البوابة نيوز:
2025-02-08@16:13:59 GMT

الصامتون عن الإرهاب

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

نتابع على الشاشات، أخبارًا عن تفجيرات في دولة ما أو فى غيرها، ونفهم منها أنه مهما توالت إعلانات العواصم عن القضاء على الإرهاب إلا أن هذه الإعلانات لا يمكن أن تجعلنا نغفل لحظة بحكم معرفتنا بألعاب التطرف الذي يختبئ مدة من الزمن ثم يبرز فجأة لينقض على أهدافه سواء كانت مؤسسات حكومية أو ضربات عشوائية انتقامية من تجمعات بشرية.


أكتب هذه المقدمة حتى أؤكد للصامتين عن الإرهاب بمصر أن التحذير المتواصل من خلايا الإخوان النائمة ليس فوبيا عند الكاتب ولكنه تحذير صادق، وأن هذا التحذير ليس فزاعة، ذلك المصطلح الذي يقذف به كل متهاون في وجه المتحدث وكأن هؤلاء الصامتين عن الإرهاب في أحسن الأحوال قد فقدوا ذاكرتهم وفي أسوأ الأحوال تحالف هؤلاء الصامتين مع ذيول التطرف من أجل مكسب رخيص.
وإذا كان أمراء التطرف واضحين في خصومتهم ويتحركون بحرية في مواقع جغرافية مختلفة سواء في أفريقيا أو في دول عربية منكوبة فإنني أجد أنه من الواجب مواصلة التحذير حتى لو كانت أصوات المحذرين ضعيفة.
الأسوأ في حوارات النخبة المصرية هو قدرة تلك النخبة على المراوغة في الخطاب حيث ارتاحت قطاعات منها بتفسيرها بأن حزب الحرية والعدالة بمصر قد تم حله وأن قادة تنظيم الإخوان في السجون وأن صفحة تهديد المجتمع المصري قد انطوت وتعالوا إلى صفحة جديدة.
هذا الاستسهال المغرض في التعامل مع ملف تعاني منه أقوى بلدان العالم لا ينتج مواجهة جذرية مع تيار التطرف، المواجهة الفكرية والوضوح في المواقف والتنبيه المتواصل من خطر إعادة تموضع الخلايا النائمة في أركان المجتمع، ولعله كان صادمًا بالنسبة لي عندما أقرأ الكلام العام في بيانات تيارات تدعي المدنية وأنها يمكن لها "التعاون مع من لم تتلوث يديه بالدماء".
هذا الفخ المعسول الذي تقدمه تلك الأصوات ظاهره الرحمة وباطنه العذاب لأنه يتذاكى على المواطن البسيط ويقول له عكس الحقيقة لأن كل صاحب عقل راشد وضمير وطني يعرف أن الإرهاب يبدأ فكرًا.. هكذا تعلمنا وهكذا نحن مقتنعون، أما إختصار التعريف على من تلوثت يده بالدماء فهذا تعريف قاصر ومخل بل ومضلل أيضًا.
وقد يسأل القاريء لماذا كل هذه الدراما التي أرصدها في مقالي؟ الإجابة ببساطة تكمن في تعالي بعض الأصوات مؤخرًا، أصوات كنا نظنها مدنية حسب ما يدعون ولكن ما إن يمتلكون منصة للقول حتى يكرروا تلك العبارات المتهافتة وهي "أننا لا نقتنع بحكاية فزاعة الإخوان وأننا مع من لم تتلوث يديه بالدماء"، هكذا ببساطة يدفعون في اتجاه إعادة دمج التطرف في المجتمع.
إن أي انفجار إرهابي نتابعه فى دول العالم يقول لنا إن الصامتين عن الإرهاب أشد خطرًا على المجتمعات من الإرهابيين أنفسهم لأنهم لا يكتفون بصمتهم هذا بل يطاردون من يحاول التحذير وكأنهم يقومون بشكل جديد من الإرهاب وهو الإرهاب الفكري وامتلاكهم وحدهم الحقيقة ومن ثم يقومون بالتكفيرالوطني وهذا بالضبط ما تريده جماعات التأسلم الإرهابية.
تلك النغمة الشاذة سوف تتردد كثيرًا في موسم انتخابات الرئاسة حتى يختلط الحابل بالنابل أما الثمن فهو باهظ سوف يدفعه المواطن البسيط الذي تدعي كل الإتجاهات الفكرية انحيازها له.
الانتخابات ليست نهاية الدنيا والعمل التراكمي الشريف هو ما يعصم البلاد من الخطر، أما خلط الأوراق لأسباب انتخابية فهو الخطر بعينه على مصداقية النخبة وصلابتها وهو سحابة الدخان التي قد يتستر خلفها ظلاميون كنا اعتقدنا أننا بدأنا مواجهتهم.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الارهاب عن الإرهاب

إقرأ أيضاً:

أمنياً.. ما الذي أضعف حزب الله؟


يُعتبر يوم 23 شباط الجاري الموعد المُحدّد لتشييع أمين عام "حزب الله" الشهيد السيد حسن نصرالله بمثابة "نقطة الانتقال" من مرحلةٍ إلى أخرى لاسيما على صعيد "حزب الله" ونمطية عمله الفعلية عسكرياً وسياسياً وأيضاً شعبياً.


في الواقع، يعتبر "حزب الله" اليوم أمام خطوات مُتصلة بمستقبله المرتبط بتوجهات المنطقة، الأمر الذي يستدعي الكثير من التساؤلات عن أدواره المقبلة وما يمكن أن يكرسه من سلوكيات وخطوات تساهم في الحفاظ عليه أقله ضمن البيئة الحاضنة له.

ثغرات

على مدى مرات عديدة، كرّر أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم الكلام عن "تحقيق داخلي" في "حزب الله" لتقييم المرحلة السابقة واستقاء الدروس والعبر. المسألة هذه مطلوبة في إطار "نقد ذاتي" باعتبار أن الخسائر التي حصلت كبيرة وفي غير متوقعة.


تقول المعلومات إنَّ "حزب الله" يعمل حالياً على إعادة تقييم بنيته الداخلية عسكرياً وأمنياً وما يجري الآن أيضاً يرتبط بإعادة تكوين بنى تحتية جديدة خاصة به ومغايرة لتلك التي كانت موجودة سابقاً، ذلك أنَّ الخروقات التي حصلت أوجدت ثغرات خطيرة استغلها العدو الإسرائيلي لتنفيذ اغتيالات وضربات مُستهدفة تطال بنى تحتية عسكرية وأماكن قيادية.


كل ذلك، وفق المصادر المطلعة على أجواء الحزب، يمثل خطوة أساسية نحو اكتشاف "حقائق" كثيرة يحتاج الرأي العام لمعرفة مصيرها، لكن ما لا يُعرف الآن هو نتائج ما ستتوصل إليه التحقيقات الداخلية بشأن شبكات العملاء التي خرقت "حزب الله"، فيما تبيّن أن هناك انكشافات خطيرة قد ظهرت أساسها يرتبطُ بأسلحة نوعية كان يمتلكها "حزب الله" وتعرّضت للقصف لقاء خروقاتٍ مفاجئة ساهمت بتسريب معلومات قيّمة وحساسة للعدو الإسرائيلي بشأنها.

من ناحيتها، تقولُ مصادر معنية بالشأن العسكري لـ"لبنان24" إنَّ "حزب الله" واجه مشكلتين، الأولى وتتمثل بعدم مراكمة العمل الإستخباراتي والأمنيّ انطلاقاً من تعزيز الداخل والأمن الإستباقي كما يجب، والثانية ترتبطُ بعدم خوض حرب استخباراتيّة أكثر جديّة كتلك التي خاضها العدو ضدّه.

بالنسبة للمصادر، صحيحٌ أنَّ "حزب الله" كان ذا بنية أمنية كبيرة، لكنّ المشكلة هي أن ذاك الأمن لم يكن موجهاً بالقدر الكافي لتحصين الحزب تجاه إسرائيل، والدليل على ذلك سلسلة الخروقات التي حصلت.

وفق المصادر عينها، فإن "حزب الله" عمل على مراكمة الماديات العسكرية مثل الصواريخ المختلفة، لكنه في المقابل لم يتطور استخباراتياً إلى الدرجة التي وصلت فيها إسرائيل، علماً أنه كان قادراً على استغلال التكنولوجيا لصالحه مثلما فعل مع الطائرات المُسيرة.

عملياً، فإن ما يعمل عليه "حزب الله" الآن، وفق المصادر المعنية بالشأن العسكريّ، يجب أن يكون مكرساً لفهم طبيعة عمله الاستخباراتي لاحقاً، وذلك في حال سلمنا جدلاً لأمر واحد وهو أنّ الحزب سيوصل عمله العسكريّ داخل لبنان. وإذا كان هذا الأمر سيتحقق فعلاً، فإن الحزب، وفق المصادر، سيكون أمام اختبارين جديدين، الأول وهو حماية نفسه داخلياً والثاني كيفية استغلال الحرب الاستخباراتية لنقلها إلى داخل إسرائيل مثلما فعلت الأخيرة ضدّ لبنان.

خلال الحرب، ما ظهر هو أن "حزب الله" استطاع جمع معلومات استخباراتية عن مواقع ومنشآت عسكرية إسرائيلية بواسطة "طائرات الهدهد"، لكن هذا الأمر لا يعتبر كافياً مقارنة بالانكشافات التي مكّنت إسرائيل من قتل قادة الحزب.

من جهة أخرى، فإن قدرات الحزب قد تكون معروفة من حيث الفعالية، فإسرائيل حينما نفذت اغتيالاتها، كانت تتحرك ضمن أجواء مفتوحة فوق لبنان، لكن هذا الأمر ليس متاحاً فوق إسرائيل بالنسبة للحزب، ما يعني أنّ المقارنة بالقدرات والاستخبارات لن تتحقق، وفق ما ترى المصادر المعنية بالشأن العسكري.

وعليه، وبالنسبة للمصادر عينها، فقد أصبح لزاماً على "حزب الله" البحث عن "حرب بديلة" لحماية نفسه وليس لشنّ الهجمات الجديدة استخباراتياً، إلا إذا تمكن من ذلك، وهو الأمر الذي قد يعتبر صعباً حالياً بسبب التضييق الذي يعيشه ناهيك عن انقطاع طريق العبور بين إيران وسوريا إلى لبنان.


في خلاصة القول، بات "حزب الله" في موقع أمام "حربين" داخلية وخارجية أساسها استخباراتي.. فهل سينجح بهما وما هي الخطوات التي قد يتخذها لترميم ما تصدّع؟ الأيام المُقبلة ستكشف.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • استمرار التحذير من الملاحة البحرية .. وهذه خريطة الأمطار غدا
  • هل يجب عليك شرب الماء الذي بقي طوال الليل؟
  • جيشنا يقول: [ممنوع الخروج] !!
  • مرصد الأزهر يطلع وكيل وزارة الدفاع الماليزية على جهوده في مكافحة التطرف
  • أمنياً.. ما الذي أضعف حزب الله؟
  • رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف يؤكد أهمية التعاون الدولي خلال محاضرة في الجامعة العراقية
  • ما الذي فعلته البطالة بثقافتنا العراقيَّة؟
  • الرئيس الصماد .. القائد الذي حمى وبنى واستشهد شامخا
  • من هو الجنجويدي المجنون الذي سيبيت الليلة في منطقة السوق العربي
  • المخرج الذي أبهر أجاثا كريستي