الثورة نت:
2025-03-20@08:33:19 GMT

طوفان الأقصى العظيم

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

افتتاحية الثورة

كان يوم أمس السابع من أكتوبر تشرين 2023م، يوما فارقا في تاريخ الأمة العربية والإسلامية التي عاشت انتصارات عظيمة وغير مسبوقة حققتها المقاومة الفلسطينية في غزة بعملية طوفان الأقصى، العملية غير المسبوقة التي رعفت الصهاينة خسائر غير مسبوقة منذ إنشاء كيانهم اللقيط، تؤكد على أن إزالة الكيان الصهيوني قرار وإرادة وروح جهادية، طوفان القدس التي عكست التجربة الجهادية العظيمة لفصائل المقاومة الفلسطينية أعادت لكل العرب الاعتبار والكرامة بعد عقود من الانتكاسات، أحداث هذه المعركة البطولية ستظل علامة مضيئة في تاريخ الأمة كلها، وهي بداية طوفان سيجرف اليهود الصهاينة إلى مزبلة التاريخ بإذن الله.


طوفان القدس في صباح السابع من تشرين غزة، أسقط بها المجاهدون الفلسطينيون ما تبقى من فقاعات أسطورة الجيش الذي لا يقهر، كسروا معادلات الأمن الحديدي الصهيوني، هدموا الجدار العازل الذي سوره الكيان الصهيوني على قطاع غزة واجتازوه، اقتحموا معسكرات وقواعد العدو الصهيوني واغتنموا سلاحه ومعداته من مدرعات ودبابات وأسلحة، اقتحموا الثكنات الصهيونية وساقوا المئات من الجنود الصهاينة أسرى مكبلين ومقيدين، وأثخنوا فيهم قتلا وفتكا وجرحا ، اجتاحوا المستوطنات المغتصبة وتقدموا، قصفوا مدن الكيان الغاصب بآلاف الصواريخ، لقد استعادوا الكرامة العربية كلها، لقد شاهدنا يوم أمس عدواً هشاً أوهن من بيت العنكبوت يتهاوى تحت عمليات طوفان القدس.
الهجوم الكاسح الذي شنه أبطال المقاومة الفلسطينية أمس على العدو الصهيوني في مستوطنات غلاف غزة، من فوق الأرض، ومن الجو، ومن البحر، لم يكن مفاجئا فحسب بل كاسرا للأوهام والحصون التي ظل الصهاينة يشيدونها منذ احتلالهم لفلسطين قبل 75 عاما، وظنوها مانعتهم من بأس الله والمجاهدين في سبيله، لقد أسقطوا كل التحصينات والجدارات الخرسانية العازلة التي تسور غزة، وهدموها بالجرافات، وكسروا خطوط الدفاع المدججة بالأسلحة والدبابات والثكنات العسكرية واجتازوها، وبأكثر من 10 آلاف صاروخ أمطروا مدن الكيان اليهودي ليسقطوا بذلك أوهام منظومة القبة الحديدية التي توهم الصهاينة فولاذيتها وصلابتها في مواجهة الصواريخ.
العدو الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت هذه حقيقة رأيناها من خلال ما شاهدناه يوم أمس، وها هي طوفان القدس تكشف هشاشته وضعفه، لقد اخترق المجاهدون كل التحصينات ومنظومات الحماية، ونكلوا بجنوده وقطعانه أشد تنكيل قتلا وفتكا وأسرا، وباغتوه في معاقله وثكناته وهو الذي يسيطر على أجواء غزة من خلال طائراته المسيّرة، ومن خلال جواسيسه ومخبريه المنتشرين في كل مكان، ومن خلال اختراقه شبكة الاتصالات السلكية والجوّالة في غزة، ومن خلال رصد كل شاردة وواردة، ومع ذلك لم يكن يحسب حساب ما حدث.
هذه الهجوم الاستراتيجي أحدث صدمة مرعبة داخل الكيان الصهيوني، لم يحسب الصهاينة أن يحدث شيئا مشابها لذلك، ذلك أنهم ظلوا عقودا يعربدون ويتجبرون على الشعب الفلسطيني ويجتاحون بلدانا وبلدات عربية وفلسطينية طيلة عقود دون أن يواجهوا بأسا وتنكيلا كما حدث أمس، لقد استيقظ اليهود الصهاينة في يوم سبتهم على أبطال المقاومة يجولون في ديارهم داخل المستوطنات، ولم يكن يدور في خلدهم أو حتى في أسوأ كوابيسهم أن يروا من نوافذ بيوتهم التي اعتقدوا أنها آمنة أبطال الأمة ومجاهديها يتجولون في شوارع مستوطناتهم، ويطرقون على الأبواب بكل قوة، بل ويسوقون مئات الجنود أسرى مكبلين.
ولهذا وذاك فما جرى في طوفان القدس يؤرخ بأنه من الأحداث المفصلية الكبرى في تاريخ الأمة وليس في تاريخ الشعب الفلسطيني فحسب، وهذا التاريخ يسجل بداية النهاية والزوال لكيان العدو الصهيوني الذي رزح على فلسطين منذ 75 عاما، فهي المرة الأولى التي يتمكن المجاهدون من اقتحام عشرات المستوطنات ويحكمون قبضتهم عليها، ويباغتون الصهاينة إلى معسكراتهم، ويحدثون القتل والخسائر في صفوفهم بهذا الحجم، بالتوازي مع هجوم صاروخي وجوي واسع على مدن الكيان، وهي المرة الأولى التي يعيش فيها اليهود الصهاينة هذا الانهيار والرعب والذعر والبكاء والذلة والهوان والضعة، ولأول مرة يعترف العدو الصهيوني بأن كارثة مميتة وقاتلة تعرض لها، ولأول مرة يجد نفسه مشتتا ومرتبكا بين أن يواجه الهجوم البري، أو ينشغل بأنظاره نحو السماء لمواجهة الصواريخ التي تنهمر على مدنه المؤقته، ولأول مرة ينكشف برا وبحرا وجوا، ويفشل بقبته الحديدية ودفاعاته وحصونه في تفادي الهجوم، ولأول مرة يفشل في تفعيل خطة الملاجئ ويفشل جنوده وقطعانه حتى من الهروب والنجاة، ولأول مرة يتمكن الأبطال من إرباك العدو وإفقاده الحركة والتموضع، ويعجز عن القيام بأي تحرك مشابه، بل ومكبل عن فعل ذلك، لأن غزة باتت ممتلئة بالأسرى الصهاينة وأي قصف صهيوني سيطالهم في المقام الأول.
طوفان القدس العظيم أعاد للأمة مجدها وعزتها وكرامتها التي أهدرتها عقود الخيبات والانتكاسات، فما جرى أمس كان انتصارا غير مسبوق في تاريخ الأمة منذ خيبر والفتوحات الإسلامية، وابتدأ مرحلة النهاية والزوال للكيان الصهيوني، فما جرى أمس هزيمة استراتيجية ساحقة تعرض لها كيان العدو الصهيوني في عقر داره كما يقال، ارتدادات وتداعيات هذه الهزيمة ستستمر حتى يزول هذا الكيان وينتهي من الوجود..

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: العدو الصهیونی طوفان القدس ولأول مرة من خلال

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع يحذر كل من يُساند الكيان الصهيوني

وأوضح اللواء العاطفي أن جاهزية واستعداد القوات المسلحة اليمنية يأتي إسنادًا للأشقاء في غزة وتنفيذ الحصار البحري على سفن الكيان المؤقت في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي والتنفيذ المتكامل والمتواصل والقوي لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لتأديب الصهاينة الذين ما يزالون يصرون على حصار غزة وتجويع أطفالها ونسائها وشيوخها.

وقال "إن القوات المسلحة بكافة مستوياتها القيادية والقتالية والتسليحية قد اتخذت كافة الإجراءات والتدابير العسكرية المناسبة لإنجاز هذه المهمة المصيرية وذلك بعد انتهاء المهلة التي منحها قائد الثورة للكيان الصهيوني برفع حصاره عن غزة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين لها".

وأشار إلى أن المستويات الاستخبارية وطنيًا وإقليميًا ودوليًا تحركت وتقصت الحركة الملاحية للسفن الصهيونية وحددت قواعد بيانات دقيقة للأهداف الصهيونية المرصودة في مجال العمليات القادمة للتعامل معها بما تفرضه متطلبات المعركة البحرية الشاملة والفاعلة والمؤثرة وإجبار الكيان الصهيوني ومن يسانده إلى الرضوخ للقوانين والاتفاقيات الدولية بما في ذلك اتفاقيات الهدنة التي وقعها الكيان بضمانة الوسطاء وبدأ ينقض العهود والمواثيق والاتفاقيات ويخل بها ويتحايل عليها.

وأضاف "سبق لليمن أن وجه تحذيراته المعلنة بأنه لن يكون مضطراً للصمت حيال تمادي العدوان الصهيوني في بطشه وتجويعه وحصاره الجائر لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة وأنه سيقابل الحصار بالحصار والتصعيد بالتصعيد والبادئ أظلم وإن عدتم عدنا".

ووجه وزير الدفاع تحذيراته لكل من يُساند الكيان الصهيوني أو من يُبادر إلى توفير حماية بحرية للملاحة الصهيونية .. وقال "إن الإرادة القتالية في القوات المسلحة اليمنية في أعلى مستوياتها وأن القدرات اللوجستية العسكرية والتكتيكية المتوفرة كافية لإدارة معارك بحرية طويلة الأمد وبأساليب جديدة ستصيب الأعداء بالذهول".

ولفت إلى أن اليمن رغم تمسكه بالسلم واحترامه للأعراف الدولية، لن يقف موقف المشاهد عن بُعد للمذابح والمجازر البشعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق المدنيين والتي تفاقمها سياسة التجويع والإبادة الجماعية بالحصار الخانق وتجاوزت كل الأعراف والقوانين الدولية والسماوية.

وبين الوزير العاطفي أن قرار اليمن كان محدداً بمنع السفن الصهيونية المارة عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي دون غيرها .. مشيرًا إلى أن القرار اليمني الصريح لم يُهدد الملاحة البحرية الدولية في منطقة العمليات.

وأفاد بأن قوى العدوان الأمريكي عمدت إلى شن عدوانها وغاراتها العمياء على اليمن مستهدفة الأحياء السكنية والأعيان المدنية، لتؤكد للعالم أجمع مدى مساندتها ودعمها وانحيازها ووقوفها الى جانب الكيان الصهيوني الذي يُمارس سياسة التجويع ضد المدنيين العزل في غزة، مستخدمًا الحصار كسلاح لمواصلة جرائم الإبادة الجماعية التي انتهجها طيلة 15 شهرًا بمشاركة أمريكية وبدعم سياسي وعسكري شامل من واشنطن.

وتابع "أن اليمن لن يكل أو يمل عن إسناد غزة والحصار لسفن الكيان الصهيوني وأنه لا مفر من المواجهة في نطاق العمليات المعلنة مع أعداء الأمة والإسلام والإنسانية ولا تراجع عن المواقف المبدئية والثابتة وسيظل اليمن بقيادته الحكيمة وإرادته الصلبة سداً يمانياً قوياً منيعاً حتى يتم إنصاف الشعب الفلسطيني وإنهاء معاناته التي تفاقمت بسبب حصاره المتوحش والصمت العربي والدولي المخزي".

وأكد اللواء العاطفي، "أن المعركة البحرية اليوم باستهداف حركة الملاحة الصهيونية بعد تعنته وانتهاكه لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإصراره على محاصرة أهالي غزة وانتهاء المهلة التي منحها السيد القائد وإعلان القوات المسلحة اليمنية ببدء سريان الحصار البحري لسفن الكيان الزائل، ليس كما قبلها سواءً من حيث قوة الصواريخ ودقتها وقدرتها التدميرية الأوسع والطيران المسير ذات المدى البعيد والمحلق لساعات طويلة أو من خلال الزوارق والغواصات المسيرة ذات التطور التكنولوجي العالي وغيرها من المفاجآت غير السارة للأعداء والأيام بيننا".

وجدّد تأكيده على أن العدو الصهيوني إذا لم يرضخ ويرفع حصاره على أبناء غزة، فإن القوات المسلحة جاهزة لتطوير المواجهة بما يتناسب مع حجم التحدي ومع أي موقف طارئ.

واختتم وزير الدفاع تصريحه بالقول "نعدهم وعد الصادقين أن كل منطقة حساسة وكل منشأة استراتيجية وكل هدف نوعي لن يكون بعيداً عن أيدينا وعن أعيننا فلقد أعددنا لكل هدف عدته وهيأنا الإمكانات المطلوبة للقيام بما خططنا له وننوي تنفيذه إن استمر العدوان وتواصل الحصار".

 

 

مقالات مشابهة

  • التحقيقات تؤكد: القوات الإسرائيلية قتلت عدداً من مواطنيها في طوفان الأقصى
  • هل ينضوي طوفان الأقصى تحت جهاد الطلب أم الدفع؟
  • جيش الكيان الصهيوني يبدأ عملية برية في غزة
  • دعاء لأهل غزة بعد خرق الكيان الصهيوني لاتفاق وقف العدوان.. ردده الآن
  • تزوج قبل طوفان الأقصى بـ7 أيام ووالده بائع بمطعم فلافل.. من هو «أبو حمزة» الناطق العسكري باسم سرايا القدس؟ صديق الشهيد الملثم يتحدث لـ«البوابة نيوز»
  • حزب اليمن الحر: استئناف الكيان الصهيوني مجازرة في غزة يتطلب مواقف عملية رادعة تتجاوز مرحلة الشجب والتنديد
  • الكيان الصهيوني وحروب المنطقة
  • وزير الدفاع يحذر كل من يُساند الكيان الصهيوني
  • عشرات المستوطنون الصهاينة يدنسون المسجد الأقصى
  • زلزال طوفان الأقصى يواصل الإطاحة بكبار قادة الاحتلال