فى وقت مبكر بعد ظهر يوم 6 أكتوبر 1973 عبرت القوات المسلحة المصرية قناة السويس إلى الضفة الشرقية، وأصابت المجتمع الإسرائيلى بحالة صدمة، بعد أن سقط 2656 جندياً قتيلاً و7251 جريحاً، وتم أسر 294 إسرائيلياً، كل هذا فى بلد كان يبلغ عدد سكانه حينها 3.3 مليون نسمة فقط!

لم يقتصر الأمر على الخسائر فى الدماء، بل كانت الحرب بمثابة ضربة نفسية ضخمة للعدو الصهيونى، وبدأت فترة من الضيق الوطنى، إذ كان الإسرائيليون بعد نكسة عام 1967، ينظرون إلى بلدهم على أنه لا يقهر، لتأتى حرب السادس من أكتوبر وتشعرهم بالضعف واليأس، وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية عمل الرئيس محمد أنور السادات على كسر الوضع الراهن، واستعادة الكبرياء العربى، وإلحاق الأذى بالإسرائيليين.

وتقول صحيفة جيروزاليم بوست: «راهن السادات على أنه من خلال الهجوم المفاجئ واستخدام الأسلحة المتقدمة، التى زوده بها الاتحاد السوفيتى، سيكون لديه فرصة جيدة لتخفيف التفوق العسكرى الإسرائيلى، ولم يكن مخطئاً، إذ كان انتصار الجيش الإسرائيلى فى عام 1967 يعتمد على هيمنة القوات الجوية الإسرائيلية على سماء الشرق الأوسط وقوة الأعمدة المدرعة الإسرائيلية، فإن الأسلحة الجديدة المضادة للطائرات والدبابات فى مصر فى عام 1973 غيرت ساحة المعركة».

أما صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية فكشفت عن حالة الجنود الإسرائيليين خلال حرب السادس من أكتوبر عام 1973، حيث قالت إن جنود الجيش الإسرائيلى قد ذهبوا إلى الحرب مثل القطيع إلى الذبح، وهو اتهام وجهه الجنود إلى قادتهم فى المعركة، كما أن شهادات الجنود الإسرائيليين تفيد بأنهم اتهموا قادتهم العسكريين بعدم الخبرة وعدم الاحتراف، بل والفوضى وعدم تقدير الموقف، وهى وثائق أوضحت الصحيفة أنها نشرت بعد فترة وجيزة من انتهاء الحرب نفسها. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن القادة العسكريين فى الجيش الإسرائيلى أرسلوا جنودهم إلى السويس دون أى اعتبارات، ولكن لأسباب سياسية فحسب، واتهمت قادتهم بأنهم لم يهتموا أو يراعوا حياتهم البشرية، وافتقروا إلى الخبرة والاحترافية فى التعامل معهم أثناء حرب السادس من أكتوبر عام 1973، مؤكدة أن شهادات الجنود الإسرائيليين جاءت ضمن تحليل أجرته وحدة علم النفس التابعة للجيش الإسرائيلى بعد فترة قليلة من الحرب، بهدف تحديد إخفاقات القادة العسكريين فى الجيش الإسرائيلى.

ونقلت «هآرتس» مذكرات أفنير شاليف، مدير مكتب رئيس أركان الجيش الإسرائيلى، خلال حرب السادس من أكتوبر 1973، التى سمح أرشيف الجيش الإسرائيلى بنشرها، حيث نقل عن وزير الدفاع آنذاك، موشيه ديان، ورئيس هيئة الأركان، الجنرال دافيد أليعازر، ومسئولين إسرائيليين آخرين، تعبيرات أخرى كـ«حلول» للخروج من الوضع المتأزم، الذى كان فيه الجيش الإسرائيلى خلال الأيام الأولى للحرب نفسها.

فيما نشرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية تفاصيل مثيرة تعود لقصة جندى إسرائيلى شارك بحرب أكتوبر 1973، وعاش كالموتى لمدة 49 عاماً، مشيرة إلى أن الجندى الإسرائيلى جدعون هيرتز عاش ميتاً ما يقرب من نصف قرن، بسبب إعاقة حدثت له خلال حرب السادس من أكتوبر 73 وصدمات نفسية كبيرة، وظل طيلة 49 عاماً مصاباً بسكتات دماغية عديدة، لا يتحدث ويعانى من نوبات صرع وخرف، وحالة هيستيرية ليلاً من شدة الخوف، ومع مرور السنين أصبح أكثر عزلة، ولا يغادر المستوطنة التى يمكث بها.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلى لم يكن يعلم أى شىء عن الجندى سالف الذكر، والبالغ من العمر 69 عاماً، ومؤخراً تحدثت ابنته عن حالته التى تشبه الأموات، بعد ما رآه من ويلات خلال مشاركته بحرب أكتوبر.

وتحدث الجندى الإسرائيلى جدعون هيرتز عن الهلع الذى رآه بحرب أكتوبر وأصدقائه الذين فقدهم جميعاً، وشرح كيف تسبب الجيش المصرى فى حالة فزع أصابت جنود الجيش الإسرائيلى خلال حرب السادس من أكتوبر 1973.

فيما عقبت وزارة الدفاع الإسرائيلية على حالة الجندى الإسرائيلى جدعون هيرتز، أنه مصاب بإعاقة 50%، وعانى الكثير من الصدمات النفسية والاضطرابات العقلية بعد مشاركته بحرب السادس من أكتوبر، مؤكدة أن حالته تسوء مع مرور الوقت، واضطراب ما بعد الصدمة لا يزول بل يزداد على مر السنين.

من جانبها قالت ابنة «هيرتز» للصحيفة الإسرائيلية: «والدى ميت على قيد الحياة، ونوبات الغضب والكوابيس الليلية لا تفارقه، ومع مرور السنين أصبح أكثر عزلة، لا يغادر باب المستوطنة التى يعيش بها، وعانى سنوات من عدة سكتات دماغية وخرف وجلطات بالمخ أضرت بذاكرته قصيرة المدى، ويزداد الضرر العقلى والضعف البدنى يوماً بعد يوم، وهو لا يملك القدرة والأدوات والوسائل لجعل الحدث أسهل قليلاً بعد مشاركته بحرب أكتوبر.. أبى سيموت خلال أيام معدودة حسبما شخَّص الأطباء حالته».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: نصر أكتوبر الصراع العربي الإسرائيلي الجیش الإسرائیلى بحرب أکتوبر أکتوبر 1973

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يجري تعديلا لتعويض نقص جنوده

نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن الجيش الإسرائيلي أن لديه نقصا بنحو 10 آلاف جندي بسبب استمرار الحرب على قطاع غزة وعدم فاعلية مساعي تجنيد اليهود المتشددين (الحريديم).

وقالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي بدأ إجراء تعديل يلزم الجنود بالبقاء بعد انتهاء خدمتهم النظامية بسبب نقص العدد، وأوضحت أن الأمر العسكري يفرض على الجنود النظاميين الخدمة في الجيش 4 أشهر إضافية.

ونقلت يديعوت أحرونوت عن الجيش الإسرائيلي أن جنودا في الاحتياط خدموا نحو 500 يوم متواصلة، وذلك في ظل الحرب على غزة والمعارك مع المقاومة الفلسطينية في القطاع.

من جهته، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن حكومة بنيامين نتنياهو "تعمل على تحميل جنود الاحتياط أعباء متزايدة بدلا من تجنيد الحريديم"، مؤكدا "سوف نضع حدا لهذا ومن لا يتطوع لن يحصل على شيكل واحد من الدولة".

والأحد الماضي، دفع جيش الاحتلال بجنود لم يكملوا تدريبهم إلى غزة للمشاركة في حرب الإبادة بحق الفلسطينيين، نظرا لنقص الأعداد في صفوفه، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الأحد.

وقالت هيئة البث الرسمية "على خلفية نقص عدد الجنود، التحق جنود من لواءي غولاني وغفعاتي قبل 4 أشهر بالجيش، ولم يكملوا التدريبات، ويتم إرسالهم إلى غزة".

إعلان

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، الاثنين الماضي، إن رئيس الأركان إيال زامير، أبلغ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن "نقص عدد الجنود قد يحد من قدرة الجيش على تحقيق طموحات القيادة السياسية ومخططاتها في غزة".

وفي الأشهر الماضية، تحدث الجيش عن نقص في الجنود النظاميين بسبب عدم تجنيد الحريديم، وعزوف ما بين 30% و40% من جنود الاحتياط عن الخدمة لأسباب بينها الإرهاق من طول الحرب، وفق إعلام إسرائيلي.

وقد يتفاقم هذا النقص في ظل عرائض متواترة يوقعها إسرائيليون بينهم عسكريون، للمطالبة بإعادة الأسرى، ولو بوقف حرب الإبادة، وهي ما باتت تعرف إعلاميا بـ"عرائض العصيان".

مقالات مشابهة

  • في عمليات منفصلة.. الجيش الإسرائيلي يُعلن اغتيال 3 مقاومين فلسطينيين
  • الجيش الإسرائيلي يحشد "ألوية احتياط" للقتال في غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط محاولة تهريب أسلحة من مصر
  • الجيش الإسرائيلي يعبء قوات الاحتياط لشن هجوم واسع على غزة
  • هاجمها أمس… الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد جديدة لاستهداف الضاحية (فيديو)
  • الجيش الإسرائيلي يسوي رفح بالأرض
  • الجيش الإسرائيلي يجد صعوبة في التصدي لسرقة أسلحة من قواعده
  • عاجل. الجيش الإسرائيلي يصدر إنذار إخلاء إلى سكان حي في ضاحية بيروت الجنوبية
  • الجيش الإسرائيلي يجري تعديلا لتعويض نقص جنوده
  • عاجل. الجيش الإسرائيلي ينشر نتائج التحقيق في هجوم السابع من أكتوبر