كيف ستتعامل حماس وإسرائيل مع المواجهة الجديدة؟
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
أثار الهجوم الواسع الذي نفذته حركة حماس بعد اقتحام مئات من عناصرها بشكل متزامن مواقع عسكرية وبلدات محاذية لغزة، وإطلاق آلاف الصواريخ من قطاع غزة صوب عدد من المدن الإسرائيلية، تساؤلات حول طبيعة الرد الإسرائيلي المحتمل على هذه العملية.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه إسرائيل أن العملية غير مسبوقة وتمثل حالة حرب كاملة واجهها الجيش الإسرائيلي، تعلن المستويات السياسية والأمنية الإسرائيلية أن الرد عليها سيكون قوياً.
لكن خسارة عنصر المفاجأة التي عادة ما تفضل إسرائيل أن تحققه في حروبها المتكررة قطاع غزة، والثمن الباهظ الذي خسرته إسرائيل على مستوى صورتها الأمنية والعسكرية، فضلاً عن الحصيلة الثقيلة لأعداد القتلى والمصابين.. تجعل خياراتها محدودة.
من 2005 حتى 2023.. هذه الحروب التي خاضتها الفصائل الفلسطينية مع #إسرائيل https://t.co/DmDrTBplia
— 24.ae (@20fourMedia) October 7, 2023ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي نظير مجلي، أن جولة المواجهة الحالية بين إسرائيل وحماس قد تستمر لفترة طويلة، وأن إسرائيل ستبحث عن صيد ثمين تنهي به الجولة.
عملية واسعة النطاقوقال مجلي في حديث لـ24: "بتقديري نحن سنكون أمام عملية عسكرية واسعة النطاق أشبه بالحرب بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والجيش الإسرائيلي، وربما تمتد هذه العملية لعدة أسابيع أو أكثر، وستكون مبنية على الفعل ورد الفعل بين الجانبين".
وأضاف "أتوقع أن نشهد قصفاً عشوائياً ومكثفاً من الجيش الإسرائيلي لأهداف في غزة سواء كانت عسكرية أو مدنية، وسيقابل أيضاً بقصف مكثف من قبل حركة حماس والفصائل المسلحة الموالية لها، للبلدات والمدن الإسرائيلية وستكون دائرة النار بين الجانبين واسعة في هذه المرة".
هجوم من #غزة وإعلان الحرب في #إسرائيل.. ماذا الآن؟ https://t.co/qCjniTKsDR pic.twitter.com/VgrqUPZaxc
— 24.ae (@20fourMedia) October 7, 2023وقال إن "الجيش الإسرائيلي سيكثف ضرباته العسكرية وسيعمل على استخدام وسائل وخطط جديدة للقتال ضد الفصائل المسلحة وحماس بغزة، وإن توسيع حماس لدائرة الاستهدافات الصاروخية سيدفع حماس لإدخال صواريخ جديدة في هذه المواجهة مداها أبعد من تلك التي استخدمت في جولات سابقة".
وتابع أن "إسرائيل لن تنهي هذه الجولة إلا بصيد ثمين، وذلك من خلال اغتيال قيادي كبير بحركة حماس والجناح المسلح التابع لها، خاصة وأن ما حدث أحرج حكومة نتانياهو اليمينية، الأمر الذي سيجبره على توجيه ضربة عسكرية قوية ربما تكون مماثلة لما حدث عام 2014".
بعد 50 عاماً من حرب أكتوبر..#إسرائيل تحت الصدمة https://t.co/ESmk6l5Yyt
— 24.ae (@20fourMedia) October 7, 2023 وقال: "حماس من ناحيتها ربما تكتفي بما حققت خلال الساعات الأولى من هذه الجولة، واعتبرت نفسها حصلت على أوراق قوية للتفاوض مع إسرائيل، وبالتالي ستتجه إلى التعامل بردات فعل ضد إسرائيل، بما يتناسب والتصعيد العسكري من قبل حكومة نتانياهو، وستكون أكثر تجاوباً مع الوساطات الدولية والإقليمية من نتانياهو وحكومته".المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
تأييد من الائتلاف الحاكم.. إسرائيل تتجه نحو إدارة عسكرية لقطاع غزة
تسعى إسرائيل، وسط تحركات سريعة ودعم من الائتلاف الحاكم، إلى فرض إدارة عسكرية على قطاع غزة، في خطوات تعكس تصعيدا على الأرض دون اتخاذ قرار سياسي رسمي، مما قد يترتب عليه تداعيات قانونية خطيرة، وفقا لما ذكرته صحيفة يديعوت أحرونوت.
وأضافت الصحيفة أن هذه الخطوات تأتي في ظل خطط من قبل العديد من المستوطنين للإقامة في شمال القطاع، حيث يعتبرون هذه المرحلة "فرصة تاريخية لا تتكرر".
وأفادت تقارير في وقت سابق بأن وزارة الدفاع الإسرائيلية بدأت بتوسيع سيطرتها على مسارات داخل قطاع غزة، وتعمل على إقامة نقاط عسكرية دائمة بمثابة "بؤر استيطانية عسكرية".
كما باشرت وزارة الدفاع التعاون مع شركات خاصة للإشراف على تقديم المساعدات الإنسانية، تحت رقابة إسرائيلية مباشرة. ويهدف هذا التعاون إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية على غزة، بما يتوافق مع توجهات وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الداعمين لإقامة إدارة عسكرية في القطاع.
ووفقا لمصادر أمنية تحدثت إلى يديعوت أحرونوت، فإن التحركات على الأرض تأخذ زخما في ظل عاملين جديدين، الأول يتمثل بتعيين وزير الدفاع الجديد، إسرائيل كاتس، بدلا من، يوآف غالانت، والثاني انتخاب، دونالد ترامب، رئيسا للولايات المتحدة، حيث يُنظر إلى كاتس على أنه أقل تحفظا تجاه هذه الخطط مقارنة بسلفه غالانت.
وتثير التحركات الإسرائيلية تساؤلات قانونية معقدة تتعلق بالمسؤولية تجاه حوالي مليوني فلسطيني في القطاع، حيث ستُلزم إسرائيل بتوفير احتياجات السكان، بما في ذلك الكهرباء والمياه والاتصالات وأنظمة الصرف الصحي، وهو ما يثير مخاوف من التداعيات القانونية إذا ما مضت إسرائيل في فرض سيطرتها المدنية والعسكرية على القطاع.
كما أن استمرار الحرب في غزة ومعاناة المدنيين، والأفعال التي قد ترقى لجرائم حرب، مثل التجويع والحصار، وفقا لمنظمات دولية، يزيد من الانتقادات الدولية وإمكانية اتخاذ خطوات فعلية ضد إسرائيل، في ظل جلسة مرتقبة لمجلس الأمن الدولي لبحث وقف الحرب في غزة، الأربعاء.
ومع عدم وجود قرار سياسي نهائي، تجد الحكومة الإسرائيلية نفسها مضطرة للتعامل مع دعاوى قضائية أمام المحكمة العليا في إسرائيل بشأن الوضع القانوني لاحتلال غزة، فضلا عن احتمال مواجهة إسرائيل لمساءلات أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.
وطرحت بعض الجهات داخل إسرائيل خيارا بديلا يتمثل في تسليم إدارة القطاع إلى كيان آخر، مثل السلطة الفلسطينية، لكن رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، وأعضاء حكومته يعارضون ذلك بشكل قاطع. كما أشار مسؤولون إلى أن هناك احتمالا ضعيفا بأن تتولى دولة أخرى مسؤولية القطاع، لكن معظم الدول ترفض هذه الفكرة طالما أن الأعمال القتالية مستمرة.
في غضون ذلك، أبدى مسؤولون عسكريون إسرائيليون قلقهم من أن استمرار العمليات العسكرية قد يعرّض حياة المختطفين الإسرائيليين في غزة للخطر. وفقا لتقرير نشرته القناة 12، أرسل كبار ضباط الجيش رسائل إلى الحكومة الإسرائيلية يحذرون فيها من أن المزيد من العمليات العسكرية قد تؤدي إلى تعريض حياة الأسرى للخطر.
"الوضع الدائم" للجيش في غزةوفي سياق متصل، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقا، الميجر جنرال احتياط، تمير هايمن، "خلال فترة الحرب بأكملها، تكررت التساؤلات حول ما إذا كانت لدى دولة إسرائيل استراتيجية خروج فيما يتعلق بالقتال ضد حماس، الذي يستمر في غزة لأكثر من عام".
وتابع قائلا إنه إذا استخدمنا التعبير المتداول بشدة، يمكننا أن نسأل ما إذا كانت لدى إسرائيل خطة لقطاع غزة "لما بعد الحرب".
وأشار هايمن إلى أنه في الأسابيع الأخيرة، من خلال تحليل نشاط الجيش الإسرائيلي وطريقة تواجده الدائم في قطاع غزة، أصبحت الإجابة على هذا السؤال تتضح أكثر - لدينا خطة من هذا النوع. لكن هذه الخطة تطرح سلسلة من التحديات والأسئلة التي من المناسب أن يُجرى نقاش عام حولها، حيث أن تداعياتها واسعة النطاق.
وأضاف "باختصار، وفقا للمسار الواضح، الجيش الإسرائيلي لا يعتزم مغادرة غزة في السنوات القريبة. الواقع الأمني الحالي في غزة هو الواقع الذي سيرافقنا في المستقبل المنظور. ولذلك، ينبغي إجراء مواءمة للتوقعات مع الجمهور، الذي يتنامى لدى جزء كبير منه الشوق إلى اليوم الذي تنتهي فيه الحرب ويعود فيه الجنود من غزة. كما تبدو الأمور الآن، هذا لن يحدث (...) هذا هو الوضع الدائم".