني بقدرة جبهات المقاومة إلى خلق نتائج كارثية أكثر وطأة على اقتصاد العدو، عكس ما كان في السابق عندما كان يتم التحريض على استمرار الحرب والحصار على غزة وتجاهل تداعياتها؛ ظناً من العدو وأجنحته الداخلية أنهم قادرون على تجاوز التهديدات والتبعات، قبل أن يجدوا نفسهم في مأزق اقتصادي غير مسبوق في تاريخ الكيان الغاصب.
اليمن كـ”تهديد” رئيس وردع يحاصر الإجرام
وتابعت يديعوت أحرونوت نقل تصريحات مصدرها التي قال فيها إن “الجهات الدولية الكبيرة، بما في ذلك شركات تصنيف الائتمان، حذرت بشكل صريح من أن تجدد القتال في غزة سيعيد الصواريخ إلى سماء إسرائيل، سواء من غزة أو اليمن أو ربما من لبنان والعراق وحتى إيران”.
وبالنظر لهذا التصريح فإن المخاوف الكبيرة المذكورة هنا هي من الجبهة اليمنية، حيث وأن جبهة الشمال متوقفة باستمرار اتفاق وقف اطلاق النار بين لبنان وكيان العدو، فيما الجبهة العراقية كانت قد أعلنت خفض التصعيد بجانب الجبهة الإيرانية، ولم يتبق سوى الجبهة اليمنية التي ظلت تضرب حتى فجر الـ19 من يناير الفائت، أي قبل دخول الاتفاق في غزة حيز التنفيذ بساعات قليلة، فضلاً عن تجدد التهديدات اليمنية على لسان السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطابه الأخير، والتي أكد فيها أن اليمن سيعود لضرب العدو بشكل مركّز في “يافا” إذا ما أقدم العدو على شن عدوان جديد على غزة، أي أن المخاوف الصهيونية ومخاوف المراقبين من تداعيات عودة الحرب، سببه الرئيس مخاطر الجبهة اليمنية، وما قد تحمله معها من صفعات أكثر إيلاماً على العدو الصهيوني.
وتضيف يديعوت أحرونوت نقلاً عن مصادرها “سيغادر رجال الأعمال وشركات الطيران المنطقة بسرعة، وسيتذكر العالم أننا منطقة حرب، مما يجعل الاستثمار فيها أمرًا محفوفًا بالمخاطر، مع كل ما ينطوي عليه ذلك من تبعات”، وهنا تأكيد جديد على أن المخاوف تتركز بشكل كبير على تداعيات الجبهة اليمينة التي أكدت أنها ستعود بسرعة كبيرة لضرب العدو فور نكث الاتفاق، خصوصا “يافا – تل ابيب”، ولذلك تأتي التحذيرات من أن الإفرازات الكارثية لعودة التصعيد ستبدأ من “يافا” وليس من غلاف غزة أو مغتصبات الشمال، ما يؤكد أن الجبهة اليمنية باتت الهاجس الأكبر والتهديد الأعظم الذي يحيط بالكيان الصهيوني ويحاصر إجرامه.
وتشير هذه التصريحات التي قالها مسؤولو شركات التصنيف الائتماني، إلى وجود قناعة تامة بأن عودة الحرب على غزة يعني تعرض العدو الصهيوني لضربات اقتصادية، غير تلك الناتجة عن الانفاق العسكري الهائل أو العجز المتواصل في الموازنة، حيث يمثل الحصار البحري اليمني والضربات الصاروخية والفرط الصوتية في العمق المحتل طعنات كبيرة لمفاصل العدو الصهيوني الحيوية والاقتصادية.
وقد أثبتت إفرازات المرحلة الراهنة، أن الحصار البحري أدى لتعطل قطاعي الصادرات والواردات بشكل كبير وارتفاع أسعار الشحن البحري إلى كيان العدو، فضلا عن الأزمات التموينية جراء عزوف شركات الشحن عن التعامل مع العدو، وهو ما انعكس سلباً في ارتفاع الأسعار وتعطل إنتاج الشركات العاملة التي تعتمد على مدخلات الإنتاج الخام القادمة من شرق آسيا، وكذلك تضرر قطاع الإنتاج التكنولوجي بشكل كبير، حيث أصبح يعاني شبح التقهقر المتسلسل بعد أن كان يمثل عصب اقتصاد العدو ومصدر ربع عائداته الضخمة.
كما أن العمليات في يافا وحيفا ومختلف المناطق العسكرية الحيوية التي تطالها الصواريخ البالستية والفرط صوتية اليمنية، تقود إلى عزوف جماعي للاستثمار وأصحاب رؤوس الأموال، وكذلك تسفر عن ترنح حركة النقل الجوي، ما يخلق حصاراً مزدوجاً على العدو، خصوصاً وأن الشركات العاملة في التكنولوجيا الفائقة التي كانت تعتمد على النقل البحري لمدخلاتها من الرقائق وغيرها، لجأت للنقل الجوي كحل مبدئي، ما جعل من أزمة النقل الجوي التي رافقت استهداف مطار بن غوريون وتكثيف العمليات على يافا، سداً منيعاً أمام عمل تلك الشركات التي يعتمد عليها العدو الصهيوني بشكل رئيس في رفد اقتصاده.
وفي هذا السياق أيضا، ما تزال أصداء تهديدات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، تتردد في الإعلام الصهيوني، حيث نشرت القناة الـ12 الإسرائيلية الثلاثاء، ما ورد في خطاب القائد الأخير بشأن الاستعداد الكبير لضرب العدو بشكل فوري ولحظي إذا ما عاد لمربع التصعيد، فيما نشر موقع “ماكو” ومجلة “إيبوك” الاسرائيليين تقريرين، اليوم، سلطا الضوء على مآلات تهديدات القائد إذا ما تم اختراق الاتفاق في غزة، وهو الأمر الذي يؤكد أن الردع اليمني بات جامحاً للغطرسة الصهيونية وهاجساً لدى دعاة الحرب.
بين مجريات “التهدئة” وتداعيات إشعالها.. العدو منهار ومحتار
وبالعودة إلى تقرير “يديعوت أحرونوت” فإن هناك قلق كبير من عودة الحرب على غزة، كون ذلك سيؤدي حتماً إلى نتائج سلبية وكارثية على الاقتصاد “الإسرائيلي”.
وقالت الصحيفة في التقرير إن “عودة الحرب في قطاع غزة، تفتح الباب أمام تخفيض آخر لتصنيف الائتمان لإسرائيل، هذا ما خلص إليه كبار المسؤولين في القطاع الاقتصادي الذين تحدثوا في الأيام الأخيرة مع خبراء اقتصاديين في شركات تصنيف الائتمان الدولية”.
ولفتت إلى أن “وقف الحرب قد يساهم في إلغاء التوقعات السلبية بشأن تصنيف إسرائيل، وبالتالي قد يؤدي إلى رفع التصنيف الائتماني في المستقبل، لا سيما مع تحسن المؤشرات الاقتصادية في إسرائيل، مثل العجز في الموازنة ونسبة الدين إلى الناتج المحلي”، في حين أن هذا التحسن الذي تحدثت عنه الصحيفة كان طفيفاً للغاية وناتجاً عن توقف العمليات العسكرية سواء التي تنطلق من الجبهة اليمنية أو التي تنطلق من العمق الفلسطيني في غزة أو الضفة، وقبلها الجبهة اللبنانية التي أنهكت الكيان الغاصب.
يشار إلى أن العدو الصهيوني وقطاعاته الاقتصادية تخشى تصنيفاً ائتمانياً سلبياً جديداً، ذلك لما لهذه التصنيفات من تأثيرات كبيرة تقود لاعتبار الكيان الصهيوني وجهة خاسرة لأي استثمار أو تنمية، خصوصاً وأن المراحل السابقة شهدت قيام كبريات شركات التصنيف الائتماني المعروفة دولياًُ “موديز، ستاندر أند بورز، فيتش”، بوضع تصنيفات العدو الصهيوني في خانات سلبية، وذلك في ثلاث مرات، في حين ما تزال هذه الشركات تعلن – بشكل غير رسمي – أنه ما يزال لديها توقعات سلبية بسبب تدهور المؤشرات الاقتصادية لدى العدو الصهيوني، على الرغم من توقف الجبهات.
وفي هذا السياق ذاته نشرت وسائل إعلام صهيونية أخباراً أكدت أن شركات التصنيف الائتماني قد تتجه إلى إعلان تصنيف ائتماني سلبي جديد، على وقع التدهور الاقتصادي الحاصل في ظل وقف اطلاق النار من جميع الجبهات. أي أن عودة التصعيد من جديد فعلاً ستعود بنتائج كارثية وغير مسبوقة على العدو، خصوصاً وأنه قد بات منهكاً للغاية وغير قادر على احتمال مزيداً من الضربات.
ولفتت إلى أن شركات التصنيف بعثت رسائل طمأنة للمستثمرين بأنه حال الحصول على وقف دائم لإطلاق النار في غزة فإن ذلك سيعود بنتائج اقتصادية إيجابية تدريجياً، في حين أن أي عودة للتصعيد ستحيل العدو إلى بيئة غير صالحة للاستثمار، وهو ما سيفقده المزيد من المراتب الاقتصادية رغم أن تصنيفه الأخير كان متدنياً وجعله متساوياً مع دول ضعيفة كـ “كازاخستان وبيرو”، بعد أن كانت التصنيفات السابقة قبل “الطوفان” تجعله في مصاف القوى الاقتصادية الكبرى فئة “A”.
ووفق هذه المعطيات، بات العدو الصهيوني حائراً وقد دخل في تآكل ذاتي دون القدرة على تجاوز هذه الحالة، فهو ينهار اقتصاديا وسياسيا بشكل متدرج في ظل الهدنة وتوقف عمليات جبهات المقاومة والإسناد، في حين أن تفجير المعركة ليس حلاً مع الترصد والاستعداد المناهض الذي تعد له الجبهتين الفلسطينية واليمنية، والذي يتضمن عمليات مميتة بعد أن أصبح كيان العدو خاوياً ومريضاَ للغاية، وبين هذين الحالين يظل العدو الصهيوني ومفاصله الاقتصادية والحيوية وحتى مفاصله السياسية الداخلية، في تقهقر مستمر، ليكون الخيار الوحيد والأمثل هو شروع العدو في مغادرة غزة بشكل نهائي ودائم، وتفادي ما يقود لأي انفجار في “الضفة” أو “الشمال”، وكل ذلك يتحقق بكامل شروط المقاومة العادلة والمشروعة والمحقّة.
نوح جلّاس. المسيرة