خزي للجنرالات ونوبات صرع للجنود.. «العبور» دمر نفسية الجيش الإسرائيلي
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
فى وقت مبكر بعد ظهر يوم 6 أكتوبر 1973 عبرت القوات المسلحة المصرية قناة السويس إلى الضفة الشرقية، وأصابت المجتمع الإسرائيلى بحالة صدمة، بعد أن سقط 2656 جندياً قتيلاً و7251 جريحاً، وتم أسر 294 إسرائيلياً، كل هذا فى بلد كان يبلغ عدد سكانه حينها 3.3 مليون نسمة فقط!
لم يقتصر الأمر على الخسائر فى الدماء، بل كانت الحرب بمثابة ضربة نفسية ضخمة للعدو الصهيونى، وبدأت فترة من الضيق الوطنى، إذ كان الإسرائيليون بعد نكسة عام 1967، ينظرون إلى بلدهم على أنه لا يقهر، لتأتى حرب السادس من أكتوبر وتشعرهم بالضعف واليأس، وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية عمل الرئيس محمد أنور السادات على كسر الوضع الراهن، واستعادة الكبرياء العربى، وإلحاق الأذى بالإسرائيليين.
أما صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية فكشفت عن حالة الجنود الإسرائيليين خلال حرب السادس من أكتوبر عام 1973، حيث قالت إن جنود الجيش الإسرائيلى قد ذهبوا إلى الحرب مثل القطيع إلى الذبح، وهو اتهام وجهه الجنود إلى قادتهم فى المعركة، كما أن شهادات الجنود الإسرائيليين تفيد بأنهم اتهموا قادتهم العسكريين بعدم الخبرة وعدم الاحتراف، بل والفوضى وعدم تقدير الموقف، وهى وثائق أوضحت الصحيفة أنها نشرت بعد فترة وجيزة من انتهاء الحرب نفسها. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن القادة العسكريين فى الجيش الإسرائيلى أرسلوا جنودهم إلى السويس دون أى اعتبارات، ولكن لأسباب سياسية فحسب، واتهمت قادتهم بأنهم لم يهتموا أو يراعوا حياتهم البشرية، وافتقروا إلى الخبرة والاحترافية فى التعامل معهم أثناء حرب السادس من أكتوبر عام 1973، مؤكدة أن شهادات الجنود الإسرائيليين جاءت ضمن تحليل أجرته وحدة علم النفس التابعة للجيش الإسرائيلى بعد فترة قليلة من الحرب، بهدف تحديد إخفاقات القادة العسكريين فى الجيش الإسرائيلى.
ونقلت «هآرتس» مذكرات أفنير شاليف، مدير مكتب رئيس أركان الجيش الإسرائيلى، خلال حرب السادس من أكتوبر 1973، التى سمح أرشيف الجيش الإسرائيلى بنشرها، حيث نقل عن وزير الدفاع آنذاك، موشيه ديان، ورئيس هيئة الأركان، الجنرال دافيد أليعازر، ومسئولين إسرائيليين آخرين، تعبيرات أخرى كـ«حلول» للخروج من الوضع المتأزم، الذى كان فيه الجيش الإسرائيلى خلال الأيام الأولى للحرب نفسها.
فيما نشرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية تفاصيل مثيرة تعود لقصة جندى إسرائيلى شارك بحرب أكتوبر 1973، وعاش كالموتى لمدة 49 عاماً، مشيرة إلى أن الجندى الإسرائيلى جدعون هيرتز عاش ميتاً ما يقرب من نصف قرن، بسبب إعاقة حدثت له خلال حرب السادس من أكتوبر 73 وصدمات نفسية كبيرة، وظل طيلة 49 عاماً مصاباً بسكتات دماغية عديدة، لا يتحدث ويعانى من نوبات صرع وخرف، وحالة هيستيرية ليلاً من شدة الخوف، ومع مرور السنين أصبح أكثر عزلة، ولا يغادر المستوطنة التى يمكث بها.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلى لم يكن يعلم أى شىء عن الجندى سالف الذكر، والبالغ من العمر 69 عاماً، ومؤخراً تحدثت ابنته عن حالته التى تشبه الأموات، بعد ما رآه من ويلات خلال مشاركته بحرب أكتوبر.
وتحدث الجندى الإسرائيلى جدعون هيرتز عن الهلع الذى رآه بحرب أكتوبر وأصدقائه الذين فقدهم جميعاً، وشرح كيف تسبب الجيش المصرى فى حالة فزع أصابت جنود الجيش الإسرائيلى خلال حرب السادس من أكتوبر 1973.
فيما عقبت وزارة الدفاع الإسرائيلية على حالة الجندى الإسرائيلى جدعون هيرتز، أنه مصاب بإعاقة 50%، وعانى الكثير من الصدمات النفسية والاضطرابات العقلية بعد مشاركته بحرب السادس من أكتوبر، مؤكدة أن حالته تسوء مع مرور الوقت، واضطراب ما بعد الصدمة لا يزول بل يزداد على مر السنين.
من جانبها قالت ابنة «هيرتز» للصحيفة الإسرائيلية: «والدى ميت على قيد الحياة، ونوبات الغضب والكوابيس الليلية لا تفارقه، ومع مرور السنين أصبح أكثر عزلة، لا يغادر باب المستوطنة التى يعيش بها، وعانى سنوات من عدة سكتات دماغية وخرف وجلطات بالمخ أضرت بذاكرته قصيرة المدى، ويزداد الضرر العقلى والضعف البدنى يوماً بعد يوم، وهو لا يملك القدرة والأدوات والوسائل لجعل الحدث أسهل قليلاً بعد مشاركته بحرب أكتوبر.. أبى سيموت خلال أيام معدودة حسبما شخَّص الأطباء حالته».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: نصر أكتوبر الصراع العربي الإسرائيلي الجیش الإسرائیلى بحرب أکتوبر أکتوبر 1973
إقرأ أيضاً:
اليونيفيل: قلق بالغ إزاء الهجمات الإسرائيلية على الجيش اللبناني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أبدت قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) قلقًا عميقًا إزاء الاستهداف المتكرر الذي تعرضت له القوات اللبنانية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، رغم إعلان الجيش اللبناني عدم انخراطه في العمليات القتالية الجارية بين حزب الله وإسرائيل.
وأشارت قوات اليونيفيل في بيان بثه التلفزيون اللبناني إلى أن القوات المسلحة اللبنانية أبلغت عن هجمات متكررة خلال الأسابيع الماضية، تسببت في مقتل 45 من عناصرها وتدمير ممتلكات عامة وخاصة، إلى جانب إلحاق أضرار كبيرة بالمباني، مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة.
من جانبه، عبّر قائد بعثة اليونيفيل الجنرال أرولدو لاثارو عن تعازيه لأسر الجنود الذين فقدوا حياتهم وتمنى الشفاء العاجل للمصابين.
وأكد تضامن البعثة مع المتأثرين جراء هذه الحوادث، داعيًا إلى احترام القانون الدولي.
وأكد البيان أن استهداف الجيش اللبناني على أراضيه يشكل خرقًا واضحًا لقرار مجلس الأمن رقم 1701، وكذلك انتهاكًا لقواعد القانون الإنساني الدولي التي تجرّم الاعتداء على المدنيين والعسكريين غير المشاركين في القتال.
كما شددت اليونيفيل على الدور الأساسي الذي يلعبه الجيش اللبناني في تطبيق قرار مجلس الأمن لعام 2006، معتبرة أن هذا الدور يظل ضروريًا لتحقيق الاستقرار في المنطقة ولإيقاف موجة العنف بين الطرفين المتصارعين.
واختتمت اليونيفيل بيانها بالدعوة إلى تهدئة التصعيد العسكري وحث جميع الأطراف على تبني الحوار والتفاوض كوسيلة لحل النزاعات بدلًا من استخدام القوة.