صحيفة البلاد:
2025-05-01@13:53:46 GMT

إتجاهات المشهد الإعلامي

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

إتجاهات المشهد الإعلامي

تشير الدراسات والممارسات اليومية،إلى أن تأثير وإتجاهات وسائل الإعلام المعاصر،هي التي تشكِّل مشهد المعلومات الضخمة وتدفقاتها ونشرها . فهناك عدة محاور يدور فيها فلك الإعلام الحديث . منها تطور التكنولوجيا الرقمية ووسائط التواصل الإجتماعي .. وتقنيات صناعة المحتوى والتحولات التي طرأت على أنماط الإستهلاك المعلوماتي من قبل المجتمعات والأفراد بجميع أطيافهم وغيرها الكثير.

لقد إنتقلت وتحولت مصادر الإعلام والمعلومات من الوسائط المطبوعة والمرئية كالصحف والمجلات والتلفزيون ،إلى العوالم الرقمية من حيث التطور الكثيف والسريع لتبادل المعلومات والإستفادة منها وإستهلاكها أو تقاسمها مع مختلف الأفراد والمجتمعات والمصادر والمواقع الإلكترنية..

الثورة الرقمية ساعدت على الإنتشار المعلوماتي فائق السرعة . حيث تلعب الهواتف المحمولة والذكية والإنترنت السريع والمواقع الإلكترونية على التغيير بل جعلت من كل البشر مراسلين صحفيين وصنّاع للأخبار من جميع أنحاء العالم و إلى أقصى المعمورة خلال ثوان معدودات.

لقد أصبحت وسائط التواصل الإجتماعي بمثابة حارس المرمي الصامد لبوابة المعلومات والتحكم في توزيعها وإنتشارها حتى وصل تأثيرها الشديد الى تشّكيل الرأي العام إيجاباً أوسلباً وذلك عن طريق صناعة المعلومة والتأثير على المحتوي الإخباري مما أدي الى طمس الخطوط الفاصلة بين الصحافة التقليدية وتقارير البشر من عامة الناس ، كما وصل تأثيرها على الأحداث السياسية ومجريات الإنتخابات الرئاسية في دول العالم .

وإذا عرّجناعلى تقنيات صناعة المحتوي المعلوماتي والإخباري من خلال ال يو تيوب و تك توك ومقاطع الفيديو الحية والمباشرة ومواقع الإجتماعات والفيسبوك وتقنيات الواقع الإفتراضي والمعزز الخ ..،نجد أن هذه التقنيات ماهي إلا البداية والقادم سيكون له وقع مدهش وعظيم على صناعة المحتوي الإعلامي وذلك بالإستعانة وتزاوج تلك التقنيات بالذكاء الإصطناعي التوليدي الذي سيغزو البشر والحجر كالسيل الهادر .

وأخيراً،فإن المشهد الإعلامي تغير بشكل جذري بفضل وسائط التواصل الإجتماعي والتي أثّرت إيجاباً علي التواصل بين البشر والوصول الى المعلومة بسرعة آنية ولكنها أيضا تحمل تحدّيات جديدة في طياتها تتطلب وعياً وحذراً شديديْن من مستهلكي المعلومة بسبب آثار التزّييف والتشّويه للحقائق والوقائع الحيّة.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

هل سنبقى نحن البشر سادة التقنية أم سنصبح أسرى لها؟

 

 

 

مؤيد الزعبي

عندما أطرح عليك- عزيزي القارئ- هذا التساؤل: "هل سنبقى نحن البشر سادة التقنية أم سنصبح أسرى لها؟"، قد يخطر ببالك أننا نتحدث عن الهواتف الذكية أو شبكات التواصل، أو ربما تستحضر أفلام الخيال العلمي التي تنبأت بتمرد الآلات، لكنِّي هنا أتناول جانبًا أعمق: هل أفقدتنا التقنية– أو ستفقدنا– جوهرنا البشري ومهاراتنا التي أبقتنا أحياء منذ بدء الخليقة؟ إلا تجد بأن كثرة اعتمادنا على التكنولوجيا والتقنية جعلتنا نفقد وسنفقد الكثير من مهاراتنا كبشر، مهارات فكرية وتخطيطية وأخرى حرفية وصولاً لمهارات استكشافية أو تنبؤية أو حتى مهارات التعايش.

ما حدث في إسبانيا مؤخرًا من انقطاع في التيار الكهربائي وما تبعه من فوضى وخوف، يوضح مدى اعتمادنا المطلق على التقنية، وكأننا لم نعد نتوقع يومًا أن تخذلنا أو تتوقف عن العمل. لقد باتت عقولنا رهينة لهذه الأدوات، وفقدنا القدرة على التكيف مع الطوارئ، وكأننا نعيش في وهم الاستقرار الرقمي الأبدي، والمُفزع في الأمر بالنسبة لي ليس التطور؛ بل فقداننا القدرة على العيش دونه، فنحن اليوم حتى أبسط التقنيات لا نتخيل أن نعيش بدونها يوم واحد، وندخل في حالة من الهلع والخوف وحتى الخروج عن المعايير الأخلاقية والإنسانية لتعرضنا لفقدان عنصر تقني واحد في حياتنا.

الإنسان عبر التاريخ اخترع أدوات كثيرة من العجلة إلى الإنترنت لتخدمه وتسهل حياته، ولكن مع تقنيات الذكاء الاصطناعي بتنا لا نخترع أدوات تساندنا بالمعنى العملي أو الحركي، إنما نقوم باستبدال عقولنا بعقول اصطناعية نعتقد بأننا سادتها ومن يشغلها، وقد أتفق معك أنه حتى الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدماً مثل ChatGPT أو DeepMind، يعمل ضمن إطار برمجة وضعها بشر، ولكن ما الذي سيحدث غداً ونحن نتخلى عن عقولنا، وماذا لو أدركت البرمجيات أنها تسيطر علينا وأننا من غيرها لا يمكننا البقاء.

تأمل معي- عزيزي القارئ- السيناريو التالي: عندما نعتمد بالكامل على السيارات ذاتية القيادة، ثم تتعرض هذه الأنظمة لعطل أو اختراق، فحينها لن نكون قادرين على قيادة سياراتنا وستختفي وسائل تنقلنا، ولن نجد بدائل تقليدية؛ لا خيول ولا عربات، ولا حتى المعرفة بكيفية استخدامها، الأمر ذاته ينطبق على الروبوتات الطبية: إذا توقفت هذه الأنظمة، فقد لا نجد طبيبًا واحدًا يمتلك المهارة أو الحدس السريري لعلاج المرضى، وستتكرر المأساة في التعليم والهندسة والعدالة والفنون، فنحن من قررنا استبدال العقول البشرية بالبرمجيات، دون أن نحسب حساب يوم تتعطل فيه تلك الآلات ومرة أخرى لم نتوقع أن تخذلنا أو تتمرد علينا.

في الحقيقة أنا لا أتحدث عن جيلنا الحالي، فما زال فينا من يمتلك المهارات؛ مهارات حرفية وأخرى عقلية، ومازال البشر على كوكبنا هم من لديهم السلطة الفعلية للقيام بكل شيء، ولكن ماذا عن أجيال المستقبل؛ الأجيال الذين نسلبهم مهاراتهم يوماً بعد يوم، نحن نربي أجيالًا قد لا تعرف كيف ترسم، كيف تصنع، كيف تكتب، كيف تفكر، أو حتى تتعامل مع أدوات بدائية، ونذهب في رسم مستقبلًا مليئًا بالروبوتات والأنظمة دون أن نسأل: ما الذي سيحدث لو أصبحت هذه الأنظمة سجنًا لنا؟

قد يتساءل البعض: هل علينا أن نوقف التقدم؟ وأنا أقول حتى وإن أردنا ذلك فلن نستطيع، وأنا هنا لست ضد التقنية أو كيف نطورها في قادم الأيام إنما ما أنادي به هو ضرورة أن تكون عصمة التكنولوجيا في أيدينا نحن البشر وهذا أولاً أما ثانياً أن يكون دائما لدينا بديل قوي وجاهز وحاضر في كافة المجالات وعلى كافة المستويات، فمصدر قوتنا كبشرية كان ومازال وسيظل في قدراتنا على تحويل كل شيء من حولنا ليخدم مصالحنا، وها نحن اليوم نفقد ما ساعدنا في ذلك أمام التقنيات والذكاء الاصطناعي.

في النهاية.. يجب أن نعلم أن التاريخ يُكتب الآن، والخيار بين "السيادة" و"العبودية التقنية" بين أيدينا، والفرق بين أن نكون سادة أو أسرى التقنية يعتمد على وعينا وإصرارنا كبشر على الاحتفاظ بالسيطرة، وهنا يبرز تساؤل مهم جدًا: إذا كانت الآلات في طريقها للسيطرة، فهل سنسمح نحن لأنفسنا كبشر بأن نكون ضعفاء بما يكفي للاستسلام؟

هذا هو السؤال الجوهري، والذي سأتابع مناقشته معك في مقالي المقبل.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • تأملات قرآنية
  • السكوري : الحكومة ملتزمة بتنزيل إلتزامات الإتفاق الإجتماعي مع النقابات وتفعيل مخرجاته
  • الجامعة العربية تنظم اجتماع لجنة تحكيم جائزة «التميز الإعلامي العربي» 5 مايو
  • هل سنبقى نحن البشر سادة التقنية أم سنصبح أسرى لها؟
  • وزير الصحة : الحوار الإجتماعي رفع أجور شغيلة القطاع الصحي
  •  سقوط طائرة أمريكية حديثة في البحر الأحمر يتصدر الإعلام ومواقع التواصل
  • انطلاق مسابقة أفضل لاعب وأفضل لاعبة بالدوري الثقافي المعلوماتي بجامعة الفيوم
  • المشهد اليمني الذي يشبهُ غزة
  • بيجيديون يعتدون على صحافي “كود” ويمنعونه من تغطية مؤتمر الحزب
  • المكتب الإعلامي في وزارة الداخلية: في ظل الأحداث الراهنة، وعلى خلفية انتشار مقطع صوتي يتضمن إساءةً لمقام النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، وما تلاه من تحريض وخطاب كراهية على مواقع التواصل الاجتماعي، شهدت منطقة جرمانا اشتباكات متقطعة بين مجموعات لمسلح