حسام عبدالنبي (أبوظبي)
اتخذت الجهات الحكومية في الدولة، إجراءات حاسمة لحماية أفراد المجتمع من المكالمات الهاتفية التسويقية غير المرغوب فيها أو العشوائية أو الضارة، بعد تزايد شكاوى العملاء من مطاردتهم باتصالات هاتفية مزعجة للتسويق لمنتجات وخدمات مالية ومصرفية وعقارية، ولشركات في مختلف القطاعات. 
وتضمنت تلك الإجراءات قطع خدمات الاتصالات عن الشركات المخالفة لقوائم سجل عدم الاتصال والتي تتضمن قائمة بالأشخاص الذين لا يرغبون في تلقي مكالمات ترويجية، وكذلك إعلان وزارة الاقتصاد عن وضع سياسة مقترحة لمواجهة الاتصالات التسويقية المزعجة لتقديمها إلى مجلس الوزراء، بحيث تشمل عقوبات إدارية على المخالفين من الأفراد والشركات المتسببين.

 
ووضع اتحاد مصارف الإمارات «وثيقة السلوك المصرفي» لضمان عدم الكشف عن بيانات عملاء البنوك وعدم استغلالها في التسويق. كما حذرت دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي من عدم احترام المنشآت أو الأفراد لخصوصية المستهلك، وأكدت أن الاتصال الهاتفي المباشر للتسويق يعرض المنشأة للعقوبة. وإلى ذلك أفادت مؤسسة التنظيم العقاري التابعة لدائرة الأراضي والأملاك بدبي، بفرض غرامات قدرها 50 ألف درهم على الشركات المخالفة، مع إيقاف بطاقة الوسيط المتصل لمدة لا تقل عن 3 شهور. 
إيقاف المكالمات
ولتنظيم عملية التسويق عبر الهاتف، تم إنشاء سجل عدم الاتصال (DNCR) لضمان بيئة اتصالات أكثر أماناً، حيث يعنى بضمان أن جميع المسوِّقين عبر الهاتف الذين يتطلعون إلى الاتصال بالعملاء يجب أن يحصلوا على الموافقة الملائمة والضرورية من كل عميل، وإلا سيحق للعملاء تقديم شكوى.
ويعد سجل عدم الاتصال (DNCR) منصة خاضعة للرقابة تحكم وتحمي الأفراد من المكالمات الضارة أو غير المرغوب فيها، وتشتمل هذه المنصة على قائمة بأرقام هواتف الأفراد الذين لا يرغبون في تلقي مكالمات ترويجية عشوائية أو غير مرغوب بها للتسويق عبر الهاتف، حيث يتوقع من أي مؤسسة ترغب في التواصل مع العملاء للتسويق أن تتحقق من أن رقم الهاتف غير مسجل في سجل عدم الاتصال، قبل إجراء أي مكالمات ترويجية لهؤلاء الأفراد. 
وفي حال إذا استمرت شركة ما بإجراء مكالمات ترويجية للأرقام المدرجة في سجل عدم الاتصال، سيتم إلغاء خدمات الاتصالات عن أرقام الهواتف المخالفة لهذا التوجيه، وسيتم إبلاغ السلطات المعنية كذلك.
وأفادت شركتا «اتصالات من إي آند»، و«دو»، بأنه يمكن للعملاء المشتركين في خدماتهما، التسجيل مجاناً في خدمة «سجل عدم الاتصال» التي طرحتها هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، من أجل إيقاف أو تقليل نسبة تلقي المكالمات التسويقية غير المرغوبة. وذكرت أنه يمكن للمشترك الراغب بإدراج رقمه في سجل عدم الاتصال DNCR إرسال رسالة نصية فيها الأحرف DNCR إلى الرقم 1012، وذلك لمنع المكالمات التسويقية. وفي حال تسلم المتعامل أي مكالمة تسويقية بعد ذلك، فيمكنه تقديم شكوى على الشركة، وحال استمرت الشركة في الاتصال سيتم وضع رقمها في «سجل الأرقام المقطوعة».
حزمة إجراءات
وكشفت وزارة الاقتصاد عن بدء تنفيذ حزمة إجراءات لضمان خصوصية وأمن بيانات المستهلكين وعدم استخدامها لأغراض الترويج والتسويق الهاتفي من قبل بعض الشركات، من بينها، وضع سياسة مقترحة لمواجهة الاتصالات التسويقية المزعجة لتقديمها إلى مجلس الوزراء، بحيث ستشمل هذه السياسة عقوبات إدارية على المخالفين من الأفراد والشركات المتسببين. 
وأوضح معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، في رد كتابي على سؤال برلماني حول «حماية أمن البيانات للمستهلك»، أن الإجراءات تضمنت عرض موضوع مواجهة الاتصالات التسويقية المزعجة في دولة الإمارات في الاجتماع الثاني للجنة العليا لحماية المستهلك، خاصة أن الوزارة تمتلك إدارة متخصصة لتلقي الشكاوى والتحقيق فيها بشكل فردي أو بالتنسيق مع الجهات. 
وكشف معاليه، أن الوزارة قدمت رؤيتها حول مواجهة المكالمات التسويقية المزعجة، والتي تضمنت اقتراح الحلول التنظيمية والفنية التي تتطلب تعاون الجهات الوطنية ذات الصلة، مثل دوائر التنمية الاقتصادية في الدولة، وهيئة تنظيم الاتصالات، والحكومة الرقمية، واستندت هذه الحلول إلى تجارب من دول مثل الولايات المتحدة الأميركية والهند، والسعودية وألمانيا، وغيرها.

أخبار ذات صلة وكيل «التنوع البيولوجي» في «التغير المناخي» لـ«الاتحاد»: مياه الإمارات تحتضن 100 نوع من الأسماك الأسبوع الإقليمي للأمن السيبراني ينطلق غداً

وثيقة سلوك
وفي ما يخص حماية المعلومات السرية والخاصة التي يتلقاها البنك عن العملاء، فقد قام اتحاد مصارف الإمارات بتضمين السمات الرئيسية لوثيقة السلوك المصرفي، بالتأكيد على أنه يجب على المصرف إيلاء أهمية عالية لموضوع ضمان عدم الكشف غير المصرح به عن المعلومات السرية والخاصة التي يتلقاها عن العملاء، أو عن تفاصيل أي عمليات مالية خاصة بعملائه، والالتزام بكشف مثل تلك المعلومات فقط في حال المطالبة وفق ما تسمح به القوانين والتشريعات. 
وتم تصميم وثيقة السلوك المصرفي بهدف منح القطاع المصرفي مجموعة قيَم وقواعد طوعية تحكم سلوكهم المهني للارتقاء بمعايير الممارسات المصرفية، وتعزيز الثقة والمصداقية في عمل القطاع المصرفي في دولة الإمارات.
وحددت وثيقة حقوق ومسؤوليات العملاء، مسؤوليات المصارف الأعضاء كافة في اتحاد مصارف الإمارات تجاه العملاء، لتشمل الحفاظ على سرية معلومات العملاء، باستخدام وسائل الحماية المناسبة، وضمان أن يتم الإفصاح عن المعلومات السرية وفق الشروط والأحكام والقوانين واللوائح المعمول بها.
خصوصية المستهلك
وأكدت دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، أن الاتصال الهاتفي المباشر للتسويق يعرض المنشأة للعقوبة، ويجب على جميع أصحاب المنشآت التجارية في إمارة أبوظبي احترام خصوصية المستهلك وعدم التسويق عبر الاتصال الهاتفي المباشر، مشددة على أن المنشآت المخالفة ستكون عرضة للعقوبة في حال ورود شكوى من المستهلكين. 
وبالفعل بدأت دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، توقيع عقوبات، تشمل غرامات مالية تراوح بين 3 آلاف و10 آلاف درهم، وتصل إلى حد الإغلاق، على المنشآت التجارية المخالفة التي تمارس التسويق عبر الاتصال الهاتفي في الإمارة، بالمخالفة للتعميم الذي أصدرته بمنع التسويق عبر الاتصال الهاتفي.
وحددت دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، عدداً من السلبيات في مكالمات التسويق الهاتفي، وأهمها انتهاك خصوصية المستهلكين من خلال الاتصال في جميع أوقات اليوم دون مراعاة حاجة المستهلك للراحة، والإلحاح الشديد في عرض الخدمات حتى في حال رفض المستهلك الاستمرار في المكالمة، أو عدم الرغبة في اقتناء المنتج أو الخدمة، إضافة إلى تكرار الاتصال بالمستهلك على الرغم من رفض الخدمة أو العرض مسبقاً.
التسويق العقاري
وذكرت مؤسسة التنظيم العقاري التابعة لدائرة الأراضي والأملاك بدبي، أن الترويج والتسويق للعقارات عبر خدمة الرسائل القصيرة أو المكالمات الهاتفية، يعد جريمة تعاقب عليها وكالة التنظيم العقاري في دبي RERA، عبر فرض غرامات قدرها 50 ألف درهم على الشركات المخالفة، مع إيقاف بطاقة الوسيط المتصل لمدة لا تقل عن 3 شهور.
وكشفت المؤسسة أنها أوقفت بالفعل 9 وسطاء عقاريين عن مزاولة العمل لمدة ثلاثة أشهر، فيما غرّمت مكتب الوساطة العقارية الذي يعملون فيه مبلغ 50 ألف درهم، وذلك بعد أن قام المكتب بارتكاب مخالفة المكالمات غير المرغوب فيها، وإزعاج المستثمرين والمتعاملين عبر التسويق أو الترويج لخدماته عن طريق الاتصال المباشر. 
وأكدت «ريرا» حرصها على توفير بيئة عقارية آمنة وخالية من كلّ ما من شأنه أن يتسبب في إزعاج المتعاملين أو ملّاك العقارات والمستثمرين، كالمكالمات المزعجة التي تجريها مكاتب الوساطة العقارية للتسويق أو ترويج خدماتها، حيث أنشأت مشروع «القائمة الخضراء» على تطبيق «دبي ريست»، والذي يتضمن خدمة التبليغ عن المكالمات المزعجة، ما يسهم في التخلص من الاتصالات غير المرغوب بها من الوسطاء العقاريين، ويضمن التواصل الفعّال فقط عندما يرغب المالك في التواصل معه من قبل الوسطاء. وأوضحت أن المشروع يساعد أيضاً على التقليل من المخالفات العقارية المتعلقة بالتسويق المباشر، ويفتح قنوات تسويقية إضافية للشركات العقارية، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة معدل المبيعات العقارية وتأجير العقارات الشاغرة، لخدمة المالك والمستأجر على حد سواء.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات الاتصال الهاتفی التسویق عبر غیر المرغوب فی حال

إقرأ أيضاً:

"الاتصالات الفضائية والاستشعار عن بُعد.. مستقبل مصر الرقمي" ندوة بنقابة المهندسين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في إطار جهودها لتعزيز الوعي الهندسي ونشر ثقافة علوم الفضاء في أوساط المهندسين، نظمت لجنة الفضاء بالنقابة العامة للمهندسين برئاسة الدكتور المهندس أحمد فرج اليوم، ندوة تثقيفية بعنوان "الاتصالات الفضائية والاستشعار عن بعد.. مستقبل مصر الرقمي"، استضافتها نقابة المهندسين الفرعية بالشرقية برئاسة الدكتور المهندس تامر سامي جعفر

تأتي الندوة كجزء من سلسلة فعاليات تهدف إلى تمكين المهندسين المصريين من مواكبة التطورات التكنولوجية العالمية، شارك فيها ممثلون من وكالة الفضاء المصرية، والهيئة القومية للاستشعار عن بعد، إلى جانب خبراء ومتخصصون في علوم الذكاء الاصطناعي.
في كلمته الافتتاحية قال الدكتور المهندس "تامر جعفر": "أشكر لجنة الفضاء بالنقابة العامة لتواجدهم لإثراء النقاش وتقديم رؤى علمية جديدة تسهم في رفع وعي المهندسين بأهمية تقنيات الاتصالات الفضائية والاستشعار عن بعد"، مؤكدًا أن هذه اللقاءات تمثل فرصة ذهبية للتعلم والمساهمة في تحقيق النهضة التكنولوجية التي تسعى مصر إلى تحقيقها ضمن رؤية 2030، وتعزيز التعاون بين المهندسين والجهات العلمية، وبناء جيل من المهندسين القادرين على مواجهة تحديات المستقبل بثقة وكفاءة.


بدوره أوضح الدكتور المهندس أحمد فرج أن الندوة تأتي ضمن خطة اللجنة لنشر ثقافة الفضاء في مختلف محافظات مصر، مؤكدًا أن اللجنة تعمل على إيصال المعرفة والتوعية إلى المهندسين في أماكن تواجدهم، حرصًا منها على توفير فرص متساوية للتعلم وتبادل الخبرات، مضيفًا أن مثل هذه الفعاليات تأتي في إطار "مبادرة بناء الإنسان"، وهي مبادرة رئاسية هامة تسعى للنهوض بالمجتمع المصري من خلال التثقيف والتوعية

واوضح أن أحد أهداف هذه المبادرة هو رفع كفاءة المهندسين وتزويدهم بأحدث المعارف في تكنولوجيا الفضاء.
فيما أشار المهندس أحمد المنهاوي- مقرر اللجنة، إلى أن الاتصالات الفضائية وأنظمة الاستشعار عن بعد ليست مجرد تقنيات مستقبلية، بل هي جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لما لها من تأثير مباشر على مختلف القطاعات مثل الزراعة، والصحة، والاتصالات، وتساهم في تحقيق نقلة نوعية في تحسين جودة الحياة وتعزيز مكانة مصر كدولة رائدة في مجال التكنولوجيا.
وألقى الدكتور "أبوبكر الهادي" الخبير في علوم الفضاء، كلمة ألقى فيها الضوء على تاريخ تطور علوم الفضاء منذ منتصف القرن العشرين، ثم تناول التكنولوجيا المستخدمة في تصميم وتشغيل الأقمار، شارحًا كيف يتم تحديد مسارها ومداراتها لتلبية احتياجات محددة، سواء كانت اتصالات، أو مراقبة الأرض، أو تطبيقات الاستشعار عن بعد.
كما تحدث عن أهمية "هندسة النظم الفضائية"، موضحًا كيف يتم تصميم كل جزء من القمر الصناعي لتحقيق أقصى كفاءة، مع مراعاة الظروف القاسية التي يواجهها في الفضاء، مثل درجات الحرارة العالية، والإشعاعات، وانعدام الجاذبية.
اختتم "أبوبكر" حديثه بالإشارة إلى المستقبل الواعد لتكنولوجيا الفضاء في مصر، مؤكدًا أن مصر تمتلك كوادر هندسية قادرة على قيادة مشاريع فضائية متقدمة، مما يجعلها مؤهلة لتصبح من اللاعبين الرئيسيين في هذا المجال على المستويين الإقليمي والدولي. 


وشجع المهندسين الشباب على الاستفادة من هذه الفرص والتعمق في دراسة علوم الفضاء، موضحا أن المستقبل يحمل المزيد من الفرص لمن يسعى للريادة في هذا المجال.
أعقب ذلك كلمة للدكتور هيثم مدحت- ممثل وكالة الفضاء المصرية، الذي قدم عرضًا عن دور الوكالة وإمكانياتها الحالية، مؤكدًا أن صناعة الفضاء تمثل ركيزة أساسية في خدمة المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة، حيث تتيح حلولًا مبتكرة لإدارة الموارد المائية والزراعية بفعالية عالية، وتلعب دورًا جوهريًا في التخطيط العمراني وتطوير البنية التحتية بشكل يضمن استمرارية النمو والتنمية المستدامة.
وأشار "هيثم" خلال كلمته إلى التعاون المثمر بين وكالة الفضاء المصرية ولجنة الفضاء بالنقابة العامة للمهندسين، موضحًا أن هذا التعاون يمثل خطوة مهمة في نشر الوعي العلمي وتقديم فرص تعليمية متميزة، لدعم رؤية مصر في تحقيق تقدم ملموس في هذا القطاع الحيوي، مشددًا على أن الوكالة ولجنة الفضاء تتشاركان نفس الرؤية في إعداد جيل جديد من الكوادر الهندسية القادرة على قيادة مشاريع الفضاء المستقبلية.


من جانبه ألقى الدكتور محمد يحيى إدريس، ممثل الهيئة القومية للاستشعار عن بعد، محاضرة حول العلاقة الحيوية بين التحول الرقمي وتقنيات أقمار الاستشعار عن بعد في دعم هذه العملية المحورية، استعرض فيها مفهوم التحول الرقمي، وكيف تحول من مجرد اتجاه تقني إلى ركيزة أساسية في تعزيز التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن التحول الرقمي بات عنصرًا حيويًا في تحسين الإدارة الذكية للموارد، وتطوير البنى التحتية، وتمكين القطاعات المختلفة من اتخاذ قرارات أكثر دقة وكفاءة.
ثم ألقى الضوء على الدور المحوري لأقمار الاستشعار عن بعد، موضحًا أنها العين الذكية التي تراقب كوكب الأرض باستمرار، وتجلب معها معلومات دقيقة وفورية حول التغيرات البيئية، وتقييم المحاصيل الزراعية، ومتابعة الاستخدام الأمثل للموارد المائية. كما تحدث عن أهمية هذه الأقمار في التخطيط العمران.
كما أوضح  أن دمج تقنيات الاستشعار عن بعد مع التحول الرقمي يفتح آفاقًا جديدة لخلق أنظمة تحليل ذكية، قادرة على معالجة كميات ضخمة من البيانات الملتقطة من الأقمار الصناعية، مما يتيح فهمًا أعمق للأرض، ويساعد على التنبؤ بالتغيرات المستقبلية والتخطيط المسبق لإدارة الأزمات والكوارث الطبيعية. 
وأكد أن هذه المعلومات الدقيقة لا تقتصر على مراقبة الأرض فقط، بل تُستخدم أيضًا في إدارة الأزمات، مثل مراقبة الفيضانات، وحرائق الغابات، والانهيارات الأرضية، مما يساهم في تقليل الخسائر البشرية والمادية بشكل كبير.
واختتم محاضرته بالتأكيد على أن مصر تمتلك بالفعل البنية التحتية والتقنية التي تؤهلها لتوظيف هذه التكنولوجيا بشكل فعال، لكنها تحتاج إلى تكاتف الجهود بين جميع المؤسسات لتحقيق أقصى استفادة من التحول الرقمي وتقنيات الاستشعار عن بعد، مما سيُسهم بشكل مباشر في تحقيق رؤية مصر 2030، وتعزيز مكانة مصر كدولة رائدة في استخدام التكنولوجيا الحديثة لدعم النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية. 


اختتم الندوة الدكتور المهندس حاتم العطار بمحاضرة تحدث فيها عن ماهية الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أنه ليس مجرد أدوات أو برمجيات، بل هو نظام متكامل يعتمد على الخوارزميات الذكية والبيانات الضخمة، ويهدف إلى تمكين الآلات من التفكير واتخاذ القرارات بشكل مستقل، موضحًا كيف يُمكن توظيف هذه التكنولوجيا في تحليل البيانات الضخمة، والتعلم الآلي، والتعرف على الأنماط، مما يجعلها من أقوى الأدوات التي تُحدث تحولًا كبيرًا في مختلف الصناعات.
وتطرق إلى الحديث عن كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مجال تكنولوجيا الفضاء والطيران، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُحدث ثورة في تصميم وتشغيل الأقمار الصناعية، من خلال تطوير أنظمة التشغيل الذاتي التي تُساعد على تقليل التدخل البشري، وزيادة دقة عمليات التوجيه والتنبؤ بالظروف الجوية والفضائية. كما يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور الفضائية المستمدة من الأقمار، لاستخراج معلومات دقيقة تُفيد في رسم خرائط للأرض، ومراقبة التغيرات البيئية والمناخية.
كما سلط الضوء على التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في تسهيل التواصل بين الأنظمة الفضائية، وتوفير الحلول الذكية لتحديات استكشاف الفضاء، بالإضافة إلى دعمه لقرارات دقيقة ومبنية على بيانات في مجالات الزراعة، والتخطيط العمراني، وإدارة الموارد الطبيعية.

مقالات مشابهة

  • انطلاق قمة مصر الدولية لوسائل التنقل الكهربائية 10 أكتوبر
  • إيران: لن ننشر قوات في لبنان أو غزة لمواجهة إسرائيل
  • قلق مصري من توسع الجبهات واشعال المنطقة ككل
  • تتويج "ليڤا للتأمين" بجائزتين في مجالي التسويق والموارد البشرية
  • لقاء يناقش تطوير قطاع الاتصالات وتحسين جودة خدماته
  • عودة خدمات الاتصالات والانترنت في مدينة أمدرمان
  • لقاء حواري جمع هيئة تنظيم الاتصالات وعددًا من المنتفعين
  • "الاتصالات الفضائية والاستشعار عن بُعد.. مستقبل مصر الرقمي" ندوة بنقابة المهندسين
  • انقطاع الاتصالات مع قيادة حزب الله العليا بعد هجوم إسرائيل على الضاحية الجنوبية ببيروت
  • حزب الله يعلن انقطاع الاتصالات مع القيادة العليا