يهدد الصدام الراهن بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة بالتحول إلى صراع إقليمي، ويعرض للخطر جهود الرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار مساعديه منذ أشهر لدفع السعودية إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ذلك ما خلص إليه إدوارد وونج وفيفيان نيريم، في مقال بصحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأمريكية (The New York Times) ترجمه "الخليج الجديد"، بعد ساعات من إطلاق "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى فجر السبت عملية "طوفان الأقصى" ردا على اعتداءات الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه ومقدساته.

وونج ونيريم تابعا: "المسؤولون الأمريكيون، وبينهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، حذروا حتى قبل هذه الحرب من أن الدبلوماسية المعقدة بشأن التطبيع قد لا تؤتي ثمارها".

ووفقا لتقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية، ترغب السعودية مقابل التطبيع مع إسرائيل في توقيع معاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة والحصول على أسلحة أكثر تطورا ودعم لتشغيل دورة وقود نووي كاملة، بما فيها تخصيب اليورانيوم داخل المملكة، بالإضافة إلى التزامات إسرائيلية نحو إقامة دولة فلسطينية.

والسبت، "كان بلينكن يجري اتصالات في البيت الأبيض مع نظرائه الأجانب بشأن الصراع الجديد، وقد ركز هو ومسؤولون أمريكيون آخرون على وقف الحرب، وليس على الدبلوماسية بشأن التطبيع السعودي الإسرائيل"، كما أردف وونج ونيريم.

وأضافا أن "السعودية قدمت مطالب كبيرة للولايات المتحدة، بينها معاهدة الدفاع المشترك، لكن المسؤولين الأمريكيين والعرب من المنطقة قالوا في محادثات خاصة في الأسابيع الأخيرة إنهم يعتقدون أن الجزء الأصعب في المحادثات سيكون إقناع الحكومة اليمينية (الإسرائيلية) برئاسة بنيامين نتنياهو بمنح الفلسطينيين تنازلات كافية لإرضاء السعودية والقادة الأمريكيين".

واعتبرا أنه "مع إعلان إسرائيل الآن أنها في حالة حرب مع غزة، فإن احتمالات تقديم مثل هذه التنازلات تبدو أكثر قتامة".

اقرأ أيضاً

هكذا قد ترد إسرائيل.. "طوفان الأقصى" ربما يوحد جبهات المقاومة 

محنة فلسطين

ومشددةً على "محنة الفلسطينيين"، قالت الخارجية السعودية، عبر بيان السبت، إن المملكة حذرت مرارا من "مخاطر انفجار الأوضاع نتيجة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته".

ودعت الوزارة إلى "تفعيل عملية سلام ذات مصداقية تؤدي إلى حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)".

ومنذ 2014، توقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لأسباب بينها تمسك تل أبيب باستمرار البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة وتنصلها من إقامة دولة فلسطينية.

و"يتعارض هذا المنظور السعودي بشكل مباشر مع وجهات النظر التي عبر عنها كبار المسؤولين الإسرائيليين حتى قبل الحرب الجديدة، ولا شك أن اندلاع أعمال العنف سيخلق مسافة أكبر بين الحكومتين"، وفقا لوونج ونيريم.

وقال عبد العزيز الغشيان، باحث سعودي مختص في سياسة بلاده تجاه إسرائيل، إن هذا "التصعيد يمثل انتكاسة للمسؤولين الذين كانوا يدفعون باتجاه التطبيع.. لا يبدو الأمر مشجعا بالنسبة لآفاق هذه الصفقة الضخمة".

وفي مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية الشهر الماضي، قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، إن "كل يوم نقترب" من إمكانية التطبيع مع إسرائيل، لكنه أكد أيضا أنه "بالنسبة لنا، القضية الفلسطينية مهمة جدا، ونحن بحاجة إلى حل هذا الجزء"، كما زاد وونج ونيريم.

اقرأ أيضاً

طوفان الأقصى.. ردود فعل دولية منحازة للاحتلال ومنددة بالمقاومة

وضع صعب

و"أظهرت استطلاعات للرأي أظهرت أن غالبية السعوديين يعارضون إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وأن التعاطف مع القضية الفلسطينية (...) لا يزال مرتفعا"، كما تابع وونج ونيريم

واعتبرا أنه "من المرجح أن تؤدي حرب واسعة النطاق إلى ظهور هذه المشاعر على السطح وتأجيجها؛ مما يخلق وضعا صعبا بالنسبة للحكومة السعودية".

وقال حسن نصر الله، الأمين العام لجماعة "حزب الله" اللبنانية، حليفة إيران، في بيان السبت، إن الهجوم على إسرائيل يبعث برسالة إلى الدول التي تسعى إلى التطبيع مع إسرائيل مفادها أن "القضية الفلسطينية هي قضية أبدية".

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي لا تزال تحتل أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967.

اقرأ أيضاً

احتفاء عربي واسع بالمقاومة الفلسطينية بعد إطلاق عملية طوفان الأقصى

المصدر | إدوارد وونج وفيفيان نيريم/ ذا نيويورك تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل غزة طوفان الأقصى تطبيع صفقة الرياض طوفان الأقصى مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

خليل الحية: طوفان الأقصى كانت منعطفا مهما في تاريخنا والمقاومة لن تتوقف بعدها

قال خليل الحية نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن معركة طوفان الأقصى تمثل منعطفا مهما في تاريخ الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن المقاومة لن تتوقف بعد هذه المعركة.

وأضاف الحية -في كلمة متلفزة بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار رسميا- إن ما قامت به نخبة القسام في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 من إعجاز وإنجاز عسكري وأمني "سيبقى مفخرة لشعبنا ومقاومتنا تتناقله الأجيال جيلا بعد جيل، وقد أصابت كيان العدو في مقتل".

وأكد أن الاحتلال حاول منذ بدء الحرب القضاء على المقاومة وتدمير قطاع غزة وتهجير أهله وتغيير شكل المنطقة وتصفية قضية فلسطين، مضيفا "الاحتلال المجرم اصطدم بصلابة شعبنا وتمسكه بأرضه فلم يحقق أيا من أهدافه".

حاربنا ببسالة ووصلنا لاتفاق مشرّف

وأوضح الحية أن المقاومين من كتائب القسام الجناج العسكري لحركة حماس ومقاتلي الفصائل الأخرى -وعلى رأسها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– قاتلوا بشرف وبطولة وحوّلوا آليات الاحتلال إلى توابيت متفحمة.

وشدد على أن الاحتلال لم يتمكن من استعادة أسراه إلا بصفقة مع المقاومة تتضمن وقفا للحرب والعدوان وتبادلا مشرفا للأسرى، مضيفا أن "صمود شعبنا أجهض أهداف العدوان المعلنة وغير المعلنة".

إعلان

وقال الحية إن الفلسطينيين ظلوا شامخين ثابتين في أرضهم حتى آخر لحظة، معربا عن الشكر "لكل من وقف مع شعبنا ومقاومتنا، خصوصا جبهات الإسناد المتمثلة في حزب الله والجماعة الإسلامية في لبنان".

وأكد أن هذه الجبهات "أبلت بلاء حسنا وحولت حياة الاحتلال إلى جحيم وتشريد وقدّمت تضحيات كبيرة تجسد أخوة الإسلام والعروبة".

كما شكر الحية أنصار الله (الحوثيون) الذين قال "إنهم تجاوزوا الحدود وغيروا قواعد الحرب والمنطقة وأطلقوا الصواريخ والمسيّرات على قلب الكيان وحاصروه في البحر الأحمر".

وتابع "كما نستذكر الإخوة في إيران التي دعمت مقاومتنا وشعبنا وانخرطت في المعركة ودكت قلب الكيان في عمليات الوعد الصادق، وكذلك المقاومة في العراق التي اخترقت كل العوائق لإسناد فلسطين ومقاومتها ووصلت صواريخها إلى الأرض المحتلة".

وقدّم الحية الشكر للمقاومة في الضفة الغربية، خصوصا في مخيم جنين والقدس والداخل المحتل، وأعرب عن الشكر للوسطاء في قطر ومصر على ما بذلوه من جهود منذ اللحظة الأولى وحتى لحظة التوصل إلى الاتفاق.

كما أعرب عن الشكر لكل الدول التي دعمت الفلسطينيين في جنوب أفريقيا وتركيا وماليزيا وإندونيسيا، وكل ما حاول الدفاع عن فلسطين بالقول والفعل والمقاطعة.

سنحاسب الاحتلال وداعميه

وتابع الحية "سيستعيد شعبنا كامل حقوقه، وسيندحر هذا الاحتلال عن أرضنا ومقدساتنا قريبا"، مؤكدا أن "ما قام به العدو وداعموه من إبادة جماعية وجرائم نازية ومعاداة للإنسانية على مدار 467 يوما سيبقى محفورا في ذاكرة شعبنا والعالم إلى الأبد كأبشع إبادة جماعية في العصر الحديث ستبقى وصمة عار على جبين الإنسانية والعالم الصامت المتخاذل".

وأكد أن الشعب الفلسطيني لن ينسى من قدّم الدعم للعدو من خلال توفير أطنان القنابل التي ألقيت على رؤوس أهل غزة.

وقال "إن كل هؤلاء المجرمين سيلقون جزاء ما قدموا وما فعلوا ولو بعد حين"، مضيفا "إننا نرفع رؤوسنا بمقاومتنا ونفخر بأبطالنا وبشعبنا الصابر، ولن يرى عدونا منا لحظة انكسار".

إعلان

وتابع "لن ننسى ولن نغفر، وليس منا ولا فينا من يمكنه التضحية بكل هذه الآلام"، مؤكدا أن "العدو حاول تحقيق الأهداف التي أعلن بعضها ولم يعلن عن بعضها الآخر".

ومضى يقول "نقف وقفة إجلال أمام كل الذين ارتقوا في معركة طوفان الأقصى من رجال ونساء وأطفال وشيوخ وأطباء وإعلاميين ورجال دفاع مدني، وغيرهم ممن قضوا في معركة الدفاع عن القدس والأقصى".

وأضاف "نستذكر اليوم الشهداء من القادة إسماعيل هنية ويحيى السنوار وصالح العاروري وكل من قدّموا أرواحهم خلال هذه المعركة".

وأكد الحية أن القطاع أمام مرحلة جديدة تتمثل في إزالة آثار العدوان وإعادة الإعمار، والتي قال إنها "مرحلة تضامن وتعاطف يجب أن نثبت خلالها للعالم أننا شعب حر، وكما كنا متكاتفين خلال الحرب فلنكن كذلك بعدها".

وختم بالقول إن "أسرانا الأبطال على موعد مع فجر الحرية، وإننا سنواصل الاتصال مع بقية الفصائل الفلسطينية لبناء وحدتنا الوطنية وتحقيق دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس".

مقالات مشابهة

  • بن حبتور يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بنجاح معركة طوفان الأقصى
  • فلسطيني يطلق اسم طوفان الأقصى على مولودته قبل ساعات من وقف إطلاق النار
  • حماس: طوفان الأقصى سيظل منعطفًا في تاريخ القضية الفلسطينية وقطاع غزة يمرّ بمرحلة جديدة
  • ناشطون يستذكرون شهداء الأردن في طوفان الأقصى.. دمهم شريك بوقف الإبادة
  • خليل الحية: طوفان الأقصى كانت منعطفا مهما في تاريخنا والمقاومة لن تتوقف بعدها
  • مسير لخريجي الدورات المفتوحة “طوفان الأقصى” في أفلح اليمن بحجة
  • مشروع قناة “بن غـوريون” ما بعد طـوفان الأقـصى
  • عـبدالله علي صبري : مشروع قناة بن غـوريون ما بعد طـوفان الأقـصى
  • “طوفان الأقصى” والعمليات المُساندة لها تُكبد اقتصاد العدو الصهيوني خسائر فادحة
  • البيت الأبيض : صفقة إسرائيل وحركة الفصائل الفلسطينية لم تكن لتتم لولا الدور المصري