قدمت الدولة المصرية نموذجا للتعايش السلمي والتعاون البنّاء بين الأديان ليكون مصدر إلهام للمجتمعات الأخرى في جميع أنحاء العالم، للتعايش جنبًا إلى جنب والتعاون في بناء دولة مزدهرة ومتناغمة، فالقيادة السياسية أدركت قيمة المواطنة، فلم تدخر جهداً لترسيخ حرية العبادة والمساواة بين جميع المصريين، ومنذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة البلاد وبدأ مرحلة بناء مصر الحديثة بشكل يليق ببلد عريق، فاهتم كثيرا بالشكل المعماري لبيوت الله مع التخطيط ببناء دور عبادة بجميع المناطق الجديدة بشكل مخطط ومنظم.

في أغسطس الماضي أعلن اللواء أسامة القاضي محافظ المنيا، عن توفيق أوضاع 79 كنيسة ومبنى خدمياً، موضحا أن المنيا من أولى المحافظات على مستوى الجمهورية في تقنين أوضاع الكنائس.

مسلمون يشاركون في بناء الكنائس

«من الخيمة إلى الكنيسة»، بهذه العبارة يعبِّر جرجس يعقوب، من قرية الإسماعيلية التابعة لمركز المنيا، عن التحول الكبير الذي حدث في قريتهم، حيث كانوا يعيشون بدون كنيسة، وكان بناؤها حلمًا بعيد المنال، لكن خلال السنوات السابقة، تحقق هذا الحلم وتم افتتاح كنيسة ماري جرجس، وقد شارك في بنائها المسلمون الذين ساهموا في جمع التبرعات والعمل الجماعي، وتم تصميم هذه الكنيسة لكي يتمكن الأهالي من أداء الصلوات في قريتهم بدلاً من الذهاب إلى القرى المجاورة، وقد تم تحقيق ذلك بفضل التعاون والمحبة، وقد شارك الجميع، بغض النظر عن ديانتهم، في التبرع لبناء الكنيسة، مما يعكس مدى الحب والتسامح الذي يتسم به المجتمع.

عماد صموئيل، أعرب عن سعادته بإنشاء «كنيسة شهداء الوطن والإيمان» في قرية العور بمركز سمالوط، والتي تم بناؤها تخليدًا لذكرى 21 شهيدًا قُتلوا في ليبيا على يد تنظيم داعش الإرهابي، وشدد على أن الكنائس لا تقتصر دورها على الصلوات فحسب، بل لها أيضًا دور اجتماعي يتجلى في الخدمات الملحقة بها مثل المستوصفات الطبية ومكاتب الخدمة للمحتاجين، وقد ركز على أن رعاية الدولة لهذه المباني وتجديدها تعتبر دعوة مباشرة للأقباط للمشاركة الفعالة في بناء الوطن وتقديم مساهمتهم في رفعة المجتمع.

المسجد الكبير في قرية إطسا المحطة، المجاورة للكنيسة، يؤذن به لأداء الصلاة، ويتوجه المسلمون من القرية المشاركون في بناء الكنيسة الجديدة لأداء الصلاة وبعد ذلك، يعودون للاستمرار في أعمالهم التي يقدمونها بشكل مجاني لصالح الكنيسة، حيث أشاد القس شنودة نمر عياد، راعي كنيسة "الشهيد العظيم مارجرجس"، بالروح الطيبة التي تربط المسلمين والأقباط في القرية، وكيف أنهم يعيشون في سلام وتعايش، مؤكدا أن الكنيسة تمثل مركزًا للتجمع الاجتماعي والتفاعل الثقافي بين الجميع.

 

 

إنشاء 94 مسجدا جديدا خلال 6 سنوات 

لم تهتم دولة المواطنة ببناء الكنائس وتوفيق أوضاعها فحسب، ففي محافظة المنيا تم إنشاء 94 مسجدا جديدا خلال 6 سنوات، حتى وصل عدد المساجد إلى 4600 مسجد في عام 2020 بجميع القرى والنجوع وبدأت الأوقاف في إعادة تخطيط المساجد التي تحتاج إلى إحلال وتجديد بما يليق ببيوت الله.

وقبل عام واحد أعلنت أوقاف المنيا عن افتتاح عدد من المساجد الجديدة والتي تم إحلالها وتجديدها على نفقة الوزارة مع التصاميم المعدة لها والتي تليق ببيوت الله خلال الفترة الماضية.

وأكد المهندس محمد سعداوي مدير الإدارة الهندسية بأوقاف المنيا، أن المساجد الجديدة التي يتم إحلالها وتجديدها يتم بناؤها بالالتزام بالاشتراطات التي تحددها الوزارة من حيث إضفاء الطابع الإسلامي ونماذج الأبواب والشبابيك والقبة والمئذنة فالتصميم يفي باحتياجات المواطنين بدور العبادة، مع مراعاة التخطيط والسعة والتصميم الذي يليق ببيوت الله وعمارها.

وقد أشاد أحمد علي، من مدينة المنيا، بأعمال تطوير وتجميل ورفع كفاءة مسجد الفولي بمدينة المنيا والمنطقة المحيطة به حيث يعد المسجد أحد أهم وأقدم المساجد بالمحافظة، وأحد المعالم المهمة بالمدينة، ويعد مقصدا للأهالي من شتى بقاع الجمهورية.

وأشاد سراج صلاح، من أهالي قرية صفط اللبن، بتطوير المسجد الكبير في القرية وصيانة دورات المياه ودهان الواجهات والحوائط الداخلية وأعمال صيانة للكهرباء وزيادة الإضاءة بالمنطقة المحيطة بالمسجد.

وقال أحمد وجيه، من شباب أبوقرقاص، إن التطور في بناء الكنائس والمساجد والتعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين مثالًا للتسامح والتعاون الديني والثقافي في مصر، ويعكس ذلك التعاون الإيجابي لبناء مجتمع متعدد الثقافات والتعايش السلمي بين الأديان المختلفة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المنيا مساجد كنائس المواطنة حقوق المواطنة التعايش السلمي فی بناء

إقرأ أيضاً:

أكثر من 12 دولة.. .وزراء سابقون وأكاديميون عرب يشاركون في ملتقى المنيا لعمداء كليات الحقوق العرب

شارك اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، اليوم الثلاثاء، في فعاليات الملتقى السنوي لعمداء كليات الحقوق العرب، الذي تنظمه جامعة المنيا تحت رعاية الدكتور عصام فرحات، رئيس الجامعة، بمشاركة عدد من عمداء كليات الحقوق من مختلف الدول العربية، وبحضور أربعة وزراء سابقين.

وأكد المحافظ أن استضافة الملتقى تعكس مكانة محافظة المنيا ودورها المحوري في تنظيم الفعاليات الإقليمية التي تعزز التعاون العربي المشترك وخاصة في مجالات التعليم والبحث العلمي، مشيدًا بالدور الأكاديمي البارز للجامعة ولكليات الحقوق في إعداد كوادر قانونية متميزة تسهم في دعم سيادة القانون وترسيخ مبادئ العدالة، لافتا إلى أن التعاون العربي في التعليم القانوني يمثل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التكامل بين الدول العربية.

من جانبه، أعرب الدكتور عصام فرحات، رئيس جامعة المنيا، عن سعادته بتنظيم الملتقى، مقدمًا الشكر للطلاب الوافدين من اثنتي عشرة دولة لحضور هذا الحدث، الذي يمثل منصة مهمة لتبادل الخبرات والتجارب بين كليات الحقوق العربية وفتح آفاق جديدة للتعاون الأكاديمي والبحثي، مؤكدا أن جامعة المنيا تُصنف ضمن أفضل 1000 جامعة على مستوى العالم وتحتل مكانة متقدمة في جميع التصنيفات الدولية المرموقة، مما يعكس تميزها العلمي والبحثي.

وناقش الملتقى، الذي شهد حضورًا واسعًا لشخصيات عربية ومصرية بارزة وعمداء كليات الحقوق من مختلف الدول العربية الشقيقة، عددًا من الموضوعات الهامة، منها التحديات المعاصرة التي تواجه التعليم القانوني، وسبل تطوير المناهج الدراسية لمواكبة التطورات التشريعية، ودعم قضايا العدالة وسيادة القانون في العالم العربي.

حضر فعاليات الملتقى كل من الدكتور السيد عبد الخالق، وزير التعليم العالي الأسبق ورئيس لجنة قطاع القانون بمصر والدكتور أحمد جمال موسى، وزير التربية والتعليم الأسبق، والدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق، والدكتورة فتيحة محمد قوراري، الأمين العام للجمعية العلمية لكليات الحقوق، والمستشار هاني عبد الجابر، رئيس نادي قضاة المنيا، والدكتور أنس جعفر، محافظ بني سويف الأسبق، والدكتور جمال أبو المجد، رئيس جامعة المنيا الأسبق. بالاضافة الى الدكتور حسن سند، عميد كلية حقوق المنيا ورئيس المؤتمر.

واختُتمت فعاليات الملتقى بتأكيد المشاركين على أهمية تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي بين كليات الحقوق العربية، والعمل على تطوير التعليم القانوني بما يواكب المتغيرات التشريعية والاقتصادية على المستوى الإقليمي والدولي.

مقالات مشابهة

  • عراق ( 4+1) .. حل للتعايش والوحدة والرقي !
  • ورقة عمل لـ ملتقى التأثير المدني ومرصد الحوكمة الرشيدة: لبنان في يومِه التّالي- الفُرصة الأخيرة؟
  • البستاني بعد لقاء جعجع: لرئيس إصلاحي قادر على بناء الدولة
  • ضمن مبادرة بداية.. أمانة المرأة بالحرية المصري تناقش المواطنة وتعزيز المشاركة السياسية
  • ضمن مبادرة "بداية".. "الحرية المصري" ينظم ندوة حول المواطنة وتعزيز المشاركة السياسية
  • أفتتاح كنيسة جديدة بمدينة بورفؤاد
  • ندوة خالد النبوي ترفع شعار كامل العدد بمهرجان القاهرة للفيلم القصير (خاص)
  • أكثر من 12 دولة.. .وزراء سابقون وأكاديميون عرب يشاركون في ملتقى المنيا لعمداء كليات الحقوق العرب
  • عبدالله بن طوق يطلق النسخة الخامسة لحملة أجمل شتاء في العالم تحت شعار “السياحة الخضراء”
  • وزير الاقتصاد يطلق حملة أجمل شتاء في العالم تحت شعار «السياحة الخضراء»