تسبب الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على بلدات إسرائيلية قريبة من قطاع غزة بمقتل نحو 200 شخص وإصابة مئات آخرين، فضلا عن اختطاف عدد من المدنيين والعسكريين الإسرائيليين.

وتزامن الهجوم مع الذكرى الـ50 لحرب أكتوبر التي اندلعت بين مصر وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة ثانية في عام 1973.

كذلك تزامن مع احتفالات الإسرائيليين بيوم الغفران، الذي يعد أقدس أيام التقويم اليهودي.

كيف بدأ الهجوم؟

قبل شروق الشمس بدقائق قليلة وبالتحديد في حوالي الساعة 6:30 صباحا بالتوقيت المحلي انطلقت رشقات من الصواريخ من قطاع غزة باتجاه بلدات في جنوب إسرائيل، بلغ مجموعها نحو 2200 صاروخ، وفقا للجيش الإسرائيلي، فيما تتحدث حماس عن ضعف ذلك العدد.

أطلق الجيش الإسرائيلي بعدها صفارات الإنذار في مناطق جنوب ووسط البلاد، ودعت الشرطة المواطنين إلى البقاء قرب الملاجئ، وتمكنت الدفاعات الجوية الإسرائيلية من إسقاط بعضها.

في هذه الأثناء بدأت مجاميع من مسلحي حركة حماس بالتسلل للأراضي الإسرائيلية عبر البر والبحر والجو.

أظهرت لقطات مصورة ما يزعم أنه طائرة شراعية فيها مسلح وهو يطير- فوق بلدة إسرائيلية بالقرب من حدود غزة.

كذلك تم نشر مقاطع مقتضبة لمسلحين من حركة حماس وهم يدخلون بلدة زيكيم الساحلية الإسرائيلية.

بالتزامن، تمكن مئات المسلحين من حركة حماس من اختراق الحاجز الأمني الحديدي بعد أن فتحوا فيه ثغرات وعبروا سيرا على الأقدام وبواسطة درجات نارية وسيارة رباعية الدفاع.

في أحد مقاطع الفيديو يمكن مشاهدة جرافة وهي تقوم بعمل فتحة في الجدار المعدني فيما يتجمع حولها عشرات الفلسطينيين.

بعدها دخل المسلحون الفلسطينيون البلدات القريبة، كسديروت وحي بيري وغيرها، وبدأوا بإطلاق النار على المارة، وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية وشهود عيان.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن مئات المسلحين الفلسطينيين شاركوا في الهجوم.

كذلك اشتبك مسلحو حماس، المصنفة جماعة إرهابية، مع عدد من الجنود الإسرائيليين الذين كانوا يتمركزون في قواعد عسكرية في الجنوب الإسرائيلي.

"فشل" إسرائيلي

يرى محللون أن الهجوم الذي شنته حماس، السبت، ستكون له تداعيات كبيرة على الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة.

وصف المحلل السياسي الإسرائيلي إيلي نيسان الهجوم بأنه "عملية مباغتة فاجأت الجيش الإسرائيلي وكل الأجهزة الأمنية في جنوب إسرائيل".

وأضاف في حديث لموقع "الحرة" أن مسلحي حماس تمكنوا من اقتلاع أجزاء من "الجدار الفاصل وتسللوا من خلاله بالمئات إلى داخل إسرائيل".

ويرى نيسان أن ما جرى يمثل "إنجازا لحركة حماس وفشلا للمخابرات الإسرائيلية ولقائد المنطقة الجنوبية الذين لم يكونوا على دراية باستعدادات حماس للقيام بالعملية".

ويصف محلل شؤون الشرق الأوسط آفي يسسخاروف أن هجوم حماس لا يقل أهمية بالنسبة لإسرائيل عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر بالنسبة للولايات المتحدة.

وقال يسسخاروف لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن "الجميع يعلم أن غزة ستدفع ثمنا باهظا للغاية".

هل هي النهاية؟

ردا على الهجوم، شنت إسرائيل غارات جوية مكثفة على قطاع غزة أسفرت عن 198 قتيل وأكثر من 1600 جريح بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن حركة حماس الإسلامية "ستدفع ثمنا غير مسبوق" بعد شنها عملية واسعة بالصواريخ والتسلل داخل إسرائيل. 

وقال نتانياهو في بيان "شنت حماس هذا الصباح هجوما إجراميا مباغتا ضد دولة إسرائيل ومواطنيها". 

وأضاف "أمرت بتعبئة واسعة النطاق لقوات الاحتياط ونرد على إطلاق النار بحجم لم يعرفه العدو، سيدفع العدو ثمنا غير مسبوق" معلنا أن بلاده في حالة حرب. 

ويرى إيلي نيسان أن سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا في صفوف الإسرائيليين "لن يمر مرور الكرام".

ويضيف "حصلت في السابق جولات مع إسرائيل، لكن هذه المرة لا تعتبر جولة وإنما حرب بين إسرائيل وحماس".

وأعرب عن اعتقاده أن "الحكومة الإسرائيلية ستسير هذه المرة باتجاه إسقاط حركة حماس".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: حرکة حماس قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

السلطات السورية تعلن انتهاء العملية العسكرية في الساحل بعد مقتل المئات  

 

 

دمشق - أعلنت السلطات السورية الاثنين 10مارس2025، انتهاء العملية العسكرية في منطقة الساحل بغرب البلاد ضدّ مسلحين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد، بعد تصعيد دام منذ الخميس راح ضحيته، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكثر من ألف مدني غالبيتهم الساحقة من الأقلية العلوية.

وفي ظل تقارير عن عمليات "إعدام" للمدنيين على يد قوات الأمن ومجموعات رديفة لها، تعهد الرئيس الانتقالي أحمد الشرع الأحد محاسبة المتورطين، وعدم السماح لأي "قوى خارجية" بجرّ سوريا إلى "الحرب الأهلية".

وتعدّ أعمال العنف التي شهدتها المنطقة الساحلية الأعنف منذ إطاحة الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر. وشكّلت اختبارا مبكرا للإدارة الجديدة لجهة قدرتها على ضبط الأمن وترسيخ سلطتها، ووجّهت ضربة لمحاولاتها كسب ثقة المجتمع الدولي، وفق محللين.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية حسن عبد الغني الإثنين "نعلن انتهاء العملية العسكرية" بعد "نجاح قواتنا... في تحقيق جميع الأهداف المحددة"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

وأضاف "تمكنا... من امتصاص هجمات فلول النظام البائد وضباطه، وحطمنا عنصر مفاجأتهم وتمكنا من إبعادهم عن المراكز الحيوية"، مشيرا الى أن الأجهزة الأمنية ستعمل "في المرحلة القادمة على تعزيز عملها لضمان الاستقرار وحفظ الأمن وسلامة الأهالي".

وبدأ التوتر في السادس من آذار/مارس في قرية ذات غالبية علوية في ريف اللاذقية على خلفية توقيف قوات الأمن لمطلوب، ما لبث أن تطور إلى اشتباكات بعد إطلاق مسلحين علويين النار على القوات، وفق المرصد السوري الذي تحدّث لاحقا عن وقوع عمليات "إعدام" بحقّ المدنيين خصوصا من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.

- "لملموا الجثث بالجرافات" -

وفي أحدث حصيلة الإثنين، أورد المرصد أنه تمكن من توثيق 1068 مدنيا حتى اللحظة غالبيتهم الساحقة من العلويين "قتلوا في مناطق الساحل السوري وجبال اللاذقية من جانب قوات الأمن ومجموعات رديفة" منذ الخميس، متحدثا عن "عمليات قتل وإعدامات ميدانية".

وبذلك، تبلغ الحصيلة الإجمالية 1549 قتيلا على الأقل، بينهم 231 عنصرا من قوات الأمن و250 من المسلحين الموالين للأسد، وفق المرصد السوري.

ولم تعلن السلطات حصيلة للقتلى.

وروى كثر من سكان المنطقة الساحلية لوكالة فرانس برس، تفاصيل مروعة عن المعارك وعمليات التمشيط الأمنية.

وروى شاب من جبلة عبر الهاتف لفرانس برس الأحد كيف دخل مسلحون المدينة.

وقال باكيا "قتل أكثر من 50 شخصا من عائلتي واصدقائي ولم يسمح لنا بالخروج ودفن الموتى... لملموا الجثث بالجرافات ودفنوهم في حفر جماعية ولم يسمحوا للهلال الأحمر بالدخول".

وفي قرية الزوبار في ريف اللاذقية، شاهد مراسل لفرانس برس سكّانا تجمعوا أمام سيارة إسعاف في داخلها أربع جثث، فيما كانت امرأة تصرخ وتبكي رافعة يديها إلى السماء مرددة كلمة "يا الله".

وقال رجل مسنّ بينما وقفت من حوله مجموعة من نساء القرية "الطيران عاجز عن الرتل الذي دخل إلينا"، في إشارة الى ضخامة التعزيزات الأمنية التي وصلت الى القرية.

وأضاف بينما أحاط به عدد من النسوة "نريد تدخلا دوليا" من أجل حمايتهم.

ومن بين القتلى جراء أعمال العنف مسيحيون، وفق ما قال بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا يازجي في عظة الأحد، من دون أن يحدد عددهم.

وأوضح "كانت المناطق المستهدفة هي أماكن العلويين والمسيحيين. وقد سقط أيضا العديد من القتلى المسيحيين الأبرياء".

وتمكنت فرانس برس من إحصاء مقتل سبعة مسيحيين على الأقل، وفق بيانات نعي وشهادات نشرها أقاربهم على موقع فيسبوك، هم رجل مع ابنه وامرأة مع ثلاثة من افراد عائلتها في اللاذقية، إضافة الى والد كاهن في مدينة بانياس.

وأثار التصعيد مخاوف الأقلية المسيحية في الساحل السوري.

وقال المحامي ميخائيل خوري، أحد سكان اللاذقية لفرانس برس "كلنا ضحايا، من كل الطوائف".

وأضاف "اعتقد أن لدى المسيحيين في المنطقة عموما مخاوف كباقي المكونات والأديان الاخرى، كلنا نركب سفينة مثقوبة" مشددا "لا ثقة لدي بأن أحدا سيحميني غير باقي المكونات من بلدي".

في مدينة اللاذقية، نشرت قوات الأمن حواجز في الأحياء العلوية، بينما بدا إيقاع الحياة شبه طبيعي في أحياء يقطنها سنة او مسيحيون، من دون أن تستعيد زحمتها الاعتيادية.

- طهران ترفض الاتهامات -

منذ توليها زمام السلطة في سوريا، سعت الإدارة الجديدة الى طمأنة الأقليات الدينية ومختلف مكونات المجتمع. وتعهّد الشرع في كلمة مصورة الأحد بمحاسبة "كل من تورط في دماء المدنيين أو أساء إلى أهلنا ومن تجاوز صلاحيات الدولة أو استغل السلطة لتحقيق مأربه الخاص".

وتابع "ونحن نقف في هذه اللحظة الحاسمة نجد أنفسنا أمام خطر جديد يتمثل في محاولات فلول النظام الساقط ومن ورائهم من الجهات الخارجية خلق فتنة جديدة وجر بلادنا إلى حرب أهلية بهدف تقسيمها وتدمير وحدتها واستقرارها"، مشددا على أن سوريا "ستظل صامدة ولن نسمح لأي قوى خارجية أو أطراف محلية بأن تجرها إلى الفوضى أو الحرب الأهلية".

وفي حين لم يسمّ الشرع هذه الأطراف، نشرت وسائل إعلام إقليمية تقارير تحمّل إيران، حليفة الأسد، مسؤولية الضلوع في أعمال العنف في غرب سوريا.

ورفضت طهران الاتهامات الإثنين. وقال المتحدث باسم الخارجية اسماعيل بقائي "هذا الاتهام سخيف ومرفوض بالكامل، ونعتقد أن توجيه أصابع الاتهام الى إيران وأصدقاء إيران هو أمر خاطئ... ومضلل مئة بالمئة".

وأثارت أعمال العنف تنديد أطراف دولية حضّت السلطات على المحاسبة.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الاثنين أنه تحدّث مع نظيره أسعد الشيباني وأعرب له عن "قلقنا العميق وإدانتنا الشديدة للانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين، وطالبنا بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم".

ونددت الأمم المتحدة وواشنطن وبكين بأعمال العنف، داعية السلطات الى وضع حد لها.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاثنين إن بلاده ستواصل "تقديم كل اشكال الدعم الممكن الى سوريا لتنهض وتحافظ على سلامة اراضيها ووحدتها وتتوصل الى السلام بكل مكوناتها الاتنية والطائفية".

وفي بلد عانى من نزاع دامٍ منذ 13 عاما وانقسمت أراضيه بين مناطق نفوذ لقوى مختلفة، كان بسط سلطة الدولة وفرض الأمن والحفاظ على السلم الأهلي وطمأنة الأقليات أبرز التعهدات التي قطعتها السلطة الجديدة في سوريا.

ورأى الخبير في الشأن السوري جوشوا لانديس أن ما حدث "سيعرقل جهود" الشرع "في ترسيخ سلطته وإقناع المجتمع الدولي بأنه يسيطر على الأوضاع وقادر على ضبط المجموعات المسلحة التي يُفترض أن تكون تحت قيادته".

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • حماس تُعقّب على استئناف "الحوثيين" عملياتهم ضد السفن الإسرائيلية
  • تحذيرات إسرائيلية من “مصائد موت” تجهزها حركة حماس في قطاع غزة
  • تحذيرات إسرائيلية من مصائد موت تجهزها حركة حماس في قطاع غزة
  • وضع مالي حرج وخطير..أونروا: غزة مهددة بأزمة جوع إذا واصلت إسرائيل منع المساعدات
  • السلطات السورية تعلن انتهاء العملية العسكرية في الساحل بعد مقتل المئات  
  • أول قرار في عهد ترامب بسحب بطاقة الإقامة من طالب فلسطيني شارك في احتجاجات ضد إسرائيل
  • إسرائيل توقف إمداد غزة بالكهرباء قبل محادثات التهدئة الجديدة
  • حماس تدين "الابتزاز" الإسرائيلي بعد قطع الكهرباء عن غزة
  • تفاصيل إعلان حركة حماس موافقتها على تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة
  • وزير المال الإسرائيلي: خطة ترامب لنقل سكان غزة بدأت “تتبلور”