«سرطان الثدي».. ابتكارات جديدة تزيد فرص التعافي
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
هدى الطنيجي (أبوظبي)
سرطان الثدي، هو واحد من أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في جميع أنحاء العالم، ويعد هذا المرض تحدياً صحياً كبيراً يمكن أن يؤثر على حياة النساء بشكل كبير، حيث يسرق الفرحة من عيونهن، ويضعهن أمام صعوبات كبيرة للتغلب عليه، وتعتبر التوعية بسرطان الثدي والكشف المبكر عنه من الأمور الحيوية للحفاظ على صحة المرأة.
وبمناسبة شهر التوعية بسرطان الثدي، تحدثنا إلى عدد من الأطباء بخصوص الأعراض وطرق الوقاية للحفاظ على صحة وسلامة النساء.
أوضح الدكتور ستيفن غروبماير، رئيس معهد الأورام في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، أن سرطان الثدي يعتبر من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً حول العالم، وتتفاوت معدلات انتشاره حسب المنطقة والسكان. ويتم تشخيص هذا المرض في العديد من الدول بين النساء بشكل رئيس، ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، في عام 2020، شُخصت إصابة 2.3 مليون امرأة بسرطان الثدي وسُجلت 685000 حالة وفاة بسببه على مستوى العالم.
وأضاف: في نهاية عام 2020، كان هناك 7.8 مليون امرأة على قيد الحياة تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي في السنوات الخمس السابقة، ما يجعله أكثر أنواع السرطان انتشاراً في العالم. ويصيب مرض سرطان الثدي النساء بمختلف المراحل العمرية بعد سن البلوغ، في حين ترتفع معدلات الإصابة مع تقدمهن في السن.
وذكر أن شهر التوعية بسرطان الثدي من المبادرات التي تهدف إلى نشر الوعي حول هذا المرض وإلقاء الضوء على أهمية التشخيص المبكر ودوره في تحسين المخرجات العلاجية، وعلى الرغم من أن النساء يعتبرن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، إلا أن هذا المرض يؤثر على الرجال أيضاً، لكن معدلات الإصابة به منخفضة، لكنه يبقى مرضاً يصيب كلا الجنسين. وتُعزى الإصابة بمرض سرطان الثدي بين الرجال لأسباب جينية موروثة، واضطرابات هرمونية، ومجموعة من عوامل الخطر الأخرى. فنحو 0.5% إلى 1% من إجمالي عدد الإصابات تحدث بين الرجال. ويبقى البروتوكول العلاجي لهذا المرض واحداً بين الرجال والنساء.
الأكثر انتشاراً
أشار د. ستيفن غروبماير إلى أن سرطان الثدي يعتبر من بين أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين الرجال والنساء في دولة الإمارات وسبباً رئيسياً للوفاة في عام 2019، وتشكل الوفيات الناجمة عن هذا المرض نسبة 11.6% من إجمالي وفيات السرطان سنوياً.
وتعد أعداد حالات سرطان الثدي بين النساء أعلى بكثير من الرجال. ووفقاً للتقرير السنوي لحالات الإصابة بالسرطان في دولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2019، هنالك 875 إصابة بسرطان الثدي بين النساء مقابل كل 8 إصابات بين الرجال.
وأكد أن التطورات التقنية أثمرت عن تقدمٍ لافت في سبل تشخيص سرطان الثدي، وقادت لتحسين معدلات تعافي المرضى، وأسهمت هذه الابتكارات الجديدة في تنويع الخيارات المتاحة لمرضى سرطان الثدي، ومنحت كوادر الرعاية القدرة على تصميم حلول علاجية حسب احتياجات كل مريض على حدة.
وأضاف: ويمكننا اليوم القيام بإجراءات علاجية أكثر تحفظاً وبشكل أكثر أماناً لمرضى سرطان الثدي، بما يمكنهم من استعادة عافيتهم بوتيرة أسرع، وهنالك العديد من الإجراءات تعزز القدرة على تصميم خيارات علاجية شخصية على غرار الماموغرام الرقمي ثلاثي الأبعاد، وفحوصات الثدي المحسنة بالرنين المغناطيسي، إلى جانب التصوير بالموجات فوق الصوتية، وخزعات الثدي بأدنى حدود التدخل والموجهة بالحاسوب، وخزعات العقد الليمفاوية، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني. وإضافة لذلك، تلعب الدراسات الجنينة اليوم دوراً رئيسياً في الوقاية من مرض سرطان الثدي وعلاجه.
خطوات معينة
وأشار الدكتور غروبماير إلى أن أكثر الأوقات صعوبة بالنسبة للمرضى هي الفترة التي تعقب مباشرة تشخيص إصابتهم بسرطان الثدي، لذلك نتخذ خطوات معينة للتعامل مع هذا القلق في حياة المريض. وعند تواصل المريض مع مركزنا، نخصص له ممرضة متخصصة لتبدأ بتقديم الرعاية اللازمة، والإجابة على تساؤلاته، وجمع السجلات والفحوصات، وتحديد المواعيد اللازمة التي يحتاج المريض حضورها في مركز فاطمة بنت مبارك ضمن مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي. وتساعد هذه المنهجية العلاجية الفريدة في الحد من التوتر والقلق الذي يتعرض له المريض، وتتيح لنا منحه الخطة العلاجية بشكل يسير، بما يوفر الوقت اللازم للعلاج الأولي.
الكشف المبكر
أكدت د. ناهد بالعلا، استشارية جراحة أورام الثدي في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، أهمية رفع الوعي بأهمية الكشف المبكر والدوري عن سرطان الثدي لضمان جودة النتائج العلاجية، وتذكير النساء فوق عمر الأربعين بضرورة تخصيص الوقت سنوياً لإجراء فحص الماموجرام، فالتطور الكبير في مجال علاج أورام الثدي ساعد في تقديم حلول علاجية متقدمة، إلا أنه يبقى للكشف المبكر تأثير مهم في الحصول على النتائج العلاجية المرجوة.
وذكرت أن مدينة الشيخ شخبوط الطبية تحرص على توفير خدمات شاملة لرعاية أورام الثدي، ابتداءً من الكشف المبكر والتشخيص والتشريح الذي يعتمد على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي التشريحية، مروراً بالعلاج الجراحي والدوائي والإشعاعي، حيث توجد هناك العديد من العمليات والطرق الجراحية لعلاج سرطان الثدي، كاستئصال الورم فقط والحفاظ على الثدي مع علاج الإشعاع، وقد يتم بعد العلاج الكيميائي إذا كان حجم الورم 2 سم أو أكبر لتصغيره.
وأضافت: وتتم الجراحة باستئصال جزء بسيط من الثدي ولا يؤثر على الحالة العامة للثدي، وهي تعد الطريقة الأفضل مقارنة بالطريقة القديمة، وقد يكون مباشرة بعد تشخيص الورم من دون العلاج الكيميائي إذا كان أصغر من 2 سم، وهو في مراحله المبكرة، وأن المريضة تغادر المستشفى بعد يوم واحد من إجراء العملية، وتوضع للمريضة مواعيد للمتابعة الطبية في العيادات الخارجية، فضلاً عن استكمال العلاج الإشعاعي والكيميائي من بعد العملية إذا تطلبت الحالة، وهذه النوعية من العمليات تعتمد على حجم الورم وموقعه في الثدي ومرحلة المرض ونسبة الكتلة مقارنة لأنسجة الثدي.
وذكرت أن الدراسات أثبتت أن هذه النوعية من العمليات لا تقل أماناً عن استئصال الثدي بالكامل، ومن ضمن الخدمات المقدمة في مدينة الشيخ شخبوط الطبية الدعم النفسي والجسدي للمرضى طوال رحلتهم للتغلب على السرطان، من خلال فريق من الممرضات وأخصائيي التغذية والمعالجين النفسين وجلسات دعم مرضى سرطان الثدي.
الدعم النفسي
من جانبها، أكدت الدكتورة سونيا عثمان، اختصاصية طب الأورام في مدينة برجيل الطبية، ضرورة تقديم الدعم النفسي والمساندة لمرضى السرطان، وخصوصاً مرضى سرطان الثدي اللاتي يحتجن إلى الدعم النفسي والعطفي، سواء من الزوج أو الأقارب أو حتى في محيط العمل، حيث تؤثر الحالة النفسية لمرضى السرطان على التعايش مع المرض والشفاء منه بشكل كبير في بعض الأوقات، لافتة إلى أن أفراد المجتمع حالياً يتحلون بالوعي الكبير مقارنة بالماضي، حيث أصبحت النظرة العامة للمرض إيجابية، خصوصاً في ظل ارتفاع معدلات الشفاء التي تصل إلى ما يزيد على 95%، إضافة إلى حملات التوعية بالكشف المبكر عبر الفحص الذاتي والماموغرام، حيث أظهرت دوراً مهماً في نشر التوعية بين النساء محلياً وعالمياً، كما عززت العلاجات المتطورة التي توفرها الدولة، كالعلاجات الهرمونية والذكية الموجهة التي يتم توجيهها للخلايا السرطانية فقط دون إلحاق الضرر بغيرها من الخلايا السليمة، عززت هذه النظرة الإيجابية وتقبل المرض دون النظر إلى الإصابة بالمرض بشكل سوداوي، كما كان يحدث في السابق.
وأشارت إلى أنه بفضل تطورات التشخيص والعلاج، أصبحت المصابة يمكنها أن تقوم بمهامها اليومية في العمل أو في الدراسة أو في المنزل مع أسرتها وأطفالها بشكل طبيعي، مع وجود أدوية حديثة تخفف من الشعور بالألم، مشدده على أن الفحص المبكر هو السبيل الأنجع للتخلص من سرطان الثدي.
الفحص السنوي
أكدت الدكتورة شيماء السبع، اختصاصية الأشعة التشخيصية والتداخلية للثدي في مدينة برجيل الطبية، أهمية إجراء فحص الماموغرام سنوياً للسيدات اللاتي تخطين عمر الـ 40 لأن نسبة حدوث السرطانات تزيد بشكل أكبر مع زيادة العمر، كما تساهم التغيرات الهرمونية التي تصيب النساء في جعل فحوصات الماموغرام واضحة ودقيقة بعد عمر الـ 40 أو 50 عاماً، حيث يصبح النسيج الثديي أقل كثافة ويمكن قراءة صورة الأشعة بوضوح أكبر، فيما يساعد إجراء الفحص السنوي للماموغرام في الكشف المبكر عن أي علامات محتملة للمرض، وبالتالي يعزز فرص الشفاء، وبالتالي خفض معدل الوفيات بسبب سرطان الثدي، حيث تعتبر هذه إحدى أهم توصيات منظمة الصحة العالمية التي تركز على الفحص الدوري والكشف المبكر، مشيرة إلى خطورة الاعتقاد الخاطئ والسائد بين بعض السيدات بأن فحص الماموغرام مؤلم للغاية قد يحتاج إلى مخدر، وهو أمر غير صحيح لأن الإجراء لا يتعدى أكثر من الشعور بضغط خفيف على الثدي الذي يتم وضعه على لوح اكريليك ليتم تصويره بالجهاز، وليس مؤلماً كحال الخزعة التي يتم أخذها من المريضة عند تشخيصها بكتلة ورم في الثدي.
وأشارت إلى أن التقنيات الحديثة ساهمت بشكل كبير في كشف سرطان الثدي، بما في ذلك الماموغرام الثلاثي الأبعاد (3D)، فالتقنية ثلاثية الأبعاد تحسن من قدرة الكشف عن الأورام الصغيرة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: سرطان الثدي النساء أکثر أنواع السرطان بسرطان الثدی سرطان الثدی بین النساء بین الرجال هذا المرض
إقرأ أيضاً:
لو كانار.. البطة المكبلة التي يخافها ساسة فرنسا منذ أكثر من قرن
لا تزال الصحيفة الفرنسية "لو كانار أونشينيه"، وتعني حرفيا "البطة المكبّلة"، تحافظ منذ أكثر من قرن على مكانتها الخاصة في المشهد الإعلامي في فرنسا، باعتبارها منبرا له بصمة تحريرية خاصة، تمزج بين السخرية والعمل الاستقصائي، ويهابها أصحاب القرار في دوائر السياسة والمال.
وصدرت الصحيفة في 10 سبتمبر/أيلول 1915 في أجواء الحرب العالمية الأولى، واختار مؤسسها موريس ماريشال أن تكون منصة مضادة للدعاية الرسمية التي كانت سائدة في أجواء الحرب، ونهج أسلوب الفكاهة والسخرية سلاحا لمواجهة الرقابة التي كانت سائدة آنذاك.
وبنبرة ساخرة، وعد ماريشال قراءه بأن تواظب "لو كانار" على نشر "أخبار غير دقيقة تماما"، في تناقض صارخ مع الصحافة الرسمية التي كانت تنشر "أخبارا حقيقية بلا هوادة"، كما جاء في افتتاحية العدد الأول من الصحيفة.
وخاض الفريق المؤسس في البدايات لعبة القط والفأر مع موظفي الرقابة الذين كانوا يراجعون المحتوى قبل النشر، مما دفع العاملين في الصحيفة لشحذ روح السخرية والإبداع في رسوم الكاريكاتير لتفاذي الحذف.
وفي تلك الأجواء المشحونة، لم تصدر الصحيفة أكثر من 5 مرات، وتوقفت بعد نحو شهرين على إطلاقها، قبل أن تعود إلى الأكشاك في يوليو/تموز 1916 ببداية جديدة في التصور والعزيمة نفسيهما، كما توقفت عن الصدور طيلة سنوات الحرب العالمية الثانية (1939-1945) عندما كانت فرنسا ترزح تحت الاحتلال النازي.
واختارت الصحيفة شعار "حرية الصحافة لا تتدهور إلا إذا لم تُستخدم"، وتتميز صفحتها الأولى بصريا بترويسة لافتة تظهر فيها بطتان، واحدة على اليمين والأخرى على اليسار، تحملان لافتتين يتغير مضمونهما بحسب الأحداث.
لم تُحد الصحيفة عن روحها على مر العقود، وظلت وفيّة لأسلوبها الذي يجمع بين روح الفكاهة والنبرة الخفيفة، والتلميحات والإيحاءات واستخدام السخرية والنقد اللاذع أحيانا والتلاعب بالألفاظ والعبارات المسكوكة وشحنها بالرموز.
إعلانكما تمزج الصحيفة، التي تصدر كل يوم أربعاء في عدد محدود من الصفحات (8 صفحات في عام 2025)، بين النصوص والرسومات الكاريكاتيرية والتعبيرية، دون أن تتغير صياغتها كثيرا منذ انطلاقها، لتُشكل بذلك استثناء في المشهد الصحفي الفرنسي وتحافظ على مكانتها كأشهر صحيفة ساخرة في البلاد.
ووفاء لاستقلاليتها المعلنة من العدد الأول، لا تنشر الصحيفة أي إعلانات تجارية أو ترويجية، ولا تفتح رأسمالها لأي مستثمر خارجي، وظلت تعتمد كليا على مبيعاتها ورقيا قبل أن تركب الموجة الرقمية في وقت متأخر نسبيا مقارنة بباقي الصحف الفرنسية.
وتراهن الصحيفة على ولاء قرائها، وتؤكد أنها في ملك موظفيها، وتستثمر أرباحها بانتظام لضمان التمويل اللازم من أجل تطويرها واستمرار استقلاليتها عن أصحاب القرار السياسي والمالي.
وأصبحت "لو كانار"، وخاصة منذ ستينيات القرن الماضي، نموذجا للصحافة الاستقصائية في فرنسا وخارجها، مما مكّنها من كشف فضائح كبرى طالت شخصيات بارزة وهزت أركان المؤسسة السياسية والاقتصادية والمالية في البلاد.
وعرفت الجريدة أوجها في عهد مؤسس الجمهورية الفرنسية الخامسة الجنرال شارل ديغول الذي كان دوما يسأل المقربين منه كلما أمسك بأحد أعداد الجريدة المشاكسة "ماذا قالوا عني اليوم؟"، حيث كانت شخصية ديغول وقراراته وسياساته مادة دسمة لصحفيي "لو كانار".
ومن أشهر ملفات الفساد التي فجّرتها الصحيفة في السنوات اللاحقة "قضية ألماس بوكاسا" عام 1979 التي يعتبرها المهتمون بالصحافة الفرنسية أكبر سبق صحفي في تاريخ "لو كانار".
ففي تلك السنة، كشفت الصحيفة أن الرئيس فاليري جيسكار ديستان تلقى عندما كان وزيرا للمالية عام 1973 ألماسا من دكتاتور وإمبراطور جمهورية أفريقيا الوسطى جان بيدل بوكاسا، وحاول ديستان الدفاع عن نفسه دون أن ينجح في ذلك، وبعد عامين خسر الانتخابات الرئاسية أمام المرشح الاشتراكي فرانسوا ميتران.
وبعد ذلك بعامين، كشفت الأسبوعية الساخرة أن موريس بابون، الذي كان مسؤولا أمنيا في سنوات الحرب العالمية الثانية وتعاون مع الاحتلال النازي لفرنسا، قام بدور مهم في ترحيل اليهود، ووُجهت إليه اتهامات عام 1983 بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وحُكم عليه عام 1998 بالسجن 10 سنوات.
وفي بداية التسعينيات سببت الصحيفة متاعب جمة لرئيس الوزراء الاشتراكي بيير بيريغوفوا بعد أن كشفت في فبراير/شباط 1993 أنه حصل عام 1986 على قرض من دون فوائد قيمته مليون فرنك فرنسي (قرابة 190 ألف يورو) من رجل أعمال مقرب من الرئيس ميتران.
وتزامن الكشف عن تلك المعاملة المالية مع أجواء الانتخابات التي خسرها الحزب الاشتراكي الحاكم، مما فاقم الشكوك حول نزاهة وسمعة بيريغوفوا الذي انتحر في الأول من مايو/أيار 1993، وتعليقا على تلك النهاية المأساوية، اتهم الرئيس ميتران الصحافة بالضلوع في الحادث.
كما كشفت الصحيفة فضائح فساد أخرى بينها فضيحة تمويل الرئيس الأسبق جاك شيراك إحدى حملاته الانتخابية الرئاسية بتمويل عيني من الرئيس الغابوني الراحل عمر بونغو، كما كشفت الجريدة في 2006 وجود حساب بنكي لجاك شيراك في اليابان.
إعلانوعلى الصعيد العربي، وفي أول أيام الربيع العربي عندما انطلقت أولى المظاهرات ضد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عام 2010، كشفت "لو كانار" أن وزيرة الدفاع آنذاك أمضت إجازة في تونس، وتلقت هدايا من رجل أعمال مقرب من نظام الرئيس بن علي، وبسبب ذلك الكشف استقالت الوزيرة من منصبها بعد بضعة أسابيع.
ورقي ورقميولا تزال الصحيفة تحقق نسبة مبيعات جيدة، وبلغ إجمالي متوسط توزيعها عام 2024 حوالي 242 ألف نسخة، في حين بلغ متوسط مبيعات "ملفات لو كانار" التي تصدرها كل 3 أشهر نحو 46 ألف نسخة، وتتوفر الصحيفة على احتياطات نقدية تزيد عن 130 مليون يورو.
وظلت الصحيفة تصدر ورقيا فقط إلى عهد قريب جدا، ولم تركب الموجة الرقمية إلا عام 2020 بإنشاء موقع إلكتروني محدود الخدمات والمحتوى قبل أن تتوسع على الشبكة العنكبوتية منذ سبتمبر/أيلول 2024.
وطورت "لو كانار" موقعها الإلكتروني وحوّلته إلى منصة يجد فيها المتصفح محتوى العدد الأسبوعي، إلى جانب مقالات ورسومات كاريكاتيرية، ويجري العمل تدريجيا على نشر وثائق ومواد أرشيفية يحتاج الاطلاع عليها إلى اشتراك مدفوع، وتقول الصحيفة إن ذلك الاشتراك يسهم إلى جانب اقتناء النسخة الورقة، في تعزيز استقلاليتها المالية، وبالتالي ضمان حريتها في البحث عن الحقيقة.