تطوير أخطر 3 عشوائيات في المنيا وتحويلها إلى مناطق حضرية مؤهلة بالسكان

خصصت الدولة مبالغ مالية ضخمة من قبل الحكومة للقضاء على المناطق العشوائية الأكثر خطورة في محافظة المنيا، ونتيجة لذلك، تحولت تلك المناطق إلى مناطق سكنية جميلة بعد أن عانى الأهالي لسنوات طويلة من غياب الخدمات والعيش في مساكن غير صحية تهدد حياتهم وصحتهم.

توفير مساكن آمنة لسكان المناطق العشوائية

شملت مشروعات تطوير العشوائيات في المنيا، إنشاء 38 عمارة ضمن مشروع «روضة محفوظ»، بهدف توفير مساكن آمنة لسكان المناطق العشوائية وغير الآمنة بتكلفة إجمالية قدرها 102 مليون جنيه، كما تم تنفيذ مشروع تطوير منطقة أبو هلال في مدينة المنيا، وشمل ذلك أعمال الصرف الصحي والتجميل والإضاءة بتكلفة إجمالية قدرها 15 مليونا و700 ألف جنيه، وتم أيضًا تطوير منطقة مدينة العمال في حي جنوب المنيا، حيث تم إنشاء 10 عمارات سكنية تحتوي على 218 وحدة سكنية و44 محلًا تجاريًا بتكلفة وصلت إلى 77 مليون جنيه.

وقال زهران سيد، إنه يعيش في عشش محفوظ منذ عام 1973، في حي جنوب مدينة المنيا، وشهدت تلك المنطقة على مدار ربع قرن إهمالا جسيما، حيث افتقد سكانها لكل مظاهر الحياة الآدمية الكريمة، وبعد اندلاع ثورة 30 يونيو، اعتمدت محافظة المنيا المخطط التفصيلي لمشروع تطوير منطقة عشش محفوظ بحي أبو هلال جنوب مدينة المنيا، وتم تحويل اسمها إلى روضة محفوظ، وبلغت المساحة الكلية لمنطقة التطوير 3.6 فدان وشمل المخطط إنشاء 37 عمارة سكنية على ثلاث مراحل تضم 828 وحدة بينها 759 وحدة سكنية و69 وحدة تجارية وخدمية بالأدوار الأرضية.

وقال محمد أحمد، إنه عاش 45 عاما في منطقة عشش محفوظ، في غرفة مساحتها 15 متر، وشارع عرضه 3 أمتار، وفجأة سلمته المحافظة مسكنا ملائما وجديدا، كما تم تطوير شبكة الطرق في المنطقة والمرافق من مياه شرب وصرف صحي وكهرباء، وتم تسليم عقود الوحدات السكنية لجميع الأسر الأولى بالرعاية.وقال خالد مخلوف، أن جميع العمارات السكنية التي تم تنفيذها وتسليمها للأهالي في مساكن مدينة العمال، تتكون من دور أرضي ذات استخدامات متعددة سكنية وتجارية، بالإضافة إلى خمسة طوابق علوية للاستخدام السكني فقط، كما أن عمارات المشروع تشمل 34 عمارة سكنية نموذج ا، مساحتها 200 متر، وتم تقسيم كل طابق إلى 4 وحدات سكنية بمتوسط مساحة للوحدة السكنية 50 مترًا مربعًا إضافة إلى عمارة نموذج ب، بإجمالى مساحة 115 متر، وتم تقسيم كل دور إلى وحدتين سكنيتين بمتوسط مساحة 50 مترا مربعا.

وقال صبحي أحمد من سكان روضة محفوظ، إنه قبل التطوير، كانت "عشش محفوظ" تضم مبانٍ متهالكة ومساكن صغيرة مبنية من مخلفات البلوك، وتعاني من شوارع ضيقة ومرافق غير ملائمة، وتم تحسين هذه المنطقة بشكل غير متوقع حتي أصبحت روضة حقيقة وتم تغير المسمي إلي روضة محفوظ.

وأضاف محمد يسري، من سكان حي أبوهلال بجنوب مدينة المنيا، أن المنطقة كانت تعاني من انعدام النظافة، والمئات من الأسر يعيشون فى منازل ضيثة تم بناؤها منذ عشرات السنين، وأساسات المبانى تنهار ولا يوجد أى إعتناء بها ولا نظرة واحدة للطلبات التى نطلبها, حتي فوجئنا بتطوير شامل خلال السنوات العشر الماضية.

إعداد دراسات ومخططات للجوانب العمرانية

وأوضح المهندس نيازي مصطفى، مدير وحدة تطوير العشوائيات بمحافظة المنيا، في تصريحات لـ«الوطن»، أنه قبل الشروع في تطوير أي منطقة عشوائية، يتم تصنيفها كمنطقة عشوائية غير آمنة وتحديد مدى خطورتها وفقًا لأربع درجات تم وضعها من قبل صندوق تطوير العشوائيات، وتشمل هذه الدرجات: سكن يهدد حياة الإنسان، سكن غير ملائم، سكن يشكل تهديدًا على صحة الإنسان، أو سكن غير مملوك.وبعد ذلك، يتم إعداد دراسات ومخططات شاملة تشمل الجوانب العمرانية والاجتماعية والاقتصادية والبنية التحتية والمرافق والخدمات، كما يتم تحليل تفاصيل المنطقة وإزالة أي عناصر غير آمنة أو خطرة فيها.

وأشار أيضًا إلى أن منطقتي "عشش محفوظ" و"مدينة العمال" كانتا مصنفتين كمناطق غير آمنة من الدرجة الثانية وتم تطويرهما، مؤكدا أن إرادة الدولة ورؤيتها للتطوير كانت جميلة وتهدف إلى خدمة المواطنين وتحقيق مصالحهم، وكانت الدولة مصممة على توفير حياة كريمة وإنسانية للمواطنين، لذا إجراء دراسات لاستغلال المساحات الفارغة لإقامة مراكز شباب لخدمة المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، مثل حي أبو هلال في جنوب مدينة المنيا، وتكلفة مشروع مدينة العمال بلغت 77 مليون جنيه، في حين بلغت تكلفة تطوير منطقة "روضة محفوظ" 102 مليون جنيه.

المصدر: الوطن