هجوم من غزة وإعلان الحرب في إسرائيل.. ماذا الآن؟
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
منذ ما يقرب من 50 عاماً على حرب أكتوبر عام 1973، تفاجأت إسرائيل مرة أخرى بهجوم مفاجئ من جانب حركة حماس، وهو الأمر الذي يستدعي ردا إسرائيلياً قوياً، حيث لا يستبعد محللون أن يغزو الجيش الإسرائيلي قطاع غزة مجدداً.
وعلى عكس سلسلة الاشتباكات مع الفصائل الفلسطينية في غزة على مدى السنوات الثلاث الماضية، يقول تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" يبدو أن هذا صراع واسع النطاق شنته حماس وحلفاؤها، حيث رافقه توغلات إلى داخل إسرائيل، وسقوط قتلى وجرحى ورهائن.
ويشير التقرير إلى أن بعض الأشخاص قارنوا التأثير النفسي على الإسرائيليين بصدمة 11 سبتمبر (أيلول) في أمريكا، لذلك بعد أن يصد الجيش الإسرائيلي الهجوم الفلسطيني الأولي، فإن مسألة "ما يجب القيام به بعد ذلك سوف تلوح في الأفق"، لافتاً إلى أن هناك خيارات قليلة جيدة لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، الذي أعلن الحرب ويتعرض لضغوط من أجل رد عسكري كبير.
وبالنظر إلى أن عشرات الإسرائيليين قد لقوا حتفهم حتى الآن، وأن حماس أخذت المزيد منهم كرهائن، لا يمكن استبعاد غزو إسرائيلي لغزة وحتى إعادة السيطرة المؤقتة للأراضي، وهو أمر حاولت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تجنبه.
وكما قال نتانياهو للإسرائيليين في إعلانه الحرب: "سنجلب القتال إليهم بقوة ونطاق لم يعرفه العدو بعد"، مضيفاً أن الجماعات الفلسطينية ستدفع ثمناً باهظاً.
أطلقنا #السيوف_الحديدية ضد حماس وسننتصر pic.twitter.com/ZLaIUA2qdJ
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) October 7, 2023 عواقب غير متوقعةلكن الحرب الكبرى يمكن أن يكون لها عواقب غير متوقعة، ومن المرجح أن ينتج عن ذلك خسائر فلسطينية كبيرة من المدنيين والمقاتلين.. ما يعطل الجهود الدبلوماسية للرئيس الأمريكي جو بايدن ونتانياهو لتحقيق تقدم بمحادثات السلام بين إسرائيل والسعودية والمدفوعة بضمانات من الولايات المتحدة.
كما سيكون هناك ضغط على حزب الله، الجماعة المسلحة المدعومة من إيران والتي تسيطر على جنوب لبنان، لفتح جبهة ثانية في شمال إسرائيل، كما فعلت في عام 2006.
ويوضح التقرير أن هذا الصراع سيوحد إسرائيل وراء حكومتها، على الأقل لفترة من الوقت، مع إلغاء المعارضة لمظاهراتها المخطط لها ضد التغييرات القضائية التي اقترحها نتانياهو والامتثال لدعوات الاحتياط. وقال ناتان ساكس، مدير مركز سياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينغز، إن ذلك سيعطي نتانياهو "غطاء سياسياً كاملاً لفعل ما يريد".
توغل إسرائيليومع ذلك، فقد رفض نتانياهو في الماضي دعوات لإرسال آلاف الجنود إلى غزة لمحاولة تدمير الجماعات الفلسطينية المسلحة مثل حماس، بالنظر إلى التكلفة والسؤال الحتمي عما سيحدث في اليوم التالي.
وقال مارك هيلر، الباحث البارز في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي، إن السؤال سيكون دائماً ما يحدث بعد ذلك.. في كل عام تقريباً كانت هناك عمليات عسكرية إسرائيلية محدودة في الأراضي الفلسطينية، لكنها لم تقدم أي حلول.
وقال هيلر: "هناك الكثير من الضغط الشديد بالفعل من أجل توغل واسع النطاق لإنهاء حماس، لكنني لا أعتقد أنه سيحل أي شيء على المدى الطويل".
Israel Minister of Defense Yoav Gallant-
Fifteen years ago, as Head of the Southern Command, I came close to 'breaking the neck' (destroying) of Hamas. I was stopped by the political echelon. This phenomenon will not continue. We will change reality on the ground in Gaza for the… pic.twitter.com/ZG6OqPVDV0
لكن كارل بيلت، رئيس الوزراء ووزير الخارجية السويدي السابق، قال إن هجوماً إسرائيلياً كبيراً على غزة أمر لا مفر منه تقريباً، خاصة إذا تم احتجاز الجنود الإسرائيليين كرهائن، وقال: "إذا كانت حماس أخذت الجنود الإسرائيليين كأسرى إلى غزة، فإن عملية إسرائيلية واسعة النطاق في غزة تبدو مرجحة للغاية".
تاريخ حافلسحبت إسرائيل من جانب واحد جنودها ومواطنيها من غزة في عام 2005، مع الاحتفاظ بالسيطرة الفعلية على أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن فشل هذا الانسحاب في تأمين أي نوع من اتفاق السلام الدائم ترك غزة يتيمة نوعاً ما، معزولة إلى حد كبير عن الفلسطينيين الآخرين في الضفة الغربية ومعزولة بالكامل تقريباً من قبل كل من إسرائيل حتى في الصراع الممتد بين عامي 2008 و2009، دخلت القوات الإسرائيلية غزة ومراكزها السكانية.. لكنها اختارت عدم التحرك بعمق في المنطقة أو إعادة السيطرة عليها، مع وقف إطلاق النار بوساطة مصر بعد ثلاثة أسابيع من الحرب.
وتصر الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على أنه بعد الانسحاب عام 2005، لم تعد تتحمل المسؤولية عن غزة.. ولكن نظراً لسيطرة إسرائيل على الحدود وميزتها العسكرية الساحقة، فإن العديد من الجماعات مثل "بتسيلم"، التي تراقب حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، تجادل بأن إسرائيل تحتفظ بمسؤوليات والتزامات قانونية كبيرة تجاه غزة بموجب القانون الإنساني الدولي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة
إقرأ أيضاً:
القدس للدراسات يكشف خطة إسرائيل لتحويل حماس إلى طرف متعنت في التفاوض
قال الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات، إن جميع التسريبات التي تخرج عن صفقة التفاوض وتبادل الأسرى والمحتجزين تأتي من الجانب الإسرائيلي، وبالتالي ليس بالضرورة أن تكون دقيقة، وبالتالي قد لا يكون هدفها نشر المعلومات الموجودة بها، بل إظهار حركة حماس بصورة المتعنت «وشيطنتها» أمام المؤيدين لها والوسطاء والإدارة الأمريكية، وبالتالي يسهل توجيه الضربات لها «أي الهجمات على الفلسطينيين في قطاع غزة».
وأضاف «عوض»، خلال حواره عبر فضائية القاهرة الإخبارية، أن إسرائيل تتبع تكنيك محدد منذ أكثر من عام،ويتمثل في نشر أجواء التفاؤل وتسرب بعض المعلومات وتظهر استعدادها بإتمام الصفقة ولكن حماس ترفض، وبالتالي تتحول حماس طيلة الوقت إلى الطرف المتعنت والرافض.
وتابع، أن نتيناهو يدرك كيفية التعامل مع الإدارة الأمريكية، إذ يتقدم بمقترح بشأن صفقة التفاوض، والتي تقابل بالرفض من حماس، وبالتالي يتخلص نتنياهو من الضغوط الأمريكية.