مساجد وكنائس جديدة بالمنيا.. دولة المواطنة ترفع شعار «يحيا الهلال مع الصليب»
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
قدمت الدولة المصرية نموذجا للتعايش السلمي والتعاون البنّاء بين الأديان ليكون مصدر إلهام للمجتمعات الأخرى في جميع أنحاء العالم، للتعايش جنبًا إلى جنب والتعاون في بناء دولة مزدهرة ومتناغمة، فالقيادة السياسية أدركت قيمة المواطنة، فلم تدخر جهداً لترسيخ حرية العبادة والمساواة بين جميع المصريين، ومنذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة البلاد وبدأ مرحلة بناء مصر الحديثة بشكل يليق ببلد عريق، فاهتم كثيرا بالشكل المعماري لبيوت الله مع التخطيط ببناء دور عبادة بجميع المناطق الجديدة بشكل مخطط ومنظم.
في أغسطس الماضي أعلن اللواء أسامة القاضي محافظ المنيا، عن توفيق أوضاع 79 كنيسة ومبنى خدمياً، موضحا أن المنيا من أولى المحافظات على مستوى الجمهورية في تقنين أوضاع الكنائس.
مسلمون يشاركون في بناء الكنائس«من الخيمة إلى الكنيسة»، بهذه العبارة يعبِّر جرجس يعقوب، من قرية الإسماعيلية التابعة لمركز المنيا، عن التحول الكبير الذي حدث في قريتهم، حيث كانوا يعيشون بدون كنيسة، وكان بناؤها حلمًا بعيد المنال، لكن خلال السنوات السابقة، تحقق هذا الحلم وتم افتتاح كنيسة ماري جرجس، وقد شارك في بنائها المسلمون الذين ساهموا في جمع التبرعات والعمل الجماعي، وتم تصميم هذه الكنيسة لكي يتمكن الأهالي من أداء الصلوات في قريتهم بدلاً من الذهاب إلى القرى المجاورة، وقد تم تحقيق ذلك بفضل التعاون والمحبة، وقد شارك الجميع، بغض النظر عن ديانتهم، في التبرع لبناء الكنيسة، مما يعكس مدى الحب والتسامح الذي يتسم به المجتمع.
عماد صموئيل، أعرب عن سعادته بإنشاء «كنيسة شهداء الوطن والإيمان» في قرية العور بمركز سمالوط، والتي تم بناؤها تخليدًا لذكرى 21 شهيدًا قُتلوا في ليبيا على يد تنظيم داعش الإرهابي، وشدد على أن الكنائس لا تقتصر دورها على الصلوات فحسب، بل لها أيضًا دور اجتماعي يتجلى في الخدمات الملحقة بها مثل المستوصفات الطبية ومكاتب الخدمة للمحتاجين، وقد ركز على أن رعاية الدولة لهذه المباني وتجديدها تعتبر دعوة مباشرة للأقباط للمشاركة الفعالة في بناء الوطن وتقديم مساهمتهم في رفعة المجتمع.
المسجد الكبير في قرية إطسا المحطة، المجاورة للكنيسة، يؤذن به لأداء الصلاة، ويتوجه المسلمون من القرية المشاركون في بناء الكنيسة الجديدة لأداء الصلاة وبعد ذلك، يعودون للاستمرار في أعمالهم التي يقدمونها بشكل مجاني لصالح الكنيسة، حيث أشاد القس شنودة نمر عياد، راعي كنيسة "الشهيد العظيم مارجرجس"، بالروح الطيبة التي تربط المسلمين والأقباط في القرية، وكيف أنهم يعيشون في سلام وتعايش، مؤكدا أن الكنيسة تمثل مركزًا للتجمع الاجتماعي والتفاعل الثقافي بين الجميع.
إنشاء 94 مسجدا جديدا خلال 6 سنوات
لم تهتم دولة المواطنة ببناء الكنائس وتوفيق أوضاعها فحسب، ففي محافظة المنيا تم إنشاء 94 مسجدا جديدا خلال 6 سنوات، حتى وصل عدد المساجد إلى 4600 مسجد في عام 2020 بجميع القرى والنجوع وبدأت الأوقاف في إعادة تخطيط المساجد التي تحتاج إلى إحلال وتجديد بما يليق ببيوت الله.
وقبل عام واحد أعلنت أوقاف المنيا عن افتتاح عدد من المساجد الجديدة والتي تم إحلالها وتجديدها على نفقة الوزارة مع التصاميم المعدة لها والتي تليق ببيوت الله خلال الفترة الماضية.
وأكد المهندس محمد سعداوي مدير الإدارة الهندسية بأوقاف المنيا، أن المساجد الجديدة التي يتم إحلالها وتجديدها يتم بناؤها بالالتزام بالاشتراطات التي تحددها الوزارة من حيث إضفاء الطابع الإسلامي ونماذج الأبواب والشبابيك والقبة والمئذنة فالتصميم يفي باحتياجات المواطنين بدور العبادة، مع مراعاة التخطيط والسعة والتصميم الذي يليق ببيوت الله وعمارها.
وقد أشاد أحمد علي، من مدينة المنيا، بأعمال تطوير وتجميل ورفع كفاءة مسجد الفولي بمدينة المنيا والمنطقة المحيطة به حيث يعد المسجد أحد أهم وأقدم المساجد بالمحافظة، وأحد المعالم المهمة بالمدينة، ويعد مقصدا للأهالي من شتى بقاع الجمهورية.
وأشاد سراج صلاح، من أهالي قرية صفط اللبن، بتطوير المسجد الكبير في القرية وصيانة دورات المياه ودهان الواجهات والحوائط الداخلية وأعمال صيانة للكهرباء وزيادة الإضاءة بالمنطقة المحيطة بالمسجد.
وقال أحمد وجيه، من شباب أبوقرقاص، إن التطور في بناء الكنائس والمساجد والتعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين مثالًا للتسامح والتعاون الديني والثقافي في مصر، ويعكس ذلك التعاون الإيجابي لبناء مجتمع متعدد الثقافات والتعايش السلمي بين الأديان المختلفة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المنيا مساجد كنائس المواطنة حقوق المواطنة التعايش السلمي فی بناء
إقرأ أيضاً:
وزير العدل: لا يمكن بناء دولة من دون قرار ظني في انفجار المرفأ
كشف وزير العدل عادل نصار، عن خطته وأولوياته لتسيير العمل القضائي في لبنان، مشيرًا إلى أهمية "التشكيلات القضائية" وضرورة إقرار قانون استقلالية السلطة القضائية. كما تطرق إلى ضرورة إزالة العقبات التي تعيق صدور القرار الاتهامي في قضية تفجير مرفأ بيروت.
وفيما يتعلق بعلاقته مع رئيس حزب الكتائب، قال نصار في مقابلة عبر قناة الـMTV: "لا تُحرجني أي علاقة مع حزب الكتائب، لكن أريد توضيح أنه تاريخيًا نحن كعائلة لسنا كتائبيين، ومع ذلك تربطني صداقة كبيرة بالنائب سامي الجميّل وأعتز بها".
وأضاف نصار أنه تواصل مع مدعي عام التمييز فور حادثة اليونيفيل على طريق المطار، مؤكدًا استمرار التحقيقات والملاحقات بشأن الحادث. وبخصوص التدخلات السياسية في القضاء، أشار إلى أن "السلطة القضائية، والقضاة في معظمهم، لا يتأثرون بالتدخلات السياسية، لكن من المهم تفعيل التفتيش القضائي لضمان عدم وجود ضغوط سياسية."
ورغم اعترافه بوجود تدخلات سياسية في ملف مرفأ بيروت، أوضح نصار أن "القاضي طارق البيطار لم يرضخ لهذه التدخلات واستمر في تحقيقاته." وأكد أن دور وزارة العدل ليس التدخل في الملفات القضائية بل اتخاذ الإجراءات اللازمة في حال تعرض القضاة لضغوط.
فيما يخص التشكيلات القضائية، قال نصار: "سأوقع أي تشكيلة قضائية تصل إليّ، ويمكنني أن أضع ملاحظاتي عليها، لكنني أثق برئيس مجلس القضاء الأعلى، سهيل عبود، ولا أعتقد أن لديّ ملاحظات كبيرة." وأضاف أنه سيتخذ إجراءات لتحسين وضع القضاة وتفعيل التفتيش القضائي، موجهًا دعوة لهم لفك الارتباط بالأحزاب لتفادي المحاصصة.
كما أشار نصار إلى أهمية تحسين الظروف التي يعمل فيها القضاة، مؤكدًا ضرورة بناء الدولة "بشراكة تحت سقف القانون."
وبشأن قضية انفجار مرفأ بيروت، أكد نصار أن "لا يمكن بناء دولة إذا لم يصدر القرار الظني في قضية المرفأ، ويجب إزالة العراقيل وتقديم الحماية للقاضي البيطار." وأضاف: "لا أعرف مضمون القرار الظني، وإذا عُرض عكس ذلك سيكون كارثة."
وفي ختام المقابلة، استعرض نصار رأيه في المطالبة بالعفو العام، متسائلًا: "كيف يمكن تفعيل مبدأ المحاسبة إذا كنا سنقر بمبدأ العفو العام؟".